أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - المحور الثالث----الليبرالية هي الحل















المزيد.....

المحور الثالث----الليبرالية هي الحل


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


------------وبالرغم من النزاعات والآزمات الأقليمية الحادة وخطر التصعيد النووي والتهديدات الارهابية يظل التحدي الأساسي لغالبية الدول وللأمن في منطقة الشرق الأوسط هو الاستمرار في تجميد وعرقلة التطور والتحديث في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لقد فشل الاقتصاد القومي العربي رغم مدخولاته الضخمة من النفط والغاز في دخول ساحة المنافسة الدولية ، ولم يستفد بقدر كاف من التقدم الهائل في العلوم والتقنيات الحديثة كما فشل في التوصل الى نظام تعاون وتكامل اقتصادي اقليمي والانفتاح على مرحلة العولمة ومتغيراتها . وعندما ننظر الى هذه المنطقة المليئة بالأخطار نفاجأ بفشل أيضا في التوصل الى نظام أمن جماعي عربي . ورغم أن النزاع العربي الاسرائيلي قد يشكل عقبة في طريق ذلك فمن الملاحظ استغلال هذا النزاع وغيره من العوامل الخارجية لتحويل الأنظار عن الأسباب الحقيقية لعرقلة التطور والحداثة--وأن النظرة السريعة لنظم الحكم في المنطقة لا تطرح صورة ايجابية . فمجتمعاتها تُحكم بأسلوب سلطوي ، بل وديكتاتوري أحيانا ولا نجد في العديد من الدول تطبيقا وجادا وشاملا للديمقراطية واحترام حقوق الانسان واستقلالية السلطة القضائية ومساواة المرأة أو نظم تعليم حديثة وفعالة.
يضاف الى هذا أن انتقال رؤوس الأموال الضخمة للدول العربية للاستثمار الى الدول الصناعية الكبرى يحرك شعوبها من الاتفادة منها، كما أن تركيز الثروة في أيد قليلة أضعف الاسفادة من التقدم العلمي والتقني في الانتاج والتقدم الصناعي والاقتصادي وفي مجال الخدمات.
ان أي اتجاه للتطوير والتنمية البشرية للانسان العربي ليحتل مكانه اللائق في العالم يتطلب ثلاثة مبادئ مهمة.
أولا: حياة ديمقراطية واحترام كامل لحقوق الانسان وحريته تطبقه الحكومات بشكل مطلق مما يتيح تطويرا ايجابيا خلاقا للانسان العربي ومجتمعه.
ثانيا: مساواة المرأة في الحقوق والواجبات ومساهمتها في التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليم والعلوم.
ثالثا: التركيز على تحصيل العلم والمعرفة والاستفادة من ذلك في كل جوانب وأنشطة المجتمع.

لقد اتجهت محاولات التحديث في العالم العربي بعد المرحلة الاستعمارية الى نموذجين أحدهما قومي عسكري . والثاني ديني سلطوي. منتج الأول عن التلاقي بين عناصر وأحزاب علمانية مع عناصر عسكرية وطنية . واصطبغت بأفكار الوحدة العربية . وقد رصد العداء للغرب بسبب ماضيه الاستعماري وهو ما أدى الى تفاهم نسبي مع الاتحاد السوفييتي والحصول على الأسلحة وبعض المعونات المالية والتقنية واتجهت للتصنيع الوطني ، واعتمدت المضمون القومي العربي اكثر من الاتجاه للمفهوم الديني السلفي واستخدمت في معظم الحالات أسلوب الحزب الواحد لتوفير غطاء سياسي للحكم العسكري وتطبيق نظام اقتصادي مبني على احتكار الدولة باسم الاشتراكية العربية.
أما النموذج الثاني فيمكن وصفه بأنه نظام سلطوي يعتمد على سلطة مطلقة أساسها ملكي وراثي ، يعتمد على المفهوم الديني بمشاركة علماء الدين . واتجه في عملية التحديث الى الانفتاح على الغرب في معادلة تحاول ربط التقاليد الدينية بانفتاح تكنولوجي استهلاكي على الغرب.
هذه التجربة اعتمدت وارتبطت بشكل كامل بعائدات البترول لشراء أدوات التحديث والتقدم مستعينة بالخبراء الأجانب والتقنيات المستوردة والافراط في صنع السلع الاستهلاكية في مجتمعاتها وسهل ذلك زيادة أسعار البترول 1973 الذي ضخ مداخيل هائلة الى الدول المنتجة للبترول وخزائن نخبها الحاكمة ، وكان من الطبيعي والمنطقي استحالة التوفيق بين المفاهيم والتقنيات والسلع الاستهلاكية الغربية من جهة والاحتفاظ بالمفاهيم الاسلامية السلفة من جهة أخرى خاصة لترسيخ القيم التقليدية والدينية في التعليم على الاستزادة من العلوم الحديثة والمعرفة. ولم يكن من المستغرب أن يؤدي ذلك التضارب الى النظر للتحديث على أنه أمر مفروض من الخارج على المجتمعات الاسلامية للنيل من قيمها التقليدية السلفية وهو ما أدى الى ردود فعل وظهور أفكار وجماعات التطرف الديني.
ان كلا النموذجين العربيين للتحديث قد استهلكا واستنفذا امكانياتهما ووصلا الى نهاية المطاف ولم ينجح أي منهما في فتح طريق ذي خصوصية عربية للتحديث والتقدم والولوج الى عالم ديناميكي جديد ومتغير وانتهى بهم الأمر الى تسليم بالفشل أو اغرا في اليأس والاحباط ، وهو ما أدى ، خاصة بعد انتهاء النزاع بين الشرق والغرب ، الى زيادة الاتجاه لتجميد وعرقلة تحديث وتقدم العالم العربي ، وعزله عن العالم الجديد في ظل العولمة وديناميكية الاقتصاد الدولي . وأدى فشل وتجمد النظم والنماذج السابق الاشارة اليها ؛الى شعور بمزيد من سيطرة الثقافة الأجنبية الخارجية مع ضعف متزايد للعالم العربي والتخبط وفوضى في الاتجاهات وحنين الى ماض عربي اسلامي مفتقد ، والى ظهور التطرف والحركات الارهابية ، التي لا يمكن اعتبارها طريقا ثالثا أو بديلا للتحديث والتقدم في ظل حرية وديمقراطية بعيدا عن أي نظم سلطوية شمولية وان اتخذت رداءا دينيا.

