|
ورحل د. الطيب تيزيني .. المفكر والمثقف السوري المشتبك مع التراث والسلطة
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 11:20
المحور:
سيرة ذاتية
ورحل د. الطيب تيزيني .. المفكر والمثقف السوري المشتبك مع التراث والسلطة بقلم : شاكر فريد حسن بعد حياة عريضة وممتدة زاخرة بالعطاء والمنجزات الفكرية ، ارتقى إلى السماء وعالم الخلود ، أستاذ الفلسفة ، المفكر العربي والمثقف السوري الكبير ، د. الطيب تيزيني ، بعد صراعه ومعاناته من مرض عضال ، تاركًا وراءه تراثًا فكريًا خالدًا للأجيال العربية الجديدة والقادمة . الطيب تيزيني من ابرز واهم الفلاسفة والمفكرين والمثقفين السوريين والعرب في العصر الحديث ، عرف بمشروعه الفكري الذي يراجع فيه منجزات وأسس التراث العربي ، وظل طوال حياته وفيًا لقناعاته ومبادئه ، مشتبكًا مع التراث والسلطة . وهو أحد أنصار الفكر القومي الماركسي ، ومن المعارضين السوريين للنظام السوري المطالبين بتفكيك الدولة الأمنية ، وبخلاف عديدين من المعارضين أبى الرحيل عن بلده حمص ، ولم يغادرها طوال الحرب الدامية المستمرة منذ العام 2011 . والطيب تيزيني فيلسوف وناقد سوري اعتمد الماركسية كمنهج في كتابه " من التراث إلى التراث ، وحاول اعادة قراءة الفكر العربي وصياغته من جديد من خلال عملية نقدية منهجية . والمشروع الذي حلم به ، رؤية جديدة للفكر العربي – من بواكيره حتى المرحلة المعاصرة لما يكتمل ، ولم يتحقق كغيره من المشاريع الفكرية كمشروع محمد عابد الجابري ود. حسين مروة ومحمد أراكون ، وكمشاريع النهضة والتنوير العربية ، التي أخفقت بل واجهضت . الطيب تيزيني من مواليد حمص العام 1934 ، تلقى تعليمه فيها ، وغادرها لاحقًا إلى تركيا ثم بريطانيا فألمانيا ، حيث أنهى دراسته بموضوع الفلسفة ، ونال شهادة الدكتوراه العام 1967 ، وشهادة الدكتوراه في العلوم الفلسفية العام 1973 . اشتغل في التدريس بجامعة دمشق ، وأستاذًا للفلسفة حتى وافته المنية . وجرى انتخابه عضوًا في لجنة الدفاع عن الحريات في الوطن العربي . نشر الكثير من الدراسات والمقالات الفكرية ، وصدرت له مؤلفات ومنجزات عديدة ، هي : الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى ، مقدمات أولية في الاسلام المحمدي الباكر ، من التراث إلى الثورة – حول نظرية مقترحة في التراث العربي ، مشروع رؤية جديد للفكر العربي منذ بداياته حتى المرحلة المعاصرة في 12 جزءًا ، من يهوه إلى اللـ .. مشروع رؤية جديد للفكر العربي ، دراسات في الفكر الفلسفي في الشرق القديم ، فصول في الفكر السياسي العربي ، من الاستشراق العربي إلى الاستغراب المغربي – بحث في القراءة الجابرية للفكر العربي ، وفي آفاقها التاريخية ، من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني ، ومن اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة ، ابن رشد وفلسفته ، بيان في النهضة والتنوير ، في السجال الفكري الراهن وغيرها . وكان طيب تيزيني قد صرح : " بعد كل الذي حدث في سورية وفي غيرها ، أعلن أن كل ما كتبه في حياتي أصبح ملغى وفي حاجة إلى اعادة نظر . وقد انتهيت في رحلتي الفكرية إلى الايمان بوحدة العالم ، بما في ذلك وحدة الاديان كلها .. الخطاب الديني المشتعل حاليًا ، والذي تشعله مجموعات زائفة وأخرى صالحة لكنها لم تمسك بالحقيقة تمامًا ، هؤلاء يجب العودة اليهم ومحاولة تحريرهم من الزيف الذي وقعوا فيه كي نعمم السلام الحقيقي في العالم ، وفي كل وطن منه ، واخص بالذكر سورية الجريحة " . الطيب تيزيني اشتغل على تأسيس مشروع فلسفي معرفي معاصر ، وتمسك بعقائده ومسلماته ويقينياته التي لم تتغير ، بدأ متفائلًا وانتهى بالوقوف والبكاء على الأطلال ، ومات تاركًا خلفه أسئلة فكرية ومشروعًا فكريًا نهضويًا يستوجب اعادة قراءته ومراجعة طروحاته واستلهام دروسه ..!
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مات غريبًا
-
وداعًا أيها الشاعر العراقي الجميل فوزي كريم
-
خربشات في ذكرى النكبة
-
محاولة لقراءة نص - أريدك اليوم قصيدة - للشاعرة السورية عبير
...
-
حارس الروحة
-
مرثية حزينة للشاب ابراهيم عراقي الذي وافته المنية اثر نوبة ق
...
-
حكاية وطن لا تنتهي !!!
-
ويبقى السؤال : إلى متى هذا العنف ؟؟!!
-
كلمات إلى توفيق زياد في ذكرى يوم ميلاده ال 90
-
قتلوك أيها البهي ( إلى المغدور الفنان توفيق زهر )
-
إصدار عدد أيار من مجلة - الإصلاح - الثقافية
-
أضواء وظلال على الكاتبة المقدسية صابرين فرعون وروايتها - أثل
...
-
لأجل بناء جيل عربي جديد !!
-
أغنية لأول أيار
-
الفلسطينية زهرة الكوسى شاعرة الحزن والألم
-
إلى عاشق تراب الجليل الشاعر المرحوم جمال قعوار
-
نيسان
-
الروائي الفلسطيني يحيى يخلف يحصد جائزة ملتقى القاهرة للإبداع
...
-
عن انتخابات بير زيت مرة أخرى !!
-
ومضة 2
المزيد.....
-
رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف
...
-
السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد
...
-
الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين
...
-
شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است
...
-
مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي
...
-
الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من
...
-
محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
-
طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
-
طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|