هل يملك الحزب القومي الفلامندي والاحزاب النيوليبرالية بديل غير خدمتهم الاقلية الاوليغارشية ؟..انتخابات اوروبية وفيدرالية واقليمية في بلجيكا

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 6240 - 2019 / 5 / 25 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ناقشت قبل ايام ناشطة في حزب الخضر الوالوني اذا صح التعبير وكانت حول التشغيل والبيئة ومواضيع انتخابية محاولا تفنيد برامج الاحزاب التي ترفع الخطاب نفسه من خلال اعلان التوظيف من خلال عزل البيت رغم اهميته وما يوفره من فرص عمل لالف وخمس مئة شخص من ضمن ما تعرضت اليه هو العلاقة بين القطاعات الاقتصادية و الاهتمام بالزراعة وبالاقتصاد الابداعي
وان قضية البيئة هي قضية نمط اي لايمكن التعامل معها الا بقيادة حزب شيوعي لديه استراتيجيات لاتلتفت الى التنوع الاستهلاكي الرأسمالي المدمر للبيئة بل لاليات اشتراكية توفر الحاجات دون هوس الاستهلاك المفرط..نقاشي كان هيكلي في بنية الاقتصاد وان معدلات النمو المنخفضة حوالي واحد فاصلة اثنين هي تخدم سلطة الاقلية المالية مادام كل شيء في الاقتصاد ينهب عبرهم مباشرة فهي غير معنية بتنمية كما تفعل قيادة الصين الشيوعية وتحسن ملموس لاغلبية الشعب الصيني حيث هناك سبعة مئة وخمسين مليون سائح صيني وتوفير العمل والسكن لمئات مئات الملايين بينما شريحة ما دون عتبة الفقر وصلت الى عدة ملايين من مليار واربعة مئة مليون صيني وخلال سنوات ستختفي..
ولمحت الى برامج الاحزاب الانتخابية حتى لو كانت اسمها قومي او مسيحي او ليبرالي و حتى اشتراكي فانها لاتختلف بجوانب كثيرة عن البرنامج النيوليبرالي مستشهدا بالنيوليبرالي الروتشيلدي ماكرون الذي كان في حكومة فرانسوا اولاند..
البيئة مسألة نمط لايمكن منع تدمير البيئة الا بقيادة شيوعية تغير من العقلية ولا سيما تحارب الاستهلاك المفرط واليات الهدر و العبث الرأسمالي النيوليبرالي بالانسان والشعوب من خلال الحروب وصناعة الاسلحة ..
الاحزاب النيوليبرالية المتطرفة ولا سيما الحزب الفلامندي الوطني ومن على شاكلتها ولو بشكل اقل تطرفا لاتملك اي برنامج الا برنامج سلطة رأس المال الفلامندي الالماني الامريكي الغربي وهو برنامج التقشف اي تدمير حاضر ومستقبل بلجيكا لان اي تنمية لاتحسب حسابيا بل بمؤشراتها التنموية على مجالات الصحة والتعليم والطفولة والاقتصاد الابداعي ومسائل معقدة تنموية..
خطاب الحزب القومي الفلامندي خطاب داعشي سهل يجذب الاغبياء والجاهلين الذين تطربهم عبارات سحرية كالتخلص من الاجانب او التخلص من والونيا او شرق الفلاندر بينما الحقيقة لو تخلصوا من هؤلاء فان مشكلة الفلاندرز ستتفاقم لأنها ازمة ادارة الاقتصاد الرأسمالي بالادوات الرأسمالية نفسها للنهب واستقطاب الثروة التي اثبتت تهالكها وان لاتنمية متسارعة الا بقيادة حزب شيوعي اوروبي جذري على النمط المازي الصيني ..الخيالات العنصرية الساذجة والبلهاء الذي تداعب منتخبي الحزب القومي الفلامندي هي نفس الخيالات التي تروجها سلطة رأس المال الامريكي عند الاغبياء والجهلة الاسلاميين من الدواعش من ان الخلافة الاسلامية هي التي تضمن لهم التقدم بينما هم في حالة انتحار جماعي بين العصابات الاسلامية من نفس المذهب الوهابي والتابعية لمحميات الخليج ..الخيالات العنصرية الثنائية الجاهلية مريحة للاعصاب لانها لا تحتاج الى وعي عميق بأزمة بلجيكا واوروبا والبلدان المركزية الرأسمالية فقط ثنائيات ان السبب هو لسنا نحن بل هم اي رمي كل اعباء الازمة الرأمسالية على الاخر بينما الاخر يكون الضحية الاولى لها وتتردى اوضاعه اكثر بينما تحمل تبعات الازمة في مراحلها القادمة للفلاندرز الشرقي ثم الفلاندرز الغربي لتبقى كنوك بلدة المليادريرات البلجيكية ترمي الازمات على الاخر ..
خطاب الاحزاب القومية الاوروبية وليس الفلامندي فقط هو خطاب سلطة رأس المال الامريكي المتطرف النيوليبرالي لهذا ليس عجيبا استشهادهم بترامب وهو خطاب لن يقدم حلولا جذرية لأزمات معقدة تغرق بها الامبريالية التي باتت تحتضر امام ظهور العملاق الصيني وتحوطه لكل سيناريوهات الولايات المتحدة ..
لاحل الا باوروبا يسارية جذريا على النمط الماوي ..فاحزاب سلطة رأس المال الاوروبي لم تجلب رفاهية بل تراجعا في القدرة الشرائية للمواطن وتراجع معدلات الولادة وانعدام محفزاتها عند المواطنين
ومهما كانت مسميات هذه الاحزاب احزاب سلطة رأس المال كقومي او مسيحي او ليبرالي او اشتراكي انتخابي فانها تغرف من البرامج النيوليبرالية التي لاتجلب الا الاموال وتراكمها بيد حفنة من المليارديرات ..
الانتخابات الاقليمية والفيدرالية والاوروبية في بلجيكا يوم الاحد القادم..سأنتخب شخصيا حزب العمال الشيوعي البلجيكي الذي بات الحزب الثاني في بلديتنا واحيانا الاول في بعض البلديات..

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل