النوبيون أول من اهتم بالتراث المسرحى

كريم عرفان

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 19:58
المحور: الادب والفن
    

كعادة المصريين القدماء الذين أحرزوا السبق في معظم المجالات بدرجة مدهشة ؛ نجد أيضا أن التاريخ لم يرض إلا أن يمنح المصريين القدماء ذلك اللقب الهام.."المسرحيون الأوائل " ..

فالحضارة المصرية القديمة قد أنتجت لنا أول نص مسرحى في التاريخ مكتوب على ورق البردى ..مسرحية "منفية " ولدت في منف عاصمة مينا موحد القطرين ومقر حكمه في (منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ).. تتناول الفلسفة اللاهوتية ورؤية حضارة وادى النيل لبداية الخلق وأصل الأشياء والعناصر وبدايتها كل ذلك في شكل فنى وقالب مسرحى ..

ولكن العجيب أنه عندما قام النوبيون بتوحيد وادى النيل مرة أخرى ..قام "شبكا " الملك النوبى الذى حكم مصر( خلال القرن الثامن قبل الميلاد ) بإصدار أمر ملكى بنقل هذا التراث المسرحى من ورق البردى وحفظه على حجر أسود لايزال محفوظا إلى الآن بالمتحف البريطاني ..

وحفظ لنا التاريخ هذا الأمر الملكى الذى سجل بالهيروغليفية ..
" إن جلالته نقل هذه الكتابات من جديد ..وقد وجدها جلالته بمثابة عمل خلفه الأجداد قد أكله الدود حتى أصبح لا يمكن قراءته من البداية للنهاية وإذ ذاك قام جلالته بكتابته من جديد حتى أصبح أكثر جمالا مما كان عليه من قبل " (1)

وإنه لفخر لحضارة وادى النيل عامة وللنوبيين بشكل خاص أن يقوم هذا الملك النوبى العظيم بعمل أول عملية حفظ واهتمام بالتراث في التاريخ فقد حافظ "شبكا" على " تراث الأجداد " ليقدم للعالم أجمع أول مسرحية عرفها التاريخ .

هامش -----------------------------------------------------------------

(1) فجر الضمير ..تأليف/ جيمس هنرى برستد .

#كريم_عرفان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل