أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - أزرق من أجل السودان














المزيد.....

أزرق من أجل السودان


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لبست الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي ثوباً باللون الأزرق تضامناً مع الشعب السوداني، وتخليداً لذكرى الضحايا الذين سقطوا في اليوم الثامن والتاسع والعشرين من شهر رمضان، بعد أن اختار المجلس العسكري اللجوء إلى القوة المفرطة في فضِّ الاعتصام أمام مقر القوات المسلحة في العاصمة الخرطوم.
بدأت حملة "ازرق من أجل السودان" تكريماً للشاب السوداني الراحل محمد هشام مطر الذي قضى بعد أن أصيب برصاصة في رأسه خلال محاولته إنقاذ إحدى المتظاهرات. وسرعان ما تحولت إلى حملة تعبر عن ضحايا الانتفاضة السودانية التي أطاحت بحكم الرئيس عمر حسن البشير قبل أشهر. وقبل أيام من وفاته، قام محمد هشام مطر بتغيير صورته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى اللون الأزرق. إذ كان هذا اللون مفضلاً لديه. استجاب العديد من النشطاء داخل السودان وخارجه لتبديل صورهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى اللون الأزرق.
فتصدر "أزرق من أجل السودان" مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من البلدان العربية والغربية بعد أن أصبح اللون الأزرق يمثل رمزا للتضامن مع السودانيين المنعزلين عن العالم بسبب تواصل قطع الإنترنت منذ أسبوعين.
انطلقت الحملة في الأساس، عندما قرر أصدقاء محمد هشام مطر وأفراد عائلته تبديل صورهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى اللون الأزرق، تخليداً لذكراه. ليتشح فضاء التواصل الاجتماعي بعدها بلون السماء الصافية والنيل الأزرق. يقول أحد المغردين:
كان بإمكان الشاب السوداني محمد هشام مطر أن يكمل حياته الطبيعية في بريطانيا دون أن يثقل نفسه بهموم بلده، لكنه آثر ذلك وعاد ليقف بين جموع الشرفاء، ليكون لسان الحال لوطنه الذي أنهكه الفساد والمفسدون.
ومحمد هشام مطر الذي كان يبلغ من العمر 26 عاما كان يدرس في بريطانيا قبل أن يسافر إلى السودان للمشاركة في التظاهرات ضد المجلس العسكري. وقال والد محمد في وقت سابق إن ابنه كان يحب اللون الأزرق. ولاقت الحملة تجاوباً ودعماً دولياً، وشارك عدد من مشاهير العالم في هذه الخطوة، خاصة في ظل قطع الإنترنت ومحاولة العسكر التعتيم حول ما يحدث في البلاد. كتبت عارضة الأزياء البريطانية ناعومي كامبل والتي يتابعها الملايين، على حسابها في إنستغرام:
إن ما بدأ كاحتجاج سلمي قد تحول إلى إزهاق المئات من الأرواح البريئة، الوضع في السودان قد تجاوز كل المعايير الإنسانية. إلى متى سيستمر هذا، وهل سيتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة؟
بات "أزرق من أجل السودان" الأول في جميع مواقع التواصل الاجتماعي في عدد كبير من الدول العربية والأفريقية والغربية وسط التعتيم الإعلامي الذي يفرضه المجلس العسكري في السودان بسبب قطعه الإنترنت. يذكر أن الحديث عن تعطل الإنترنت على الهواتف الذكية بدأ في 3 يونيو، عندما نفذت القوات الحكومية هجوما دمويا واسع النطاق على الاعتصام في الخرطوم، قتل أكثر من 100 شخص وأصاب المئات.
جاء الهجوم بعد أسابيع من التوترات المتزايدة حيث توقفت المفاوضات بين المجلس العسكري والمعارضة بشأن تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل. لم يقدم المجلس العسكري أي مبرر مقنع لقطعه الإنترنت.
في العاشر من يونيو، قطعت السلطات ما تبقى من اتصالات الخطوط الثابتة، فأوقفت فعليا جميع خدمات الإنترنت. وأعلنت "نت بلوكس" وهي منظمة غير ربحية ترصد الرقابة على الإنترنت، أن السودان يواجه الآن "قيودا شبه كاملة" على الوصول إلى الإنترنت.
منعت هذه الانقطاعات الناشطين والسكان من الإبلاغ عن معلومات مهمة عن الوضع المتفجر في السودان. وتسبب حظر الإنترنت أيضاً في مشاكل خطيرة تتعلق بالسلامة، حيث منع الوصول إلى المعلومات التي قد تساعد الأشخاص على التنقل في الطرق بأمان أثناء الاضطرابات الحالية. وقال مهنيون طبيون إن عدم الوصول إلى الإنترنت قد زاد من صعوبة تنظيم طرق لتوفير الرعاية لهم.
قامت الحكومات التي تسعى إلى قمع المعارضة السياسية السلمية في العديد من الحالات بقطع الإنترنت في أوقات الحساسية السياسية والأزمات. قبل الإغلاقات الحالية، كانت الحكومة السودانية قد حجبت منصات وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وخدمة الرسائل واتساب، بشكل متقطع بين ديسمبر 2018 وأبريل 2019.
تقول منظمات حقوقية إن عمليات القطع هذه تنتهك حقوقا متعددة، منها الحق في حرية التعبير والحصول على المعلومات، وتعرقل حقوقا أخرى، منها الحق في حرية التجمع. في إعلانهم المشترك لعام 2015 حول حرية التعبير والاستجابة لحالات النزاع، أعلن خبراء ومقررو الأمم المتحدة أنه حتى في أوقات النزاع لا يمكن بأي حال من الأحوال بموجب قانون حقوق الإنسان أن يتم تبرير القيام بفلترة المحتويات المتوفرة على شبكة الإنترنت باستخدام أزرار الإيقاف الخاصة بالاتصالات كإيقاف أجزاء كاملة من أنظمة الاتصالات.
صرح ديفيد كاي سابقاً، وهو مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير:
يمثل الإغلاق الكامل للإنترنت انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ولا يمكن تبريره بأي طريقة. الوصول إلى المعلومات أمر حاسم لمصداقية العملية الانتخابية الجارية. لا تؤدي الإغلاقات إلى الإضرار فقط بوصول الناس إلى المعلومات، ولكن أيضا بحصولهم على الخدمات الأساسية.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُل لي, الوردةُ عارية, أم هو فستانها الوحيد؟
- الشَّعرُ ...غزارة في الإنتاج و سوء في التوزيع
- هكذا تكلَّم عبد الرحمن الشهبندر
- مصطفى الحسين لا يأكل الدراق
- فكرة التطور
- الشيوعي الجيد
- هل تخلع كوبا معطف فيدل كاسترو؟
- المزارعون الأوائل قبل عشرة آلاف سنة
- هل القلب يصدأ كالحديد؟
- كتاب الثورات
- صاحب صحيح البخاري
- شيوعيون في الفيسبوك
- ستالين
- المُسْتَطْرَف الصَّغير
- رسائل بركات لطيف الحزينة إلى الأول من أيار
- الفأرة الحكيمة
- قصة انقلاب عسكري
- غسان كنفاني في تراجيديا أرض البرتقال الحزين
- وَحْيُ الشيوعيَّة
- بيان الشيوعيَّة


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - أزرق من أجل السودان