أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا ترامب لا يريد الحرب على إيران؟















المزيد.....

لماذا ترامب لا يريد الحرب على إيران؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب الكتاب والمحللين السياسيين يرون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيشن الحرب على إيران، ومن بين هؤلاء الكتاب الصديق الأستاذ علاء الخطيب في مقاله الموسوم: (هل يريد ترامب الحرب على ايران؟)، جاء فيه: أن "ترامب يريد الحرب فهو على يقين بدونها لن يحصل على فترة رئاسية ثانية، ولن يحصل على تأييد اللوبي اليهودي في امريكا."(1).

أعتقد العكس هو الصحيح، إذ يخبرنا التاريخ القريب، أن الرؤساء الغربيين الذين شنوا حروباً و رغم ما حققوه من انتصارات في تلك الحروب إلا إنهم خسروا في الانتخابات، مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستن تشرشل الذي أنتصر في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا الهتلرية، والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، في حرب تحرير الكويت من الغزو الصدامي.

لذلك أعتقد أن دخول ترامب في الحرب على إيران سيقلل من نصيبه في الفوز بالانتخابات حتى ولو حقق نصراً خاطفاً. فترامب أوفر حظاً للفوز في الانتخابات بدون حرب، وذلك لكونه يميني متطرف في وقت تشهد الدول الغربية، وخاصة أمريكا، تصاعد موجة اليمين المتطرف، وأغلب الظن أن ترامب سيفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة بسبب شعبويته، والعزف على وتر (أمريكا أولاً)، وما حققه من مكاسب اقتصادية آنية، وموقفه المتشدد من الهجرة، وإلغائه الاتفاق النووي مع إيران من طرف واحد. وإذا ما خسر في الانتخابات القادمة وجاء بديله خصمه من الحزب الديمقراطي، فسيقلب المعادلة رأساً على عقب في أغلب السياسات التي اتخذها ترامب، وخاصة إعادة العمل بالإتفاق النووي مع إيران. وهذا ضد مصلحة إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا. كذلك الشعب الأمريكي، وكبقية شعوب العالم، ليس مع الحرب، لا على إيران ولا على غيرها. وهذه الحقيقة يعرفها ترامب جيداً، لذلك يحاول قدر الإمكان تجنب الحرب، رغم تعرضه لضغوط من قبل لوبيات و مؤسسات عسكرية وشركات مصانع الأسلحة، تطالبه بشن حرب على إيران كما أعلن في تصريح سابق، رابط الفيدو في الهامش.(2)

إلا أن هناك مخاطر إنفجار الحرب بالخطأ دون إرادة ترامب أو إيران، كما حصل في حادث يوم الخميس 20 حزيران/ يونيو الجاري، عندما قامت القوات الإيرانية بإسقاط طائرة تجسسية أمريكية بدون طيار في أجوائها الإقليمية في مضيق هرمز، حيث أفادت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين رفيعين في البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب أقر تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية كرد على إسقاط الطائرة لكنه تراجع عن قراره فجر الجمعة لحظة تنفيذها.(3)

وقد حاول ترامب إيجاد العذر عن تراجعه السريع لحظة التنفيذ، إذ قال أن هذا الحادث ربما كان بقرار بعض الجنرالات الإيرانيين الميدانيين وليس بأوامر مباشرة من القيادة العليا للدولة الإيرانية! أما الإعلام الرسمي الإيراني فقد صرح بأن الطائرة قد خرقت سيادة الدولة الإيرانية، وأن إيران مستعدة للدفاع عن أراضيها ومياهها وأجوائها بكل الوسائل المتاحة وبأي ثمن.
والجدير بالذكر في هذه المناسبة أن أمريكا أسقطت طائرة نقل جوي مدني إيرانية تنقل 290 راكباً (طاقم الرحلة و مسافرين)، عام 1988، أيام الحرب العراقية-الإيرانية، حيث كانت أمريكا منحازة إلى صدام حسين في تلك الحرب العبثية، ما تسبب بمقتل جميع الركاب (290 شخصا)، وغرقت في مياه الخليج. فالحالة هذه نجد من السخف والتهور أن تشن أمريكا حرباً مدمرة على إيران بسبب إسقاط الأخيرة طائرة تجسسية مسيرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو لماذا أصدر ترامب قراره بضرب أهداف إيرانية، ثم أسرع بإلغائه لحظة تنفيذه؟
الجواب هو، أن ترامب ألغى القرار لأنه يعرف جيداً أن إيران ليست كالعراق في عهد صدام، فإيران منذ نهاية الحرب العراقية-الإيرانية، أعطت الأولوية إلى تقوية وسائلها الدفاعية والهجومية إلى أقصى حد ممكن بما فيه برنامجها النووي، وربما إيران الآن تمتلك السلاح النووي. كذلك أرسلت إيران بإسقاطها الطائرة الأمريكية المسيرة، رسالة إلى الأمريكان أنها تمتلك التكنولوجية الحربية المتطورة. كما و يعرف ترامب ومعه الإدارة الأمريكية أن الحرب مع إيران ستشمل المنطقة كلها بما فيها إسرائيل، وستلحق أشد الأضرار بمصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة، فلإيران أذرع قوية مثل حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، ومليشيات شيعية موالية لها في العراق. لذلك لا يريد ترامب إشعال حرب مدمرة للمنطقة تكون أمريكا وأصدقائها خاسرة أيضاً.

ولكن في نفس الوقت يرى ترامب نفسه في ورطة عندما ألغى الاتفاق النووي الدولي من جانب واحد مع إيران وبدون مبرر قانوني، لذلك يحاول الآن أن يقنع القيادة الإيرانية إلى مائدة المفاوضات ليتوصل إلى حل مرض يحمي به ماء وجهه. ولهذا السبب أعتقد أنه ربما أوامر ترامب للقوات الأمريكية المتواجدة في الخليج بضرب أهداف إيرانية، ثم الإسراع بإلغاء القرار في فجر يوم الجمعة لحظة التنفيذ، ما هي إلا مسرحية يراد بها حرب الأعصاب عسى ولعل إقناع إيران أن تقبل بالتفاوض. ولكن القيادة الإيرانية بحكم أيديولوجتها الدينية ليست بمزاجية التفاوض.

وما يجدر ذكره أن حذر أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي الأمريكي الرئيس دونالد ترامب من مخاطر "الانجرار" إلى حرب مع إيران. وقال تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ إن "الرئيس ربما لا يعتزم الذهاب إلى الحرب، لكننا قلقون من أن ينجر هو والإدارة إلى حرب".

وبناءً على كل ما سبق، نعتقد أنه لا إيران ولا أمريكا تريد الحرب، والمطالبون بالحرب هم: إسرائيل، واللوبي اليهودي في أمريكا، والسعودية ودولة الإمارات. وهؤلاء سوف لن يكونوا بمنجى من أضرار هذه الحرب فيما لو اندلعت عن قصد من الإدارة الأمريكية أو بطريق الخطأ.
[email protected]
ــــــــــــــ
روابط ذات علاقة بالمقال
1- علاء الخطيب: هل يريد ترامب الحرب على ايران؟
https://www.akhbaar.org/home/2019/6/259161.html

2- - فيديو تصريحات ترامب عن تعرضه لضغوط من قبل مؤسسات عسكرية لشن حرب على إيران
Trump Says the Military Industrial Complex is Pressuring him Into a War With Iran
https://therealnews.com/stories/trump-says-the-military-industrial-complex-is-pressuring-him-into-a-war-with-iran

3- ترامب "يتراجع في لحظة التنفيذ عن ضربات عسكرية وافق عليها ضد إيران"
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-48713719



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء تفجير الناقلات النفطية في الخليج؟
- هل حقاً الشعب العراقي غير مؤهل للديمقراطية؟
- أتباع حزب (الفضيلة) يؤكدون تخلفهم
- هل بإمكان العراق المشاركة في الحروب المحتملة؟
- هيفاء الأمين...لا تعتذرِي عن قول الحقيقة
- ما علاقة الديمقراطية بالتخلف وتفشي الخرافات؟
- حول التقارب العراقي- السعودي
- في الذكرى السادسة عشرة لتحرير العراق من الفاشية
- دعوة لمواجهة الإرهاب العشائري في العراق
- الإدمان على عبودية البعث!
- أضواء على وثيقة الأخوة الإنسانية بين الأزهر والفاتيكان
- أمريكا وإيران.. تقاسم نفوذ، أم ادارة للصراع بالنيابة؟
- المأزق البريطاني في الخروج من الوحدة الأوربية!
- هل حقاً العلاقة مع إيران وأمريكا تسيء للسيادة والكرامة؟
- هل المطلوب أن نضحي بالعراق في سبيل إيران؟
- مخاطر عدم الوجود العسكري الأمريكي في العراق
- لا، لم يحن الوقت بعد لذبح البقرة السعودية!
- المطلوب من السيد عادل عبد المهدي تلبية مطاليب الشعب لا الأحز ...
- ماهي مبررات ترشيح الاستاذ الدكتور محمد الربيعي لوزارة التعلي ...
- مرحى لسروة عبدالواحد رئيسة لجمهورية العراق


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا ترامب لا يريد الحرب على إيران؟