أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الكبير الداديسي - لماذا فشلت وتفشل كل الثورات العربية؟؟















المزيد.....

لماذا فشلت وتفشل كل الثورات العربية؟؟


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 06:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ترتبط الثورة بعدد من المفاهيم والمصطلحات القريبة منها في الدلالة كالاحتجاج، العصيان، الإصلاح، الانقلاب... وغيرها من المفاهيم التي تروم تغيير وضع قائم ، لكن مفهوم الثورة دون غيره من تلك المفاهيم يبقى مشحونا بدلالات موجبة وله بريق يميزه عنها، فليست كل الحركات الاحتجاجية ثورات، لأن الاحتجاج مرتبط بظرفية آنية وبمطالب محدودة قد يخبو بتحقيق تلك المطالب ، وقد يكون الاحتجاج فئويا تقوده فئة أو شريحة متضررة... فيما الثورة عامة تشارك فيها شرائح كبيرة من الشعب وهدفها قلب النظام وإحداث تغيير جدري في هياكل الدولة ، و مفهوم الثورة والتغيير يحدث في نفوس الطبقات المسحوقة والمثقفة رنينا خاصا، على الرغم من عدم دستورية الثورات ما دامت في الغالب ترفض الدساتير القائمة وتكسب دستوريتها من ثوريتها لذلك يتم الحديث عن الشرعية الثورية .
إن التاريخ حافل بثورات لا زال وسيبقى صدها يتردد في الثقافة الإنسانية؛ منها الثورة الفرنسية / الثورة الروسية / الثورة الشعبية الصينية/ الثورة الإيرانية/ ثورة هايتي / الثورة الكوبية / الثورة البوليفارية في بوليفيا .... وغيرها من الثورات التي غيرت مجرى الأحداث محليا وعالميا ، وتمكن الثوار فيها من انتزاع السلطة من الحاكمين وإجبارهم على التنحي عن دواليب الحكم سواء بطرق ناعمة أو بالعنف.
وليس مجالنا الحديث عن تاريخ تلك الثورات وما حققته لشعوبها، ولكن كل همنا التساؤل عن أسباب فشل الثورات العربية على كثرتها وتنوعها . فقد شهد تاريخ العرب والمنطقة ثورات كثيرة منذ ثورة الاسلام على قيم الجاهلية إلى يومنا، وللأسف كان الفشل نصيب معظمها لأنها بكل بساطة لم تحقق للثوار ما كانوا يصبون إليه، ونتكفي بالإشارة إلى بعض الثورات الفاشلة في تاريخنا منذ صدر الإسلام بدءا بحروب الردة وثورة عبد بن الزبير على سياسة اليزيد بن معاوية ، مرورا بثورة القرامطة وثورة الزنج في العصر العباسي ، وصولا إلى ثورة بوحمارة في المغرب نهاية ق 19 وبداية ق 20، ثورة أحمد عرابي بمصر نهاية ق 19... وهي ثورات انتهت في الغالب بقطع " رؤوس الفتنة" ... وانتهاء إلى الثوارات المعاصرة التي اصطلح عليها بثورات الربيع العربي ...
فباستثناء الثورات العربية ضد المستعمر التي ارتبطت بحركات التحرر والتي كان هدفها واحدا (دحر المستعمر) والخصم فيها محددا (الآخر) لم تكد تحقق أية ثورة عربية نتائج تعود بالنفع على الثوار، وظلت الثورات العربية تتأرجح بين الاحتجاج الذي يقوده المستضعفون، والانقلاب الذي يقوده العسكر، وكان أقصى ما حققته هو تمكن بعضها من القضاء على الملكيات "ثورة الضباط الوطنيين في العراق التي أسقطت الملكية في يوليوز 1958، و"ثورة الضباط الأحرار بمصر (يوليوز 1952) ، و"ثورة " الفاتح من سبتمبر 1969 التي قوضت حكم الملكية في ليبيا ... وإذا كانت بعض الانقلابات ناعمة بإزاحة الحاكم/ الأب سواء داخل الأسر الحاكمة كما حدث في عمان و قطر حيث الابن ينقلب على حكم والده ، فإن أكثر الانقلابات العربية كانت عسكرية كما حدث في العراق، سوريا، الجزائر السودان ...
وانتظر العرب مطلع الألفية الثالثة ليشهدوا ثورات شعبية صاخبة ارتجت لها كل الأوطان العربية ، بعد أن انطلقت شرارتها من تونس التي لم يكن أحد يتنبأ أن تنطلق منها تلك "الثورات" اليوم وقد بدأت الرؤية تتضح نسبيا لن نتساءل عم حققت تلك الثورات ، لأن الواقع يؤكد أن العالم العربي لم يعش فترة من الفرقة وغياب القاسم المشترك بين العرب مثلما يعيش بعد الثورات ، لذلك سنستعيض عن ذلك السؤال بسؤال آخر وهو : لماذا لا تنجح ثوراتنا؟ ولم لم تحقق ثورات العرب ما حققتها الثورات لدى شعوب وأمم أخرى؟؟
الجواب على هدا السؤال يتطلب بحثا أكاديميا مفصلا لذلك سنكتفي في هذا المقال بتركيز تلك الأسباب في تضافر عوامل ذاتية داخلية خاصة، وأخرى موضوعية خارجية عامة نجمل أهمها في :
- غياب قيادة مثقفة له لها تصور استراتيجي وخلفية فكرية للثورة ، فمعظم الثورات الناجحة كان خلفها منظرون ومفكرون وزعماء يحضون بثقة الثوار يساهموا في التأطير ، وفي تكريس قيم الثورة فيما فظل معظم المثقفون العرب خلال الثورات السكوت ولزوم البيوت...
- تزعم الشباب لمعظم الثورات العربية فكانت حداثة السن، قلة التجربة ، عدم الاتفاق على قيادة موحدة ،غياب الزعامة والانقياد وراء الحماس... أسباب من أخرى كثيرة ساهمت في سهولة الاختراق وتخوين القادة لبعضهم البعض ، واضطراهم عند وعيهم بالعجز إلى الاعتماد على العسكر وهو حليف أساسي في الغالب للأنظمة القائمة والمراد الثورة عليها. فكان طبيعيا ان ينقلب العسكر ويلتف على المطالب الشعبية كما حدث في ثورة مصر ويحدث الآن في كل من السودان والجزائر.
- ثقة الشباب في بعض الأحزاب سهل سرقة الثورات من الثوار، وركوب بعض الأحزاب أو الجماعات على سذاجة الثوار الذين لم يجدوا سوى أن يقدموا تضحياتهم لأحزاب عميلة للأنظمة، أو لتنظيمات لم يكن معترف بها ،و تخندقها في المعارضة لم يكن يسمح لها بتكوين تصورا للحكم، وكان تفاجؤها بالهدية التي لم تكن تنتظرها سببا في ارتكابها لأخطاء استراتيجية عجلت برفض الجماهير لها ...
- أكل الثورات العربية لأبنائها، بالانتقام ، التخوين، غلبة المصلحة الشخصية وابعاد المصالح العليا المشتركة مما ضيق الأفق عليهم فلم يجدوا أمامهم مع قلة الكوادر سوى خيارين: الخيار الأول الاعتماد على رموز من النظام والتظاهر بمحاكمة أو إبعاد بعض الرموز كما حدث مصر (محاكمة صورية للرئيس وابنائه) والسودان (سجن البشير على ذمة التحقيق)، أو ما يحدث اليوم في الجزائر التي أصبح فيها اعتقال الرموز ظاهرة عامة ( اعتقال قادة من النظام ، المعارضة وحتى رجال الاقتصاد)، الخيار الثاني علبة روح الانتقام وإدخال البلاد في دوام من العنف المتبادل كما يحدث في سوريا، اليمن ، وليبيا ...
- وهناك سبب خارجي يستحيل إغفاله يتجلى في وجود تحالف غربي عالمي همه إفشال أي ثورة هادفة تهدد مصالحه وهو تحالف بعيد عن فكرة المؤامرة حدث مع ثورة محمد مصدق في إيران ، و مع ثورة أحمد عرابي في مصر ، ومع ثورة شي غيفار سواء في الغونغو أو في بوليفيا ... والأكيد أن له خيوطا في ما وقع وما يقع في العالم العربي الآن



