أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - حينما يتحول النفاق الى بضاعة مقبولة !














المزيد.....

حينما يتحول النفاق الى بضاعة مقبولة !


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد حكم علينا الوضع الحالي أن نعيش في مجتمع ومحيط يتسعان للكثير من التعبيرات السياسية المنافقة والتي تكذب على الناس صباح مساء ودون خجل أو حد أدنى من المروءة والأخلاق، كيف لا وقد أصبحت هذه الظاهرة قاعدة، تترسخ بكيفية تدريجية رغم اتساع مشاعر الإمتعاض والإشمئزاز لتغول الأطراف المهيمنة على المشهد السياسي،حيث يتحول الكذب الى حقيقة،والعكس صحيح ، بفعل الإستعمال المكثف لوسائل الإعلام العمومية المختلفة للتشويش على حقائق الأمور، وبالتالي تسويق افكار تناقض الواقع، الى درجة تصل الوقاحة ببعضها الى درجة تبرئة نفسها وعدم تحملها لأية مسؤولية في هذا المصير القاتم الذي أصبحت عليه الأوضاع الإجتماعية اليوم، وازدياد حجم الغضب والاحتجاج و الهجرة والبحث عن فرص العمل بعيدا عن الوطن. إذا كانت بعض المكونات السياسية قد عمرت طويلا وتعاقبت على تدبير قطاعات عمومية لسنين طويلة، وبرهنت عن فشلها الذريع في إدارتها ومع ذلك تكابر وتبدي عنادا منقطع النظير بأنها ليست مسؤولة بالمرة عن هذه الأوضاع ومضاعفاتها، بل وتزداد غرورا لتقدم نفسها بأنها هي المنقذ الوحيد وهي القادرة على إخراج البلاد من أزماته البنيوية التي أصبحت تنخر جميع مناحي الحياة الإجتماعية، بداءا من التعليم والصحة والشغل ...
أعتقد بأن سيادة هذه الثقافة المتعفنة في المجتمع نابعة بالأساس عن استغلال هذه الأطراف السياسية لمنتسبيها في الشحن الإيديولوجي والتعصب السياسي للرأي للدفاع عن مصالحها الضيقة، بدل اعتماد ثقافة تباعدية منفتحة على جميع شرائح ومكونات المشهد الثقافي بما في ذلك المهمشة سياسيا، و غياب اعتماد مقاربة تشاركية في صياغة برامجها وحلولها المقترحة، مع العلم بأن هذه الوضعية تزداد اتساعا وخطورة في ظل أوضاع الأمية وغياب الوعي السياسي لدى شرائح كثرة من المجتمع، مما يولد تغييب الحس النقدي في مقابل شيوع ثقافة الوصاية والإستنساخ طبق الأصل لأفكار تبدو ميتة، وبرهنت العقود الطويلة بأنها غير قادرة على تحقيق التنمية المنشودة، والأحرى إخراج البلاد من الأوضاع المستفحلة، في الوقت الذي كان حريا على هذه المكونات أن تقدم استقالتها بكل هدوء للتعبير عن عدم القدرة على طرح بدائل للتنمية الموعودة، خاصة وأن استمرار العمل بقاعدة غودو الذي يأتي وقد لا يأتي أبدا ، هو تأجيل للرهان المستقبلي وضياع لوقت مهم في معادلة صعبة وتزداد صعوبة، لكون التشبث بالموقف والعناد في الدفاع عن مقاربة خاطئة وفاشلة، هوأس عدم الإحساس بالمسؤولية وبرهان على غياب رؤية وتصور للتدبير والإدارة، وهو سلوم ينطوي على الكثير من المجازفة ليس فقط بمصير المكون السياسي أو المكونات السياسية من حيث ذوبان ما تبقى من مصداقيتها في عيون الشعب ، بل وتفويت الفرص عن الأطراف والطاقات التي يمكن أن يكون في حوزتها بدائل ممكنة، وقد تشكل تصوراتها مؤشرا على تحريك المياه الآسنة في أفق صياغة واقتراحات مدروسة وعلمية، تقارب مواضيع التعليم والصحة والشغل من زوايا متبصرة، وفق رؤية متبصرة تستشرف المستقبل بأدوات منهجية واضحة المعالم وتقيم مساراتها بطريقة لا تشوبها العشوائية والإرتجال. كنا نسمع كثيرا عن تخليق الحياة العامة لكن لا نجد أثرها في المعمعان الإجتماعي، ويزداد انهيار القيم وتفاقم ازدياد ثقافة النفاق والكذب والغش، حتى أصبحت هذه الأخيرة قاعدة في حين أن الأوصاف المذكورة أصبحت نشازا وسط بحر من الظواهر المرفوضة،فلا يمكن أن نعول على واقع المدرسة العمومية بمقررات غير محسوبة العواقب على أجيال الناشئة،وما تشكله من إعاقة التربية والتعليم، وبمضونها وطرق تدريسها، وواقع البنيات التحتية المختلفة وظروف اشتغال الأطر التربوية التعليمية، وبدون الإشتغال بمنطق المردودية العلمية و التحصيلية ، ومدى دقرتها على الإنتاج والإندماج في النسيج الإقتصادي بكيفية تأخذ هذه الأخيرة ضمن العملية التعليمية كأحد الرهان لاستقطاب الطاقات والكفاءات العملية، بشكل تستثمر فيه المؤهلات والثروات الطبيعية حسب كل منطقة وجهة، ومرورا بالصحة والشغل وغيرهما من القطاعات التي تحتاج الى بلورة سياسات واضحة ، تحتصن المواطن وتجعل هذا الأخير يلوذ إليها وقت الحاجة، بما يجلعه يحس بأن حقه مكفول بنصوص قانونية، ولا أحد بمقدوره مصادرتها أو حرمانه منها كيفما كانت الظروف وبدون أي إحساس بالتمايز الطبقي والإنتماء السياسي. إذن فالتخليق والشفافية تبقى شعارات جوفاء ما لم يتم إخضاعها لمنطق الأجرأة على الأرض، وأن مداخلها تبدأ من محاسبة الضمير أولا وإخضاع بعض النفوس (الأمارة بالسوء) الى تقييم عملها وفق المردودية والنجاعة، وإنشاء جوائز تقديرية و تحفيزية على الأعمال التي تشكل أجوبة حقيقية عن الأوضاع الإجتماعية،وبالتالي إشاعة الشفافية والمسؤولية وتحويلها من بذرة مزروعة اليوم بعناية في فيافي مختلفة، ستزهر وتحولها بلا شك الى أراضي معطاء وخصبة غدا، فحينما يتحول المتحدث في الحشود البشرية وهو يعطي وعودا يعرف بأنها لن تتحقق أبدا في قراراة نفسه، ويحاول جاهدا أن يضفي طابع المصداقية والإستعجالية على تلك الوعود، بما يجعله يخطف عنوة إرادات وقناعات ربما معدومة في أغلب تلك الحشود البشرية والتي غالبا ما تكون محشودة، فإن ذلك هو بداية ضياع الطريق الصحيح، وبالتالي فإن إكساب الشرعية لأمثال العابثين باختيارات الناس هو تقويض لعملية إرساء اللبنات في مكانها المناسب ،ووضع أول عربة قطاع خارج الخط وبالتالي فإن وضع باقي العربات ستبقى رهينة لهذا الوضع المختل في التحليل الأخير .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم قبل الشروق
- الكتاب المدرسي بين اليوم والأمس !
- بيع الأوهام في كل مكان
- ظواهر فيسبوكية
- انكسارات زمن التردي
- عصيان الكلمات
- شذرات من ليلة مرعبة
- الهجرة من الريف المغربي بين الجيل الأول والجيل الحالي
- على صهوة الريح
- هل المشكل في النموذج التنموي أم في العنصر البشري؟
- قهوة الصباح
- أضواء حول الأعراس بالريف الأوسط
- في الحاجة الى مقاربة جديدة لتدبير الشأن المحلي .
- أوراق مبعثرة
- حينما تزهر الكلمات !
- الآفاق القاتمة بين انحسار القيم والأزمة الإقتصادية !
- طلاسم زمن خادع
- جاذبية مدينة فاس
- الأمل المتردد
- معارض الكتاب بين الإنصاف والحيف


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - حينما يتحول النفاق الى بضاعة مقبولة !