ان مجابهة الأخطار الشولية والتخلف في العالم العربي لن تتأتى الا باتياع محور ثالث للتحديث والتقدم وهو بكل بساطة ووضوح طريق التطور الليبرالي . ولكن طريق الليبرالية والديمقراطية والتحديث قد يكون طويلا وليس سهلا ، فهذا المحور يعتمد على الحرية والديمقراطية ومساواة الجنسين واصلاح التعليم وتأمين العدالة الاجتماعية والانفتاح على العولمة ---هذا الطريق العالمي الذي لا بديل عنه ، لن يصطدم فقط بمقاومة عنيفة من الجماعات الارهابية بل انه لن يجد ترحيبا من عدد من النخب الحاكمة التي تجد في ذلك تهديدا لكيانها ومصالحها .

ويجب أن يكون دور العرب في هذا التحول هو دور واضح لشراكة وتعاون من أجل اصلاح ديمقراطي ليبرالي لا تشوبه شبهة الامبريالية الجديدة.
ان أجندة الغرب بالنسبة للشرق الأوسط مع بداية القرن الواحد والعشرين في دعم الاتجاه لانهاء النزاع العربي الاسرائيلي والعمل على استقرار العراق وأفغانستان ومكافحة الارهاب وانتشار الأسلحة النووية وانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي ، ومنع تسلل عدم الاستقرار الى الجزيرة العربية ،
وضرورة دعم القوى الديمقراطية الليبرالية في المنطقة
وتشجيع الانفتاح والتكامل الاقتصادي والتحديث العلمي
وتشجيع اقامة نظام أمن جماعي للمنطقة.
وليس أمام الغرب أية بدائل أخرى لبرنامج طويل المدى للتعاون من أجل تحديث الشرق الأوسط في اطال ليبرالي ديمقراطي بعد أن فشلت نماذج التحديث التقليدية العربية وأصبحت سياسة الأمر الواقع وتجميد الأوضاع تشكل أخطارا على المنطقة نفسها وعلى أوروبا.

من كتاب عودة التاريخ
يوشكا فيشر وزير خارجية المانيا
حمدي عزام
مجلة وجهات نظر



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمرونولوجيا--و--الحرامولوجيا
- كورتاج لوطن------
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان-4-4 وجبا ...
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان3-4--النص ...
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان-2-4--فنج ...
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان-1-4
- دعوة إلى حضور مؤتمر-المحور الثالث- لقوى المعارضة السورية- وو ...
- الشعر السرياني--2-2
- مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات---الجذور الأول ...
- لاح طيف الحبيب--أمة شيش بيش
- الشعر السرياني---1-2
- بين البنا والياسين --ضاعت فلسطين--
- خواطر قاضي مسرح----
- عفوا الحكومة السورية---نحن لن نتبرع لحماس----
- ضحية ارهاب الآخر---الاسكندرية ليه وليه
- هم أيضا ضحايا العنف------
- شكرا الحوار المتمدن-----
- يا أمة ضحكت من جهلها--------
- دعم ومساعدة ضحايا العنف--آلفة--
- الكرامة السورية المهدورة-----------


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - المحور الثالث----الليبرالية هي الحل