أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام الجبالي - تطور الفنون البصرية في ضوء المستجدات التكنولوجية















المزيد.....

تطور الفنون البصرية في ضوء المستجدات التكنولوجية


إسلام الجبالي

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 15:44
المحور: الادب والفن
    


تطور الفنون البصرية في ضوء المستجدات التكنولوجية

من الملاحظ أن الفن بصفة عامة لا يستطيع أن يبقى بمنأى عن البرمجيات التقنية المتطورة وعن الوسائط والوسائل الاتصالية الحديثة التي تعتبر سبل تعبيرية بإمكانها أن تدعم المنحى الإبداعي والحسي والرؤية الجمالية.
والواضح أن الفنون التشكيلية مثلها مثل بقية الفنون تتأثر بكل تطور تقني, فلقد استحال الحديث اليوم عن العولمة وثقافة الصورة المرئية والحوامل الحديثة المتعددة كآلات التصوير والشاشات الرقمية وبرمجيات معالجة الصورة بالحاسوب. كلها جعلت المفاهيم الإبداعية تتغير مع هذا التطور التكنولوجي لتصبح اللحظة الإبداعية مزيجا من التفاعلات البصرية والحسية والتقنية, وهنا أصبحنا نتحدث عن تغير المادة التشكيلية من مواد ملمسية حسية إلى عناصر رقمية في شاشة الحاسوب ومن محامل مسندية إلى رقمية تتبلور داخل الشاشة ببرمجيات متعددة الوسائط, وربما هذا ما يجعلنا أمام العديد من الإشكاليات التي من أهمها غياب العلاقة الملمسية الحسية وانتفاء المادة أي انتفاء المظاهر والأبعاد الحسية للعمل الفني. فقد أصبحت المادة التشكيلية في الفن الافتراضي أو الفن الرقمي افتراضية داخل الفضاء البصري الوهمي لشاشة الحاسوب وربما هذه من سلبيات المنظومة الحديثة للبرمجيات في علاقتها بالفن التشكيلي وخصوصا بمادية الإبداع.
نحن حتما نتجه نحو مستقبل زاخر بكل مقومات التكنولوجيا ، فنلاحظ منذ بضعة سنوات اكتساح الوسائل التقنية كل مجلات الإبداع وذلك ما أتاح الإنفتاح على التكنولوجي مجلا واسعا وطفرة هائلة في الحركات الفنية حيث فرضت التكنولوجيا نفسها بشدّة وأحدثت عدّة تغييرات في مجال الفن التشكيلي فلم يعد الفنان بحاجة إلى الوسائل التقليدية لينتج لنا لوحة تشكيلية، ولم يعد بحاجة إلى تلك الطقوس الروتينية. فهذا السحر الرقمي المنبثق من رحم التكنولوجيا يعطينا حاضرا زاخرا بكل المقومات الإبداعية المعاصرة ولايكتفي بهذا وإنما يؤسس لثقافة جديدة وذلك ما دفع الفنان إلى البحث باستمرار عن ماهية الفن وعن أشكاله وأنماطه المستحدثة تبعا لما يعيشه م تطورات تكنولوجية عديدة تهيمن بالضرورة على المشهد الحياتي البسيط إنه مستقبل الإبتكارات التكنولوجية المتسارعة في تطورها
ومنذأن ظهرت التكنولوجيا الرقمية بدأنا نلاحظ إتجاه العديد من الفنانين سواء كان تشكيلون أو سينمائيون إلى هذا الفن الرقمي، فقد تفاعل الفنان مع أدوات عصره وسخرها لخدمة عمله وأفكاره, وربما يكون السبب وراء هذا الإنسياق هو الخروج من الواقع وتحقيق مالا يمكن تحقيقه واقعيا . فقد أصبحت كل أوجه العلوم بما فيها المقاربات الإنسانية متأثرة بالتطور التقني.
فالتقدم التكنولوجي الذي أتاح لنا فرصة الغوص وتجربة هذا الفن الرقمي وماصاحبه من ابتكارات وابداعات فنية ساعد على الإرتقاء بالفن التشكيلي وجعله في إبداع متجدّد، حيث أن إبداع التقنية الذي توفره التقنية الرقمية الجديدة والذي يعد بتغييرات جذرية في جمالية الصورة وانتشارها ومن هنا يمكننا الحديث عن معايير جديدة للفن التشكيلي.
فلإنجاز لوحة تشكيلية رقمية أصبح يكفي أن يمتلك الفنان حاسوبا، فهو بمثابة ورشة عمل لديه والإستغناء كليا عن ورشة التصوير والألوان الزيتية ، هذه الثورة الرقمية غيرت كليا مفاهيم الفن التشكيلي فقد أصبح للفن الرقمي مفاهيم حديثة مرتبطة بالحاسوب وهي الإضاءة ، التلوين ، التصميم، الرسم في الأبعاد الثلاثية و الكتابة، حيث يمزج الفنان بين مختلف هذه العناصر لأنشاء لوحتة الرقمية الممتزجة بالخيال.
وإذا كانت العميلة الإبداعية تتطلب الإبداع والتخيل والإبتكار والإنتقال من الواقع إلى الخيال عن طريق المخيلة، فتبقى هذه الأخيرة منطلق وأساس الإبداع بالنسبة للفنان، وهذا ماجعل من الفنان مبدعا للوحاته الرقمية حيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية عنصرا أساسيا في أعماله الفنّية، فتتميز اللوحة بحضور تقنية عالية يكون فيه الفنان متفاعلا في ذلك مع الحياة الواقعية المعاصرة وهذا مايسمى بالواقع الإفتراضي، حيث يختصر هذا الأخير عدة مسافات ويسهل على المبدع عملية الإنتاج، ليخرج ما يسمى بتفاعل الرسم والتصوير بأحدث التقنيات الرقمية والبرمجيات الحديثة.
تعتبر التكنولوجيا هي الترجمه الحقيقية والتطبيق الفعلي للنظريات والقوانين والابتكارات العلمية, فمجموعة الأفكار والمعارف والأساليب لحياة الإنسان تتحول إلى واقع عملي وتطبيقات حياتية تستفيد بها البشرية من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة.
ولقد فرضت التكنولوجيا واقعا جديدا للحياة وافرزت رؤى جديدة صاحبتها متغيرات اجتماعية انعكست بشكل أو بآخر على الفنون كافة , ومنها الفن التشكيلي, فقد تفاعل الفنان مع أدوات عصره وسخرها لخدمة عمله وأفكاره, أنتجت حضارة الصورة, فنلاحظ منذ بضعة سنوات اكتساح الوسائل التقنية كل مجالات الابداع. وقد اتاح الانفتاح على التكنولوجيا مجالا واسعا وطفرة هائلة للحركات الفنية. ودفع الفنان للبحث باستمرار عن ماهية الفن أنماطه المستحدثة تبعا لما يعيشه من تطور تكنولوجي يهيمن بالضرورة على المشهد الحياتي البسيط كما يملي على العقول أساليب فكرية وردود أفعال واعية وغير واعية, لقد أصبحت كل أوجه العلوم بما فيها المقاربات الانسانية متأثرة بالتطور التقني.
من الملاحظ أن الفن بصفة عامة لا يستطيع أن يبقى بمنأى عن البرمجيات التقنية المتطورة وعن الوسائط والوسائل الاتصالية الحديثة التي تعتبر سبل تعبيرية بإمكانها أن تدعم المنحى الإبداعي والحسي والرؤية الجمالية.
وقد ارتبط استخدام الوسائط التشكيلية بين جميع الفنون بالاستفادة من التطور التكنولوجي من أجل التوصل إلى أهم الاساليب التعبيرية والقيم المبتكرة التي يستخدمها فناني ما بعد الحداثة لكي نتوصل من خلالها إلى مداخيل جديدة للفن.
ويبقى هناك الجدل الذي نشأ إزاء علاقة الفن بالتكنولوجيا, فهناك البعض الذي يعتبر أن التكنولوجيا أوجدت قيما جمالية جديدة وأن لكل عصر أدواته التي يطوعها في نتاجه الإبداعي وأن على الفنان مواكبة عصره و مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية في مجال الفن فيعبّر بذلك عن وجهة نظره، فهذا التداخل بين عالم الفن وعالم التكنولوجيا أصبح أمرا ضروريا ولابدّ منه، مبتكرا لنا الفنان رؤية حديثة في عالم الفن التشكيلي وهناك من يعتبر أن القيم الجمالية تهاوت وتساقطت أمام التكنولوجيا.



#إسلام_الجبالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعمال الفنانة التشكيلية أمل نصر: نسيج تجريدي تعبيري يجمع بين ...
- الفن التجريدي في مصر:مراوحة بين التجريد الحديث والمعاصر وبين ...
- الصوفية والتجريدية : تحرر من المادة وانسياق نحو المطلق


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام الجبالي - تطور الفنون البصرية في ضوء المستجدات التكنولوجية