أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - (مساج) العقل / (5)














المزيد.....

(مساج) العقل / (5)


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 6131 - 2019 / 1 / 31 - 19:35
المحور: الادب والفن
    


مساج العقل (5)

أسماء محمد مصطفى

نحبُّ بعض الأعمال الادبية ، لأنّها تلامس مشاعرنا ، فنقول عنها (تدخل قلوبنا مباشرة) ، وبعض الأعمال ، لأنّها تثري تفكيرنا فنقول عنها (تحاكي عقولنا او تنقلها الى حال فضلى) ، وبعض الأعمال ، لأنّها تبدو مرآة عاكسة تماماً لأحاسيسنا وأفكارنا كإننا أبطالها ، وكإنّ كتابها يعرفوننا حق المعرفة ، فنقول عنها (تمثلنا وتحكي عنا) .
تبقى ثمة مسألة أنّ بعضنا يبدي رأيه بتلك الأعمال بعيون المتخصص او الخبير عن علم او خبرة ، وبعضنا يعبر عن وجهة نظره بصفته متذوقاً او قارئاً سواء أكانت قراءته عميقة أم عابرة ، بعضنا أثقف من بعضنا ، ينظر للعمل الادبي بعمق أكثر مما ينظر الآخرون ، وثمة من يقرأ بقلبه ومَن بعقله ومَن بكليهما ، وثمة مَن يقرأ بغريزته !
بعضنا ينحاز الى عمل معين لأنه نتاج اسم كبير لاأكثر ـ مع أنه ليس كل اسم كبير تكون جميع أعماله بالضرورة كبيرة ـ وبعضنا يستصغر او يتجاهل عملاً كبيراً او جيداً لأنه نتاج اسم مغمور او مستجد ، او نظن أنه ليس في مصاف الكبار .
بعضنا مراهقون وشباب يتجهون الى قراءة أعمال معينة تتناغم مع مرحلتهم العمرية وهمومهم ومشاكلهم وإهتماماتهم ، وقد لاتعنيهم مدى استيفاء تلك الأعمال الجودة الفكرية والفنية ، ويجهلونها أصلاً ، وبعضنا أكبر، ينظر من أعلى الى تلك الأعمال ويعدها تخريبا للادب وأصول الكتابة ومن ثم الذوق القرائي العام .
بعضنا يرفض عملاً جيداً بأكمله ، في لحظة انفعال لأسباب نفسية بحتة وغير موضوعية، فقد يتضمن العمل امراً لانتقبله في حياتنا ، وقد يقود ذلك الى الشطب على اسم الكاتب تماماً، غاضين النظر حتى عن الأعمال الجديرة بالقراءة او الإهتمام، وربما تستمر اللحظة الانفعالية سنوات او مدى العمر، تنسحب اللاموضوعية أيضاً الى نظرة بعضنا الى أعمال عادية او غير جيدة ، حين يحبها لأنّ فيها شيئاً يتوافق مع حالته النفسية ، او لنزوعه الى المجاملة والانحياز لعمل رديء ، لأسباب شتى ، منها العلاقات والمصالح والرغبات .
وبين بعضنا وبعضنا تبقى مسألة الإجماع على عظمة عمل او جودته نسبية ، فكلّ يرى النتاج بإحساسه وتفكيره ووعيه وثقافته ومدى موضوعيته وحتى عمره ، ومادمت إنساناً فمن حقك أن تقول رأيك حتى لو لم يعجب المجمعون او الخبراء ، ومن غير أن تتصور أن رأيك منزه عن كل خطأ او أن ذوقك أعلى وثقافتك اعمق، كما إنّ من حق الخبير او الناقد المتفحص أن يرفض رأيك من غير أن يستصغرك ، ومن غير أن يغض النظر عن حقيقة أنّ البعض يقرأ بقلبه وليس بعقله فقط وأنه يتوقف عند مايقترب منه حتى لو كان العمل بسيطاً .. فليس كل ناقد يتمتع بالموضوعية ، كما ليس كل من يبدي رأيه بعمل هو متذوق فعلاً ، ولهذا وجدت النقاشات ، كي ترفع من الذوق والرؤية الموضوعية وكشف الستار عما لايراه أحد الطرفين او كلاهما ، كما توجب أن تكون النقاشات بلغة تدخل الى القلب والعقل معاً وأن تبتعد عن التهكم والاستصغار والتكبر واستهداف شخص الكاتب ، كي يكون تبادل الآراء مجدياً وثرياً لكل الأطراف ، فإن أراد بعضنا أن يقنع الآخر بمايراه فليعطه إهتماماً ويشعره بقيمته قبل كل شيء .

*****

سلوكك الراقي المشبع بالقيم العليا خيرُ مقالٍ تنشرُه في صحيفة الحياة الواقعية والافتراضية .

*****
مساج العقل : زاويتي الثابتة في مجلة دنيا الورقية



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوارس الذكريات .. تغني وترقص أيضاً
- (مساج) العقل / (4)
- شبكة الحياة لوحة رسم في الذكرى السنوية الاولى لتأسيسها
- (مساج) العقل (3)
- إيميلي فيدال منسقة برامج النوع الاجتماعي في المعهد الأوروبي ...
- سامحيني .. أغنية العماري الريفي المناهض لاضطهاد المرأة
- الذكاء والأنوثة
- (مساج) العقل (1)
- هي الدنيا
- مائدة نزهت .. الصوت المتفرد
- الدقة .. بديهية في الكتابة الصحافية
- رسالة أم : أفكار ابنتي سماء الامير عن الحب بصفته أفضل دواء ل ...
- شبكة الحياة لوحة رسم : ورش التفكير الايجابي وربط الإبداع بال ...
- شجرة الحياة ، والرسم بالكلمات
- سرطان البيئة الغبية
- الموسوعيان .. العلّاف والطاهر
- العزلة الإيجابية / (تجربة شخصية)
- الإبداع هو الجائزة
- الماضي يحاور الحاضر بإتجاه المستقبل
- Dr.Phil


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - (مساج) العقل / (5)