أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسان محمدي علال - لا صلاح ولا إصلاح بدون قيام ثورة ثقافية جذرية















المزيد.....



لا صلاح ولا إصلاح بدون قيام ثورة ثقافية جذرية


الحسان محمدي علال
(Lhassane Mohamadi Alal)


الحوار المتمدن-العدد: 6280 - 2019 / 7 / 4 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا صلاح ولا إصلاح بدون قيام ثورة ثقافية جذرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إن الملوك والأمراء العظماء، الذين يريدون سعادة الناس الذين يحكمونهم، هم أصدقاء للحقيقة عندما تبين لهم من قبل الفيلسوف الذي، ومن أعماق تأملاته، يتحلى بشجاعة خالية من التعصب، ويقتصر على سلاح العقل لمحاربة مقاولات العنف والمؤامرات." سيزار بيكاريا
لا يحتاج الإنسان في عصرنا إلى بذل جهد كبير وقضاء وقت طويل، كما كان الأمر قديما، كي يحصل على المعلومات والمعارف التي يحتاجها مهما كان مجال التخصص الذي يبحث فيه، شرط أن يكون محبا للقراءة ومتمكنا من أدوات البحث التي توفرها التكنولوجيات الحديثة للإعلام والتواصل ؛ وبالتالي فإنه يسهل على كل باحث أن يقرأ النصوص ذات الصلة بموضوع بحثه، ويجتهد ليتأكد من صحتها ومصداقيتها أولا، قبل أن يحكم عقله لإدراك معانيها ومقاصدها المنطقية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالدّين، الذي يعتبر مكونا أساسيا من مكونات الثقافة التي تحدد هوية الإنسان، والذي يتسبب في استقرار النفس أو اضطرابها حسب كيفية تلقيه ومستوى إدراك حقيقته. وذلك دون أن يسقط في فخ غلو وتطرف الخطاب الذي يصدر عن الملحدات والملحدين المتشددين الذين يعادون الدين كيفما كان نوعه ومرجعه، وينكرون على المتدينات والمتدينين حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية التي تمليها عليهم عقيدتهم، أو الذي يُعتمد من جانب المتدينات والمتدينين الأصوليين المتعصبين بسبب تأويلهم الشخصي والضيق للنصوص المرجعية لدينهم، الذين يكفرون ويعادون كل من رفض السير على نهجهم ويسعون إلى إقامة حد الكفر عليه، ويفرضون على مجتمعاتهم بحد السيف مفهومهم الخاص للحقوق والحريات ضدا على مفهوم حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا.
والدّين، كيفما كان مرجعه ونوعه، سلاح ذو حدين، إذا وُضع في يد حاكم مستبد فاسد وبدون ضمير سلطه على رقاب رعيته لفرض طاعتها له، أما إذا وُضع في يد حاكم عاقل أبعد به المستبدين والمنافقين عن دائرة الحكم. إذا وجهه المتدين إلى داخل أعماقه، أصلح نفسه الأمارة بالسوء، وإذا وجهه إلى محيطه ساهم في إفساد المجتمع. له وظيفتان، وظيفة مشرقة تحقق الأمن الروحي للمجتمع عندما يدعو إلى السلم والسلام واحترام كرامة الإنسان، ووظيفة مظلمة تزرع التمييز والعنصرية والفتن في المجتمع عندما يستعمل لتحقيق جزاءات ذاتية دنيوية وأخروية تحول المتدين إلى شخص انتهازي محض لا يحب الخير لغيره ولا يعير أي قيمة للعلاقات الإنسانية.
ورغم أنني أعتبر نفسي غير ملزم بالإعلان عن موقفي من ديني لأدلي بدلوي في النقاش العمومي حول علاقة الدين بالفرد والمجتمع، فإنني أقر بأنني مسلم، لكن ليس بالفطرة كما يدعي الفقهاء الأصوليون، وإنما بقوة تشريع الدولة التي أحمل جنسيتها وثقافة المجتمع الذي ولدت وترعرعت فيه ؛ ولو ولدت من أبوين يعتنقان المسيحية أو اليهودية أو البوذية أو الكنفوشية...، لكنت على دينهما. وهذا من الأشياء البديهية التي يقبلها العقل، ولا ينكرها إلا جاهل. والقرآن الكريم يدعونا إلى إعمال العقل في جميع أمورنا الدنيوية والتعبدية، لأن مليارات البشر الذين لم يولدوا من أبوين مسلمين لا يعلمون عن الإسلام شيئا، ما عدا وجهه القبيح الذي يروجه الإعلام المعاصر. أما درجة الإيمان بالعقيدة التي يدعو إليها الإسلام فإنني لا أسمح لأي أحد أن يتدخل فيها، كما لا أسمح لنفسي أن أسأل عن موقف غيري منها، لأن هذا الأمر يعتبر من الأمور الشخصية التي لا يصح نشرها في الفضاء العام، ولا يحق لأي كان أن يستفسر غيره عنها. والإسلام، حسب معرفتي المتواضعة، دين يقر للمؤمن بحق التواصل مباشرة مع خالقه ، دون وساطة فقيه أو شيخ أو إمام، كيفما كان مذهبه ومهما علا شأنه، والإيمان الصحيح والأصيل لا يحتاج أبدا إلى من يقويه بممارسة شعائر جماعية، كيفما كان نوعها، ولا بالسماع إلى وعظ فقهاء وشيوخ وأئمة هذا الزمن الرديء الذي اختلط فيه الغث بالسمين، حيث أصبح الغث قاعدة والسمين استثناء، ونصب العديد من هؤلاء أنفسهم كهنة على معابد مظلمة، رغم كثرة المصابيح المعلقة بداخلها، لا يعبد فيها الله وإنما الأصنام الميتة التي ابتدعها أسلافهم في أزمنة غابرة وكذلك الأصنام الحية التي لا تنفعهم في الدنيا ولن تشفع لهم في الآخرة. وما دام الإيمان الصحيح يقوى بحب الخالق ويدرك من خلال تأملات الإنسان العاقل في أسرار هذا الكون الجميل والعجيب الذي يحتضننا، والذي لا يمكن لبصر أن يحده ولا لعقل أن يتصور أبعاده اللامتناهية في الصغر والكبر على حد سواء ولا أن يحصي مكوناته المنفصلة عن بعضها، فالمؤمن الذي يعرف الحق والشر بفطرته لا خوف عليه من عذاب الله في الدنيا، ولا في القبر، ولا في الآخرة، لأنه أدرك حقيقة وجود خالقه بعقله، وليس بتربية الترغيب والترهيب التي استعملت من طرف الحاكم والمجتمع على حد سواء لإخضاعه لسلطتهما.
وموضوع علاقة الدين الإسلامي بالفرد والمجتمع يعتبر من المواضيع الحساسة جدا، التي يراد لنا أن نبتعد من الخوض فيها حتى لا نتهم بجريمة "زعزعة عقيدة مسلم" الواردة في القانون الجنائي المغربي، أو بالكفر والزندقة من طرف فقهاء وشيوخ وأئمة وأمراء الدين الذين يحتكرون المجال الديني ويجعلون منه مجالا خاصا لا يجوز لغيرهم الخوض فيه حتى تخلو لهم الساحة للاستمرار في نشر الجهل المقدس واستعمال طريقة الترغيب والترهيب التي يؤسسون عليها منهجهم الدعوي والتربوي الذي حال دون التحاق "أمة اقرأ"، وما هي بقارئة، بركب الحضارة الإنسانية المعاصرة، والذي (المنهج) يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في تخلف الدول الإسلامية. وما دامت الغاية تبرر الوسيلة في سعيهم، فلا يحتاج المرء إلى عناء كبير ليدرك أن منهجهم يستعمل كوسيلة تحقق لهم الاستفادة المتواصلة، والمتواترة عبر القرون، من الريع الذي يحصلون عليه من الناس البسطاء والسذج الذين يثقون في وعظهم المبني على الخرافة والنفاق في أغلب الأحيان، وكذلك من الحكام ، الذين يأتمرون بأمرهم من دون الله ويصنعون لهم رعية مطيعة وصابرة على "حكم الله"، الذي ترجمه رسوله الكريم إلى تحريم الخروج عن الحاكم ولو كان فاسقا حسب ما ادعاه البخاري ومسلم وغيرهما من رواة الحديث النبوي.
