أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان سعيد - لا تحبي فَيلسوفًا














المزيد.....

لا تحبي فَيلسوفًا


ايمان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6334 - 2019 / 8 / 28 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


أحرِّضُك عزيزتي الأنثى ألا تتجرئي على محبة فيلسوف يعشق القراءة والكتابة، فبتلك الليالي البارده سيفضل أن يتأمل الأمطار ويستشعر لمسات البرد تلامس جسده على دفء جسدك، وحين يُقبل على التهامك ذات مساء سيكون ذلك بَغْتة دون سابق انذار.. بين أكوام كتبه وأوراقه المتناثرة أرضًا حول جسدك العاري، ستشعرين بتلك الرجفة التي تسري بين اوصالك تُدغدغ روحك، حين يهمس بأُذنك بأن ثمة شئ هناك أعظم من أن تعبر عنه الكلمات.
ستحاديثنه في غيابه كثيرًا عن هذا البريق والجنون الذي سيربكه بلاشك، حين يصطدم به عبر تجاعيد وجهك فيما بعد وحين ينقضي العمر، وفي حضوره ستبدين كشعاع الضوء المنفلت حالاً عبر ثقب روحه المنفلتة بعيدًا عن وِحدته، ستَعْتَلين ألوان طيفِه الممزوجة بسحر البوح النادر لديه.. حينها ستُشرقين ببهجة دومًا.. هذا يكفي.
حين تُوزعين صوره على حوائط منزلك وخلفية الموبايل وكل متعلقاتك، حين يصبح اسمه وتاريخ ميلاده باسورد كل ما يخصك، تبدين له درة التاج والتي عليه أن يحفظها بعيدًا، سيغدوا هو لحظتها فاكهتك المحرمة، تشتهينه كلما ضج جسدك بثورة مُلحة في طلبه.
عبرنظَّاراته السميكة وحين يقبض على نظراتك المتلصصة الى ملامحه التي وقعت بقلبك سيبدوا عليه الإرتباك وعلامات الحيرة حين يُفاضل بينك وبين أحب الأمور إليه.. الكتابة.
حين يمارس أفعال المحبة بالكتابة ربما يكتب عنكِ، سترسم حروفه منحنيات جسدك، وكيف أنه اشتهى طعامك المفضل كما اشتهى رؤيتك تتراقصين على أنغام " انت عمري " ولن يتذكر أنه تغافل سؤالك هل تستطيعين ذلك يومًا؟
سيقسم بصمتٍ في كل نظرة الى ملامحك النائمة بأنه لم ولن يعرف أبدًا أيةْ إمرأة أخرى، ولن تغزو رِئته رائحة غير رائحة جسدك وأنفاسك، ويفترض قليل الكلام والفعل هذا دائمًا أنك تعلمين عنه الكثير، ما يظهر من قولٍ وما يُضمر.. لذا فمسَاحاته الشخصية غير قابلة لتلك الهفوات النسائية، فأنتِ في نظره دائمًا ملاك، عليها ألا تُخطئ وترتكب أفعال البشر الإنسانية وحماقاتهم.. ، لن ينطلق لسانه بالحديث سوا عن طفولته وفترة صباه، ونباته المفضل.
لديه كل الأشياء مثالية فمحور الحب هو التفاني والتذاوب في الآخر.. وقبوله دون عناء الإمتلاك.. حين تُدْمنين على مطالعة الأفلام بصحبته وسماع أغانيه المفضله لن تفعلي ذلك وحيدة، ستنتظرين و تترقبين رغباته وأحاديث متعته بشغفٍ ما طال بكِ الزمن، وان خارت قوة إحتمالك وبدا عليك الضيق سيكفي أن يلقاكِ بخجل ويبثك المحبة بشجاعة عبر أنامله الصغيرة وهى تحتضن كفيكِ حين يطبع على جبينك قبلة يرتعش لها قلبه والذي ستشعرين به حين يبدوا بريق روحك أخاذًا..
وحين يشتد بحثه عن أبجدية تصف ما يجول بداخله من صمت ووحدة وإشتياق، لن يجيد سوى الحديث عن الموت والأثر والكذب والخيانة.. فيما تطول ليالي وحدتك تسلكين بدربه همسًا السبيل ال وجدانه سيودع كل منكما الآخر بعمق الروح، داخل قلبه سيهفو قلبك.
وأخيرًا يلقي عليكِ كل صباحٍ ذكرى قبل أن ينهمك بعمله
لن يُنجب منكِ.. لم يكن ليحبك يومًا، يكفي فقط أن يتخيلُكِ معه تبتسمين في كل لحظة، كل خِطَطِه كانت أنتِ، لم يحلم يومًا سوى أن ينام هناك بجانبك تحكي له عن زكريا أحمد، وحسن فايق، عن حياةِ والدكِ، يشاهد معك فيلمًا واحدًا لثلاث مرات.. يكتب عنكِ كما لو انكِ كل البشر، حين تبتعدين وهو الذي لا يجيد غير الوحدة يشعر أن شيئًا ما نُزع منه، شيئًا يمنح الحياة جننونها، لم يكن أبدًا ليحبكِ.. أبدًا..أبدًا..
بكل ذرةٍ في أمارس فعل التحريض الآن لا تحبي أبداً عزيزتي الأنثى فيلسوفًا يهوى القراءة والكتابة.. ويطالع معكِ فيلمًا واحدًا لثلاث مرات.. لا تحبيه أبدًا.. أبدًا.



#ايمان_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحبي فَيلسوفًا


المزيد.....




- فيديو لطفل يخطف الأنظار في مقابلة مع وزير الثقافة السوري
- على غرار أفلام هوليوود.. هروب 10 أشخاص من سجن أميركي
- بوليوود يعود إلى روسيا بمشروعين سينمائيين
- شقيقة سعاد حسني: حليم تزوج -السندريلا- رسميا بوجود الشهود وم ...
- الفنان جورج وسوف.. حقيقة خبر الوفاة الذي صدم جمهوره!
- السياسة قبل الرواية والشعر في الدورة الـ66 لمعرض بيروت للكتا ...
- أسرة العندليب تنشر خطابا بخط يد -حبيبته- الشهيرة للرد على شا ...
- مسئولون عسكريون إسرائيليون: حسمنا المعركة في غزة ويجب ترجمة ...
- بعد أول محادثات مباشرة بينهما منذ 2022.. أوكرانيا وروسيا تكش ...
- -رسوماتها إبرة تخيط جراح غزة-.. مقتل الفنانة الفلسطينية إلها ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان سعيد - لا تحبي فَيلسوفًا