أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسان محمدي علال - علماء مسلمون أم فقهاء في الدين ؟














المزيد.....

علماء مسلمون أم فقهاء في الدين ؟


الحسان محمدي علال
(Lhassane Mohamadi Alal)


الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 20:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثناء نزول الوحي على الرسول الكريم لم يكن في مكة ولا في المدينة "علماء" في الدين الجديد. فلما ذكر الله تعالى العلماء في كتابه الحكيم "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ"، لم يقصد من يطلقون على أنفسهم اليوم اسم "العلماء" في الدول الإسلامية، وإنما العلماء بالمفهوم الصحيح للكلمة، أي العلماء (savants) المتمكنين من المعرفة في شتى المجالات، أي الذين يسيرون فِي الْأَرْضِ وينظرون كيف بدأ الْخلْق امتثالا لقوله تعالى "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، والذين ينتجون المعرفة العلمية التي تستفيد منها الإنسانية، لا المعرفة الدينية التي تحذر من عذاب القبر وتعد ضعاف العقول بالحور العين لتحولهم إلى كتائب القتل أو قنابل بشرية موقوتة، والتي جمدت العقل وقسمت المسلمين إلى طوائف يكفر بعضها البعض الآخر، ويرتكب بعضها باسم الدين مجازر بشعة تعد جرائم ضد الإنسانية. والعلم الذي يتسلح به العلماء هو الذي قال عنه الله تعالى "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" وقال عنه الرسول (ص) "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" و"اطلبوا العلم ولو في الصين"، لأن الصين لم يكن الإسلام قد انتشر فيها آنذاك حتى يقصد به "علم" الفقهاء الذين اجتهدوا وأنتجوا فقههم بعد موت الرسول بعشرات السنين. أما علم "علماء" الدول الإسلامية في الوقت الحاضر فهو فقه في الدين فقط، لا غير، أي العلم بأحكام الشريعة من خلال شرح وتأويل شخصي للنصوص الدينية بهدف وضع قواعد إنسانية تنظم المجتمع حسب القيم والمبادئ السائدة، غالبا حسب ما يرضي الحكام، فقه سنه سلف غابر ربما كان صالحا لزمانه، ولم يعد كل ما توصل إليه صالحا لزماننا بكل تأكيد. ولهذا، وجب تسميتهم في أحسن الأحوال بفقهاء الشريعة الإسلامية، والأصح بفقهاء المذهب الذي يعتنقونه، ففي المغرب مثلا، عوض "المجلس الأعلى للعلماء" كان يجب إطلاق اسم "المجلس الأعلى للفقه المالكي المغربي" على هذه المؤسسة المتخصصة في الشؤون الدينية وفقا للمذهب المالكي. وقد أصاب المترجم إلى اللغة الفرنسية لما تجنب استعمال :
« Conseil supérieur des savants »،
واستعمل عوض ذلك :
« Conseil supérieur des oulamas »،
لقد عرفت الحضارة الإسلامية كثيرا من العلماء من أصول مختلفة أمثال الكندي، والخوارزمي، والرازي، وابن سينا والفرابي وابن الهيثم وابن رشد...، الذين كانوا فعلا علماء عصرهم لأنهم كانوا ملمين بجل الحقول المعرفية في العلوم الطبيعية والطب والرياضيات والفلسفة إلى جانب الفقه الشرعي، والذين سطع نجمهم في الحقبة الأولى من عصر العباسيين في الشرق والحقبة الثانية للأمويين في الغرب (الأندلس)، (800 – 1100م) قبل أن ينقلب عليهم فكر الإمام الغزالي ومريديه الذي كفر الفلاسفة وحرم تدريس الفلسفة والعلوم الطبيعية، ليصبح التعليم فيما بعد في بلاد المسلمين مقتصرا على الفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه، مرجحا النقل على العقل في منهجيته، فتعطل العقل بسبب ذلك وتعطلت معه التنمية إلى الأبد في بلاد المسلمين.



#الحسان_محمدي_علال (هاشتاغ)       Lhassane_Mohamadi_Alal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صلاح ولا إصلاح بدون قيام ثورة ثقافية جذرية


المزيد.....




- اعتداءات بني مزار: مشاركة مسؤولي الدولة في توقيع العقوبات -ا ...
- الأكاديمية اليهودية فينكلستاين: تعرضت للنبذ لمناهضتي إبادة غ ...
- قوات الاحتلال تفتش منازل في دير بلوط والزاوية غرب سلفيت
- الكنسية القبطية تعلن ترتيبات تجنيز الأنبا أنطونيوس مرقس مطرا ...
- تثبيت سريع الآن .. تردد قناة طيور الجنة الجديد TOYOUR EL-JAN ...
- شيخ الأزهر يزور إيطاليا ويلتقي بابا الفاتيكان لبحث دعم اتفاق ...
- شيخ الأزهر يزور إيطاليا ويلتقي بابا الفاتيكان لبحث دعم اتفاق ...
- زهران ممداني يتعهد بالتمسك بهويته الإسلامية
- جينيفر لورنس تُعيد تعريف أناقة السجادة الحمراء بكنزة صوفية ب ...
- قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة شبان من دير بلوط غرب سلفيت


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسان محمدي علال - علماء مسلمون أم فقهاء في الدين ؟