ربما قد يكون الباب إلى الخلاص من هذا الوضع القبيح والمظلم الذي يتخبط فيه العالم الإسلامي منذ زمن طويل قد فتح على مصراعيه بعد أن صحا ضمير بعض المفكرين المتخرجين من الجامعات الإسلامية كالقرويين والزيتونة والأزهر... الذين درسوا واطلعوا على كل ما يدرس بهذه المؤسسات العتيقة، والذين تمردوا على هذا النظام التعليمي وحملوا قلوبهم بين أيديهم ليشهدوا اليوم بصوت عالي، ويبينوا بالحجة والدليل، خطورة المعارف والقيم والمبادئ التي تدرس في هذه المؤسسات الدينية الرسمية التي بنت مناهجها على عملية النقل من جهة، لتردد وتقدس كل ما نُقل عن السلف ولو تعارض مع العقل، وعلى الترغيب والترهيب من جهة أخرى، لإخضاع المسلم وجعله شخصا مطيعا ومُسَلٌّما بما يقدم له من معارف وقصص خرافية لا يناقشها، ومقدسا للحجر والبشر، ولا يشعر بأي تناقض في سلوكه، ولا يخجل أبدا من أن يقبض الرشوة أو يقدمها حسب الظروف، وأن يكذب ويسرق ويغش وينافق ويؤذي غيره وما إلى ذالك من الأفعال المشينة، ويحرص في نفس الوقت على صوم رمضان والست الأوائل من شوال بعد عيد الفطر والإثنين والخميس من كل أسبوع، وأداء الصلاة في وقتها، ويحث الآخرين، بل يجبر أقربائه، على إتباع سلوكه، متقمصا غيرة مفرطة على الدّين والله والرسول والصحابة والسلف الصالح. ويتهم العلماء المتنورون هذه الجامعات بالتحريض على محاربة وإبعاد العقل من المجال الديني، عوض إعماله لإقناع المسلمين والمسلمات ولاستتباب أمنهم الروحي ولجعلهم، قبل أن يكونوا مسلمات ومسلمين، مواطنات عاقلات وصالحات ومواطنين عاقلين وصالحين، يحترمون الإنسان ويحبون الخير للجميع، لا يقبلون الخرافة ويكرهون الكذب والغش والنميمة والنفاق والرشوة وكل ما يسيء إلى مجتمعهم، وقبل ذلك إلى إنسانيتهم. والخطاب الديني الرديء المرسخ في جل مجتمعات الدول الإسلامية، والذي تتحمل مسؤوليته هذه المؤسسات الدينية العتيقة، يزكي ما يذهب إليه هؤلاء المفكرون الأجلاء الذين تمردوا وخرجوا على إجماع الفقهاء وأصبحوا يبذلون قصارى جهدهم لتنوير العقول حول حقيقة الدّين الذي جعلوا منه شأنا عاما يحق تناوله من طرف كل من يلمس في نفسه القدرة على المساهمة في منقاشة المواضيع المتعلقة به.
وإذا ارتفعت بعض الأصوات واستُنفرت بعض الأقلام في الوقت الراهن لملامسة علاقة الدين بالسياسة وبالحياة الفردية في بعض البلدان التي تعتمد دساتيرها الإسلام دينا رسميا، فإن جل المفكرين والمثقفين المغاربة لا يزالون يخشون على أمنهم وسلامتهم من الخوض في هذه المواضيع الحساسة التي جعل منها فقهاء الدين (ولا أقول علماء الدين) مجالا خاصا مغلقا لم يكتفوا بمنع الخوض فيه على كل من لم يتتلمذ على يد شيوخهم، بل حرموا على من تخصص وتفقه في الدين أن يخرج عن نهج السلف الذي قيد الفكر وكفر الفلاسفة وعلماء الطبيعة الذين تجرؤوا على نقد الدين النمطي، الذي أسسه ملوك الخلافة الأموية الأولى، الذين بسطوا نفوذهم بحد السيف، وليس بالموعظة الحسنة كما يراد لنا أن نعتقد رغم تواتر الأحداث الدموية والأعمال الهمجية التي قامت بها جنودهم باسم الله والإسلام، وشرعه بعد ذلك ملوك الخلافة العباسية بوضع كتب السنة النبوية، التي نسبوا فيها أشياء لا تحصى إلى الرسول ص لا يقبلها العقل وتتعارض كليا مع الإرادة الربانية العادلة، وفرضوها كثاني مصدر للتشريع بعد القرآن ؛ وكذلك بتأليف تفاسير القرآن والسنة النبوية وفق ما يتوافق مع طموحاتهم السياسية التوسعية التي جعلت منهم حكاما مستبدين سلطوا سيوفهم على رقاب رعاياهم وقطعوا رؤوس كل من تجرأ على مخالفتهم أو معارضتهم ولم يخلفوا إلا الدمار والتخلف للأمة الإسلامية على مر العصور، وهم محصنين في قصورهم مع حريمهم ومن يحيط بهم من علية القوم، إلى أن حولوا بلادهم إلى أرض خصبة وسهلة الاستغلال من طرف الاستعمار الأوروبي وأصبحوا يولون عليهم الكفار ويحتمون بهم من بطش رعاياهم الثائرة عليهم، وللحفاظ على ملكهم المهزوم وقصورهم العتيقة التي لا ترمز إلى عظمة من شيدوها، وإنما إلى استبدادهم وتخلفهم.
