أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الحضارة بين الجماعية والفردانية‎














المزيد.....

الحضارة بين الجماعية والفردانية‎


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 6243 - 2019 / 5 / 28 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنزع المجتمعات المتخلفة حضارياً لروح جماعية تربط الفرد بالمجموع‎.‎‏ ليس فقط نتيجة لضغط الجماعة على الفرد،‎
ولكن بالدرجة الأولى لنزوع ذاتي من الأفراد، لضمان الأمان والسلامة في ظل الجماعة‎.
هي عدم ثقة الفرد في ذاته لتواضع قواه السيكولوجية الشخصية‎.‎‏ يضاف إليها تواضع القدرات الفكرية للفرد، مما يذهب ‏به للالتصاق بالجماعة، والاعتماد على فكر القدماء، الذين يلقبهم بالسلف الصالح أو الآباء القديسين‎.
وهنا تروج مقولات مأثورة مثل‎:
‎"‎ابن الطاعة تحل عليه البركة‎"
و"المخالف حاله تالف‎"
و"علقها في رقبة عالم واطلع سالم‎".
و"كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس‎"
و"اللي مالوش كبير يشتري له كبير‎"
وتصبح عبارة "أنت حر" تهديداً لمن يزمع السلوك بخلاف ما ننصحه به نحن الكبار العارفين‎.
الحديث عن حرية وديموقراطية لمثل هذه المجتمعات يعد من لغو القول‎.‎‏ ما لم تتطور الظروف وشخصية الفرد ‏ومؤهلاته،‎
لينتقل من الجماعية إلى الفردانية‎.‎
هي ردة حضارية بالدرجة الأولى، دينية بالدرجة الثانية‎.
كان المهاجرون من الريف للمدينة الذين ينضمون للطبقة الوسطى، حيث الحياة فردانية وليست عائلية وقبلية، يودعون ‏الجلباب ويرتدون القميص والبنطلون نهاراً والبيچامة بالبيت‎.‎‏ الآن يسارعون بعد وقت العمل بارتداء الجلباب بالشارع ‏والبيت‎.‎‏ هو الفرار من الحداثة، والعودة لأحضان الأصول.‏‎
الأمر لا يقتصر على الزي، بل هو أيضاً الفكر الريفي الأصولي المحافظ المتخلف، الذي ترتاح وتأمن الجماعة ‏بالتزامه‎.‎
فيما المرأة الريفية كانت ومازالت تقف بجانب زوجها كمعينة وشريكة بالعمل لإعالة الأسرة‎.‎‏ نجد في الجيل الحالي ‏الأعداد الهائلة من خريجات الجامعة، يفضلن وضعية الأنثى التي ينفق عليها زوجها‎.‎‏ رغم أن أمهات هذا الجيل كن ‏عاملات‎.
نرصد هذا حتى في العائلات المهاجرة للغرب‎.
هو تدهور المدينة دون مستوى الريف حضارياً‎.‎
هكذا كان من الطبيعي أن نجد مثل هذا الشعب:‏‎
في الصغر‎:‎‏ نتيجة لغياب روح الفردية والثقة بالنفس، لا يريد التلاميذ استذكار دروسهم لفهمها، ويذهبون لمدرس ‏خصوصي، يدلهم على ما يحفظونه عن ظهر قلب، للحصول على الشهادة‎.
وفي الكبر‎:‎‏ تصل بهم الروح الجماعية إلى حالة عجز الإنسان الفرد عن تبين الصواب من الخطأ، والحلال من الحرام، ‏فيستفتون الشيخ والكاهن‎.‎
ثم يظهر من يطالبون لهؤلاء الناس بديموقراطية‎.‎‏ أي ديموقراطية لمن يسأل بأي رجل يدخل المرحاض، ويستأذن الكاهن ‏في معاشرة زوجته فترة الصيام؟



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدونات التراثية
- الحضارة الإنسانية تحترق
- اللاجدوى والثورة
- مقاربة واقعية لقضية العرب المركزية
- نظرة غير قانونية ولا حنجورية للجولان السورية
- هيكل السلطة الهرمي
- دردشة سوداء
- إما أو
- ماذا لو
- الدائرة الجهنمية المغلقة
- سيولة الخير والشر
- كتب معجزات الأنبا كيرلس السادس
- الثورة والتغيير
- محمد بن سلمان
- هو صراع المتناقضات
- الأغنية المصرية وتحولات الواقع
- الطريق للمشترك الإنساني
- نظرة بانورامية لفلسطين السليبة
- التمرد والمغامرة
- عفواً أستاذنا سيد القمني


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الحضارة بين الجماعية والفردانية‎