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكوين وتحسيس الشباب بحقوق النساء
- ضبابية مواجهات الدور الثاني في كان 2019+ فيديو
- احتفاء بكاتبات وكتاب آسفي في ليلة رمضانية حالمة
- شعر نغم وتكريم في الخيمة الشعرية الرمضانية نادي القلم المغرب ...
- هكذا تكلم آدم ديوان للتونسي الأسعد الجميعي
- إموزار كندر: احتفال باليتم وتكريم لفعاليات محلية ووطنية
- النص الكامل لاستقالة بوتفليقة
- تكريم الشاعر محمد بن طلحة بأربع لغات في آسفي
- مهرجان الملحون بآسفي
- كرة ثلج مطالب الجزائريين تتدحرج على تراجعات النظام
- سلوكات التلاميذ تحت مجهر القانون
- مخدرات وسلاح أبيض في الفصل الدراسي من المسؤول !!!
- إشكاليات في القصة القصيرة جدا
- سنوات عجاف في تاريخ المغرب الحديث
- نشاط بعبق التاريخ
- القصة القصيرة جدا 5 - الصورة والتصوير في مجموعة -البلح المر-
- هل يبيح الفقر إسقاط الجنسية
- القصة القصيرة جدا: 4 - الثالثوث المحرم في مجموعة (عندما يزهر ...
- مناظرات الشباب حول التغيرات المناخية في المغرب
- القصة القصيرة عربيا 2 – العنوسة في (جراحات راقصة )


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الكبير الداديسي - لماذا فشلت وتفشل كل الثورات العربية؟؟