إن المفكرين المثقفين والمتنورين مدعوون اليوم أكثر من غيرهم إلى التخلص من الرعب الجاثم على قلوبهم للجهر بالحقائق التي تدركها عقولهم نظرا للمسؤولية الجسيمة التي يتحملونها إزاء سكوتهم وغض الطرف عن الانحراف الذي أصاب الشأن الديني في السواد الأعظم من بلاد المسلمين التي لا يزال حكامها يجعلون من الدين مطية لاستغلال شعوبهم وأوطانهم إلى أن انقلب السحر على الساحر فعمت الفتنة في جل أوطان الأمة الإسلامية وأصبح الاقتتال بين الجماعات الإسلاموية عملة ثمينة بين أيدي الليبراليين الجدد الذين يسعون إلى السيطرة على جميع ثروات العالم المادية والبشرية.
وفي زمن التطور الرهيب الذي تعرفه العلوم الطبيعية، وخصوصا التكنولوجيا التي تمكن الإنسان من الوصول إلى المعلومة أينما وجدت، ولو على المريخ، لم يعد أي مجال معرفي بعيدا أو محظورا على من يرغب البحث عن المعرفة. وعلى ضوء هذا الوضع الجديد، كان من واجب فقهائنا أن يتجنبوا الخوض في الأمور الدنيوية للمسلمات والمسلمين، التي أصبحت تتجاوز بكثير مجالهم المعرفي، ويتجنبوا إبعاد الناس من دائرة المحظور في مجال الدين. كان عليهم أن يكتفوا بتفقيه عامة الناس، الذين لا يستطيعون قراءة القرآن وفهمه فهما صحيحا، من خلال التعامل البسيط والميسر مع فرائض الدين حسب مستواهم الفكري والمعرفي كما كان الأمر على ذلك عند نزول الوحي، مصداقا لقوله تعالى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وعملا بأمر الرسول ص "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"، وكما فعل الأمازيغ بشمال إفريقيا، وكثير من الشعوب الأخرى غير العربية، منذ أن اعتنقوا الإسلام وقبل أن تُسلٌّط عليهم، مع جل شعوب الدول الإسلامية، الجماعات الإسلاموية المتطرفة، التي أنتجتها تفاسير ابن تيمية والمذهب الوهابي المتخلف، والتي تكفر البشر والحجر على حد سواء، وتنمط الدين من خلال التركيز على الحلال والحرام وفق مرجعياتهم المتخلفة، والتدخل في أبسط الجزئيات من حياة المسلمين والمسلمات التي تصل إلى حد فرض "الآداب" الخاصة بالدخول إلى المرحاض والخروج منه وبمضاجعة النساء وبزيارة أضرحة الأولياء الصالحين...، وكذلك علاج الأمراض بالرقية الشرعية، حتى الخطيرة منها، وإلى غير ذلك من الأمور المتخلفة التي لا يقبلها العقل السليم، والتي أفسدت أخلاق وأذواق المجتمع عوض أن تحسنها. وهذا الدين البسيط والأصيل الذي أعتنقه، هو الإسلام السمح كما حدده الفصل الأول من دستور المملكة المغربية، والذي يفرض على كل إنسان ولد من أب مغربي غير يهودي، والذي لم أختره طوعا، بل ورثته من والدي ورضعته من أمي كما رضعه جيلي والأجيال السابقة من أمهاتهم التي كانت تتمثل في تلك المرأة البسيطة المؤمنة التي لا تعرف من العربية الفصحى، التي نزل بها القرآن، إلا كلمة الله، فتكتفي في صلاتها باستعمال لغتها الأم وتردد بداخلها ما معناه "الله كيعرف فلانة وفلانة كتعرف الله" وتكبر بقولها "اللهكبر" وتركع وتسجد وتجلس للتشهد وتسلم وتدعو الله، دائما باللغة العامية (الدارجة المغربية أو الأمازيغية) أن يغفر ذنوبها وأن يفرج عنها كربها وما إلى ذلك من الأشياء التي تطلب من خالقها أن يحققها لها.
