أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إخلاص باقر النجار - إمكانية إستفادة العراق من التجربة الماليزية لتنظيم إدخار الحج















المزيد.....

إمكانية إستفادة العراق من التجربة الماليزية لتنظيم إدخار الحج


إخلاص باقر النجار
(Ikhlas Baqir Hashem Al-Najjar)


الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 17:08
المحور: مقابلات و حوارات
    



إن إيمان المسلم بفريضة الحج ليس قضية فلسفية مجرّدة بعيداً عن توجيه أنشطته وممارسته اليومية، ففي الإيمان بالعقيدة يتم ربط الفكرة بالعمل، والنية بالحركة والسلوك، فرغبة المسلم في إداء فريضة الحج تدفعه إلى التفكير بطريقة وكيفية الحصول على مبلغ السفر وبيع أغلى ما يملكه ، ونحن مسلمون مأمورون بالادخار والاستثمار لأنهما توجيه إلهي ، يعلم خير الإنسان ومصلحته في كل ما يأمره به من أوامر أو نواهي ، وتؤكد نظرية الإدخار في الاقتصاد الاسلامي على أن متغير الحج يحدد وينمي الإدخار العائلي، وهذا بدوره يؤدي الى زيادة الاستثمار في قطاع السياحة الدينية ، ومن ثم الى زيادة معدل النمو الاقتصادي في البلد ، اي ان هناك علاقة طردية ما بين متغير الحج وما بين الادخار العائلي ، وقد ضرب الله لنا مثلاً في كيفية تنظيم موارد البلاد وقت الرخاء ، بقوله تعالى : {{ قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون (47) }} سورة يوسف ، وهي من السلوكيات التي علمنا إياها إسلامنا الحنيف ، لأن الكثير من المسلمين اليوم بأمس الحاجة إلى الإدخار ، وتوظيف الأموال المدخرة ،لسد حاجات المجتمعات على شكل مشاريع استثمارية وقروض استهلاكية حسنه ، ومن المفيد التمييز ما بين الإدخار الذي دعا إليه الإسلام ورغب به وما بين الاكتناز، حيث أن الإدخار وسيلة من وسائل سد الحاجة للفرد والأسرة والمجتمع وتوفير السيولة المطلوبة للمصارف للاسلامية وإحتياط نقدي لمواجهة الأزمات المالية ، بينما الإكتناز هو عزل النقود عن دائرة النشاط الإقتصادي وتعطيلها ، قال الله تعالى :{{ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتُكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنـزون (34-35)}} سورة التوبة .
وقد كان أول من عرض فكرة مشروع ادخار الحج البروفيسور الماليزي أنكو عبد العزيز عبد الحميد في عام 1957، وبعد دراسات استمرت لسنوات عدة تم إنشاء صندوق الحج الماليزي في عام 1963 ، وتقوم فكرة صندوق ادخار الحج على أن من يرغب في أداء الفريضة يخصص جزءاً صغيراً من راتبه في هذا الصندوق، حيث يتم استثمار هذه الأموال ، وإذا ما بلغ ما أودعه الشخص حداً يكفي أداء الفريضة يسمح له بأدائها، وأن كثيرا من العائلات الماليزية تفتح حسابات في صندوق الحج منذ بداية ولادة الطفل ، تدفع كل شهر حتى تزيد أموال الطفل وتستثمر في القطاعات التجارية على وفق الضوابط الشرعية ، وأن الحكومة الماليزية اتخذت قراراً بأن يكون أداء فريضة الحج من خلال هذا الصندوق المالي ، للحيلولة دون حدوث المشاكل التي قد تحدث للحجاج عندما تتولى الشركات السياحية تنظيم شؤون فريضة الحج ، حيث يتم تدريب الحجاج الماليزيين على مناسك الحج نظريا وعملياً قبل ستة أشهر من موسم الحج حتى يقوموا بالعبادات بشكلها الصحيح ،وممارسة الشعائر حول مجسمات للكعبة وحجر سيدنا إسماعيل ومقام سيدنا إبراهيم ورمي الجمرات والمسعى ،وارتدائهم للملابس الخاصة بالحج حتى يألفوها ، فضلاً عن توفير علماء دين أكفاء لإلقاء المحاضرات عن الحج وكيفية أداء الشعائر ، وبعد انتهاء موسم الحج يُعقد مؤتمرا سنويا ، يتم فيه دعوة الحجاج وتكريمهم والتحاور معهم وأخذ انطباعاتهم ومشاعرهم ،وقد أعرب الكثير من العرب وأولهم المتحدثة عن مدى الإعجاب بالتنظيم الدقيق والإشراف المتميز من المسؤولين ، لجعل هذه الفريضة أكثر يسراً وأمناً،فعملية التنظيم والتوعية تجعل الحاج مهيأ تماماً لمعرفة المناسك والإجراءات المتبعة إلى حين وصوله إلى الديار المقدسة.
وقد أدى صندوق إدخار الحج ( تابونغ حاجى ) دوراً كبيراً في مساعدة الماليزيين الراغبين في أداء فريضة الحج، بطريقة تدريجية من توفير نفقات الحج دون الوقوع في مغبة الربا, وفي نفس الوقت توظيف واستثمار الأموال المدخرة لصالح المدخرين, وتقسيم الأرباح بين المساهمين على أساس المشاركة ، وذلك إدراكا منه لحساسية المسلمين الماليزيين في التعامل مع المصارف التقليدية ، كما ولعب دوراً كبيراً في تمويل الاستثمارات العامة وتمويل البرامج الاجتماعية دون اللجوء إلى المعونة الأجنبية ، ويشرف على الصندوق مجلس استشاري يوجه ويراقب أعماله , كما يقوم بإخراج الزكاة من أرباح أعماله التجارية والاستثمارية من خلال الشؤون الإسلامية في ماليزيا .
أما في العراق فيتم تطبيق نظام القرعة لخمس سنوات على المتقدمين للحج كل بحسب محافظته وبحسب الفئات العمرية (60%) لكبار السن و(40%) للاعمار الاخرى ، بعد ان يتم استخراج حصة خاصة للامتيازات الحزبية والسياسية المتمثلة بذوي الشهداء والسجناء والسياسين في عهد النظام السابق ، من الحصة العامة المقرة للعراق من قبل المملكة العربية السعودية وبحسب التعداد السكاني،ناهيك عن المقاعد التجارية للحج التي ذاع صيتها في العالم، فقد ذهبت للحج في عام 2010 عبر نظام القرعة وشاهدت الكثير الكثير من الاخفاقات التنظيمية والتعليمية والتوعوية التي تقع مسؤوليتها على عاتق هيئة الحج والعمرة ، وبدأت بكتابة مشاهداتي اليومية لمعاناة الحاج العراقي ومقارنته بالحاج الماليزي على سبيل المثال ، دونتها كما رأيتها دونما اضافة أو تزويق ، ثم أخرجتها فيما بعد بإصدار كتاب رحلتي للحج مع إمكانية الاستفادة من التجربة الماليزية لتنظيم الادخار ، لما لاحظته من روعة ودقة التنظيم والتوعية لقافلة الحج الماليزية ، وتمنيت ان تسلك هيئة الحج العراقية هذه السبُل ليجد الحاج العراقي راحة الجسد والنفس وهدوء البال ، ولاسيما في محاكاة وتطبيق هذه التجربة من ألفها الى يائها ، وانشاء مصرف ادخار الحج العراقي واستثمار اموال الراغبين في الحج على غرار ما سائد في صندوق ادخار الحج الماليزي .
وعليه فأن التجربة الماليزية جديرة بالتأمل لأنها تتميز بكثير من الدروس التي من الممكن أن تأخذ بها وزارة الاوقاف في العراق لترتقي بعملها ، فعلى الرغم من الانفتاح الكبير لماليزيا على الخارج والاندماج في اقتصاديات العولمة ، فإنها تحتفظ بهامش كبير من الوطنية الاقتصادية ، وخلال نحو عشرين عاماً تبدلت الأمور في ماليزيا من بلد يعتمد بشكل أساس على تصدير المواد الأولية الزراعية إلى بلد مصدر للسلع الصناعية , وتم تصنيفها كوسيط مالي يقوم بتعبئة مدخرات الحجاج والمودعين الآخرين , وإستثمارها طبقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية ، كما فاز صندوق ادخار الحج بجائزة المصرف الإسلامي للتنمية في العمل المصرفي الإسلامي , فبرنامج صندوق الحج في تنمية الوعي الإدخاري في المجتمع بجميع فئاته بدءاً من تلاميذ المدارس تجربة تدعو للإعجاب والفخر وتستحق الإقتداء بها , ولاسيما على مستوى المؤسسات المصرفية الإسلامية الأخرى التي تفتقر إلى برامج خاصة موجهة إلى فئات المجتمع لتنمية السلوك الإدخاري على مستوى العالم الإسلامي ، ان صندوق الحج الماليزي تجربة فريدة في التدريب على المناسك ، وفي الإشراف على شؤون الحجاج وتعليمهم مناسك الحج،وليس هناك شك في أن تجربة ادخار الحج الماليزي ، تستحق التأمل والنظر فيها للإستفادة من خبراتها،وقد بلغ من نجاح هذا الصندوق أن امتد نشاطه إلى خارج ماليزيا في السودان وأندونيسيا والفلبين وتايلاند وغينيا والإمارات وباكستان والسنغال وغانا وإندونيسيا وغيرهم .



#إخلاص_باقر_النجار (هاشتاغ)       Ikhlas_Baqir_Hashem_Al-Najjar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب آيل للسقوط
- أعراف الجاهلية الأولى (النهوة والفصلية )
- تجربتي مع منصة أريد
- إلى اتحاد أدباء العراق بعامة ... واتحاد أدباء الموصل بخاصة . ...
- قراءة في المفردات الفكرية للهندسة المالية الإسلامية
- دور مبادئ مجموعة ولفسبيرغ للمؤسسات المالية في مكافحة غسيل ال ...
- دور التكافل الاجتماعي في الاقتصاد الإسلامي في تقليل التفاوت ...
- اهمية صناديق الاستثمار في الاستثمار الإسلامي
- دور صناديق الاستثمار في تفعيل الاستثمار الإسلامي
- توقعات الوكالات الدولية لتصنيف الجدارة الائتمانية للأزمة الم ...
- صداقة الأستاذ الجامعي للطالب ... بين الوهم ... والحقيقة ..


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إخلاص باقر النجار - إمكانية إستفادة العراق من التجربة الماليزية لتنظيم إدخار الحج