أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - العراق فيه هؤلاء














المزيد.....

العراق فيه هؤلاء


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 17:33
المحور: حقوق الانسان
    


العراق فيه هؤلاء / (1)
ـ أسماء محمد مصطفى
غالب ماينشر في وسائل التواصل الاجتماعي هو مايشير الى الظلام في المجتمع العراقي بلدا وشعبا ، فلايكاد الضوء يُرى ، لذا سنطل عليكم بين وقت وآخر ببعض مشاهداتي ومعايشاتي الإنسانية والصحفية راصدة الضوء في المجتمع ، لغايتين : الاولى تعميم ثقافة الإنسانية الحقيقية الناتجة عن حسن التربية عسى أن تؤثر في الآخرين وتتسع مساحة الضوء ، والثانية تقديم صورة إيجابية إعلاميا عن حالات غير موثقة بالفيديوات ، ذلك أنّ كثيرين يفضلون تقديم الخير سراً . الشيء الذي نريد توصيله أيضا هو الانتباه الى تفاصيل دقيقة في التصرفات تدل على رُقي أصحابها ممن تربوا جيدا في بيوتهم وحياتهم ، ولايحتاجون الى قانون يلزمهم بفعل الأمور الصحيحة ولكن أينما وجد القانون سيلتزمون به برحابة صدر، مع أنه وجد لمن لايمشي على الصراط المستقيم من تلقاء نفسه ، وأمام القانون يقف الجميع سواسية ، او هكذا يفترَض .
الطيبون الواعون الملتزمون موجودون لكنهم ليسوا في السلطة وغير مسنودين من جهة مسلحة كي تكون كلمتهم مسموعة ، وإن وجد منهم في السلطة جوبه بالعوائق بسبب المنظومة السياسية الفاسدة . ومانقدمه هنا حالات ومواقف يقوم بها تطوعاً ، مواطنون ، ليسوا أغنياء ، في وقت يفترض بالحكومات القيام بها :
ـ موظف يطلب من دائرته أن تقرضه مبلغاً كبيرا كي يعالج ابنه ، ولأنّ الاقتراض غير مسموح به وفقا للقانون الإداري الذي تعمل به الدائرة ، يبادر الموظفون الى التبرع ، مدير الحسابات يسلم المبلغ الى الموظف المعني ، فيعترض قائلا إنه لايريد مساعدة وإنما دَين تقوم الدائرة باستقطاعه شهريا من راتبه ، مدير الحسابات يكذب عليه من باب الإنسانية حتى يقتنع ويتسلم المال حين يقول نعم هذا المبلغ قرض وسنقتطعه من راتبك كل شهر على شكل أقساط .
ـ امرأة حين انتهت من شرب العصير في السيارة وضعت العلبة الفارغة في حقيبتها ، سألتها صديقتها : لماذا وضعتها في الحقيبة ؟ أجابتها قائلة كي أرميها في سلة النفايات في البيت ، قالت اعطني إياها ، أرميها بدلاً عنك من الشباك إذا كنت متحرجة من رميها بنفسك ، ردت عليها : لا . أنا ارفض رمي النفايات عشوائيا . فقالت صديقتها : الجميع يرمي الأزبال في الشوارع (هي بقت عليج)؟ قالت : حتى لو أنّ الجميع يرمي ، أنا لن افعل ، وليس الجميع يرمي بل البعض . هناك أناس راقون بيننا ، لانرى نظافتهم مثلما نرى وساخة آخرين ونعممها .
ـ فريق تطوعي يقدم خدماته مجانا ، يعمل على إعمار مئات المنازل التي يقطنها فقراء .
ـ رجل وهو يمشي في الطريق صباحا يسمع طفلة تقول لمسن تمشي معه إنها جائعة ، ويبدو من مظهريهما أنهما فقيرا الحال ، الرجل يسارع الى شراء شطيرة للطفلة ويقول لها تناوليها الآن .
ـ مواطنون كادحون ، من النخبة وغير النخبة ، يتقدمون بالمساعدات المالية والعينية بشكل فردي او على شكل حملات جماعية ، الى متعففين ، صمتاً وبهدوء ومن غير ضجة تصوير على فيس بوك . نجد هؤلاء الطيبين يقدمون تلك المساعدات وهم يمرون بأفران الصمون والأسواق والمطاعم والمستشفيات ، لايتوانون عن تقديم المساعدة الى شخص محتاج . وهم يتابعون أيضا حملات الاستغاثة التي تنشر في فيس بوك او القنوات الفضائية ، ويسارعون للاشتراك بها .
ـ موظفة تحسب لها دائرتها مبلغاً بالخطأ فوق راتبها ، فتعيده مع أن المبلغ يكفي ليسد إيجار بيتها .
ـ مثقف كلما صعد في سيارة أجرة او سيارة نقل عام يعمل على نصح السائق لاسيما إذا كان شابا بنبذ التصرفات غير المتحضرة ، ووفقا للحالة التي تحصل أمامه . ردود الفعل عليه غالبا ماتكون إيجابية ، مع الإشارة الى أن بعض الشباب ردوده وقحة ، لكن الأعم أن النصيحة تقابل بالقبول .
ـ امرأة من خلال عملها في المحاكم ، تعرفت على حالات صعبة لنساء ، فوفرت لهن مصدر رزق بشراء أدوات إعداد الخبر من أفران وقناني غاز وطحين كي يقمن بجني الرزق من خلال بيع الخبز . هذه المرأة تكفلت أيضاً قبل سنتين بتوفير احتياجات أربعين عائلة نازحة تسكن الخيم ، من الطعام والدواء والآثاث والأغطية على حسابها الخاص وحساب أهلها ، هذا الى جانب دورها في نصح وإرشاد النساء والأطفال عبر عملها وبيتها .
ـ امرأة تلبي نداء احدى الفرق التطوعية للتبرع ببطانيات للنازحين ، ولأن ّوضعها الصحي لم يسمح لها ببذل جهد جسدي يتطلبه تنظيفها ، أخذت مجموعة من بطانياتها الى محل متخصص بتنظيفها ودفعت أجرا لقاء التنظيف وقامت بتعطيرها وتقديمها للفريق احتراما للنازحين .
ـ عائلة تبادر الى رفع أنقاض متراكمة عند بيت جيرانهم الذين هجروه بسبب وفاة ابنهم ، رفعتها حتى لاتكون مكبا للنفايات ، ودفعت لقاء ذلك من مالها الخاص ، ولم يعلم أهل البيت بهذه المبادرة .
ـ امرأة تغيث قطة تعرضت قدمها للكسر بسبب حادث دعس ، تأخذها الى حديقة بيتها وتداويها وتقوم بإطعامها اللحم وترعاها الى أن تشفى . هذه المرأة معروف عنها عطفها على القطط والكلاب التي تمر بمنطقتها .
ـ امرأة تحرص كل يوم على وضع صحون مليئة بالماء على سطح دارها كي ترتوي الطيور منها في الصيف اللاهث .
ـ والدة تلميذ تقوم بالتبرع بطلاء وتزيين صف دراسي ينتظم فيه ولدها .
ـ مواطنون يتبرعون بالمال لشراء كارفان لغرض إيواء احدى المشردات فيه .
ـ امرأة تتكفل برعاية ابنة شقيقتها المتوفاة وتقدمها للمجتمع على أنها ابنتها حتى لاتشعر البنت بالنقص ، وثانية تمتنع عن الزواج حتى تتفرغ لرعاية ابنتي شقيقتها الغائبة وتنفق عليهما أكثر مما تنفقه على نفسها ، وثالثة تتطوع لرعاية ابن أختها المصاب بإعاقة عقلية وحركية وتعامله بصفة ابن لها ، وهي سعيدة برعايته.
ـ مجموعة صديقات تفرقن جغرافيا منذ سنوات طوال وجمعهن فيس بوك قبل مدة ، علمن بإصابة صديقة ، غائبة عنهن منذ وقت طويل ، بمرض يمكن أن يحولها الى عاجزة حركيا إذا لم تجرِ عملية جراحية تكلفها الكثير ، وهي لاتملك المال ، فتكفلن بدفع أجور العملية ، واستطعن بمبادرتهن إنقاذ صديقتهن .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مساج) العقل / (8)
- (مساج) العقل / (7)
- (مساج) العقل / (5)
- نوارس الذكريات .. تغني وترقص أيضاً
- (مساج) العقل / (4)
- شبكة الحياة لوحة رسم في الذكرى السنوية الاولى لتأسيسها
- (مساج) العقل (3)
- إيميلي فيدال منسقة برامج النوع الاجتماعي في المعهد الأوروبي ...
- سامحيني .. أغنية العماري الريفي المناهض لاضطهاد المرأة
- الذكاء والأنوثة
- (مساج) العقل (1)
- هي الدنيا
- مائدة نزهت .. الصوت المتفرد
- الدقة .. بديهية في الكتابة الصحافية
- رسالة أم : أفكار ابنتي سماء الامير عن الحب بصفته أفضل دواء ل ...
- شبكة الحياة لوحة رسم : ورش التفكير الايجابي وربط الإبداع بال ...
- شجرة الحياة ، والرسم بالكلمات
- سرطان البيئة الغبية
- الموسوعيان .. العلّاف والطاهر
- العزلة الإيجابية / (تجربة شخصية)


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - العراق فيه هؤلاء