أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - متى يتعلم دراويش العروبة من درس الواقع؟















المزيد.....



متى يتعلم دراويش العروبة من درس الواقع؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 13:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متى يتعلم دراويش العروبة من دراسة الواقع؟
طلعت رضوان
منذ أواخرالسبعينيات من القرن العشرين، شغلنى سؤال: هل (مقولة الوحدة العربية) لها سند من الواقع؟ وهذا السؤال ظلّ ينمومع الخلافات العربية/ العربية، التى جعلتنى أميل إلى تصديق ما كتبه ضابط المخابرات الأمريكى مايلزكوبلاند فى كتابه (لعبة الأمم)..وما كتبه ضابط أمريكى آخرعن تشجيع عبدالناصرللترويج فكرة القومية العربية.
وكبرالسؤال بعد فبراير58 التاريخ الرسمى لشطب اسم مصر، بزعم إقامة وحدة سياسية فوقية سلطوية مفروضة فرضًا على شعبيْن، تتباين ثقافتهما القومية تباينًا تامًا. ناهيك عن البعد الجغرافى بمراعاة موقع كل من الدولتيْن على خريطة الكرة الأرضية. فبينما تقع مصرفى الركن الشمالى الشرقى من قارة إفريقيا، تقع سوريا جنوب غرب قارة آسيا..إلى آخرباقى العوامل الجغرافية من حيث الحدود، شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا..وهى حدود تؤكد التباعد المكانى لا العكس..ولم يكن تاريخ فبراير58 بداية جريمة شطب اسم مصر..وإنما بدأتْ المؤامرة وبدأ التآمرعلى هويتنا القومية كمصريين، بعد أقل من عام على وصول الضباط إلى حكم مصر. إذْ فوجىء شعبنا يوم6يوليو53بالإعلان عن بث إذاعى جديد باسم (صوت العرب) ورغم أنّ شعبنا أطلق اسمًا ساخرًا يـُـعبرعن سخطه ورفضه لإنشاء محطة إذاعية فى مصربهذا الاسم، إلاّ أنّ السؤال الذى ظلّ مسكوتــًـا عنه ولم يجرؤأحد على إثارته هو: لماذا (صوت العرب) فى مصروليس فى الجزيرة العربية؟ وكيف تـمّ ذلك؟ ومن الذى فكّرودبّروخطط ونفذ؟ تتضح الصورة عندما نعلم أنّ المخابرات الأمريكية هى صاحبة قرارإنشاء محطة صوت العرب فى مصر..وأنّ الخبراء الأمريكان المُـتخصصين فى الدعاية..هم الذين ساعدوا فى إنشائها وتزويدها بكل الأجهزة اللازمة لتشغيلها (حبال من رمال تأليف ويلبركرين إيفلاند– ترجمة على حداد. دارالمروج عام 1985 ص69، 72)
مع ملاحظة أنّ المؤلف مستشارسابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية..وعضوسابق فى هيئة التخطيط السياسى للبيت الأبيض..ووزارة الدفاع الأمريكية..وهذا المؤلف الأمريكى ذكرمعلومات تساعد على تجميع عناصرالصورة، من ذلك مثلا أنّ (كيم روزفلت) ضابط المخابرات الأمريكية الشهيرتعامل منذ عام1950مع ثلاثة صحفيين مصريين هم محمد حسنين هيكل والأخويْن مصطفى وعلى أمين (ص207) وأنّ الإدارة الأمريكية هى التى ساعدتْ ((عبدالناصرليكون رجل الساعة)) (ص202) وأنّ (مايلزكوبلاند ) مؤلف كتاب (لعبة الأمم) قال إنّ ((عبدالناصرسيـُـصبح قريبًا المتكلم باسم القومية العربية)) (ص65) وأنّ المخابرات الأمريكية ((تــُـقـدّم المساعدات السرية لعبد الناصر)) (ص105) هذا غيرمساعدة أمريكا لضباط يوليوبالسلاح حتى يتم خروج الإنجليزمن مصر(من ص58- 60) أما الهدف الثانى من الأسلحة الأمريكية لضباط يوليوفهو((تطويقدرة مصرعلى ضبط الأمن فى الداخل)) (ص64)
ويعترف رجل المخابرات الأمريكى إيفلاند بأننا نحن الأمريكان ((جعلنا من عبدالناصرعملاقًا)) (ص116)
فإذا كانت أمريكا وراء إنشاء محطة إذاعة فى مصرباسم (صوت العرب) ودلالة ذلك فى تغييرالهوية القومية لشعبنا المصرى، بالإضافة إلى ماتبع ذلك من توريط مصرفى وحدة مصطنعة، لايتوفرلها أدنى مقومات الوحدة السياسية..ونتيجة هذه الوحدة البائسة على شعبنا الذي تحمّـل نفقاتها المالية. ثم توريط مصرفى حرب اليمن خاصة فى عهد الرئيس الأمريكى جونسون الذى أرسل خطابًا إلى الأميرالسعودى فيصل أبلغه فيه ((أنّ اليمن يمكن أنْ تكون مصيدة لعبد الناصر)) (د.عاصم الدسوقى- مجلة الهلال عدد يوليو2002) والصحيح أنّ اليمن كانت مصيدة لمصروليس لعبدالناصر، خاصة وأنّ د.الدسوقى أضاف ((وهكذا بدأ برنامج إطالة الحرب (فى اليمن) لاستنزاف قوة مصربعد أنْ كانت التسوية قد تمّتْ فى إبريل1963(إبان عهد الرئيس الأمريكى كيندى) وآنذاك كانت الترتيبات تتم لتوريط الجيش المصرى فى مواجهة مع إسرائيل بعد إنهاكه فى اليمن..وهذه أمورمعروفة لمن يريد أنْ يستخدم العقل..ووثائقها الأمريكية مكشوفة))
000
واستفحل السؤال بعد أنْ قرأتُ ما كتبه أحد المُـتعلمين الكبار..والمؤمن بالوحدة العربية..ومن كبارالمُـدافعين عنها (د.جمال حمدان) الذى ذكرفى كتابه (عقود من الخيبات- الطبعة الأولى عام1995عن داربيسان- من ص489- 491) بعنوان (حتى نتوقف عن خداع أنفسنا) فنشرنص رسالة الملك فيصل بن عبدالعزيزإلى الرئيس الأمريكى جونسون (وثيقة بتاريخ27ديسمبر1966برقم342 من وثائق مجلس الوزراء السعودى..وجاء فيها:...من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجازيتبيّـن لكم أنّ ((مصرهى العدوالأكبرلنا جميعًـا)) وأنّ هذا العدو(مصر) إن تــُـرك (يفعل ما يشاء) فلن يأتى عام1970- كما قال الخبيرفى إدارتكم السيد (كيرمت روزفلت) ليكون عام إزالة عرشنا من الوجود..ولذلك فإننى أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان (فى مملكتنا) ما اقترحوه..وأتقدم بالاقتراحات التالية: أنْ تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ((بهجوم خاطف على مصر)) تستولى به على أهم الأماكن الحيوية فى مصرحتى تضطر(مُـجبرة) على سحب قواتها من اليمن..وإشغال مصربإسرائيل عنا..ولن يرفع مصرى رأسه بعد ذلك. ولن تكون هناك ((وحدة عربية)) كذلك سوريا يجب ألاّتسلم من ((هجوم إسرائيل عليها)) ولابد أيضًـا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى لايتبقى للفلسطينيين أى مجال للتحرك..وقطع الطريق على أى دولة عربية بحجة ((تحريرفلسطين)) ويمكن توطين الفلسطينيين فى الدول العربية..ونرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرزانى..فى شمال العراق لإقامة حكومة كردية، مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد ((ينادى بالوحدة العربية)) شمال مملكتنا فى أرض العراق، سواء فى الحاضرأوفى المستقبل، علمًـا بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرزانى بالمال والسلاح، من داخل العراق أوعن طريق تركيا وإيران..وأنتهزهذه الفرصة يا فخامة الرئيس لأعرب لكم عما أرجوه لكم وللولايات المتحدة من نصروسؤدد وازهار. المخلص: فيصل بن عبدالعزيزملك المملكة العربية السعودية.
000
لقد تعمّـدتُ نشرتلك الوثيقة التى ظهرفيها الملك فيصل بدون قناع..وبالتالى كان أول من فتح الطريق لغيره من الملوك والرؤساء العرب، لهدم (فكرة الوحدة العربية) وتكذيب كل شعاراتها (بالسلوك والفعل..وليس فى رسالة إلى رئيس أمريكا) والمفارقة أنّ جمال حمدان الذى نشرالوثيقة، ظلّ- لآخرلحظة من حياته يتنفس بقصبة هوائية عروبية..وللأمانة فإنّ جمال حمدان لم يكن وحده، المصاب بمرض التنفس بقصبة هوائية عروبية..وإنما غالبية المُـتعلمين المصريين الكبارأصابهم نفس المرض بعد يوليو1952.
000
وأعتقد أنّ رسالة الملك السعودى فيصل بن عبدالعزيزإلى الرئيس الأمريكى جونسون فى عام1966..وموقفه العدائى ضد الشعب الفلسطينى، حيث أشارإلى (توطين الفلسطينيين) فى البلاد العربية (وهى نفس فكرة الترانسفيرالصهيونى) وكذلك موقفه الصريح ضد (الوحدة العربية) فإنّ ذلك يـُـحتم على الباحث الموضوعى، العودة لجذورالمشكلة الفلسطينية..وموقف الأنظمة العربية (كلها) وليس السعودية فقط..ولوتجاوزالباحث عن السنوات التى سبقتْ وعد بالفور..وركــّـزعلى سنة1947(قرارالأمم المتحدة بتقسيم فلسطين) وسنة1948(بداية الاحتلال الفعلى) فإنّ هذا الباحث (صاحب العقل الحر) سيكتشف المُـفارقة المؤلمة..والتى تتجاهلها الثقافة العربية (والمصرية) السائدة..وهى أنّ الخط البيانى لكل من فلسطين وإسرائيل يـُـوضـّـح أنه لصالح الأخيرة ضد فلسطين..وهذا الخط البيانى يؤكد أنّ المُـعتدى يتحرّك ويتوسـّـع وينتشرمثل السرطان فى الجسد الفلسطينى والعربى، بينما مأساة الشعب الفلسطينى تتفاقم يومًـا بعد يوم.
وكلما تذكرتُ أوقرأتُ عن أحداث عام 1948 المأساوية التى انتهتْ بإسدال الستارعلى الفصل الختامى من إحتلال فلسطين، وكلما تذكرتُ الشعارالكاذب المُـضلل (الصراع العربى/ الإسرائيلى) بينما الأدق هو(الصراع الفلسطينى/ الإسرائيلى) كلما آمنتُ بما كتبه المفكرالسعودى عبدالله القصيمى فى كتابه الذى اختارله ذاك العنوان الدال (العرب ظاهرة صوتية) 717 صفحة من القطع الكبير.
الخطاب العربى التضليلى الذى ركزعلى دورالحكومات العربية وشعوبها، هوالذى وافق على مشروع إنجلترا الاستعمارى الذى أطلقتْ عليه (الوحدة العربية) ثم دشنته بإنشاء (جامعة الدول العربية) فخلال الحرب العالمية الثانية أعلن إيدن وزيرالخارجية البريطانية فى 27مايو41تأييده للوحدة العربية (يهود مصر- التاريخ السياسى- د.زبيدة عطا- عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية- عام 2010- ص211)
وكان تعقيب المؤلفة أنّ بريطانيا ((رأتْ تجميع الدول العربية فى منظمة واحدة تربطها بالاستعمارلتحقيق مصالحه)) وكان الأميرعبدالله (الذى نصّبته بريطانيا ملكـًـا على الأردن) ضمن الجوقة التى مشتْ وراء المخطط البريطانى لإلغاء خصوصية شعوب المنطقة من ناحية، وعدم الاعتماد على الذات من خلال الاستقلال من ناحية ثانية..وشيوع المسئولية فيما يخص فلسطين من ناحية ثالثة..وهذا أخطرما فى الأمربمراعاة أنّ الشعب الفلسطينى هوالمسئول عن تحريرأرضه..وكتبتْ د.زبيدة عن علاقات الملك عبدالله بالوكالة اليهودية وإسرائيل على مدار30سنة، منذ تأسيس مملكة شرق الأردن عام1921وحتى مقتل عبدالله عام 53..وكان هو والحاج أمين الحسينى ضد القومية الفلسطينية..وأنّ موقف عبدالله لايُحدّده فقط لقاؤه بجولدا مائيرفى17نوفمبر47فقد كان قبل ذلك بكثير..وكان اللقاء على درجة عالية من السرية..وانتهى الاتفاق بينهما على اقتسام أرض (إسرائيل) وفق تعبيره (أى عدم ذكرأرض فلسطين) مقابل توسيع مملكة الأردن على حساب الشعب الفلسطينى..وبذا أصبح الملك شريكـًـا فى المؤامرة الهاشمية/ الصهيونية ومنع إقامة دولة فلسطينية وفقا لقرارالتقسيم الصادرعام47(ص312)
ولم يختلف الموقف عند باقى الدول العربية، فالموقف العربى عامة لم تكن لديه استراتيجية معينة ولاتقارب ولاخطة مشتركة..وهناك ازدواجية حقيقية بين ما يفعلون أويقولون سرًا وبين ما يُعلنونه، حتى لايُواجهوا بعض المتطوعين للقتال..وهوالإتجاه الذى انتهتْ إليه القيادة العربية. وأنّ الملك عبدالله كان كل ما يهمه عدم إقامة دولة فلسطينية، فهويُعلن تأييده لقرارات الجامعة العربية وفى نفس الوقت يقول ل (إلياهوساسون) ((الجامعة ليست جامعة..وقراراتها ليست قرارات)) (هيكل فى كتابه- المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل- ص256)
وعندما طرح بعض رؤساء الدول العربية مشروعًا لقطع العلاقات مع الغرب، فإنّ مندوب الملك عبدالله كان صريحًا ولم يوارعورته فقال ((كلام فارغ..هل ابن سعود سيقطع علاقاته مع الأمريكان؟ كل واحد فى العالم العربى يُزايد على الآخر..وكل ذلك لتغطية الفشل العربى))
ومن بين الكوارث المسكوت عنها أنْ يكون المسئول عن قيادة الجيوش العربية الميجور الإنجليزى (جلوب) الذى منحه الملك عبدالله رتبة الباشوية..وقال لأحد أصدقائه أنه يشعربأنه أردنى أكثرمنه إنجليزى..وهومؤشردال على الوضع البائس للدول العربية. لذا كتبتْ د.زبيدة أنّ ((حرب فلسطين أثبتتْ مدى التفكك الذى كان فيه الموقف العربى)) (ص 329)
وفى عام49حدّدتْ إسرائيل موقفها من الأراضى التى احتلتها خارج تقسيم عام47واعتمدتْ على الملك عبدالله الذى بدأ يُثيرسكان الضفة الغربية ضد القوات المصرية التى احتلتْ أجزاءً منها حماية لها قبل أنْ تطأها أقدام الإسرائيليين..ونجح فى استمالة عناصرفلسطينية ضد مصر. وفى الوثائق المصرية بلاغات عسكرية مُتعدّدة تـُـندّد بسلوك الجعبرى عمدة الخليل المُناهض للقوات المصرية فى الضفة..وإثارة الفلسطينيين ضدها..وفى مؤتمرعمان أعلن الملك عبدالله ضم الضفة إلى دولته..وبالتالى أذعن لإسرائيل وضاعتْ أراضى فلسطين التى أخذها خارج حدود التقسيم..وفى25مايو50 أصدرتْ أمريكا بيانــًـا تضمّن فى فقرته الثالثة تجميد الصراع (العربى الإسرائيلى) وفى الوقت نفسه استمرتْ الاتصالات بين إلياهوساسون وعناصرعربية. وذكرد.محمد عبدالرؤوف أنّ تلك الاتصالات أسفرتْ عن أنّ العرب قبلوا بشكل غيرعلنى بوجود إسرائيل كأمرواقع (ص 338، 339) ورغم الهجوم العربى على أنورالسادات بعد معاهدة الكامب، فإنّ أغلب الدول العربية تــُـقيم علاقات مع إسرئيل، بل إنّ عبدالناصرنفسه قبل مبادرة روجرزالأمريكية التى تعد بمثابة البروفة للاعتراف بإسرائيل. أما من كان صاحب رؤية ثاقبة فهوأحمد لطفى السيد الذى تنبّأ فى الخمسينات ((بقيام صلح بين العرب وإسرائيل)) (نقلته د. زبيدة عن د.عايدة سليم فى مجلة البحوث والدراسات العربية)
ولعلّ ما قاله الحاج أمين الحسينى (مفتى فلسطين) أنْ يكون درسًا لمن لديه عقل نقدى إذْ قال ((إنّ سياسة مصركانت مؤيدة وموافقة كل الموافقة لرغبة المسئولين الفلسطينيين فى ألاّتدخل الجيوش العربية إلى فلسطين. بل يقوم الفلسطينيون أنفسهم بالدفاع عن بلادهم وأنْ تـُقدّم لهم المساعدة بالسلاح والذخائروالأموال وكل الوسائل الممكنة)) (هيكل- العروش والجيوش- دارالشروق عام98ص441) وذكرهيكل أنّ الجيوش العربية تخلتْ عن مساعدة الجيش المصرى فى معارك النقب فى شهرىْ نوفمبروديسمبر48(المصدرالسابق- ص445)
وأعتقد أنّ أهم وأخطرما جاء فى رسالة الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكى جونسون قوله: إنّ ((مصرهى العدوالأكبرلنا جميعا..وعلى أمريكا أنْ تقوم بدعم إسرائيل للقيام بهجوم خاطف على مصرتستولى به على أهم الأماكن الحيوية فى مصر)) أى أنّ هذا الملك السعودى يدعوأمريكا لتشجيع إسرائيل على احتلال مصر..كما احتلتْ فلسطين. فهل بعد ذلك يستمر(إيمان) المتعلمين المصريين (بالاسم فقط) بالعروبة؟ ولوأنْ مصر(مش مهمة بالنسبة لهم) فكيف (يؤمنون) بالعروبة، بعد الدورالسعودى/ الإماراتى فى تدميراليمن..وعودة الشعب اليمنى إلى عصرالكهوف؟
***

متى يتعلم دراويش العروبة من دراسة الواقع؟
طلعت رضوان
منذ أواخرالسبعينيات من القرن العشرين، شغلنى سؤال: هل (مقولة الوحدة العربية) لها سند من الواقع؟ وهذا السؤال ظلّ ينمومع الخلافات العربية/ العربية، التى جعلتنى أميل إلى تصديق ما كتبه ضابط المخابرات الأمريكى مايلزكوبلاند فى كتابه (لعبة الأمم)..وما كتبه ضابط أمريكى آخرعن تشجيع عبدالناصرللترويج فكرة القومية العربية.
وكبرالسؤال بعد فبراير58 التاريخ الرسمى لشطب اسم مصر، بزعم إقامة وحدة سياسية فوقية سلطوية مفروضة فرضًا على شعبيْن، تتباين ثقافتهما القومية تباينًا تامًا. ناهيك عن البعد الجغرافى بمراعاة موقع كل من الدولتيْن على خريطة الكرة الأرضية. فبينما تقع مصرفى الركن الشمالى الشرقى من قارة إفريقيا، تقع سوريا جنوب غرب قارة آسيا..إلى آخرباقى العوامل الجغرافية من حيث الحدود، شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا..وهى حدود تؤكد التباعد المكانى لا العكس..ولم يكن تاريخ فبراير58 بداية جريمة شطب اسم مصر..وإنما بدأتْ المؤامرة وبدأ التآمرعلى هويتنا القومية كمصريين، بعد أقل من عام على وصول الضباط إلى حكم مصر. إذْ فوجىء شعبنا يوم6يوليو53بالإعلان عن بث إذاعى جديد باسم (صوت العرب) ورغم أنّ شعبنا أطلق اسمًا ساخرًا يـُـعبرعن سخطه ورفضه لإنشاء محطة إذاعية فى مصربهذا الاسم، إلاّ أنّ السؤال الذى ظلّ مسكوتــًـا عنه ولم يجرؤأحد على إثارته هو: لماذا (صوت العرب) فى مصروليس فى الجزيرة العربية؟ وكيف تـمّ ذلك؟ ومن الذى فكّرودبّروخطط ونفذ؟ تتضح الصورة عندما نعلم أنّ المخابرات الأمريكية هى صاحبة قرارإنشاء محطة صوت العرب فى مصر..وأنّ الخبراء الأمريكان المُـتخصصين فى الدعاية..هم الذين ساعدوا فى إنشائها وتزويدها بكل الأجهزة اللازمة لتشغيلها (حبال من رمال تأليف ويلبركرين إيفلاند– ترجمة على حداد. دارالمروج عام 1985 ص69، 72)
مع ملاحظة أنّ المؤلف مستشارسابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية..وعضوسابق فى هيئة التخطيط السياسى للبيت الأبيض..ووزارة الدفاع الأمريكية..وهذا المؤلف الأمريكى ذكرمعلومات تساعد على تجميع عناصرالصورة، من ذلك مثلا أنّ (كيم روزفلت) ضابط المخابرات الأمريكية الشهيرتعامل منذ عام1950مع ثلاثة صحفيين مصريين هم محمد حسنين هيكل والأخويْن مصطفى وعلى أمين (ص207) وأنّ الإدارة الأمريكية هى التى ساعدتْ ((عبدالناصرليكون رجل الساعة)) (ص202) وأنّ (مايلزكوبلاند ) مؤلف كتاب (لعبة الأمم) قال إنّ ((عبدالناصرسيـُـصبح قريبًا المتكلم باسم القومية العربية)) (ص65) وأنّ المخابرات الأمريكية ((تــُـقـدّم المساعدات السرية لعبد الناصر)) (ص105) هذا غيرمساعدة أمريكا لضباط يوليوبالسلاح حتى يتم خروج الإنجليزمن مصر(من ص58- 60) أما الهدف الثانى من الأسلحة الأمريكية لضباط يوليوفهو((تطويقدرة مصرعلى ضبط الأمن فى الداخل)) (ص64)
ويعترف رجل المخابرات الأمريكى إيفلاند بأننا نحن الأمريكان ((جعلنا من عبدالناصرعملاقًا)) (ص116)
فإذا كانت أمريكا وراء إنشاء محطة إذاعة فى مصرباسم (صوت العرب) ودلالة ذلك فى تغييرالهوية القومية لشعبنا المصرى، بالإضافة إلى ماتبع ذلك من توريط مصرفى وحدة مصطنعة، لايتوفرلها أدنى مقومات الوحدة السياسية..ونتيجة هذه الوحدة البائسة على شعبنا الذي تحمّـل نفقاتها المالية. ثم توريط مصرفى حرب اليمن خاصة فى عهد الرئيس الأمريكى جونسون الذى أرسل خطابًا إلى الأميرالسعودى فيصل أبلغه فيه ((أنّ اليمن يمكن أنْ تكون مصيدة لعبد الناصر)) (د.عاصم الدسوقى- مجلة الهلال عدد يوليو2002) والصحيح أنّ اليمن كانت مصيدة لمصروليس لعبدالناصر، خاصة وأنّ د.الدسوقى أضاف ((وهكذا بدأ برنامج إطالة الحرب (فى اليمن) لاستنزاف قوة مصربعد أنْ كانت التسوية قد تمّتْ فى إبريل1963(إبان عهد الرئيس الأمريكى كيندى) وآنذاك كانت الترتيبات تتم لتوريط الجيش المصرى فى مواجهة مع إسرائيل بعد إنهاكه فى اليمن..وهذه أمورمعروفة لمن يريد أنْ يستخدم العقل..ووثائقها الأمريكية مكشوفة))
000
واستفحل السؤال بعد أنْ قرأتُ ما كتبه أحد المُـتعلمين الكبار..والمؤمن بالوحدة العربية..ومن كبارالمُـدافعين عنها (د.جمال حمدان) الذى ذكرفى كتابه (عقود من الخيبات- الطبعة الأولى عام1995عن داربيسان- من ص489- 491) بعنوان (حتى نتوقف عن خداع أنفسنا) فنشرنص رسالة الملك فيصل بن عبدالعزيزإلى الرئيس الأمريكى جونسون (وثيقة بتاريخ27ديسمبر1966برقم342 من وثائق مجلس الوزراء السعودى..وجاء فيها:...من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجازيتبيّـن لكم أنّ ((مصرهى العدوالأكبرلنا جميعًـا)) وأنّ هذا العدو(مصر) إن تــُـرك (يفعل ما يشاء) فلن يأتى عام1970- كما قال الخبيرفى إدارتكم السيد (كيرمت روزفلت) ليكون عام إزالة عرشنا من الوجود..ولذلك فإننى أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان (فى مملكتنا) ما اقترحوه..وأتقدم بالاقتراحات التالية: أنْ تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ((بهجوم خاطف على مصر)) تستولى به على أهم الأماكن الحيوية فى مصرحتى تضطر(مُـجبرة) على سحب قواتها من اليمن..وإشغال مصربإسرائيل عنا..ولن يرفع مصرى رأسه بعد ذلك. ولن تكون هناك ((وحدة عربية)) كذلك سوريا يجب ألاّتسلم من ((هجوم إسرائيل عليها)) ولابد أيضًـا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى لايتبقى للفلسطينيين أى مجال للتحرك..وقطع الطريق على أى دولة عربية بحجة ((تحريرفلسطين)) ويمكن توطين الفلسطينيين فى الدول العربية..ونرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرزانى..فى شمال العراق لإقامة حكومة كردية، مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد ((ينادى بالوحدة العربية)) شمال مملكتنا فى أرض العراق، سواء فى الحاضرأوفى المستقبل، علمًـا بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرزانى بالمال والسلاح، من داخل العراق أوعن طريق تركيا وإيران..وأنتهزهذه الفرصة يا فخامة الرئيس لأعرب لكم عما أرجوه لكم وللولايات المتحدة من نصروسؤدد وازهار. المخلص: فيصل بن عبدالعزيزملك المملكة العربية السعودية.
000
لقد تعمّـدتُ نشرتلك الوثيقة التى ظهرفيها الملك فيصل بدون قناع..وبالتالى كان أول من فتح الطريق لغيره من الملوك والرؤساء العرب، لهدم (فكرة الوحدة العربية) وتكذيب كل شعاراتها (بالسلوك والفعل..وليس فى رسالة إلى رئيس أمريكا) والمفارقة أنّ جمال حمدان الذى نشرالوثيقة، ظلّ- لآخرلحظة من حياته يتنفس بقصبة هوائية عروبية..وللأمانة فإنّ جمال حمدان لم يكن وحده، المصاب بمرض التنفس بقصبة هوائية عروبية..وإنما غالبية المُـتعلمين المصريين الكبارأصابهم نفس المرض بعد يوليو1952.
000
وأعتقد أنّ رسالة الملك السعودى فيصل بن عبدالعزيزإلى الرئيس الأمريكى جونسون فى عام1966..وموقفه العدائى ضد الشعب الفلسطينى، حيث أشارإلى (توطين الفلسطينيين) فى البلاد العربية (وهى نفس فكرة الترانسفيرالصهيونى) وكذلك موقفه الصريح ضد (الوحدة العربية) فإنّ ذلك يـُـحتم على الباحث الموضوعى، العودة لجذورالمشكلة الفلسطينية..وموقف الأنظمة العربية (كلها) وليس السعودية فقط..ولوتجاوزالباحث عن السنوات التى سبقتْ وعد بالفور..وركــّـزعلى سنة1947(قرارالأمم المتحدة بتقسيم فلسطين) وسنة1948(بداية الاحتلال الفعلى) فإنّ هذا الباحث (صاحب العقل الحر) سيكتشف المُـفارقة المؤلمة..والتى تتجاهلها الثقافة العربية (والمصرية) السائدة..وهى أنّ الخط البيانى لكل من فلسطين وإسرائيل يـُـوضـّـح أنه لصالح الأخيرة ضد فلسطين..وهذا الخط البيانى يؤكد أنّ المُـعتدى يتحرّك ويتوسـّـع وينتشرمثل السرطان فى الجسد الفلسطينى والعربى، بينما مأساة الشعب الفلسطينى تتفاقم يومًـا بعد يوم.