وللوقوف عند دائرة المحظور التي لا يُراد للمسلمات العاقلات والمسلمين العاقلين أن يطلعوا عليها ويبحثوا فيها، حتى لا يشككوا في صحة المعارف التي تم ترسيخها في أذهانهم منذ نعومة أظافرهم، أكتفي بسؤال موضوعي حول بعض الثوابت، لم أجد له جوابا مقنعا عند المتخصصين في تفسير القرآن، مما جعلني أشك في صحة هذه الثوابت. وهو سؤال بسيط يتعلق ببعض الأمور التي تتعارض مع العقل في القرآن الكريم، يمكن طرحه على الشكل التالي: ما الحكمة الربانية التي أرادها الله تعالى عندما أقر في كتابه الحكيم أمورا تتناقض مع العقل ومع كرامة الإنسان ؟ وهو الذي حرم الظلم على نفسه وكرم الإنسان وأمر عباده بإعمال العقل للوصول إلى حقيقة وجوده وعدم الإشراك به. والأمثلة في هذا المجال عديدة لا يتسع المجال لحصرها، أكتفي بذكر بعض منها :
- أعطى الله أمرا خاصا بالصوم في آية كريمة، لم تنسخ تلاوة ولا حكما، من المفروض أن يكون قابلا للتطبيق في كل زمان وكل مكان، حيث قال الله تعالى } أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }. سورة البقرة: 187. لكن تبين بعد اكتشاف شكل كوكب الأرض الذي نعيش عليه أن هذا الأمر يستحيل تطبيقه في أماكن عديدة على سطح الكرة الأرضية. وعندما يُطرح السؤال على الفقهاء المتخصصين في زمن الإعجاز العلمي للقرآن، يكتفون بالفتوى التي تبيح للمسلمين في هذه الأماكن أن يصوموا ويفطروا طبقا لتوقيت أية دولة إسلامية مجاورة تتوفر فيها شروط تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وحلول الليل، متجاوزين بذالك القاعدة الفقهية "لا اجتهاد مع النص" التي يشهرونها في وجه كل من حاول أن يجتهد لتفسير آية ما تتضمن حكما قطعي الدلالة أو يوجد بشأنه نص صريح وقطي الدلالة كذلك في السنة النبوية.
- حرم الله الربا (القرض بالفائدة) وأشياء أخرى، كأكل لحم الخنزير وشرب الخمر...، دون أن يحرم التجارة في البشر (الإنسان سلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة)، حيث قال الله تعالى مما قال في الربا } الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }. سورة البقرة: 275. أما بالنسبة لملك اليمين (العبيد والجاريات) فقد اكتفى بأن يوصي بهم خيرا ويجعل من عتق رقبة مؤمنة كفارة عن بعض المعاصي كما جاء في قوله } وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما }. سورة النساء: 92. ولم تمنع هذه التجارة، التي تحط من كرامة الإنسان، في بلاد المسلمين إلا بعد أن حرمتها تشريعات الدول الغربية، وبعد ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، وأغلقت أسواقها الحكومات المستعمرة (بكسر الميم). وعندما يُسأل الشيوخ والفقهاء حول هذا الموضوع يجيبون بأن تجارة العبيد كانت وقت نزول الوحي شائعة في كل أنحاء العالم ومصدرا أساسيا للرزق بالنسبة لكثير من الناس، وبالتالي فإنه كان من الصعب جدا تحريمها دون إثارة غضب القبائل العربية وتنفيرها من الدين الجديد !
- رخص الله للرجال، بناء على القوامة الاقتصادية، أن يؤدبوا نساءهم اللاتي يخافون نشوزهن، ولو بالضرب، حيث قال تعالى } الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ--- بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } سورة النساء:34. وعندما يستفسر الشيوخ والفقهاء حول هذا الموضوع يحاول بعضهم لي أعناق الكلمات والنصوص ليعطوا معاني جديدة لكلمة الضرب كي يبعدوا الشبهات الرائجة حول مفهوم العنف ضد النساء الذي يجيزه القرآن في هذه الآية بنص صريح قطي الدلالة لم ينسخ لفظه ولا حكمه.
- حرض الله المؤمنين على قتل الكفار والمشركين وإذلال النصارى واليهود في كثير من الآيات كما جاء في قوله تعالى } قاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } سورة التوبة: 29. ومن جانب آخر يتضمن القرآن الكريم آيات عديدة تدعو إلى الدين الجديد بالموعظة الحسنة كما جاء في سورة النحل }ادْعُ إِلَىٰ--- سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } الآية 125، أو سورة البقرة } لا إِكْرَ‌اهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّ‌شْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ‌ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْ‌وَةِ الْوُثْقَىٰ--- لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } الآية 256، أو سورة القصص }إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } الآية 56، أو في سورة الغاشية } فذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} الآيتان 21 و22... وعندما يُسأل الشيوخ والفقهاء الأصوليون حول التعارض بين الآيات التي تدعو إلى فرض الإسلام على الناس بحد السيف، والآيات التي تدعو إليه بدون إكراه يفسرون ذلك بتحول وضعية الرسول ص من ضعف إلى قوة ويعللون تفسيرهم بكون أحكام آيات القتل قد نسخت أحكام آيات السلم لأنها نزلت بعدها، وذلك طبقا للقواعد الفقهية المتعلقة بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم حسب نظرهم.
وأمام الأحكام العديدة الواردة في القرآن والمتناقضة مع العقل ومع المبادئ والأخلاق الداعية إلى تكريم الإنسان، التي يسعى فقهاء وشيوخ الدين "المتسامح" من جهة إلى طمسها بجميع الوسائل المتاحة لديهم، جاعلين من القرآن نصوصا ترتل بأجمل الأصوات في المناسبات الدينية وتتلى في المآتم والقبور، تجنبا حسب زعمهم للفتن التي يمكن أن تحدثها بين المسلمين لو تم الخوض فيها بإعمال العقل، والتي (الأحكام) يحتج بها من جهة أخرى شيوخ وأمراء الجماعات المتطرفة، على اختلاف مذاهبهم ومرجعياتهم، لاستنباط أحكام القتل قصد تبرير الأعمال الوحشية والهمجية التي يقومون بها باسم الله ودفاعا عن الدين الصحيح والرسول محمد ص الذي قولوه أقوالا ونسبوا إليه أشياء لا تحصى تتناقض كلية مع المبادئ القرآنية السامية التي تكرم الإنسان، ولا يمكن للعقل السليم أن يصدقها. و"المجاهدون" الجدد الذين يضحون بحياتهم وحيات الملايين من الأبرياء وهم يتوهمون أنهم سيمتطون البراق لحملهم بسرعة البرق إلى جوار ربهم لينعموا بالجهاد الأكبر والأبدي في حور العين، يعتبرون النموذج المعبر عن ركاكة واضمحلال العقل بسبب التربية والتعليم الفاسدين المعتمدين في جل الدول الإسلامية. فسكوت المفكرات المتنورات والمفكرين المتنورين الذين يملكون القدرة على تقديم حقائق علمية لعامة الناس قصد مساعدتهم على الخروج من الظلام الذي أُدخلوا فيه بسبب التطرف الأعمى، والتخلص من المعارف الخرافية التي رسخت في أذهانهم، يُعتبر (السكوت) جبنا أمام المستبدين بالدين، وبالتالي يساهم بشكل كبير في ترسيخ دعائم مجتمع المنافقين الذين قال عنهم القرآن }الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ--- يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } سورة التوبة:67.
وخلاصة القول، إن العالم الإسلامي يتخبط في أزمة خانقة منذ قرون لا يمكن التخلص منها بدون قيام ثورة ثقافية جذرية، مؤسسة على إعمال العقل، تمكن المسلمين والمسلمات من التصالح مع دينهم وتاريخهم الحقيقي، ليس التاريخ المؤسس على الروايات والخرافات التي كتبت في قصور السلاطين. وقيام هذه الثورة الثقافية يتطلب حلين ضروريين، حسب رأيي المتواضع، لا يمكن أن تنجح بدون أحدهما:
الحل الأول، وهو بيد الحكام: ما دام النقاش حول الأشياء العقائدية لا يمكن أبدا أن يحقق الوحدة المنشودة، يجب على فقيهات وفقهاء الدين المتنورين دعوة الحكام إلى فصل الدين عن السياسة، أي اعتماد العلمانية كنهج للحكم ولتدبير شؤون الدولة، وسن قوانين تجرم الفعل الذي يتوهم فاعله أنه يدافع من خلاله على الله ورسوله وكل ما يعتبره خدشا لمشاعر المسلم، كالتدخل في لباس المرأة، عوض غض البصر، والاعتداء الجسدي أو اللفظي على كل شخص مختلف أو يفطر علانية في رمضان، عوض ستر مسلم، أو ينتقد الدين...، وغير ذلك من الأمور التي تدخل في مجال الحريات الفردية التي لا تعتدي على حريات الآخرين. وهذا سيسهل على المشرع عملية ملاءمة التشريع الوطني مع القوانين الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا. والجدير بالإشارة هنا أن العلمانية لم تكن أبدا عدوة للدين ولا دعوة للإلحاد كما شرح بعض فقهاء وشيوخ الإسلام وكما روج ويروج ذلك دعاة التطرف التكفيريين الذين لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالإنسان وبحقوقه الكونية منذ أن بدأت بعض الجماعات الإسلاموية، حوالي نهاية النصف الأول من القرن الماضي، في الترويج الإيديولوجي للأفكار التي وصفتها بالصحوة الإسلامية. ولمن لا يزال ينكر هذه الحقيقة يكفيه الاطلاع على تجارب ثلاث دول "إسلامية" حديثة تبين بشكل واضح، لا غبار عليه، نجاح العلمانية في تحقيق التنمية الشاملة لمجتمعاتها دون المساس بجوهر الدين، لا يمكن للعقل السليم أن يجادل حولها ؛ وهي مملكة ماليزيا وجمهورية سنغافورة (التي انتخب شعبها امرأة لتتولى أموره) وجمهورية تركيا. وهي دول لا تعتمد العربية لغة رسمية ولا وسيلة للتواصل بين أفراد شعوبها، ولا تجعل من الإسلام مرجعا للتشريع رغم أن أغلبية سكانها مسلمون وأن دساتيرها تقر بأنه الدين الرسمي للبلد، ولم تمنع الأقليات الدينية الأخرى، على اختلاف مذاهبها، من بناء معابدها وممارسة شعائرها العقائدية بكل حرية.
الحل الثاني، وهو بيد العلماء المسلمين المتنورين: يجب أن يتدخل علماء الدين الإسلامي، الذين درسوا الدين من جوانبه الفلسفية والتاريخية والأنتروبولوجية، وليس الفقهاء الذين اكتفوا فقط بالتخصص في الفقه الإسلامي العتيق، أن يقوموا بمراجعة جذرية للسنة النبوية لتخليصها من كل الأحاديث التي تتسم بالفكر الخرافي والذكوري والعنصري الذي يتعارض مع المنطق والعقل، وإعادة تفسير القرآن باعتباره نصا تاريخيا يتضمن أحكاما عديدة متعارضة المقاصد كانت صالحة أثناء سنها لمعالجة أحداث جرت في وقتها، ولكن لم تعد صالحة في هذا العصر الذي حصلت فيه طفرة علمية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، والذي تطور فيه العقل البشري بشكل كبير فأصبح قادرا، قبل أي وقت مضى، على إدراك المبادئ الإنسانية السامية القائمة على العدل والمساواة بين الناس جميعا، بغض النظر عن لونهم وجنسهم وعرقهم ودينهم وكل أشكال التمييز.
وهذا أقل ما يمكن فعله في الوقت الراهن حتى لا نرى قريبا أم آجلا المسلمات والمسلمين يخرجون من دين الله أفواجا كما دخلوه في أزمنة غابرة.
قلت قولي هذا، وأستغفر الله إذا كنت قد أخطأت.
إمضاء : الحسن محمدي علال








#الحسان_محمدي_علال (هاشتاغ)       Lhassane_Mohamadi_Alal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسان محمدي علال - لا صلاح ولا إصلاح بدون قيام ثورة ثقافية جذرية