أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أتباع حزب (الفضيلة) يؤكدون تخلفهم















المزيد.....

أتباع حزب (الفضيلة) يؤكدون تخلفهم


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6228 - 2019 / 5 / 13 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نُشر على مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو (1)، نشاهد فيه متظاهرين من حزب "الفضيلة"، يهجمون بمنتهى الوحشية وفي حالة هستيريا، على مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية، وهم مجموعة من الشباب وبعضهم معممون، يصرخون (يا حسين يا حسين... لبيك ياحسن)، وينزلون صورة النائبة هيفاء الأمين من واجهة مقر الحزب، ويدوسونها بالأقدام ثم يحرقونها، احتجاجاً على تصريحات أدلت بها النائبة في ندوة في بيروت، دافعت فيها عن مناطق جنوب العراق التي تعاني من التخلف والحرمان من الخدمات، ولكن استغلت قيادة حزب "الفضيلة" هذه التصريحات وفسرتها عن قصد سيئ، أن النائبة أهانت أهل الجنوب ووصفتهم بالمتخلفين. ولا ندري ما علاقة الحسين بهذه التصريحات، فقد أرادت قيادة حزب الفضيلة تضليل الشباب وتحريضهم على الحزب الشيوعي لغاية سنأتي على ذكرها بعد قليل.

كما وأفادت التقارير أنهم اعتدوا على المسؤولين في داخل مقر الحزب الشيوعي، وعدوان آخر على مقر نفس الحزب في سوق الشيوخ.. ولنا أن نتصور ماذا كانوا سيعملون بالسيدة النائبة هيفاء الأمين لو كانت موجودة في المقر آنذاك ووقعت بأيديهم، خاصة وهم يطالبون بإعدامها، تالله لسحلوها ومزقوها إرباُ إربا. والسؤال هنا، إن لم تكن هذه غوغائية، فما هي الغوغائية؟ وربما سيتهمنا البعض بأننا نصف الجماهير بالغوغاء والرعاع، وقد كتبنا مقالاً قبل سنوات عن هذا الموضوع بعنوان: (الشعب والغوغاء من منظور الوردي)(2)

وكما جاء في بيان الحزب الشيوعي: (... كان اعتداء سافرا على مقري حزب مجاز بموجب الدستور والقانون، وانتهاكا فظا للدستور والقانون كليهما، وثلما لهيبة الدولة ومؤسساتها. وقد كشف في الوقت ذاته مدى ازدراء البعض لحرية التعبير ولتقاليد العمل السياسي، وضيقهم بالرأي الآخر، وخروجهم على الآليات الديمقراطية والسلمية المتوافقة مع روح الدستور، في معالجة القضايا السياسية المختلف حولها.)(3)

لقد وقع الهجوم الإجرامي على مقر حزب وطني معروف بتضحياته، ومساهم في العملية السياسية ومؤسسات الدولة، في وضح النهار، ودون أن تتحرك الأجهزة الأمنية لحماية المواطنين من هذه الهجمة الشرسة التي لا يماثلها في الوحشية إلا أعمال داعش.

إن السبب المعلن عن هذه الهجمة الهمجية على السيدة هيفاء الأمين، وعلى مقرات الحزبي الشيوعي، هو ما أدلت به من تصريحات عن معاناة سكان الجنوب من التخلف، وهي بالتأكيد كانت تقصد التخلف في الخدمات، وغيرها، وغايتها دفع المسؤولين لمعالجة هذا التخلف من أجل رفع مستوى سكان هذه المناطق المهملة في كل العهود، وهي ابنة الناصرية التي أثير بها كل هذا الضجيج.

ولكن في حقيقة الأمر، أن السبب الرئيسي لهذه الهجمة الوحشية على النائبة، ليس لأنها أدانت التخلف فحسب، بل ولأنها كانت قد قدمت للبرلمان مشروع قانون حقوق المرأة لوقف التعسف، وإيقاف زواج الاطفال، وضمان حقوق الزوجة .. الخ. هذا المشروع هو ضد مصالح القوى الظلامية وعلى رأسها حزب " اللافضيلة" الذي أثبت أن حقيقته هي عكس إسمه، أي أنه حزب الرذيلة والتخلف... هيفاء بنت الناصرية الأبية ومن عائلة ضحت في سبيل مبادئ إنسانية، وتعرف جيدا معاناة النساء هناك حيث يعاملن كجواري وعبيد ويشرعها الرذلاء ولا يريدون التغيير. والأحزاب الإسلامية وفي مقدمتها حزب الرذيلة ضد هذا المشروع الإنساني الحضاري التقدمي.

وكنت قد نشرت مقالاً عن نفس الموضوع على مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي بعنوان: (هيفاء الأمين...لا تعتذرِي عن قول الحقيقة)(4)، فكان أغلب تعليقات الأخوة القراء تتفق مع تصريحات النائبة هيفاء الأمين عن وصف المناطق الجنوبية بالتخلف، وحتى الناس متخلفين، نتيجة الإهمال المتعمد من قبل السلطات المتعاقبة في مختلف العهود، بل أكد بعضهم أن التخلف ليس في الجنوب فقط، بل ويشمل كل العراق، ولكنهم اعترضوا على نقطة واحدة وهي أن النائبة أدلت بهذه التصريحات "امام مجموعة من إعلاميين عرب و في بلد عربي [لبنان]، و ان الإعلام العربي و حتى العراقي التابع للأجندة الخليجية اسهم في احباط الناس، و نشر الحالة السوداء التي صوروها بعد سقوط صدام."

وجوابي على هذا الاعتراض أنه في عصر العولمة والفضائيات والإنترنت (حيث صار العالم قرية كونية صغيرة)، ليس هناك سر أو فضيحة يمكن سترها. فما الفرق في إفشاء هذه المعلومات في بغداد أو بيروت، أو القاهرة، أو أي مكان آخر في العالم في عصر الإنترنت والفضائيات واليوتيوب؟ لا شك أن هذه التصريحات ستكون بعد دقائق بمتناول كل سكان المعمورة. لذلك أنا لا أعتقد أن مكان التصريحات كان خطأً وسبباً لكل هذه الضجة، وإنما السبب الحقيقي هو ما أشرت إليه أعلاه، وهو منع أي تغيير لصالح المرأة والطفولة، ومحاولة من الأحزاب الإسلامية وخاصة حزب "الفضيلة" لتصفية الحزب الشيوعي، نفس اللعبة القذرة التي لعبوها إبان ثورة 14 تموز 1958، عندما أصدروا فتواهم (الشيوعية كفر وإلحاد)، وكانت الثورة وإصلاحاتها الثورية الاجتماعية وقيادتها الوطنية، هي المستهدفة، حيث تكالبت عليها قوى الشر في الداخل والخارج وتكللت بإنقلابهم الأسود يوم 8 شباط 1963، الإنقلاب الذي دمر حتى أولئك الذين مهدوا له بفتاواهم سيئة الصيت. وهؤلاء يعيدون اليوم نفس اللعبة القذرة ولنفس الأغراض، ولكن إذا نجحوا (لا سامح الله)، فلابد وأنهم سيكونون من ضحايا لعبتهم إذ لا بد وأن ينقلب السحر على الساحر كما حصل في الماضي. والجدير بالذكر أن حزب الفضيلة متهم بأنه من أشد الأحزاب السياسية العراقية فساداً، (يرجى فتح رابط التقرير في الهامش- رقم5)

كذلك اعترض عدد من الأخوة بأن في تصريحات السيدة الأمين شملت (ازدراءً للأديان، وهذا مخالف للدستور والقانون، وجارح لمشاعر الناس الدينية!!). في الحقيقة هذا الاعتراض هو الآخر لم يصمد أمام أية مناقشة منصفة، فالسيدة النائبة لم تزدرِ الأديان أبداً، وربما تعرضت إلى بعض الطقوس مثل التطبير والضرب الظهور بالزنجيل في المواكب الحسينية...الخ. وهذا ليس ازدراءً للأديان أبداً، بل مطالبة بنبذ هذه الطقوس الدخيلة الغريبة التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي والمذهب الشيعي، بل أساءت لهما، لأن أغلب رجال الدين الشيعة الكبار (آيات الله المجتهدون) ومن بينهم السيد علي خامنئي مرشد الثورة الإسلامية في إيران، ووليه الفقيه، أصدروا فتاوى في مختلف المراحل التاريخية تقضي بمنعها، لأنها دخيلة ومسيئة إلى سمعة وصورة الشيعة.

خلاصة القول، وكما أكد أغلب الذين كتبوا مقالات وتعليقات عن تصريحات النائبة هيفاء الأمين، أن الخلف موجود ليس في الجنوب فحسب، بل وضارباً أطنابه في جميع أنحاء العراق مع الاختلاف بالدرجة. لذلك من واجب المثقفين والمدافعين عن حقوق الإنسان، فضحه من أجل معالجته. إذ هكذا يعمل المثقفون والسياسيون في الدول المتقدمة وخاصة الغربية، ويتجنبون سياسة النعامة في دفن رأسها في الرمال. ونؤكد ثانية، إن سبب هذه الهجمة المتوحشة على النائبة هيفاء الأمين، و مقرات حزبها الشيوعي، هو ليس لأنها أدانت التخلف وبعض الطقوس الدخيلة التي ليست من الدين والمذهب بشيء، بل لأنها قدمت للبرلمان مشروع قانون حقوق المرأة لوقف التعسف بحقها، وإيقاف معاملتها كدية في النزاعات العاشائرية، ومنع زواج الاطفال، وضمان حقوق الزوجة .. الخ. و القوى الظلامية وعلى رأسها حزب اللافضيلة ضد هكذا مشروع تقدمي. وحقاً ما رددته الجماهير: (بسم الدين باكونا الحرامية). وعليه نطالب جميع القوى الخيرة إدانة هذا العمل البربري، والمطلوب من الدولة أن تستعيد هيبتها، وذلك بمحاسبة الجناة، وحماية مقرات الأحزاب السياسية العاملة وفق الدستور والقانون، وحماية أمن جميع المواطنين من البلطجية، والقضاء على التخلف، وحماية من يشخص التخلف ويدينه.
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- يرجى مشاهدة الفيديو لتعرفوا حجم التخلف والغوغائية.
https://www.youtube.com/watch?v=f_ZpmBnyfck

2- د.عبدالخالق حسين: الشعب والغوغاء من منظور الوردي
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/KhHussen/6v114.htm

3- افتتاحية "طريق الشعب": اعتداء آثم وغايات مفضوحة
https://www.iraqicp.com/index.php/sections/party/19823-2019-05-08-18-51-50

4- د. عبد الخالق حسين: هيفاء الأمين...لا تعتذرِي عن قول الحقيقة
http://www.akhbaar.org/home/2019/5/257510.html

5- تقرير عن فساد حزب الفضيلة
براء الشمري : خلافات تهدد بتفكك أحد أبرز الأحزاب السياسية العراقية
https://www.alaraby.co.uk/politics/2019/3/29/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%83-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بإمكان العراق المشاركة في الحروب المحتملة؟
- هيفاء الأمين...لا تعتذرِي عن قول الحقيقة
- ما علاقة الديمقراطية بالتخلف وتفشي الخرافات؟
- حول التقارب العراقي- السعودي
- في الذكرى السادسة عشرة لتحرير العراق من الفاشية
- دعوة لمواجهة الإرهاب العشائري في العراق
- الإدمان على عبودية البعث!
- أضواء على وثيقة الأخوة الإنسانية بين الأزهر والفاتيكان
- أمريكا وإيران.. تقاسم نفوذ، أم ادارة للصراع بالنيابة؟
- المأزق البريطاني في الخروج من الوحدة الأوربية!
- هل حقاً العلاقة مع إيران وأمريكا تسيء للسيادة والكرامة؟
- هل المطلوب أن نضحي بالعراق في سبيل إيران؟
- مخاطر عدم الوجود العسكري الأمريكي في العراق
- لا، لم يحن الوقت بعد لذبح البقرة السعودية!
- المطلوب من السيد عادل عبد المهدي تلبية مطاليب الشعب لا الأحز ...
- ماهي مبررات ترشيح الاستاذ الدكتور محمد الربيعي لوزارة التعلي ...
- مرحى لسروة عبدالواحد رئيسة لجمهورية العراق
- حول لصوص الكلمة مرة أخرى
- لأهل البيت ربٌ يحميهم
- الأزمة الأخلاقية هي أم الأزمات في العراق


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أتباع حزب (الفضيلة) يؤكدون تخلفهم