أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسل بشير - تغيرت نعم














المزيد.....

تغيرت نعم


رسل بشير

الحوار المتمدن-العدد: 6247 - 2019 / 6 / 1 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


حين يسألوني ذاك السؤال اعتقدت البداية أنه سؤال ذو طابع سلبي يجب أن أدافع عن نفسي أمامه، وأخذت أردّد أنني لن أتغيّر وسأبقى كما انا
لكن العجيب أنني مع مرور الأيام بدأت أكتشف أنني بدأت فعلا أتغيّر! وأن تتغيّر وأنت في سن النضج يختلف تماماً عن أن تتغيّر وأنت في سن المراهقة وبداية مرحلة الشباب، فالتغيّر الذي يرافق مرحلة النضج عميق نابع عن قناعة أكثر منه عن تغير هرمونات أو تأثير فلان وعلان والمجتمع بأكمله، تغيّر متفرّد لا مجال فيه للتقليد، خاصة لذلك الذي فهم نفسه أولاً قبل أي شيء آخر.


تغيّرت بأنني رافقت نفسي أكثر من أي أحد، فهي معي طوال الوقت حتى أثناء نومي، وإن فهمتها وفهمتني فسنكون ثنائياً رائعاً بهيئتي أنا، فلا بدّ أن أرحمها وأدللها ولا أقسو عليها. أصبحت أقدّر معنى الوقت أكثر، ومعنى الصحة، ومعنى الأهل، ومعنى العائلة، ومعنى الحياة بأكملها. أصبحت أصمت في مواقف كانت تشعلني غضباً في الماضي ليس ضعفا، بل لأنني بتّ أكثر قوة في السيطرة على مشاعري وانفعالاتي. أصبحت أماً فتغيرت، وأصبحت أكثر انشغالاً فلا متسع لكثير من الوقت لنفسي، فنفسي أصبحت كقطعة حلوى موزعة بينهم وأحاول أن أحتفظ بقطعتي فلا يأكلها أحد غيري.


أصبحت أكثر صبراً عن ذي قبل على الأقل لو قارنت نفسي بنفسي. أصبحت لا أصدق مقولة شخص واحد ولا وجهة نظر واحدة. لا أتعاطف مع أحدهم بسهولة، ولا أتنازل عن حقوقي بسهولة أيضاً بل وإن استدعى الأمر أطالب بها؛ لأنك ستتوسل للحصول عليها بعد فترة إن أنت تنازلت عنها! أصبحت أفكر بقصر الحياة، أفسر الطبيعة بعينيّ أنا، أستمع أكثر وأستمتع أكثر، تعلمت أن الاعتذار عن الخطأ قوة وليست إهانة، وأن أعامل الناس بما يظهرونه ولا شأن لي بما يخفونه فهذه حدودي، والباقي عند خالقنا. أصبحت أقل اندفاعاً في بعض الأمور، ما عاد يزعجني النقد كما كان، فهمت معنى الحديث النبوي بأن الصبر بالتصبر والعلم بالتعلم والحلم بالتحلم.


تغيرت بأنني كنت أهتم للناس من حولي كثيراً، أما الآن فاهتمامي فقط لمن هو ضمن اهتماماتي، وما غير ذلك، فإما مجاملة لأجل رحم، أو أجر، وإما قطع ومع ألف سلامة. تغيرت بأنني أصبحت أنام أقل وأحلم أكثر، لكن وأنا مستيقظة، بأنه بعد أن كان هناك وقت فراغ في يومي أصبحت الآن أسترقه سرقة، تلك السرقة المشروعة المحببة في شريعتي أنا، بأني كنت أرتعش خوفاً بل بالأحرى قرفاً من الصرصار هذه الحشرة التي كان يقشعر لها بدني، أما الآن فأصبحت أضربه بأي شيء أمامي بكل ما أوتيت من قوة، وأنا نفسي التي كنت حين أراه أقفز وأصرخ وأنادي أبي أو أخي ليتخلصوا منه فينفجروا بالضحك على شكلي وتعابير وجهي وكأني رأيت ديناصوراً لا صرصاراً.



#رسل_بشير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لك انت
- سطور تبكي
- قضايا
- اصبح ماضي
- حياتنا في العشرين


المزيد.....




- -ابتدينا-..عمرو دياب يطلق ألبومه الجديد ويتعاون فيه مع ابنه ...
- وثائقي -غزة: أطباء تحت النار-.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية ...
- منتصر الحمد: كيف نعيد تموضع اللغة العربية كفاعل ثقافي عالمي؟ ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” رابط نتيجة شهادة الدبلومات الفنية 2 ...
- أقنعة وألسنة لهب: باراغواي تحتفل بمهرجان كامبا رانغا على طري ...
- الأميرة ريم علي: -نرفض أن نموت ثقافيًا-..انطلاقة الدورة الـ ...
- معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي بالمغربي محمد بن ع ...
- -جائزة الشيخ حمد للترجمة- تعلن عن لغات دورتها الـ12 لعام 202 ...
- رعب وأبطال خارقون ومخلوقات خطيرة.. 8 أفلام تعرض في يوليو
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسل بشير - تغيرت نعم