أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بيتر ابيلارد - حسبة برما














المزيد.....

حسبة برما


بيتر ابيلارد

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ أيام أن كنت طالب في الإبتدائية وأنا فاشل في الرياضيات، لم أجيد أبدا التعامل مع الأرقام ولا زلت لا أجيد التعامل معها. لكن في بعض الأحيان كما قال عمنا صالح جاهين "بفوق ويحل عني غبايا" فأحاول أن أحسب أمرا ما وأنجح فيه. لكن في الفترة الأخيرة وقعت أمامي حسبة برما لم أتمكن من حلها بأي صورة من الصور. هذه الحسبة ملخصها في أن العرب هم الذين قادوا البشرية للحضارة الحديثة، ولكي يفهم القاريء سبب المعضلة دعني أضع الأمر في نقاط:
1. العرب: هم القادمون من الجزيرة العربية والتي كانت قمة حضارتها المعروفة حرب داحس والغبراء، وهم من يشربون الماء صفوا ويشرب غيرهم كدراً وطينا.
2. القيادة: هي أن يكون الشخص سباقا لما لم يفعله غيره وفي نفس الوقت مستفيدا مما وجد قبله.
3. البشرية: تركيبة الحضارات المختلفة في العالم المعروف وقت الحدث. يعني ما كانشي فيه أمريكا ولا أستراليا.
4. الحضارة: ببساطة تعني المدنية وهي عكس البداوة.
ما تحدثنا به كتب التاريخ العربي وغير العربي أن العرب بدأوا في الخروج من الجزيرة العربية وغزو – أو فتح أيهما شئت – الدول المحيطة في بدايات فترة حكم عمر بن الخطاب أي في حوالي عام 637 م. في هذه الفترة كانت خارطة العالم منقسمة كالأتي.
• شمال أفريقيا،جنوب أوربا، شمال الهلال الخصيب تحت سلطة الأمبراطورية الرومانية
• إيران وبعض دول ستان المحيطة تحت سلطة الإمبراطورية الفارسية، ثم تأتي إمبراطورية الصين.
وما يهمني هنا ويسبب المعضلةهو جنوب أوربا فقد كان جزء صغير منه تحت سيطرة روما. وباقي أوربا تسيطر عليها قبائل وثنية مثل القوط، الجرمان، الفايكنج، اللومبارد، الساكسون،...
أي أن حضارة العالم وقتها كانت متمركزة في جنوب أوربا، شمال أفريقيا، شمال الهلال الخصيب، والصين. باقي المناطق المسكونة لم يكن لها حضارة قوية أو مؤثرة بل كانت تحكمها قبائل وشعوب متفرقة.
بعد فترة الغزو – أو الفتح أيضا أيهما شئت - العربي الأولى استمرت الحملات إلى أن وقع كل شمال أفريقيا، أسبانيا، أجزاء من جنوب وشرق أوربا. كذلك إيران وشمال الهلال الخصيب حتى حدود الهند.
في نفس الفترة بدئت قبائل البرابرة في وسط أوربا بالهجوم على جنوب أوربا والسيطرة على أجزاء منها، بنهاية الإمبراطورية الرومانية كانت خريطة الحضارة العالمية موزعة بالشكل التالي.
سيطر العرب على معظم الإمبراطورية الرومانية المنهارة بالإٌضافة إلى سيطرتهم على إمبراطورية فارس وحضارة ما بين النهرين.
جزء من جنوب أوربا وإنجلترا وقع تحت سيطرة قبائل أوربا البربرية.
إذن الذي حدث تاريخيا أن الإمبراطورية الرومانية قسمت بين مجموعتين مختلفتين من الشعوب التي لم يكن لديها حضارة سابقة. أغلبها في يد العرب، وجزء ضئيل في يد قبائل وسط أوربا.
كل هذا حدث في الفترة ما بين عصر عمر بن الخطاب إلى موقعة توروز بقيادة شارل مارتل.
والآن لنرى ما الذي حدث لهاتيين المجموعتين التين لم تعرفا حضارة سابقا؛ وأعني بهما قبائل وسط أوربا والعرب.
في خلال فترة لا تتعدى الخمسمائة عام أي ببداية القرن الثالث عشر الميلادي تأثرت قبائل وسط أوربا البربرية والتي حكمت الجزء الضئيل جدا من الإمبراطورية الرومانية ببقايا الحضارة الرومانية التي أخذوها مما كان سابقا وقعا تحت سيطرة روما؛ وتحولت هذه القبائل بعد فترات من الصراع المرير مع سلطة الباباوت إلى أن تصل بأوربا إلى ما نعرفه حاليا. في الوقت نفسه نجح العرب والذين سيطروا على معظم الإمبراطورية الرومانية وكل إمبراطورية فارس وحضارة مابين النهرين وبمساعدة الإسلام إلى أن يصلوا بما كان تحت يديهم إلى ما نحن عليه الآن والذي لم يتغير كثيرا إلى ماكانوا عليه وقتها.
أعرف جيدا ما يمكن أن يقال في هذه اللحظة؛ وأعني به رص مجموعة من الأسماء أمثال ابن حيان، والخوارزمي، ... إلخ إلخ
ولكن هل هكذا تُعرف الحضارات؟ وهل هؤلاء كانوا عرب أم هم نتاج حضارتهم السابقة والتي كانت بصورة حصرية غير عربية.
إن القاريء للتاريخ عندما ينظر لخريطة العالم تاريخيا يجد أن العرب نجحوا في تدمير بعض من أعظم الحضارات التي عرفها العالم ووصلوا بهما إلى الوضع الرديء الذي نراه حاليا. بينما البقية البسيطة جدا من واحدة فقط من هذه الحضارات - وأعني بها الرومانية - نجحت في أن تغيير شعوب أوربا البربرية إلى ما نعرفه جيدا.
وبعد ذلك مطلوب مننا أن نقول العرب هم من علم العالم الحضارة. ألم آقل لكم إنها حسبة برمة. كيف يمكن أن نتجاهل ما فعله العرب بالحضارات السابقة عليهم وما أوصلونا له الآن، وكيف يمكن أن نتجاهل أن شعوب أوربا في هذا الوقت لم تعرف أي حضارة مطلقا وأن نتجاهل ما وصلوا إليه الآن؟
بصراحة مش عارف، ما أنا أصلي خايب في الحساب.



#بيتر_ابيلارد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقاً وحباً يا رفيق حبيب
- غير المضحوك عليهم
- بين القذافي وبوش
- حرب من طرف واحد
- أي إخوان وأي مسلمون
- إخواني أكثر من الإخوان
- القرضاوي والحل السحري
- فى صحتك يارسول الله
- قبلنا الدعوة
- المللا تشارلز بن فيليب
- مش عايزين حرية
- أعتدلنا أعتدلنا أعتدلنا
- أسكت إنت متعرفشي حاجة
- الفيروس المصري
- نجيب سرور نبي أضاعه قومه
- كلا لسنا أخوة، أحباء، ولا يحترم بعضنا البعض
- منتصر الزيات فعل فاضح فى الطريق العام
- أقباط مصر ومحمد عبد المطلب
- رجاء تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر
- الاسلاميون والعمى الفكرى الاختيارى


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بيتر ابيلارد - حسبة برما