أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - سيدي الرئيس ... أنت جبان















المزيد.....

سيدي الرئيس ... أنت جبان


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوسلو في 11 مايو 2006
سيدي الرئيس .. أنت جبان !

أراك تلتصق الآن في مقعدك الوثير، وتثبّت عينيك على الشاشة الصغيرة، وترتعش يداك وهما تتعّرقان حول سمّاعة الهاتف، وقد جاءك صوتٌ من أحد كبار الكبار يطمئنك بأن كل الأمور على ما يرام، وتمام يا أفندم، فقواتك الباسلة، يا صاحب الضربة الجوية الأولى، اخترقت بشجاعة منقطعة النظير جيشاً عرمرم من شباب صغير ومرهَق من السهر استعدادا للامتحانات، ثم لبى نداء قضاته الشرفاء.
كانوا عشرة على الرصيف، وجنودك الأبطال أكثر من تسعمئة يحاصرونهم.
القانون يقول بأنه يتم القبض على مخالفيه، ثم يُعْرَضون على النيابة.
أما قانون الجبان فيطلب من كل ثلاثين أو أربعين كلبا محاصرة مواطن واحد، ثم القائه أرضا، وركله بشدة في كل أنحاء جسده حتى يتورم، وتنفجر من مساماته دماء حمراء قانية.
أراك هاربا في ايطاليا أو ألمانيا أو المغرب أو شرم الشيخ، وأتحداك أن تخرج في موكب مخترقا شوارع العاصمة ولو كنت في حماية أمريكا واسرائيل وكل كلابك الذئبية المفترسة.
أقدم اعتذاري الشديد لكل الطيارين الأبطال الوطنيين الذين رعتهم سماء مصر في السادس من أكتوبر عام 1973، وأقول لهم بأن هذا الرجل ليس منكم وليس مِنّا.
لعلك كنت تستلقي من الضحك على غضروفك الذي آلمك عندما بلغك نبأ تحرش ضباطك وجنودك بفتيات مناضلات أصغرهن أكثر منك شجاعة، وأعمق حبا للوطن، وأقرب لروح السماء منها لتراب الأرض.
انتقدتك كثيرا، وكتبت عنك ما ظننت أنه يفجر الماء من الصخر، ولكنني هذه المرة أحمل لك رسالة من سبعين مليونا من المصريين، ومعهم ستة ملايين مغترب منعهم ظلمك أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة خشية أن يكون الوعي قد أصابهم، والخوف من زائر الفجر قد زال عنهم في الغربة.
الرسالة التي أستطيع أن أختصر لك فيها ربع قرن من حكمك العفن والتي انتهت باغتصاب عساكرك الأكثر قسوة وغلظة من أخس وأحط وأسفل الساديين فتيات عفيفات مصريات لا يملكن غير حب جارف لمصر، هي أيضا رسالة تشهد عليها كل القيم والمباديء والأعراف والأخلاقيات والدين والوطنية والانسانية.
رسالة بصقها كل مصري شاهد أوامرك النتنة تتجسد في أحذية رجال أمنك، ويركلون بها رجال القضاء، وشباب الجامعات، والأكاديميين والتربويين.
رسالة تضاعفت بصقَتُها سبعين ضعفا عندما عرفتْ مصر كلها كيف استجاب ضابط الأمن لتعليماتك الجبانة فقال للقاضي المريض: حتى لو كنت رئيس محكمة فانت ابن كلب!
في حادث بورسعيد المعروف والذي تم فيه قتل رجل أراد أن يمرر لك رسالة، أسرع ابنك، الرئيس القادم، إلى الوزراء في الاستراحة وهم ينتظرون موكبك، ودخل غاضبا عليهم ولدى بعضهم أولاد في مثل عمره قائلا: يا ولاد الكلب الريس بتاعكم كان حيموت وانتم قاعدين هنا بتدلعوا !
وأسرع رئيس الوزراء يهديء من غضبه قائلا: إنك ابني، فكيف تقول لي ولنا هذا الكلام؟
رد جمال مبارك قائلا: وأنت كمان ابن كلب زيهم.
تلك هي أخلاق أسرتك التي تعيش أيامها الأخيرة وسيتشفى فيك كل مصري، وستكون نهايتكم نهاية أكثر مأساوية من كل طغاة العصر.
الجبان هو الذي يعتقل الأبرياء، ويأمر بمنع القضاة من التوجه لزملائهم، وبنزع ملابس فتاة عفيفة ثم تحرش كلابك الأمنية بها والتهديد بأنهم سيغتصبونها كما فعلوا مع غيرها.
الجبان هو الذي يخاف من شعبه، ويأمر بسرقة أمواله، وبتزييف إرادته، وبتزوير نتائج الانتخابات، وبتلفيق التهم ضد معارضيه، وبفتح المعتقلات والسجون بعد رشوة رجال الأمن ترهيبا وترغيبا.
الجبان هو الذي يُفرّق بين أفراد الشعب، ويرفع من شأن اللصوص، ويتساهل في فسح المجال لتجار المخدرات، وينتقم من الأبرياء، ويحتقر السلطة القضائية.
سيدي الرئيس محمد حسني مبارك،
الرسالة التي أراد سبعون مليونا من المصريين أن يبصقوها وهم يشعرون بالقرف والغثيان هي أنك جبان.
كل الشواهد والدلائل والقرائن والصور وشوارع العاصمة المسكينة نطقت بوضوح هذه الكلمة.
كنا نتمنى أن ينحاز ضباط الأمن إلى الشعب قبل أن يتم توزيع قائمة سوداء بهم ستكون بداية النهاية لأكثرهم جبنا فور سقوط نظامك.
كتبت مقالا من قبل تحت عنوان : ( لماذا أكره الرئيس حسني مبارك ) .
الآن وأنا في كامل الوعي أقول بأنني أكره بنفس القدر كل من لا يكرهك، ولست على استعداد للاستماع ولو لبرهة واحدة لمن يبررون خسة ودناءة ودموية نظامك ورجالك وضباطك.
ربما تضحك الآن ملء وجهك، وتظن أن مصر ستنسى، وأن أحذية عساكرك قد ألقمت أفواه مواطنيك، وأن زنزانات بيوت الرعب في عهدك قادرة على تعليم شعبنا الخضوع لك.
كان هناك أمل ولو بدا ضعيفا أن تنطلي لعبة الحزب الوطني ومجلس الشعب على الشعب فيجد نفسه مضطرا لانتخاب ابنك.
الآن وأجساد بناتنا المتحرش بهن تلعن يوم توليت حُكمَ مصر، أؤكد لك أن محاكمتك أصبحت على مرمى حجر، وأن ابنك سيكون في القفص المجاور لك، وأن أعتى كلاب أمنك يعرف شعبنا والمتظاهرون والمتظاهرات وجوههم فردا .. فردا.
تذكرت الضابط الذي هدد مواطنا متهما بأنه سيحرقه، فلم يصدق المسكين فهو في عهد قائد الضربة الجوية الأولى الذي يتوجه إلى الله خمس مرات في اليوم والليلة، فكيف يحدث ذلك.
والضابط لديه أوامر منك: افعلوا بالمصريين ما يجعلهم يلعقون تراب الأرض في عهدي.
في منتصف الليل، جاء الضابط، ودخل التخشيبة والرجل المصري المواطن في عهدك الأسود يغط في نوم عميق. يصب الضابط كيروسين فوق جسده، ثم يشعل فيه النار. ويموت مواطنك، وتلعنك الملائكة، وتبقى لعنة الشعب تنتظر يوما بات قريبا .. بل أقرب إليك من كل همسات كلاب قصرك في أذنك وهي تقول: تمام يا أفندم، فعلنا بهم كما أمرتنا وأكثر.
ربما يكون قد وصلك خطاب من سيد البيت الأبيض مختوم على غلافه سري للغاية، وفيه عرض بأن تستضيفك وأسرتك وأقرب لصوصك وأوّفىَ كلابك جهة عربية أو أجنبية.
ربما تكون قد قمت فعلا بتهريب ما يجعلك وأسرتَك من أثرياء الدنيا وفقراء الآخرة ما بقي عزرائيل بعيدا عنكم.
أتوقع منك أي شيء الآن كتفجيرات شرم الشيخ أو دهب أو الاتفاق الضمني على التخلص من قيادات عسكرية كبيرة كما حدث مع الخبراء العسكريين الذين اسقطت طائرتهم وسقطت معها الذاكرة.
ربما يقوم رجالك برهن الوطن كله وتفريغ مصارفه والتفريط في استقلاله.
غضب مني مصريون كثيرون بعدما نشرت مقالا تحت عنوان( كيف تقنع المصريين بأن لهم كرامة؟ ).
أما الآن فقد أفرجتْ مشاهدُ افتراس كلابك لأبناء شعبنا في قلب القاهرة الحزينة عن كلمة السر التي لو آمن بها واحد بالمئة فقط من المصريين لما بقي نظامك حتى صياح الديك أو شروق أول شمس على مصر منذ ربع قرن.
كيف تقنع المصريين بأن مصر بلدهم؟
سؤال سيخترق الجهاز العصبي لأي مصري شريف، وسيعبث بمشاعر البلادة والجبن والصمت التي رانت على الكثيرين سنوات فيعطلها، وستظهر أمامك نخوة وشهامة وكرامة وحب جارف لمصر.
ربما يكون جيش مصر الذي ظننته جيشك أنت قد تحرك فعلا أو سيتحرك في وقت وجيز ليحاصر قصورك وماسبيرو، فجيش بدون نخوة وكرامة وشجاعة ليس مصريا.
وربما لم يتناه إلى سمعك هدير الجماهير التي بدأت في التحرك، وسيدفع كلابك ولصوصك وناهبو الوطن ثمنا غاليا، وسيمر الغاضبون ومعهم قائمة سوداء كأحذية ضباطك على أقسام الشرطة وفي الشوارع والميادين، فالأسماء معروفة سلفا، والوجوه التصقت في ذاكرة المصريين، أما البلطجية الذين استعنت بهم لتنتقم من رافضيك فلن يخطئهم مصري واحد، وفلاشات كل كاميرات المحترفين والهواة رصدتهم واحدا .. واحدا.
اقترح عليك الآن أن تبدأ في العد التنازلي، وتنظر من شرفة مخبئك، فالمصريون لم يعودوا هم المصريين الذين اعطوك رقابهم ربع قرن من الزمان الأغبر.
ندائي إلى كل المواقع والمنتديات والصحف والمجلات والمطبوعات الحرة وكل من يملك صوتا وكرامة وشهامة وحبا لمصر ولسانا يلهج بذكر الله وضميرا لا تزال فيه بقايا حياة أن يخرج عن صمته، وأن يساهم في اتساع رقعة الغضب، وأن لا يخشى تهديدا من الذين يحتضر نظام سيدهم، فالضوء أقرب من نهاية النفق، ومصر تستعد لصباح جميل، وكابوس مبارك بدأ فعلا في مغادرة الأرض الطيبة، وصبر المصريين لن تحتمله أيام قادمات أو أسابيع معدودة.
من ليس مقتنعا حتى الآن بأن مصر بلده فلا حاجة لنا في لسانه وقلمه وحتى دعائه.
سيدي الرئيس ... أنت جبان.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين
- مقطع من يوميات كلب
- أيها المصريون، هذا الرجل مجنون ... هذا الرجل نيرون
- مباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية وانتفاضة 23 يوليو 2006
- دعوة القضاة لدعم الانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الأقباط والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الرئيس السوري يطلق رصاصة الرحمة على قلب دمشق
- الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة م ...
- أيمن نور والانتفاضة المصرية في 23 يوليو2006 رسالة مفتوحة إلى ...
- المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
- كيف نطيح بالرئيس مبارك عن طريق الإنترنيت؟
- الفخ الأمريكي للغباء الإيراني .. متى يبكي حراس الثورة؟
- العد التنازلي للرئيس اللبناني
- كل المسلمين قضاة .. فمن المتهم؟
- تصفية الشاهد المتهم صدام حسين
- رسالة مفتوحة إلى قائد الإنقلاب العسكري المصري
- لماذا أكره الرئيس حسني مبارك؟
- الحمد لله، تخلصنا من 900 مصري ! رسالة من الرئيس حسني ...


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - سيدي الرئيس ... أنت جبان