أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء الصالحي - زنگابادي يعرب مرثية الشاعر الاسباني خورخيه مانريكي














المزيد.....

زنگابادي يعرب مرثية الشاعر الاسباني خورخيه مانريكي


صفاء الصالحي
(Safaa Alsalhi)


الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 13:37
المحور: الادب والفن
    


مع سقوط مدينة غرناطة آخر معاقل الوجود الإسلامي والعربي في الأندلس سنة (1492م) دخلت شبه الجزيرة الإيبيرية مرحلة جديدة في تاريخها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ، وحظى التغير في المنظومة الثقافية بالإهتمام الأبرز من أجل تبديد التراث الفكري والأدبي العربي الإسلامي ، وأصدرت العديد عشرات القرارات التي تجهز على أي نشاط فكري أو ثقافي يمت بصلة لما قبل هذا التاريخ ، وبمقتضى مرسوم سنة (1667م) تمّ حظر استعمال اللغة العربية ومصادرة الكتب المدونة بها ، لكن لغة سلطة حاكمة دامت حوالي ثمانية قرون في مجتمع وباتت جزءاً من تكوينها الثقافي لن يغيب أدبها دون ترك أثر في الأذواق والأفكار والأساليب اللغوية . وفي ظل هكذا تحولات ثقافية عظيمة تغدو محاولات دراسة مواطن التلاقي وإثبات صلاة تأثير وتأثر الأدب العربي بالأدب الأسباني ميدان إستقصاء بالغ الأهمية تتداخل به الترجمة مع الدراسات المقارنة ، وتأتي ترجمة الموسوعي جلال زنكَابادي لمرثية الشاعر الإسباني خورخيه مانريكي الى العربية ترجمة مقرونة بدراسة مستفيضة لجذب أنظار الباحثين المختصين في الأدب المقارن " بين الأدبين العربي والإسلامي ". ، ويستهل المؤلف منجزه بالإهداء ( الى الأستاذ فخري كريم الراعي الجليل للثقافة الأنسانية ومبدعيها الحقيقيين ؛ عرفاناً منا بجميله الفياض دوماً ...)،يقع الكتاب في 119 صفحة من القطع المتوسط ،وقبل الإشارة الى الى طريقة الزنكَابادي في ترجمته للمرثية لابد من الإشارة الى تعريفه لسيرة الأمير الشاعر خورخيه مانريكي (1440-1479): شاعر إسباني من العصر العصر الوسيط ، من أسرة عريقة الحسب والنسب ،استفاد منذ صباه من الاطلاع على مكتبة عمه "دييكَو كَوميث مانريكي " الشاعر والكاتب المسرحي ورئيس بلدية توليدو ،ودرس خوخيه مانريكي القانون والعلوم العسكرية وتبلورت لديه ثقافة شبه موسوعية تشتمل على(القانون ،والعلوم العسكرية،والتاريخ،والأدب ،والدين)،وكان ذا إطلاع باللغات اللاتينية والايطالية والفرنسية ، ولكن انخراطه في الأحداث الدامية في عصره حالت دون التفرغ الى موهبته الشعرية ،ولم يخلف إلا ديواناً صغير الحجم ،ضم فيه مرثيته لوالده،ومع ذلك تعد المرثية من عيون الشعر الإسباني على مر العصور ،وحظيت بالترجمة الى العديد من اللغات العالمية ،ومن مظاهر الاحتفاءات الرسمية به : استحدثت جائزة أدبية بأسمه ،وإصدار طابع بريدي مزين ببورتريه له ،ونصب أكثر من تمثال له ،وتدريس شعره ضمن مناهج المعاهد والكليات الأدبية ليس في اسبانيا فحسب بل في بلدان امريكا اللاتينية ،لقد حقّق مانريكي مجده المشهود كشاعر أرستقراطي جامع بين السيف والقلم .يثري المؤلف بخبرته الكتابية والشعرية بالغتين العربية والكردية والترجمة إليهما عن بضع لغات منذ عقود منجزه الثر،فيطلق عنان الاجتهاد في طريقة الترجمية التي يسميها بالمنثومة (نظم +نثر مسجوع )،ولا يلتزم باستخدام كل بحر على حدة بل يمزج بين ثلاث بحور في النظم مع اللجوء الى النثر المسجوع ،ويولي اهتمامه بترجيح أولوية نقل المعنى على الانصياع لجمال المبنى دون التفريط بالجرس والإيقاع الضروريين للشعر ،مع تلافي الإنزلاق في النثرية المنفلتة الفضفاضة . ويذهب الزنكَابادي في الإستقصاء متعكزاً حدسه الشعري الى أن هناك وجه مشابهة وأرض مشتركة بين مرثية مانريكي لأبيه ومرثية الأندلس للاديب والشاعر الأندلسي أبي الطيب الرندي (1204-1285م)، من خلال التطابق العددي الاثنين والاربعين للمرثيتين ،ومدى التشابه الوارد بين تساؤلات الشاعرين ،وإن كلتا المرثيتين تجسد منعطفاً تاريخياً لبني جلدة الرندي ومانريكي ،فالأولى تؤشر انهيار الاندلس وانحسار الأسلام ،والثانية تؤشر نهوض اسبانيا المسيحية ،وان كلا الشاعرين لم يكن بمعزل عن الاطلاع على آداب الشرق ،ولا يستبعد الباحث تأثر الرندي المؤثر في مانريكي أصلاً بالشعراء المشارقة (البحتري ،وسعدي شيرازي).لقد بذل الزنكَابادي جهداً ذا اثر محمود في تسليط الضوء على مدى التلاقح الثقافي والمساحة المشتركة بين الأدبين العربي والاسباني والتي من شأنها تطوير مبدأ التواصل الحضاري ما بين الحضارتين،وما قدمه من إشارات تبين أثر هذا التاثير تصلح ركيزة مهمة للدراسات المقارنة على صعيد المدرستين الفرنسية والأمريكية ، لعل المختصين المتعمقين بهذا الحقل من حقول المعرفة الأ دبية يتتبعون تلك الإشارات لإستقراء الجواب الشافي : هل تأثر مانريكي بالرندي أم لا ؟



#صفاء_الصالحي (هاشتاغ)       Safaa_Alsalhi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براعة الاسنهلال في رواية - مصل الجمال -
- قوس قزح
- قصة قصيرة جداً
- الوصف الانتقائي في رواية - النبيذة -
- بذور دار سطور في سندانة خانقين
- ( تروبيكالية رواية ليلة سقوط جلولاء )
- رسالة من الدراج الطواف حسن البحري
- فايروس-إدمان الإنترنت - هوس يعكر صفو الحياة
- فايروس - الطلاق - ينخر في جسد المجتمع
- ((الجنس الالكتروني-السايبر سكس- مغامرات خطيرة تهدد استقرار ا ...
- رحلة مع ال - Google - تحسين گرمياني
- هل تشد رواية -خاتون بغداد - أنظار صناع الدراما ؟
- (الكتاب لا يختفي ولكن القراء هم الذين يختفون)
- البرامج التلفزيونية مابين سخف الفكرة والرسالة والهدف
- الأمية الحضارية عند العرب
- السم اللذيذ بالمجمل تحت المجهر
- من دروس الحياة .. الأب كنزٌ والأبن أمانة
- جيل الطيبين
- الطفولة .... احلام تبعثرها الحروب
- تضارع نشوة السكر بالخمر ونشوة السكر بالخيال


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء الصالحي - زنگابادي يعرب مرثية الشاعر الاسباني خورخيه مانريكي