|
السلطة العراقية و حدوتة -الميتا سلطة-
كرار العامل
الحوار المتمدن-العدد: 6344 - 2019 / 9 / 7 - 21:20
المحور:
كتابات ساخرة
قد يحسب البعض إن الدولة العراقية منذ الإحتلال و للآن لم تنجز حتى "فردة " إنجاز واحدة تلقم بها أفواه المتكلمين ، و هذا يعد إذا ما تجاهلنا الإدعاءات الآخرى ، تجني صارخ بحقها !. كيف يغيب عن تصور أي مطلع لبيب لسياستنا حقيقة ما أحدثته مساهمات الدولة العراقية الجديدة من تغيرات سياسية محسوسة و أدخالها مفاهيم حديثة في المجتمع السياسي الدولي ، بل ممارستها لها دون تنظير حتى ! . ما يحسب لها لا عليها إنها أسست لشكل الدولة الذي تختفي فيه أو تكاد المظاهر الحقيقية للدولة ؛ هل يعني هذا زوال الدولة أو اضمحلالها في ضوء هذا التصور ؛ التصور الذي لم يخطر في بال فلاديمير لينين حتى ! . منذ إن وضعت اميريكا يديها -حتى لا يساء فهمنا نقول - على رأس السياسة في العراق ، و ليس في مكان آخر فيها ، حتى برز هذا الشكل الحديث للدولة ، المشروع الذي يستحق أن تأخذ فيه الدولة العراقية براءة اختراع ، كأسوأ مشروع سياسي على الأطلاق! . إنه و بلا تلوين مشروع الميتا سلطة ، حيث تقف السلطة في العراق على أذرع سلطوية عديدة حتى تتجاوز نفسها ، و تتعدى كونها سلطة ، إنه و كما نسميها -السلطة داخل السلطة- و الدولة ما وراء الدولة- ، قلت لكم إنه مشروع سيقلب الدنيا في العالم ، كما قلبها و ما زال على رؤوسنا !. الميتا دولة ستكون حيث الجيوش المتعددة ، و المؤوسسات المتاشبهة في آن واحد ، و لهذا ستملك السلطة الأم جيشين لا جيشا واحدا ، قوتين جويتين أو أكثر ، منبرين تعليميين وفوقهما !. و أنا اقول إن سقوط مدينة الموصل 2014 كانت النقطة التي تطور منها هذا الشكل ، عندما أصبحنا بطريقة مخطط لها بحاجة إلى جيش رديف يتدارك إنسحاب الجيش النظامي ، الذي أمسى إنسحابه جزء من هذه الطريقة- والتي أشرنا آنفا إنها مخطط لها - . في الحقيقة أضحينا نواجه في اليوم الواحد حشدا معينا - بغض النظر عن نتائج المواجهة- نكتشف فيما بعد إن هذا الحشد هو بالأساس نظاما حكوميا ، الدولة لا تشعرنا بالوحدة مطلقا ! . يحق لنا التحدث أينما وقفنا في هذا الكوكب الحي عن كوننا اول البلدان التي تمارس فيها أطراف كثيرة سلطتها خارج السلطة ! ، فالسلطة العشائرية الآن تختبر قوة تسلحها كل ليلة فوق رؤوسنا، و الإسلام السياسي بأجنحته العسكرية يخضع و لا يخضع ، حسب مزاجه الخاص، إلى السلطة الأم !. نقولها نحن - ولعل هذا المنجز الوحيد الذي يحق لنا إن نميز انفسنا من خلاله- قد تجاوزت تجربتنا في الحكم التجربة الشيشانية بعد الحرب مع يلتسن ، فتجربتنا الآن كثيفة جدا ذات أذرع اخطبوطية عجيبة ، و كما لو أن هنالك الاف من جوهر دوداييف و ليس دوداييفا واحدا ، و هناك ليس حصرا مئات من اشكال الفساد المشابه للوجه الشيشاني بعد الحرب الثانية !. إنه شكل الدولة المفرغة من صور سلطة الدولة ، إنه ميتا دولة بشكله الاسلامي الغريب !.
#كرار_العامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كارل ماركس في باب الشرجي -بغداد
-
مع شيخنا يريخت ، لا مع غيره .. النضال ضد الاشكال البرجوازية
...
-
عرض لكتاب السيرة والعنف الثقافي للكاتب محمد غازي الاخرس
-
العراقيون جميعهم في انتظار غودو
المزيد.....
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|