أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - كشف الغُمة عن هزيمة الأمة!














المزيد.....

كشف الغُمة عن هزيمة الأمة!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 00:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كشف الغُمة عن هزيمة الأمة!

إذا أردت هزيمة أمة ففرِّق بين أبنائها وبين الكتاب، واجعل صدور أهلها تضيق بالحرف، وأدخل في روعهم أن الثقافة هي الصورة وأن المعرفة عبر الشاشة فقط وأنَّ المقهىَ يحل محل المدرسة!
إذا أردت هزيمة أمة اجعل أهلها كلهم رجال دين، ومصادر معرفتهم من سكان القبور، وأسلاف أسلافهم هم المثل الأعلى لهم، واجعلهم يتوارثون الحكايات والأقوال مجمدة كأنها دجاج نيء لا يؤكل و.. لا يتحرك.
إذا أردت هزيمة أمة اجعل أهلها عبيدا في صورة أسياد، يتحاورون كأنهم في إسبرطة ويتجادلون دون مَراجع، ويتناقشون بالسيف لمعرفة من كسب سباق الكتاكيت منذ ألف عام.
إذا أردت هزيمة أمة فاجعل أخلاقــَها في ألسنة دعاتها، وعلومها في مؤخرات إعلامييها، وأنفاسها تنقطع بعد السطر الثالث من أي مقال!
إذا أردت هزيمة أمة فضع في مسامات ألسنتها قاموس شتائم، ومفردات سِباب، وتهديد ووعيد ولعنات لمخالفيهم ثم قُم بتغطية كل الأوساخ بآيات سامية و..حِكَم الأقدمين!
إذا أردت هزيمة أمة قرِّب المخدرات لأنوفها، والتحشيش لحواراتها، والكيف لفكرها، ولا تنس الطلب منها طاعة الأمير وولي الأمر وعدم الاقتراب من لحوم رجال الدين لأنها مسمومة، أي أن معارضتها حرام.
إذا أردت هزيمة أمة فاستبدل مكاني الله والحاكم؛ أي أنَّ عرش الرحمن يصبح في القصر وقصر سيدها يعرج إلى السماء فتختلط عليها الأمور، وتذوب الاتجاهات، ويضحىَ المجتمعُ عاليه سافلــَــه أو .. أسفله!
إذا أردت هزيمة أمة فقُم بتغذيتها بالخوف والفزع والرعب وصورة رجل الأمن والكرباج والكلبش والزنزانة والبُرْش ثم رُشّ عليها أقوال دعاة يطلبون من الشعب الطاعة وتعرية القفا!
إذا أردت هزيمة أمة فاجعلها شيعا وأحزابا وفــِـرَقا وجماعات ومذاهب يعلو بعضها ظـَـهْر الآخرين، وتظن كل فرقة أنها الوحيدة الناجية.
إذا أردت هزيمة أمة فاجعلها تشرب في الصباح والمساء خليط الدين والجنس، ولا تحاسبها على الخطأ والصواب وإنما على الحلال والحرام حتى تصبح تبرئة المجرم من فوق المنبر، ويخشى القاضي الكتبَ المقدسة قبل خشيته من مخالفة الدستور.
إذا أردت هزيمة أمة فاجعل المرأة نجسا من الشيطان، وعورة من إخمص قدميها إلى أم رأسها، واشغل شبابها وشيوخها ومراهقيها الصغار والكبار في عملية إصلاح الضلع الأعوج، فينسون الوطنَ ويتذكرون موضع العفة الأنثوية فقط.
إذا أردت هزيمة أمة فبدل مفردات الاستعمار والاستدمار والاحتلال، واخلط انتصاراتها وهزائمها فلا تدري بعدها أين يبدأ تاريخُها وأين ينتهي.
إذا أردت هزيمة أمة فضعها في قبضة رجل واحد، جاهل، غليظ القلب، سادي المشاعر، بغيض اللسان، مريض النفس، ضحل الفكر وهو سيقوم بالمهمة على أكمل وجه.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 2 يوايو 2019



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع سفير مصري!
- الأحد عشر شيطانا!
- من القرية إلى المقطم ثم إلى الاتحادية ثم إلى السجن ثم إلى ال ...
- الشعب والسيد و.. الاسم!
- السودانيون والمصريون وتماسيح النيل
- رضا الرئيس!
- عيد الخرس العُمالي!
- فوائد النقاب!
- معذرة فأنا لا أكتب عن الجَمال بدون القُبح!
- اللعنة!
- السيسي الجديد بعد التعديلات الدستورية!
- ماذا لو حكم المصريين حمارٌ ميّت؟
- لهذا لن يكون في مصر يناير جديد!
- الربيع الثاني .. إما النصر وإما مصر!
- تمخض الرصاصُ فوَلَدَ حُبًا في نيوزيلندا!
- العبيدُ يهزمون العبيدَ .. مديحًا!
- الكلمةُ في البِدءِ وليستْ في القبر!
- خطاب الرئيس السيسي الذي لم يُلقه بعد!
- رضا القاريء والسلطة أَمْ .. عيون أولادي!
- كوابيس الشعب وأحلام الطاغية!


المزيد.....




- الكويت.. شجون الهاجري تحظى بالتضامن من زملائها على مواقع الت ...
- كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإير ...
- حصريًا لـCNN.. كيف سيكون رد طهران على هجوم أمريكا؟ متحدث باس ...
- مصر.. الحكومة تكشف عن خطة لعدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف وخ ...
- بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّ ...
- الدفاع المدني السوري: 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات جر ...
- فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون ...
- سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق ...
- مدير مكتب الجزيرة في طهران: 3 جهات بإيران تحدد الخطوة القادم ...
- مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - كشف الغُمة عن هزيمة الأمة!