حنا موسى
(Hanna Mossa)
الحوار المتمدن-العدد: 6246 - 2019 / 5 / 31 - 14:51
المحور:
الادب والفن
العبد
(1)
لم يغني هذا المساء ايضاً
فالغناء ليس صوت فحسب
بل بالأكثر جناحاً يطيرُ
وذراعيه أنهكهما التعب لذا
ينام متألماً
بمخاض القصائد التي لم تولد
ويتمتم
" لو كان الفكر عقيم
لأرتاح الجسد والقلب
من غناء لا يكبت
ومن صمت يتلفظ
انصاف كلمات "
(2)
أفعل ما تريد لو أستطعت
معلونة الارادة المستعبدة
ملعونة الحرية في الجبر
لا اقول قدر وقضاء
ولكن افعل اذا شئت
ما شئت
متى شئت ؟!
ان استطعت
وانقذ المشئية قبل ان تشيئها
الحياة
وتصير شيئاً باهتاً
تسأل الغاية بأي وسيلة
وحدهم الاشراف الاحرار
الذين لم يبرروا غايتهم بوسائل
على مر التاريخ
(3)
عصفور أزرق يظهرثم يختفي
ليس في بهاء السماء
وليس في رماد الفقراء الجميل
يمر في الصباح الباكر
يغني عند الشباك
أصحو بنصف وعيٍ
وبنصف ارادة للحياة
فلا اعرف
هل كان يغرد ام يبكي ؟
لانه يطير قبل الوعي الكامل
كالحياة التي لا تكتمل
بهجتها ابداً في الوعي الكامل
(4)
"الرغيف"
لاهوت الفقراء
خوفهم الدائم من الحياة
وقلقهم اذا ما ارتفع
سعر الخبز
او سعر الدواء
هل مات يا الله في الحروب
أكثر من ماتوا دون خبز ودون دواء ؟!
(5)
احدق في وجه الغريب المار
كيف حمل وجهي الاسيوي الفقير
ومشى يغني سعيداً
في المدينة الحزينة ؟!
ثم انظر الى وجهي
واتهكم
كيف امشي حزيناً هكذا
في البلاد السعيدة ؟!
(6)
الوقت لا يحرر
الانسان
بل على النقيض
يزيد قيوده
والمجد في هذة الدنيا
للضاحكين الهازئين
بالحياة
للذين يغنون لا ليربحون شيئاً
بل ليرون
الكون جميلاً
شاهرين أغنية المحبة
في وجه البغضة
في العالم .
15 سبتمبر 2018
#حنا_موسى (هاشتاغ)
Hanna_Mossa#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