أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - حول زّج رجال الدين في المحكمة الاتحادية العليا في العراق..














المزيد.....

حول زّج رجال الدين في المحكمة الاتحادية العليا في العراق..


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باشر مجلس النواب القراءة الثانية لمشروع تعديل قانون المحكمة الاتحادية، والذي يدعو الى زج رجال دين باعتبارهم، فقهاء دين، داخل الهيئة القضائية. حيث ستقوم الاحزاب الاسلامية، بحالة اقرار القانون، بترشيح رجال الدين لعضوية المحكمة العليا.
من المعلوم ان تشريع القوانين هي من مهمة البرلمان، وليس مهمة المحكمة العليا اصدار القوانين بل ان مهمتها هي مراقبة دستورية القوانين الصادرة من قبل البرلمان. اي لن يؤثر وجود " الفقهاء" او يشكل اضافة رجال الدين للمحكمة الاتحادية العليا على " تفحص دستورية القوانين" لكونهم يفقهون في الشريعة. اي لن يكون لاضافة "الفقهاء" اي دور في مراقبة القوانين وفيما اذا كان لها محتوى يتناقض مع الشريعة ام لا.

من جهة ثانية ليس لرجال الدين اي دور في هذه المحكمة، حيث ان اختصاص رجال الدين هو " العبادات" والامور المتعلقة بالمسائل الدينية، اما الشؤون الرسمية او ما يخص " المعاملات" فان القانون العراقي لا يستند الى الشريعة الاسلامية، مثل قانون العقوبات والقانون المدني والعشرات من القوانين الأخرى، وبالتالي فان اضافة رجال الدين الى هذه المحكمة يعني ايجاد وظائف في مؤسسة لاناس لن يكون لديهم، في الواقع، اي عمل او مهمة للقيام بها. ناهيك عن ان هنالك اساسا في المحكمة العليا رجال دين منذ تشكيل هذه المحكمة أي ضمن قانونها. ان وجود رجل الدين في المحكمة العليا هو في الحقيقة تواجد في مكان لا يوجد لديه اي عمل او وظيفة فيه.

فلم هذه الاضافة اذن ولماذا هذه المساعي لزج رجال الدين؟ هل هذه الاضافة هي من اجل اسلمة المجتمع؟ من الواضح ان هذه المساعي اثارت وتثير ردود فعل ساخطة وغاضبة من قبل اوساط واسعة في المجتمع، من مدنيين وتحررين، ونساء ومحامين وحقوقيين، ومواطنين منحدرين من اديان اخرى، وقوى علمانية ومدنية ويسارية. باضافة ألبرلمان العراقي رجال الدين من الوقفين الشيعي والسني للمحكمة العليا يهدف الى مذهّبة المحكمة الاتحادية. في الوقت الذي قدمت الغالبية العظمى من المجتمع في العراق، المرة تلو المرة دليلا وشاهدا على رفض اسلمة المجتمع. لقد اثبت المجتمع العراقي عزوفه عن الاسلام السياسي وبشكل تام. ان اضافة رجال الدين الى المحكمة العليا هي ترسيخ للفساد، والمحاصصة واستحداث وظائف لا فائدة منها، تستهدف استنزاف ثروات المجتمع، حالها حال مؤسسات من قبيل هيئة النزاهة ، المجلس الاعلى للفساد ومكاتب المفتشون العموميون وغيرها من مؤسسات ووظائف تستحدث تصب في النهاية لصالح الاحزاب وتدر عليهم المزيد من الاموال.

لقد عجزت السلطات التشريعية والتنفيذية، عن "اسلمة" المجتمع بعد عقد ونصف من فساد احزاب الاسلام السياسي، و كفوا عن الاصغاء الى رجال الدين و الاحزاب الدينية. فلن تفلح مساعيهم باستقدام رجال دين الى السلطة القضائية باسلمة المجتمع. لقد خرجت التظاهرات تنادي باسم الدين باكونا الحرامية منذ عام 2015. ورفض 80% من الناخبين التصويت في انتخابات تهيمن عليها احزاب معظمها هي احزاب اسلامية، شيعية كانت او سنية. صوّت المجتمع بالاحتفال براس السنة الميلادية والاحتفال بها بالضد من ورغم فتاوى رجال وشيوخ الدين بعدم الاحتفال باعياد الميلاد. بل ان الاحزاب الاسلامية ذاتها سعت الى تغيير خطابها الديني، بل ومضت حتى الى تغيير اسماءها من اسماء دينية الى اخرى مدنية. فاذن، اقرار البرلمان او عدم اقراره لهذا التعديل في القانون لن يمكنهم من الامعان في " اسلمة المجتمع". لقد انتهى المجتمع العراقي من مسالة اقناعه بهذه الاحزاب الاسلامية الشيعية منها والسنية. فاذا كان هنالك فاعل يستخدم للضغط على الجماهير ليست القدرة السياسية والايديولوجية لهذه الاحزاب، بل هي فقط وفقط "ميلشياتها" في ارهاب الناس، القوى التقدمية والعلمانية والمدنية، وليس القوانين الاسلامية ولا العقائد الدينية.

في خاتمة المطاف، تتخبط السلطات الحاكمة في قراراتها، ومساراتها، في عجز تام ومطلق عن التطرق للقوانين التي طالبت بها الجماهير من السلطات التشريعية من قبيل قانون تجريم العنف ضد المرأة والعنف الاسري. الا انها دائما، تمضي الى قوانين تخدم مصالحها في المطاف الاول والاخير من قبيل تعديل قانون المحكمة الاتحادية العليا. انه لغط لا يقدم اي نفع لاي مواطن تطول يوما بعد يوما لائحة مطالبه من الدولة التي لم تستجب ولم تلتفت ولم تقلق هذه السلطة بشأنها.








#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة المعارضة ومعارضة الحكومة!
- أحراق المزارع في العراق، مسؤولية من!
- هي الكعكعة ذاتها والتقسيم ذاته والنهب ذاته: حول تعيين محافظ ...
- -محاربة الفساد- ام تأديب الابناء العاقين- محاربة الفساد من و ...
- من اجل تنظيم عمل باعة البسطيات ومسؤولية الدولة!
- من هو المسؤول عن انتحار الشباب؟
- لا للهجمة على حق العمل لاصحاب البسطيات
- -قانون جنسية جديد-، ام تحويل العراق الى باحة خلفية لايران؟
- الفتوى العشائرية لاغتصاب وقتل النساء!
- يوم الثامن من اذار- يوم المرأة العالمي ودور الرجل في تحرر ال ...
- حول احياء يوم الثامن من اذار في العراق
- العاطلون عن العمل واعادة توزيع الثروة
- مناطق نفوذ!
- الام تستهدف الولايات المتحدة بطلبها نزع سلاح الميلشيات في ال ...
- الخطاب الشعبوي لمؤتمر برلين! الشعبويون ممثلوا اية جماهير؟
- كلمة في مراسيم تأبين الرفيق جبار مصطفى (جلال محمد) في 4 كانو ...
- عمالة رخيصة وعمال بلا حقوق – قطاع الكهرباء نموذجا!
- بحث حول حركة السترات الصفراء (في ندوة عامة عقدت في بغداد)
- -الاقتصاد السياسي- للميلشيات في العراق
- الرأسمالية لا تملك حلا لمطالب الستر الصفراء لا في فرنسا ولا ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - حول زّج رجال الدين في المحكمة الاتحادية العليا في العراق..