أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بحضاض محمد - إشكالية المجتمع المدني في المغرب















المزيد.....

إشكالية المجتمع المدني في المغرب


بحضاض محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6294 - 2019 / 7 / 18 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن تعريف المجتمع المدني على أنه تلك المساحة التي تدور فيها التفاعلات الاجتماعية العامة، التي لا تتعلق بالربح أو بالصراع حول السلطة السياسية أو السيطرة على السلطة التنفيذية. ويعتبر المجتمع المدني شريكا مع الدولة لمساعدتها وتكملة مجهوداتها دون الوصول إلى حد السعي لتقويضها أو انتزاع السلطة منها.
وباعتباره الإطار الذي ينظم العلاقات بين الدولة والمواطنين، فإن صورة المجتمع المدني تنعكس على الحياة المجتمعية وتساهم في تطور المجتمع، وذلك من خلال مجموعة من المؤسسات والتنظيمات التي يسهر عليها أفراد مثل جمعيات، خيريات، أخويات، وداديات، منظمات غير حكومية إلخ...
بالطبع يبقى هذا المفهوم غير شامل، إذ أنه يختلف حسب كل مفكر، وذلك راجع بالأساس إلى التوجه الأيديولوجي للمفكر بالإضافة إلى خصوصيات كل مرحلة وبقعة جغرافية معينة.
لقد تطور مفهوم المجتمع المدني منذ ظهوره عبر مرحلتين: المرحلة الأولى كان فيها المجتمع منظما تنظيما إقطاعيا، والدولة كانت تهيمن عليها الكنيسة. أما المرحلة الثانية، هي التي تأسست فيها الدولة على أساس دنيوي لا ديني، وأصبح فيها المجتمع والدولة كيانا واحدا، وذلك إلى غاية التغيرات التي فرضها السوق الرأسمالي خلال ق18.
بالتالي فالمفهوم نشأ تماشيا مع التحولات التي عرفتها هذه المجتمعات في إطار علاقتها بالكنيسة والثقافة الدينية في إطار صراعها مع ثقافة تنويرية جديدة تزعمها فلاسفة الأنوار، في مرحلة أولى، وفي مرحلة ثانية ظهر المفهوم مرافقا لظهور الطبقة البورجوازية التي جاءت بفكر جديد حل محل الفكر الإقطاعي.
وكالتالي مجموعة من المفكرين الذين حاولوا وضع تصور للمجتمع المدني:
-توماس هوبز اعتبر المجتمع المدني حالة سياسية واجتماعية مصطنعة، ولا تقوم له قائمة من دون سلطة الدولة.
-جون لوك المجتمع المدني هو مجتمع القانون الضامن للحريات ومصدر الشرعية للسلطة الحاكمة.
-جون جاك روسو المجتمع المدني هو رابطة أخلاقية تجمع الأفراد الذين يشاركون على نحو كامل في الحياة السياسية.
-فريديريك هيغل اعتبر المجتمع المدني مجالا للمبادرة الخاصة، وتشكل الدولة في هذا الصدد المجسد للمصلحة العامة.
-كارل ماركس المجتمع المدني في نظر ماركس ما هو إلا وكالة للبورجوازية وعقبة أمام التغيير الثوري، وهو أيضا مجال للصراع الطبقي.
-أنطونيو غرامشي تعمق غرامشي في محاولة تسطير مفهوم للمجتمع المدني، إذ حدده في ذلك الفضاء المشكل للصراع الأيديولوجي، هذا مع وضع فرق ما بين الصراعين الأيديولوجي والسياسي مع التنبيه على ضرورة تفوق الأول على الثاني من خلال المثقف العضوي والحزب الطلائعي.
وارتباطا بالمغرب، يطرح الحديث عن المجتمع المدني العديد من الصعوبات والاشكاليات النظرية والعلمية، وأولى صعوبات تحديده كمفهوم تكمن في تداوله المكثف في الفضاء العمومي، لدرجة أنه أصبح المقولة المركزية التي تؤثث المجال الاجتماعي والسياسي والثقافي، مما يجعل مهمة التحديد الموضوعي في غاية التعقيد، أما الصعوبة الثانية فتكمن في المفارقات التي ينتجها توظيفه في مجتمعنا في اللحظة الراهنة.
وقد ارتأينا في موضوعنا هذا أن نبحث في تطور مفهوم المجتمع المدني بالمغرب بدء من فترة ما قبل الحماية مرورا بفترة الحماية وصولا إلى مرحلة ما بعد الاستقلال.
المجتمع المدني خلال فترة الحماية: من الصعب أن نتحدث عن "المجتمع المدني" في المغرب في هذه الفترة بحيث كان المغرب يتوفر حينها على تراث خاص ضارب في القدم. وقد كانت لديه مفاهيم محلية خاصة للتفكير في العلاقات المعقدة بين السلطة المركزية والأهالي الخاضعين بنسب متفاوتة لهذه السلطة، بحيث عرف المغرب، منذ وقت مبكر أشكالا من التنظيمات الاجتماعية التي ساهمت بشكل فاعل في تأطير المجتمع والقيام ببعض المهام الأساسية في عدة مستويات، وهي تنظيمات كانت عبارة عن مجموعة من «المؤسسات» التقليدية الشعبية. كمؤسسة القبيلة والزاوية والحنطة وأجماعة، هذا وسيظهر أول إطار جمعوي في المغرب متمثل في "جمعية الاتحاد والترقي".
المجتمع المدني في ظل الحماية: ونحن نتحدث عن حالة المغرب يجب أن نعي أن الدولة الحديثة قد غرست بناها في معظم الأقطار العربية أثناء خضوعها للاستعمار الأوروبي. وقد نقلت إلى هذه الأقطار مؤسسات اقتصادية وإدارية وسياسية وثقافية من جنس تلك التي كانت قائمة في الدولة المستعمرة، وبناء على الظهير الشريف الذي أصدرته السلطات الفرنسية سنة 1914، أصبح بإمكان كل شخصين أو أكثر تأسيس جمعية وبناء على هذه القوانين ستنشأ مجموعة من المؤسسات، إذ نجد أنه سنة 1919 ظهرت مثلا " الجمعية العامة"، والجمعية المغربية للشحن والإفراغ"، و"جمعية شغيلة الكتاب بالدار البيضاء.
المجتمع المدني في المغرب المستقل: جاء دستور 1962 لينظم الحياة السياسية وليدقق علاقات السلطة، لكن على أساس إعطاء المشروعية لتمركز الدولة وتوسيع مجال تدخلها، وليدفع ببروز تعددية مظهرية إلى الواجهة، ومن هنا عملت الدولة من أجل مواجهة ضغوط ومطالب الأحزاب السياسية، إلى خلق درع أو حزام أمني وسيط مكون من أحزاب سياسية يطلق عليها عادة أحزاب الإدارة، كما عملت على خلق نقابات موازية، وإنشاء مجموعة من الجمعيات، مثل جمعية الآباء في الستينات، و جمعيات قدماء التلاميذ، وهي ستفرز فيما بعد النواة لجمعيات السهول والجبال المعروفة، بالإضافة إلى ظهور جمعيات لا لون لها مثل "اتحاد كتاب المغرب"...
وتجدر الإشارة إلى أنه ومع تنامي الحركات التحررية وبداية نهاية عهد الاستعمار، أصبح من أولى الأولويات السير قدما نحو بناء الدولة الحديثة بمؤسسات مجتمعية فاعلة، بمختلف ألوانها وأطيافها، اجتماعية كانت أو تنموية أو ثقافية إلخ... من أجل النهوض بالمكون البشري باعتباره ركيزة أساسية في عملية التنمية، بما تلعبه هذه المؤسسات من أدوار طلائعية في رفع الوعي النقابي والاجتماعي والسياسي للمواطنين، وتعبئة أوسع الجماهير الشعبية للانخراط في هذا الورش الذي اعتبره محمد الخامس بمثابة الجهاد الأكبر...
ورغم كل المعيقات والبداية المتعثرة والمستعصية لهذه المؤسسات، إلا أنها حاولت الوصول إلى هذه الغاية فبرزت العديد من المبادرات إلى الواجهة مثل ورش بناء طريق الوحدة بما حمل في طياته من رسائل التضامن والتآزر بين أفراد الشعب، وكذا إنشاء الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، وظهور إطارات نقابية عمالية وطلابية كالاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني لطلبة المغرب على التوالي...
وفي أواخر السبعينات وبحكم ما عرفته تلك المرحلة من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المغرب إبان فترة ما يصطلح عليه "بسنوات الجمر والرصاص" ومع ازدياد عدد الجمعيات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان دوليا، كان لابد من تأسيس جمعية مغربية تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان وكانت تلك هي "الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الانسان" سنه ،1978 في رسالة واضحة للنظام للحد أو على الاقل التخفيف من حدة الانتهاكات، إلا ان الجمعية لم تعمر طويلا ككيان موحد إذ سرعان ما تفككت لتظهر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان سنة 1996...
ونظرا لفشل النموذج التنموي بالمغرب، ارتأى الملك محمد السادس إطلاق مشروع تنموي يحمل اسم "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" سنة 2005، في اعتراف صريح بفشل النموذج التنموي المتبع سلفا، وفي محاولة للنهوض بالأوضاع التنموية المزرية، إلا أن هذه المبادرة لا تزال لم تحقق كامل الأهداف المرجوة منها...



#بحضاض_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أزمة اليسار المغربي
- التجربة الحزبية بالمغرب
- الحركات الإسلامية بالمغرب: النشأة والمسار
- قراءة في معوقات الإنتقال الديمقراطي بالمغرب
- قراءة في ظاهرة الانشقاقات الحزبية بالمغرب


المزيد.....




- بين التقارب والانزعاج.. تاريخ علاقة ترامب مع بوتين
- لقاء ترامب وبوتين: ماذا نعرف عنه؟
- معدن نيزكي نادر يكسر قواعد انتقال الحرارة ويذهل العلماء
- مصر تدين -ما يسمى بإسرائيل الكبرى- وتطالب الدولة العبرية بإي ...
- حصاد التجويع المنهجي لقطاع غزة
- أي مستقبل لملف السويداء السورية؟
- تقدم في المفاوضات مع إندونيسيا وأرض الصومال لاستقبال الغزيين ...
- زيارة لاريجاني إلى لبنان.. رسائل إيرانية تصطدم بجدار السيادة ...
- اجتاح أوروبا.. -تسونامي الاعتراف- بفلسطين يشعل الجدل الدولي ...
- -أرانب الزومبي- تثير ذعرا في ولاية أميركية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بحضاض محمد - إشكالية المجتمع المدني في المغرب