أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - ترامب، وتعلّم ساستنا الدروس منه














المزيد.....

ترامب، وتعلّم ساستنا الدروس منه


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6351 - 2019 / 9 / 14 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«العالم المتقدّم لا مكان فيه للمفاجئة»، ففي دبلوماسيات الدول المتقدّمة تكون الاستقالات أو الإقالات الرسمية للوزراء والمسؤولين والقادة العسكريين متفقاً عليها بين مراكز الحكم وصنّاع القرار وتلك الشخصيات المستقيلة أو المقيلة، خاصة وأنهم رجال ينطبق عليهم المثل القائل «الرجل المناسب في المكان المناسب». في حين أن الدول التي تفتقر إلى الحكمة والحنكة والدبلوماسية تراها أكثر الدول استمتاعاً بالإقالات المفاجئة للاستفزاز والسخرية، لتصل الأمور أحياناً إلى إقامة احتفالات وأفراح بشأنها.

والجدل الذي شهده الوسط السياسي العالمي، وخصوصاً الأمريكي؛ بعد إقالة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض «جون بولتون» المعروف بعاشق الحروب، بإطلاق تغريدة تويتر على حسابه: «أبلغت جون بولتون الليلة الماضية بأنه لم تعد ثمّة حاجة لخدماته في البيت الأبيض، اختلفت بشدة مع الكثير من اقتراحاته مثلي مثل آخرين في الإدارة»، خالفت كل التوقعات لقواعد اللياقة الأدبية لمكانة الصقور لدى ترامب في الرد على رواية بولتون: «عرضت تقديم استقالتي ليلة أمس، والرئيس ترامب قال لي لنناقش المسألة غداً».

موجهاً بعزله صفعة قويه لليمين المتشدّد، ولكلّ أغبياء السياسة، والذين يظنّون أنه سيرمي إيران بوردة، من أجل عيون الكورد والعرب. فترامب الذي صعد العقوبات الاقتصادية على إيران رمى برجل الحرب في سلّة المهملات قبيل الانتخابات الأمريكية، لتتباين النتائج التي تفيد بأن ترامب يريد تفادي المواجهات العسكرية، بدليل وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، اعتبر ترامب أن غزو العراق كان «خطأً جسيماً»، ساعد فيه بولتون، وعمل عليه خلال عمله في إدارة الرئيس «جورج بوش الابن».

فارتباك السياسة الأمريكية وتأزّمها، وتعقّد ثلاث ملفّات ساخنة «كوريا الشمالية، وإيران، وأفغانستان»، أوجدت السبب المباشر لقرار الطرد، بمعارضة بولتون انفتاح واشنطن على كوريا الشمالية وإيران ورغبته في الحلّ الدبلوماسي في أفغانستان، وانتهاجه إستراتيجيات حادّة ومتشدّدة داخل الإدارة الأمريكية؛ فأفقدت ترامب الثقة بإدارته.

في الداخل الأمريكي، ربّما لا تهمّنا الإقالة من الاستقالة، ولا الطرد من العزل، أمام سياستها الخارجية، فهي القضية الأهم لإستراتيجية مستقبلنا البائس، بتعلّم الكورد دروس الإقالة والاستقالة من سياسة ترامب، فهل نرى في قادم الأيام، سكرتيراً كوردياً – سورياً، يعزل أو يقيل قيادي كبير من حزبه، ليجلس في بيته، معزّزاً مكرّماً، دون أن يتحرّك الأخير في الخفاء، ويجمع حوله أعضاء من كتله وخلاياه النائمة، بعد أن يجبرهم على ترك الحزب وخلق الفوضى؛ للإعلان عن ولادة حزب جديد، ربّما لن يقدّم مشروعاً وحلولاً للأزمات الكوردية الجديدة والمتجدّدة، دون أن يخجل من الناس والمجتمع والقضية التي يناضل من أجلها؟

إن رحيل بولتون لم يكن يوماً خسارة للكورد، ولا مكسباً لهم ولقضيتهم وحلمهم، بقدر ما سيكون عاملاً لتشتيتهم وتوسّع كوّة الفوضى، كما لا يمكننا أن نعتبر رحيله انخفاضاً لفرص الحرب أمام أطماع الدول الكبرى في الشرق الأوسط، في زمن مَن يراهن على السلام العالمي يستحقّ أن يعيش في مصحّة للأمراض العقلية.

في المقابل هل تستعيد الدول التي كانت ضحايا أمريكا وإيران و«داعش» وروسيا، مكانتها الاقتصادية وحضورها السياسي واستقرارها الاجتماعي...؟ الأمر يكاد يستعصي على التصور. وإلى عقودٍ مقبلة سنظل نتأمل في آثار أحداث 11 سبتمبر 2001م على دول ومجتمعات ودين وإنسانية الشرق الأوسط.

ختاماً، هنالك ‫سؤال ربّما حيّر الرأي العام الكوردي والعربي والعالمي، لماذا أحضر ترامب بولتون إلى البيت الأبيض، ليخرجه من الباب الذي أدخله منه بعد عام ونصف، وهو مدرك تماماً أن الأخير مولّع بالحروب العالمية، وسجلّه السياسي معروف، وعقيدته الصقورية – اليمينية تتنافى مع مشروع السلام بسحب القوات الأمريكية من الشرق، وإنهاء دور الشرطي فيها؟!



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نُهان على أرضكم سيّدي الرئيس
- مَن المسؤول عن استغلال إجازات اللاجئين في إقليم كوردستان؟
- رواية «الطاعون» أسئلة فلسفية عن الموت والقدر والإنسان
- كلّنا قرَابين
- جَان بابيير: رحلتي عبر زمكانية رواية «فوضى الفوضى» مرتبطة بق ...
- ملتقى سوريا الغد يقيم محاضرة صحية عن «أساسيات الصحة الفموية» ...
- رواية «روچين»: سيناريو لمسلسل تراجيدي أو فيلم طويل
- محمد شاهين: يمكن إحداث التغيير والارتقاء بين الفنّان والمتذو ...
- جان بابيير: أكتب الرواية بلغة شعرية، ولغة السرد لا تجذبني
- حجي بلال.. أيقونة في عالم النضال والسياسة
- رواية الأوتاد.. سرد روائي بشاعرية طاغية
- إعلانُ حرب ضدّ السرطانات الفكرية والثقافية في -وصايا الغبار-
- الانتقام من الزعيم الجنرال في رواية -الغرانيق-
- تير شتيغن.. جدار برلين العظيم
- رشيد جمال: العمل الأدبي الذي يعتمد على بساطة اللغة يكون أكثر ...
- بشير مسلم: الغرق في تفاصيل العمل الفنّي متعة بحدّ ذاتها
- سيميائية العنوان واللغة في ديوان «رسائل منسية على هوامش الحب ...
- جافيا علي: المجتمع الكوردي يتعامل مع أشخاص -ذوي الإعاقة- على ...
- «بافي بروسك» مثقّف ليبرالي علماني ومُخلص في المسار القومي وا ...
- لن يتّحد الكورد في غربي كوردستان


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - ترامب، وتعلّم ساستنا الدروس منه