وكلما تذكرتُ أوقرأتُ عن أحداث عام 1948 المأساوية التى انتهتْ بإسدال الستارعلى الفصل الختامى من إحتلال فلسطين، وكلما تذكرتُ الشعارالكاذب المُـضلل (الصراع العربى/ الإسرائيلى) بينما الأدق هو(الصراع الفلسطينى/ الإسرائيلى) كلما آمنتُ بما كتبه المفكرالسعودى عبدالله القصيمى فى كتابه الذى اختارله ذاك العنوان الدال (العرب ظاهرة صوتية) 717 صفحة من القطع الكبير.
الخطاب العربى التضليلى الذى ركزعلى دورالحكومات العربية وشعوبها، هوالذى وافق على مشروع إنجلترا الاستعمارى الذى أطلقتْ عليه (الوحدة العربية) ثم دشنته بإنشاء (جامعة الدول العربية) فخلال الحرب العالمية الثانية أعلن إيدن وزيرالخارجية البريطانية فى 27مايو41تأييده للوحدة العربية (يهود مصر- التاريخ السياسى- د.زبيدة عطا- عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية- عام 2010- ص211)
وكان تعقيب المؤلفة أنّ بريطانيا ((رأتْ تجميع الدول العربية فى منظمة واحدة تربطها بالاستعمارلتحقيق مصالحه)) وكان الأميرعبدالله (الذى نصّبته بريطانيا ملكـًـا على الأردن) ضمن الجوقة التى مشتْ وراء المخطط البريطانى لإلغاء خصوصية شعوب المنطقة من ناحية، وعدم الاعتماد على الذات من خلال الاستقلال من ناحية ثانية..وشيوع المسئولية فيما يخص فلسطين من ناحية ثالثة..وهذا أخطرما فى الأمربمراعاة أنّ الشعب الفلسطينى هوالمسئول عن تحريرأرضه..وكتبتْ د.زبيدة عن علاقات الملك عبدالله بالوكالة اليهودية وإسرائيل على مدار30سنة، منذ تأسيس مملكة شرق الأردن عام1921وحتى مقتل عبدالله عام 53..وكان هو والحاج أمين الحسينى ضد القومية الفلسطينية..وأنّ موقف عبدالله لايُحدّده فقط لقاؤه بجولدا مائيرفى17نوفمبر47فقد كان قبل ذلك بكثير..وكان اللقاء على درجة عالية من السرية..وانتهى الاتفاق بينهما على اقتسام أرض (إسرائيل) وفق تعبيره (أى عدم ذكرأرض فلسطين) مقابل توسيع مملكة الأردن على حساب الشعب الفلسطينى..وبذا أصبح الملك شريكـًـا فى المؤامرة الهاشمية/ الصهيونية ومنع إقامة دولة فلسطينية وفقا لقرارالتقسيم الصادرعام47(ص312)
ولم يختلف الموقف عند باقى الدول العربية، فالموقف العربى عامة لم تكن لديه استراتيجية معينة ولاتقارب ولاخطة مشتركة..وهناك ازدواجية حقيقية بين ما يفعلون أويقولون سرًا وبين ما يُعلنونه، حتى لايُواجهوا بعض المتطوعين للقتال..وهوالإتجاه الذى انتهتْ إليه القيادة العربية. وأنّ الملك عبدالله كان كل ما يهمه عدم إقامة دولة فلسطينية، فهويُعلن تأييده لقرارات الجامعة العربية وفى نفس الوقت يقول ل (إلياهوساسون) ((الجامعة ليست جامعة..وقراراتها ليست قرارات)) (هيكل فى كتابه- المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل- ص256)
وعندما طرح بعض رؤساء الدول العربية مشروعًا لقطع العلاقات مع الغرب، فإنّ مندوب الملك عبدالله كان صريحًا ولم يوارعورته فقال ((كلام فارغ..هل ابن سعود سيقطع علاقاته مع الأمريكان؟ كل واحد فى العالم العربى يُزايد على الآخر..وكل ذلك لتغطية الفشل العربى))
ومن بين الكوارث المسكوت عنها أنْ يكون المسئول عن قيادة الجيوش العربية الميجور الإنجليزى (جلوب) الذى منحه الملك عبدالله رتبة الباشوية..وقال لأحد أصدقائه أنه يشعربأنه أردنى أكثرمنه إنجليزى..وهومؤشردال على الوضع البائس للدول العربية. لذا كتبتْ د.زبيدة أنّ ((حرب فلسطين أثبتتْ مدى التفكك الذى كان فيه الموقف العربى)) (ص 329)
وفى عام49حدّدتْ إسرائيل موقفها من الأراضى التى احتلتها خارج تقسيم عام47واعتمدتْ على الملك عبدالله الذى بدأ يُثيرسكان الضفة الغربية ضد القوات المصرية التى احتلتْ أجزاءً منها حماية لها قبل أنْ تطأها أقدام الإسرائيليين..ونجح فى استمالة عناصرفلسطينية ضد مصر. وفى الوثائق المصرية بلاغات عسكرية مُتعدّدة تـُـندّد بسلوك الجعبرى عمدة الخليل المُناهض للقوات المصرية فى الضفة..وإثارة الفلسطينيين ضدها..وفى مؤتمرعمان أعلن الملك عبدالله ضم الضفة إلى دولته..وبالتالى أذعن لإسرائيل وضاعتْ أراضى فلسطين التى أخذها خارج حدود التقسيم..وفى25مايو50 أصدرتْ أمريكا بيانــًـا تضمّن فى فقرته الثالثة تجميد الصراع (العربى الإسرائيلى) وفى الوقت نفسه استمرتْ الاتصالات بين إلياهوساسون وعناصرعربية. وذكرد.محمد عبدالرؤوف أنّ تلك الاتصالات أسفرتْ عن أنّ العرب قبلوا بشكل غيرعلنى بوجود إسرائيل كأمرواقع (ص 338، 339) ورغم الهجوم العربى على أنورالسادات بعد معاهدة الكامب، فإنّ أغلب الدول العربية تــُـقيم علاقات مع إسرئيل، بل إنّ عبدالناصرنفسه قبل مبادرة روجرزالأمريكية التى تعد بمثابة البروفة للاعتراف بإسرائيل. أما من كان صاحب رؤية ثاقبة فهوأحمد لطفى السيد الذى تنبّأ فى الخمسينات ((بقيام صلح بين العرب وإسرائيل)) (نقلته د. زبيدة عن د.عايدة سليم فى مجلة البحوث والدراسات العربية)
ولعلّ ما قاله الحاج أمين الحسينى (مفتى فلسطين) أنْ يكون درسًا لمن لديه عقل نقدى إذْ قال ((إنّ سياسة مصركانت مؤيدة وموافقة كل الموافقة لرغبة المسئولين الفلسطينيين فى ألاّتدخل الجيوش العربية إلى فلسطين. بل يقوم الفلسطينيون أنفسهم بالدفاع عن بلادهم وأنْ تـُقدّم لهم المساعدة بالسلاح والذخائروالأموال وكل الوسائل الممكنة)) (هيكل- العروش والجيوش- دارالشروق عام98ص441) وذكرهيكل أنّ الجيوش العربية تخلتْ عن مساعدة الجيش المصرى فى معارك النقب فى شهرىْ نوفمبروديسمبر48(المصدرالسابق- ص445)
وأعتقد أنّ أهم وأخطرما جاء فى رسالة الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكى جونسون قوله: إنّ ((مصرهى العدوالأكبرلنا جميعا..وعلى أمريكا أنْ تقوم بدعم إسرائيل للقيام بهجوم خاطف على مصرتستولى به على أهم الأماكن الحيوية فى مصر)) أى أنّ هذا الملك السعودى يدعوأمريكا لتشجيع إسرائيل على احتلال مصر..كما احتلتْ فلسطين. فهل بعد ذلك يستمر(إيمان) المتعلمين المصريين (بالاسم فقط) بالعروبة؟ ولوأنْ مصر(مش مهمة بالنسبة لهم) فكيف (يؤمنون) بالعروبة، بعد الدورالسعودى/ الإماراتى فى تدميراليمن..وعودة الشعب اليمنى إلى عصرالكهوف؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة الحكم المختلفة وموقفها من الديمقراطية
- العروبة ونفى خصوصية الشعوب العربية
- مغزى الهرم الزجاجى أمام متحف اللوفر
- لماذا هتف إسرائيليون: نتانياهوكارثة على إسرائيل؟
- العلوم الطبيعية وكارثة تعريبها
- لماذا خاف جنرالات الجزائرمن لويزا حنون؟
- صفقة القرن وخطورتها على مصر
- إلى متى سيستمرصمود الشعبيْن السودانى والجزائرى؟
- اليهود المصريون فى إبداع إحسان عبدالقدوس
- صاحب الديانة الموصوف بالمارق
- تحديث مصر: والبداية مع عهد محمد على
- ما بناه أتاتورك الحداثى يهدمه الخليفة أردوغان
- إبداع أحمد رامى فى ترجمته لرباعيات الخيام
- هل سلطة الرئيس الأبدية أفضل من تداول السلطة ؟
- الإخوان المسلمون ومخطط (فتح مصر)
- المتعلمون المصريون وجهلهم بعلم اللغويات
- لماذا يرتعب بعض المصريين من تهمة العداء للسامية؟
- اكتشاف حديث يؤكد صدق هيرودوت
- جرائم حماس ضد الفلسطينيين وغياب الإعلام العربى (والمصرى)
- لماذا يكون الانتماء الدينى على حساب الوطن؟ حلايب وشلاتين نمو ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - متى يتعلم دراويش العروبة من درس الواقع؟