أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الداهي - الأصعب من أين نبدأ؟ وكيف نصل؟














المزيد.....

الأصعب من أين نبدأ؟ وكيف نصل؟


محمد الداهي

الحوار المتمدن-العدد: 6305 - 2019 / 7 / 29 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


يعتبر موضوع القراءة من أكثر المواضيع استهلاكا. في كل المناظرات التي نظمتها وزارة الثقافة كان هذا الموضوع يستأثر باهتمام المتدخلين جميعهم لجدواه وملاءمته في تقدم البلاد وتنميتها. ورغم تراكم التوصيات والمقترحات البناءة ظلت أزمة القراءة متراوحة في مكانها لبواعث وأسباب متعددة

يعتبر موضوع القراءة من أكثر المواضيع استهلاكا. في كل المناظرات التي نظمتها وزارة الثقافة كان هذا الموضوع يستأثر باهتمام المتدخلين جميعهم لجدواه وملاءمته في تقدم البلاد وتنميتها. ورغم تراكم التوصيات والمقترحات البناءة ظلت أزمة القراءة متراوحة في مكانها لبواعث وأسباب متعددة. يقتضي الأمر استخلاص مكامن الخلل التي تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة، ثم التدخل لتسريع وتيرة القراءة والرفع من نسبها باعتبارها مدخلا أساسيا للاستنارة والتنمية والتقدم.
إن موضوع القراءة متشعب لكونه يستوعب اختصاصات ومجالات متعددة، ويهم متدخلين من وزارات بعينها. ولعل أهم جانب ، في نظري، ينبغي أن نوليه العناية المستحقة هو الجانب التربوي، لما له من أهمية في صقل موهبة القراءة لدى الإنسان منذ حداثة سنه، وتعويده على اقتناء الكتب، وحفزه على إنشاء مكتبة في بيته.
وتعلب الأسرة، في هذا الصدد، دورا محوريا لتنمية الحس القرائي لدى الأطفال، وحفزهم بطرق تربوية على تخصيص حيز من أوقاتهم للقراءة والمطالعة مع مراعاة أذواقهم ومستواهم الإدراكي.
وتضطلع المدرسة، في المنحى نفسه، بتعزيز القدرات القرائية للمتعلم، واستدراجه، عبر مراحل ومحطات، إلى قراء النص بطريقة منهجية.
أضحى الجانب التربوي والبيداغوجي محط انتقادات عديدة لعدم قدرته على تحسين الكفاية التواصلية للمتعلم ( ومن ضمنها مهارة القراءة). بدأنا نعاين في العقود الأخيرة ظاهرة مقلقة تتمثل في نفور المتعلمين من القراءة، وإقبالهم على الجاهز والاستنساخ ، وهو ما يؤثر سلبا على تنمية قدراتهم التواصلية والثقافية والمنهجية. ومما زاد من تفاقم الظاهرة سوء استعمالهم لوسائل الاتصال الحديثة. عوض أن يستثمروها فيما ينمي قدراتهم ويشحذ مؤهلاتهم، أصبحوا يستعملونها للغش والتدليس والاعتداء على الملكيات الفكرية للآخرين.
ينبغي للمربين أن يبحثوا عن أساليب جديدة لحفز المتعللين على القراءة، وتحبيب الكتاب لديه. ومن ضمنها تنظيم مسابقات وطنية وجهوية لإعداد تقارير عن مؤلفات معينة، وتخصيص سنة دراسية لقراءة مؤلفات كاتب معين، وإنشاء نواد وحلقات للقراءة ، وتنظيم معارض للكتب بالمؤسسات التعليمية، وتجهيز الخزانات المدرسية وتحسين خدماتها التربوية . قد تتناسل المقترحات لكن ما يهم هو تنفيذها وأجرأتها في أفق الاستمرارية وتكريس تقاليد القراءة في المجتمع.
يتشابك المعطى التربوي مع معطيات أخرى تستدعيها المقاربة النسقية التي تسعى إلى تشخيص مكامن الخلل ثم حفز جميع المتدخلين على تصحيحها ومعالجتها. وفي هذا الإطار نستحضر تجربة" الخطة الوطنية للكتاب والقراءة العمومية بالمغرب" التي يستحسن أن تحين في ضوء متغيرات المجتمع، والشروع في تنفيذها وضمان سبل تتبعها وتقويمها.
ما يعاب على البرامج المغربية عموما هو طموحها الكبير أكثر من اللازم. وهو ما يجعها أمام مأزق التنفيذ بالنظر إلى حجم الأهداف المنشودة والإمكانات المادية والبشرية المتوفرة..وفي هذا الصدد يستحسن أن تظل فكرة المشروع قائمة بالاستفادة من التجارب السابقة، والتركيز على جملة من الأولويات مع مراعاة مستويات تنفيذها على المستويين الزمني واللوجستيكي..إن النتائج المتوقعة تحتاج إلى سيرورة الزمن وتراكم التجارب.. لكن الأصعب هو من أين نبدأ؟ وكيف نصل؟



#محمد_الداهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية على القيم في المدرسة
- التراث والحداثة في المشروع الفكري للراحل محمد عابد الجابري
- نهاية محتملة لحكاية - عنزة السيد سوغان
- قراءة في كتاب-اعترافات روائي شاب- لأمبرتو إيكو
- نظام التربية والتكوين: واقع وآفاق، حوار مع د.عبدالله الأشقر
- اللباس موضوعا شعريا
- الرواية والسياسة
- تطلعات الملاحق الثقافية بالمغرب
- مغامرة الرواية تطلعا إلى المواطنة التخييلية
- بئس اليأس
- صورة المغرب في متخيل الآخر
- تقديم كتاب - التفاعل الفني والأدبي في الشعر الرقمي-
- من البرولتاريا إلى البرونتاريا رهانات التغيير الثقافي
- الحداثة واقع اجتماعي ومنهج نقدي : حوار أجراه محمد الداهي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الداهي - الأصعب من أين نبدأ؟ وكيف نصل؟