دروس و عبر

علي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1537 - 2006 / 5 / 1 - 10:02
المحور: ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
    

من دون شك , ان لكل شعب في العالم تاريخ نضالي وتجارب زاخره ودروس وعبر يمكن الاستفاده منها في الصراع وبما يتلائم مع التطورات التي تجري على الساحه السياسيه في ذلك البلد ,وهي مفيده الى حد ما في النضال الثوري التضامني ضد اعداء الشعوب المناضله ضد الاستغلال والقوى الاجنبيه المعتديه او قوى الاحتلال , لكن لا يمكن تطبيق نفس الشكل في بلد اخر تختلف من حيث الظروف والامكانات وقوانين التطور
ما حدث في باريس ---الكومونه --- امر غير جديد على الشعب الفرنسي ,فهو شعب معروب بتاريخه النضالي ضد الاستبداد , لكن المهم في ذلك هو احياء الموقف التضامني للعمال مع ابنائهم الطلاب دفاعا عن حق مشروع لا يمكن التساوم عليه , فعقد الزواج المقدس بين العمال وانتفاضة الطلاب والتفاف الجماهير معهم وتحويل القضايا المطلبيه الى قضيه جماهيريه كانت من اهم الاسباب لركوع السلطه البرجوازيه صاحبة واحده من اكبر القوى العسكريه والاجهزه البوليسيه في العالم , اضافة الى ان الطبقه العامله الفرنسيه التي تملك زخما هائلا من التجارب والوعي الطبقي واحتضانهم لقضية الطلاب باعتبارها قضيتهم ادت بالنتيجه الى وضع السلطه في موقف حرج مما دفعها لاقرار واعطاء وعد لتحقيق المطاليب الشرعيه .ان ركوع السلطه الفرنسيه لم تاتي من فراغ ولا حبا لزراق وخضراء عيون العمال والطلبه ,انما اجبارها بسبب وحدة ارادة الجماهير الرافضه لقرار رئيس الوزراء الفرنسي من جهه ومن جهه اخرى الخوف بالافلاس السياسي وامكانية سحب البساط من تحت اقدامهم خاصة وهم مقبلون على الانتخابات القادمه .فالبرجوازيه تفكر بطريقه ذكيه وبنفس الوقت خبيثه وهي تصب جام غضبها ضد الكادحين من اجل زيادة الاستغلال
ان الموقف الصحيح ليس فقط تحقيق المكاسب بل اخذ الحيطه والحذر من السلطه خوفا من الالتفات على القرار وكذلك ضرورة المطالبه باطلاق سراح الذين تم اعتقالهم في الانتفاضه الجماهيريه الباسله
لقد كان طعم النصر حلوا .......كمذاق العسل الحر الصافي
فهل سيتذوق شعبنا العسل الحر الصافي ؟
رجائي لكل من يهمه الامر ,ارحموا شعبا ذله صدام وعائلته النتنه ,ارحموا شبابا قضى كل عمره خائفا من ظلم صدام ,اذكروا ربكم ان كنتم مؤمنيين وتواضعوا وتخلوا عن الحسابات الحزبيه والطائفيه وانظروا بمروئة وشرف الى شعبنا القابع في احلك الظروف التي انتم من بعد صدام سببا لها وتفاقمها

واعود واكرر هل تريدون شعبا ينتفض وبعدها يتذوق العسل

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل