إعتقال المفكر الإيراني المعروف رامين جهانبكلو وإتهامه بالتجسس، وتهديد الأمن الوطني، والتعامل مع جهات أجنبية

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:28
المحور: حقوق الانسان
    

على رغمٍ من تبنّيه مبدأ نبذ العنف، ودعوته الصريحة لإنتهاج الديمقراطية، وإحترام حرية الرأي والصحافة، إلا أن الأجهزة الأمنية الإيرانية لم تترك الباحث والمفكر الإيراني المعروف د. رامين جهانبكلو وشأنه. ففي ليلة 27-28 أبريل الماضي قبضت عناصر أمنية إيرانية على الدكتور رامين وإقتادته إلى جهة مجهولة، بينما كان هو في طريقة لحضور " مؤتمر دولي عن إيران " تعقده العاصمة البلجيكية بروكسل. وحينما إستفسرت السفارة الكندية عن الأسباب التي أعاقته عن حضور المؤتمر، أجابت جهة رسمية إيرانية بأن الدكتور رامين يتلقى علاجاً طبياً في إحدى المستشفيات الإيرانية، ثم تبيّن لاحقاً أن الدكتور رامين قد قبض عليه من قبل المخابرات الإيرانية التي إقتادته إلى جهة مجهولة أول الأمر، ثم إعترفت بوجودة في " قطاع 500 " من سجن إيفين سيء الصيت والسمعة، خاصة بعد سلسلة الإعدامات الأخيرة التي تعرض لها سياسيون إيرانيون مناهضون للنظام الثيوقراطي في إيران، والذي شهد إنحساراً مخيباً للآمال فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الشخصية منذ وصول المحافظين إلى السلطة وحتى حكومة نجادي أحمد التي تمارس سياسة الخطف والتغييب وقمع الحريات. ومنذ الثالث من مايو " آذار " والذي صادف " يوم الصحافة العالمي " إعترفت إيران بوجوده في سجن إيفين حيث يتلقى د. رامين علاجاً طبياً لم يُعرف إن كان من جرّاء التعذيب والمعاملة السيئة التي يتعرض لها، أو بسبب تفاقم مرض السكري الذي اصابه منذ سنوات. وقد أعربت عدد من المنظمات الإنسانية، والجامعية، وحقوق الإنسان عن قلقها على مصير د. رامين، خصوصاً وأن الأجهزة المخابراتية قد وجهت إليه عدة تُهم من بينها التعاطي مع جهات أجنبية، والتجسس لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، وتهديده للأمن الوطني الإيراني. وترى هذه المنظمات الإنسانية والفكرية أن د. رامين رجل فكر وحوار ومنطق، ينبذ سياسة العنف، وقد أهدر سنيناً طوالاً من حياته لتكريس مفهوم الديمقراطية والسلام، كما خصص جزءاً كبيراً من أبحاثة العلمية للحوار الحضاري بين الثقافات، ولعل مطارحاته مع إسياح برلين وجورج ستينر هو خير دليل على سلامة توجاته الفكرية والسياسية والثقافية.
سيرته الذاتية والفكرية
ولد . رامين جهانبكلو في العاصمة الإيرانية طهران. حصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1981. كما نال شهادة الماجستير في التاريخ من جامعة السوربون أيضاً عام 1984 بدرجة شرف، وشهادة ماجستير ثانية في العلوم السياسية من جامعة السوربون عام 1986 وبدرجة شرف أيضاً. ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1997 وبدرجة شرف. وفي عام 1999 نال شهادة الـ " بوست دوكتورال " عن رسالته الموسومة بـ " الدراسات الشرق الأوسطية " من جامعة هارفاد. في عام 1993 درّس في كلية الفلسفة في طهران. وعمل كباحث في المعهد الفرنسي للدراسات الإيرانية، وزميلٍ لمركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة هارفادر. كان أستاذاً مساعداً في الفلسفة السياسية في جامعة تورنتو. وهو مؤلف لعشرين كتاباً في اللغة الإنكليزية والفرنسية والفارسية. ومن بين كتبه الصادرة باللغة الإنكليزية: " مُطارحات مع إسيّاح برلين " 2000، " إيران بين التقليد والحداثة "2004، وباللغة الفرنسية " التفكير اللاعنفي " 1999، " غاندي والأصول الفلسفية لمبدأ اللاعنف " 1998، " مطارحات مع جورج ستينر" 1992، وبالفارسية " تأملات هيغيلية " 2003، " الموجة الرابعة " 2003، " التفاوت والتسامح " 2003، " إيران والحداثة " 2000، " كلوزويتز ونظرية الحرب الحديثة " 2000، " " الحداثيون " 1999، " نقد العقل المعاصر " 1998، " الحداثة، والديمقراطية، والعقلانيون " 1994، " ميكيافيللي وفكر عصر النهضة " 1993، ". ولديه عدد كبير من المقالات والأبحاث الفكرية والسياسية والفلسلفية من بينها " المثقفون الإيرانيون من الثورة إلى المعارضة "، " مفهوم أدوارد سعيد للمثقف الشعبي بوصفه لا منتمياً "، " اللاعنف والحكومة الديمقراطية "، "، " مطارحة مع كريستيستوف زانوسي "، " دور المثقف في الشرق الأوسط "، " صوب فلسفة التسامح "، " أشياء لن تسمع بها، مقابلة مع نعوم تشومسكي "، " الجيل الرابع "، " العولمة وحوار الثقافات "، " العقلانية والحداثة في أعمال محمد علي فروخي "، " الفلسفة الغاندية والمقتربات العملية للحوار بين الحضارات "، " الطريق المسدود في إيران "، " مطلب التغيير: خاتمي والديمقراطية في الإسلام "، " أتنحو إيران صوب الديمقراطية، وما هو دور المثقفين؟ " شغل عدة مناصب من بينها أستاذ مساعد في جامعة تورنتو، قسم العلوم السياسية عام 2001، وأستاذ زائر في جامعة تورنتو، قسم العلوم السياسية أيضاً. محاضر وباحث في الفلسفة، طهران، إيران " باحث في المعهد الفرنسي للدراسات الإيرانية. عام 1995، محاضر في الفسلفة السياسية في أكادمية الفلسفة في طهران إيران. يشغل منصب رئيس قسم الدراسات المعاصرة في " CRB إيران ". أبرز مجالات بحثه هي السياسة الشرق أوسطية، السياسة الإيرانية، اللاعنف في الشرف الأوسط، الفلسفة السياسية. وجدير ذكره أن سجل حقوق الإنسان في إيران قد شهد عدداً من الإنتهاكات الخطيرة نذكر منها إدانة الناشط في حقوق الإنسان عبد الفتاح سلطاني الذي تم تجريده من جميع مناصبة التي كان يشغلها سابقاً، ولعل الحادثة الأكثر إيلاماً والتي ما تزال طازجة في الذاكرة هي حادثة إعتقال المصورة الصحفية الكندية من أصل إيراني زهراء كاظمي، والتي فارقت الحياة في ظروف غامضة بعد ثلاثة أيام من إعتقالها من الأجهزة الأمنية الإيرانية، وأن أخشى ما نخشاه هو أن يتعرض د. رامين، المفكر، والفيلسوف الكبير إلى المصير ذاته الذي تعرضت زهراء كاظمي وسط صمت عالمي مُطبق ومثير للجدل.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل