أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وسام ناظم الخيكاني - مابين اخلاقيات المهنة والشخصية السلطوية ، في المؤسسة التعليمية العراقية














المزيد.....

مابين اخلاقيات المهنة والشخصية السلطوية ، في المؤسسة التعليمية العراقية


وسام ناظم الخيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 6260 - 2019 / 6 / 14 - 21:42
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مابين اخلاقيات المهنة والشخصية السلطوية ، في المؤسسة التعليمية العراقية

وسام ناظم الخيكاني

في بدأ الامر ، ان ما دفع لكتابة هذا المقال هو ان وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي الدكتور قصي السهيل ، اصدر قرار على تدريس مادة ( أخلاقيات المهنة ) ضمن المناهج المقرر تدريسها للجامعات وتُدرس بشكل اجباري من العام الدراسي ( 2019 -2020 ) ، وهي خطوة موفقة كما اعتقد في الطريق الصحيح لاننا نفتقد للأخلاقيات المهنة كثيراً في الدوائر العراقية .
ولابد من معرفة ماهي اخلاقيات المهنة وما هي الشخصية والشخصية السلطوية .
اولاً / أخلاقيات المهنة : مشتقة من كلمة أخلاق، وهي ما تضبط تصرف الفرد في المجتمع، ومثلها تلك الخاصة بالعمل فهي مجموعة من القواعد والآداب السلوكية والأخلاقية التي يجب أن يتصف بها المحترف في أداء وظيفته، وتحمل مسؤوليّته تجاه عمله ومجتمعه ، وتجاه نفسه واحترامه لذاته، حيث تعتبر أخلاقيات المهنة فئة فرعيةً من منظومة الأخلاق البشرية الجيدة بصفة عامة. والبعض يطلق عليها آداب المهنة فهي التي تجعل الموظف متأدبًا بالخلق العملي والمهني للوظيفة، فلا تقوم الوظيفة على إنجاز العمل فقط وأنما ايظاً حسن التعامل مع المقابل ، وان لايتم استخدام السلطة والخلافات الشخصية في الاساءة الى الأخر ، بل التخلق بالسلوكيات الحميدة. وتختلف التعريفات المعتمدة لأخلاقيات المهنة وتتعدد، ومن هذه التعريفات أنها مجموعة القواعد والمبادئ المجردة التي يخضع لها الموظف في تصرفاته في إنجاز مهام العمل، ويحتكم إليها في تقييم سلوكه، وتوصف بالحسن أو القبح.

ثانياً / الشخصية : يعرف الدكتور علي الوردي الشخصية في كتابه شخصية الفرد العراقي على انها تتكون من صفات موروثة من الابوين ، وصفات مكتسبة من خلال التنشئة الاجتماعية لكل فرد ، لاسيما اعادة تقيم وتقويم الشخص للصفات السابقة من قبل الفرد والتي هذه الصفات الثلاث تتكون من خلالها شخصية الانسان ، أو أنها العادات والأنماط والسمات الخاصّة بفرد معين، والتي تَنتُج عن العوامل الوراثيّة البيولوجيّة والاجتماعيّة المُكتسَبة والثقافية.

ثالثاً / الشخصية المتسلطة : شخصية غير مرنة وضعيفة في أعماقها ، تشعر بالنقص الحقيقي او المتصور ، تتستر خلف جمودها وسلطويتها من أجل قمع الآخرين وعدم إظهار ضعفها ، وإنها شخصية عاجزة عن النقاش المرن والديمقراطي وعاجزة عن تقبل الآخرين وتقبل الحقائق كما هي ، كما إنها تعيش في قوقعة تحمي نفسها منها ولا تتقبل الاختلاف وتحول الاختلاف الى خلاف ، وعلى الاغلب هذه الشخصية ناتجة من تنشئة اجتماعية قمعية قاسية مر من خلالها الشخص السلطوي وتركت عليه عقد نفسية كبيرة ، يحاول من خلالها هذا الشخص الضعيف يظهر الى من هو ادنى منه في السلم الوظيفي بأنه قوي من خلال التسلط واخذ الاحكام التعسفية بحقه مستفيد من السلطة التي يمتلكها .

والشخصية المتسلطة شخصية تحمل في خصائصها سمات مرضية ، وعلاجها صعب لأن اضطرابات الشخصية بشكل عام عبارة عن اضطرابات لا يشعر بها صاحبها بأنها غريبة عنه ، كما يقول الدكتور علي الوردي عندما يصل الشخص الى اقسى درجات الغباوة يشعر انه اذكى من غيره في كل شيء ( اي ان الغبي لايعلم انه غبي والسلطوي لايعلم انه سلطوي ) ، اي ان السلطوي يأخذ الاوامر من هو اعلى منه ويطبقها تطبيق شديد وتملق ، ولكن يتعمد الاضرار والقسوة بما هو ادنى منه في السلم الوضيفي ، إنها جزء من سماته وشخصيته الضعيفة …جزء من أناه وبالتالي فإن العلاج لهذه الحالات مختلف عن علاج الأشكال الأخرى من الاضطرابات النفسية المعروفة.

إما في ما يتعلق بالشخصية السلطوية في المؤسسة التعليمية العراقية ، فأنها في تزايد كبير ، مثلاً يتأخر الاستاذ الجامعي عن محاضراته الدقائق والساعات ويأجلها الى يوم اخر ، اما إذا تأخر احد الطلاب عدة دقائق عن المحاضرة يعاقب ولايسمح له الدخول للمحاضرة ، وهذا ليس انضباط من جانب اخلاقي إذا انه نفس الاستاذ غير ملتزم بالوقت ولكن ربما من خلال موقف شخصي يحمله الاستاذ تجاه الطالب أو من جانب الضعف في شخصية الاستاذ والذي يظهر القوة والشدة تجاه الطالب المتأخر ( وبشكل انتقائي ) بين الطلاب ليبرر ضعفه ، وهنا يظهر التناقض في شخصية الفرد السلطوي يقبل التأخير والتأجيل لنفسه ولايقبله على الاخرين مستفيد من السلطة التي في يده بأنه استاذ وأغلب الاجراءات التي تحدث لو حصلت مشادة كلامية او مواجهة مع الطالب في الكليه تكون لصالحه ، على الرغم إن الانضباط في الوقت المحدد يجب أن يتعلمه الطالب من الاستاذ .
كما يظهر الاستاذ السلطوي عقده النفسية وانفعالاته الغير مبررة لأبسط الاسباب ، ويقوم بالاساءة الى الطالب بدون مبرر ، متمتع بالسلطة التي يمتلكها ، وعدم رد الطالب خوف من الرسوب في المادة الدراسية ، او ترقين القيد ، علماً ان الاستاذ السلطوي كلما شعر بأن المقابل لايسعى المواجهة او انه ضعيف الشخصية فأنه يبالغ في انفعالاته والاساءة الية بدون سبب او سبب مفتعل أو سبب لايستحق ذلك ، اما إذ شعر وتلمس هناك ردة فعل كبيرة محتملة من المقابل يكون الانسحاب حليفه انطلاقاً من ضعف شخصيته ، وهو افضل اسلوب لمواجهته ( وهذا عن تجربة شخصية ) .
في احد الايام يذكر لي احد الاصدقاء رد احد الاساتذه السلطويين له في الدراسات العليا ( إذ انت تعرف كلشي ألمن جاي ) بحيث هذا الاستاذ لايقبل الاختلاف ويعتبر الافكار الذي يحملها في رأسه مقدسة لاخطأ فيها ، ومستعد ان يحول الاختلاف الى خلاف مستفيد من السلطة التي في حوزته .
وفي الاخير اسعى الى تذكير الاستاذ السلطوي ان يراجع نفسه من اجل المسيرة التعليمية حتى لاتنعكس عقده النفسية على أجيال المستقبل الذي هم آمل العراق .



#وسام_ناظم_الخيكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برغماتية السياسة الخارجية إلايرانية تجاه العراق
- القوة الناعمة الايرانية تجاه العراق بعد عام 2003
- برغماتية السياسة الخارجية إلايرانية
- الأستراتيجية الامريكية تجاه إيران ( احتواء ام حسم )


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وسام ناظم الخيكاني - مابين اخلاقيات المهنة والشخصية السلطوية ، في المؤسسة التعليمية العراقية