الدول المستفيدة من الديون… تحليل لمقال

عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)

الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 18:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

المقال الذي أودكم/كن قراءته يتحدث عن ديون العالم البالغة 63 تريليون دولار و وضعية كل دولة من دول العالم (انظر الرابط أسفله). هناك خلاصتين مهمتين. الملاحظة الأولى، 5 دول (الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و الصين و إيطاليا و فرنسا) تستفيد من أكثر من 66% من القيمة الاجمالية للديون مما مجموعه 41.6 تريليون دولار، و الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الأولى. الملاحظة الثانية، 5 دول (اليابان و اليونان و لبنان و إيطاليا و البرتغال) تلتهم الديون غالبية PIB.
انطلاقا من هذه المعطيات، يمكن أن أضيف ملاحظات أخرى، اذا استثنينا ايطاليا نجد أن الدول المتحكمة في اقتصاديات العالم تستعين بالديون لتقوية اقتصادياتها، فأمريكا مثلا قفزت بديونها من 6.9 تريليون دولار (54% من PIB) سنة 2001 إلى 20 تريليون دولار (107% من PIB)، ولا يشكل ذلك عائقا أمام خياراتها الاستراتيجية، بل تخطط لمستقبلها بكل أريحية، و كذا لباقي الدول المستهلكة للديون. بالمقابل نرى أن الدول الافريقية تتخبط في الفقر و التبعية بحصص من الديون لا تمثل سوى أقل من 1% من ديون العالم، هل الخلل يكمن في طريقة استعمالها للديون، بدل البحث عن التراكم الاقتصادي تلجئ الى استعماله في استثمارات لها تأثيرات محدودة و هامشية على اقتصادها؟ هل هو مشكل البنية الاقتصادية؟ هل هو التبعية الاقتصادية؟ هل هو مشكل الفساد الاقتصادي؟ .. كما يجب أن نلاحظ أن الدول التي تحتل المراتب الأولى في التقدم الاجتماعي (الصحة و التعليم والحماية الاجتماعية و غيرها) كدنمارك و بلجيكا و كندا و ألمانيا، تشكل الديون نسبا ضعيفة مع اقتصاد قوي، هل تحاول بذلك ضمان استقلاليتها الاقتصادية و أمنها الاجتماعي؟.
بشكل عام دون الخوض في تفاصيل أخرى، الديون هو خيار للدولة وفق تصور عام لنظامها الاقتصادي، و اللجوء اليه يجب أن يرتبط بالوضعية الاقتصادية العامة للبلد. امتصاص الديون للثروة الداخلية للبلد في اقتصاد ضعيف و هش يؤدي لا محالة الى تبعية و تطبيق لبرامج بعيدة عن الأجوبة الحقيقية التي تساعد البلد للنهوض بأوضاعه الاقتصادية و الاجتماعية. و هذا في تقديري حال مجموعة من الدول في افريقيا...

https://www.weforum.org/agenda/2018/05/63-trillion-of-world-debt-in-one-visualization?fbclid=IwAR096xH-wtBQA7uzrPHN8jY9wRUX2gSjxXbnhQix900bCQq7IskoNOEyFOc
تمت كتابته يوم 5 شتنبر 2018

#عائشة_العلوي (هاشتاغ)       Aicha_El_Alaoui#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل