أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - لا تنصر أخاك مظلوماً إن كان ظالمه شريكك














المزيد.....

لا تنصر أخاك مظلوماً إن كان ظالمه شريكك


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6293 - 2019 / 7 / 17 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلخّص عنوان هذه المقالة القاعدة التي يسير عليها العديد من حكومات البلدان ذات الغالبية المُسلمة، وفي طليعتها (والأحرى أن نقول: في مؤخّرتها) حكومات الدول العربية. وهي العبرة الفادحة التي لا بدّ أن يستخلصها كلّ من نظر في أمر إحدى أعظم حالات الاضطهاد القومي والديني في الأزمنة الحديثة، ألا وهي قضية شعوب الصين المسلمة ولا سيما شعب الأويغور (سرى تعريبها «إيغور» لكنّ «أويغور» أقرب إلى كتابة أهل القوم لاسمهم، وهم يستخدمون الأحرف العربية) الذي يشكّل ما يناهز نصف سكّان مقاطعة شن جيانغ (بتعريب اللفظ الصيني، وتجدون أيضاً كتابة «شنجيانغ» أو «تشنجيانغ»، وهي «شنجاك» في الكتابة المحلّية بالأحرف العربية وقد عُرّبت «سنجان»).
فقد نشرت منظمات حقوق الإنسان تقارير عديدة حول الاضطهاد الشنيع الذي تتعرّض له الشعوب المُسلمة في الصين، وعلى الأخص في المقاطعة المذكورة، بحجة مكافحة الإرهاب (وهي حجة مألوفة لدينا بالطبع). وأخطر معالم هذا الاضطهاد «معسكرات إعادة التأهيل» التي حشدت فيها السلطات الصينية جمعاً كبيراً من مواطني الصين المسلمين، يتراوح عددهم بين مليون وثلاثة ملايين، حسب التقديرات، يتعرّضون لما تصفه المنظمات الحقوقية بتعذيب جسدي ومعنوي. ويشتمل الاضطهاد على حملات قمع متعاقبة منذ ما يزيد عن عشرين عاماً واعتقالات بالجملة وإعدامات، علاوة على شتّى أنواع القهر كمنع الحجاب ورخي اللحى ومنع الموظفين والطلاب من الصوم في شهر رمضان ومنع تسمية الأولاد بأسماء إسلامية (كمحمد أو عرفات)، على سبيل المثال لا الحصر.
والحكاية التالية بالغة الدلالة. فخلال الدورة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة (يضم 47 دولة، وقد انسحبت منه الولايات المتحدة تحت رئاسة ترامب احتجاجاً على نقده الدائم لدولة إسرائيل) التي أنهت أعمالها قبل أيام، وجّه عدد من سفراء الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتاريخ 8 تمّوز/ يوليو رسالة إلى رئيس المجلس والمفوّضة السامية لحقوق الإنسان، جاء فيها:
«نحن، الموقّعين على هذه الرسالة، قلقون من التقارير ذات المصداقية التي تشير إلى اعتقالات اعتباطية في مراكز اعتقال كبيرة، وتشير كذلك إلى مراقبة وتقييدات على نطاق واسع تطال الأويغور وأقليات أخرى في شن جيانغ… ندعو الصين إلى التقيّد بقوانينها الوطنية والتزاماتها الدولية واحترام حقوق الإنسان والحرّيات الأساسية، بما فيها حرّية الدين أو المعتقد، في شن جيانغ وسائر أرجاء الصين. كما ندعو الصين إلى الامتناع عن الاعتقال الاعتباطي وتقييد حرية التنقل الخاصة بالأويغور وغيرهم من المسلمين والأقليات في شن جيانغ»….


وقد وقّع على الرسالة سفراء 22 دولة، ليس بينها أي بلد عربي ولا أي بلد ذي غالبية مسلمة، وهي: أستراليا، بلجيكا، كندا، الدانمارك، إستونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، إيسلندا، اليابان، لاتفيا، لتوانيا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، النروج، السويد، سويسرا، المملكة المتحدة، النمسا، إيرلندا، إسبانيا.
فقام سفراء الدول، التي تغلّب تحالفها السياسي والاقتصادي مع الصين على أي اعتبار آخر، لاسيما حقوق الإنسان والأقليات التي تنتهكها غالبية تلك الدول، بتقديم رسالة مضادة إلى رئيس المجلس والمفوّضة السامية بتاريخ 12 تمّوز/ يوليو، وهي مُصاغة بما يوحي أن ممثّلي الصين أنفسهم قاموا بتحريرها، إذ جاء فيها:
«نحن، الموقّعين على هذه الرسالة… نحيّي إنجازات الصين المتميّزة في مجال حقوق الإنسان التي أنجزتها… بحماية حقوق الإنسان ودفعها من خلال التنمية… نسجّل أن الإرهاب والنزعة الانفصالية والتطرّف الديني قد ألحقت ضرراً عظيماً بسكان شن جيانغ من كافة الجماعات الإثنية… وفي مواجهتها للتحدّي الخطير الذي يشكّله الإرهاب والتطرّف، اتّخذت الصين جملة من الإجراءات لمكافحة الإرهاب ونزع التطرّف، بما فيها إنشاء مراكز تأهيل وتدريب مهنيين. وقد عاد الآن الأمن والاطمئنان إلى شن جيانغ، وباتت حقوق الإنسان الأساسية محفوظة للسكان من كافة الجماعات الإثنية. ولم تشهد السنوات الثلاث الماضية أي اعتداء إرهابي في شن جيانغ، حيث ينعم الشعب بشعور أقوى بالسعادة والاستيفاء والأمن. ونسجّل بتقدير أن حقوق الإنسان محترمة ومحمية في الصين في إطار مكافحة الإرهاب ونزع التطرّف».
دول السفراء الموقّعين، وعددها 37 دولة، هي: الجزائر، أنغولا، بيلاروس، بوركينا فاسو، بوروندي، القُمر، الكونغو، كوبا، كوريا الشمالية، الكونغو الديمقراطية، أريتريا، الغابون، لاوس، ميانمار، نيجيريا، الفلبين، روسيا، الصومال، جنوب السودان، سوريا، طاجيكستان، فينزويلا، زمبابوي، المملكة السعودية، باكستان، مصر، توغو، كامبوديا، عُمان، قطر الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السودان، تركمنستان، الكويت، الكاميرون، بوليفيا.
لاحظوا أن القائمة أعلاه تشمل دولاً مشهورة هي أيضاً باضطهادها لأقلياتها المسلمة، كروسيا وميانمار والفلبين، إلى جانب دول ذات غالبية مسلمة، وبينها عشر دول عربية. ولا حاجة إلى مزيد من التعليق…



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس والشرق الأوسط ٢/٢
- الثورة السودانية تدخل جولتها الثالثة
- ترامب وسلمان ونجله يحثّون إيران على التسلّح النووي
- العِبرة الكبرى من إعادة الانتخابات في اسطنبول
- خواطر غاضبة على هامش مؤتمر البحرين
- ارفعوا أيديكم عن شعبنا في السودان!
- الثورة السودانية تواجه مناورات الرجعية
- بين نقد «اليسار العربي» والتجنّي عليه
- ترامب… كثور في متجر خزف
- تركيا والانحدار السلطوي
- إيران بين «الممانعة» والتواطؤ والتوسّع
- لتضامن مع الثورة السودانية ملحّ!
- تفوّق قيادة الثورة السودانية برجالها ونسائها
- الانتقال والمعضلة في السيرورة الثورية العربية
- روسيا تدفع بأحجارها على رقعة الشطرنج
- ضمّ الجولان توطئة لضمّ الضفة الغربية
- تحية إجلال لرئيسة وزراء نيوزيلندا
- الجزائر إلى أين؟
- بوتفليقة أو نحرق البلد!
- المعادلة الخطيرة بين إسرائيل وأمريكا وإيران


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - لا تنصر أخاك مظلوماً إن كان ظالمه شريكك