أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو عبدالرحمن - عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! - الإشراق الماسوني والهرمسية اللدنية - ج9















المزيد.....

عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! - الإشراق الماسوني والهرمسية اللدنية - ج9


عمرو عبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6214 - 2019 / 4 / 28 - 13:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عمرو عبدالرحمن - يعيد كتابة التاريخ
• الهرمسية ؛ نظرة فاحصة
= بنظرة دقيقة للفكر الهرمسي في نصوصه المدونة – نكتشف أنها سائرة عكس اتجاه النصوص الإلهية كما يلي؛
1. ((الاله هو الوحدة، وكل شيء جزء من الكائن الواحد الاعلى، الواحد ينبع منه كل شئ، مثل الرقم واحد يبقى واحدا سواء ضرب في نفسه او انقسم عليها، فالاله يبقى وحدة واحدة لا تتكاثر ولا تنقسم)).
2. ((الخالق ثابت لا يتغير)) ... // عكس النص القرآني: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}.
3. ((هو الخالق والمخلوق، وليس له اسم معين، لان كل الاسماء تصفه، الاله هو العقل الاعلي)) ... // "نص يكشف فكرة وحدة الوجود والكذب علي الله أنه لا اسم له".
4. ((الاله والكون والانسان ثلاثة كائنات عظمى. الكون صورة من الاله، والانسان صورة من الكون)... // "وحدة الوجود".
5. ((يختبر الانسان بقوة العقل، ليتأمل الكون، ويصل الى العرفان بالاله))... // "فكرة الفناء في الإله – نرفانا هندوسية آرية".
6. (( الكون ابن الخالق ورسوله للبشر والبشر أحفاد الخالق))... // "هلوسة وثنية".
7. ((الانسان من حقه أن يختار فلكه الخاص في رحلة معرفته بالخالق حتي يدرك النور بداخله ويتصل بالخالق الساكن فيه، الانسان هو معبد الخالق وتجسيد إرادته في الكون))… // " نصوص باطنية تناقض النص الإلهي : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
8. ((أوجد الخالق الانسان من روح ومادة وأعطاه عقلا ليحكم بين الاثنين))... // "الباطنية الهرمسية زعمت عدم وجود "النفس الإنسانية" واستبدلتها بـ"الروح" وجعلت لها مراتب سبعة حسب الطريقة النقشبندية ثم بقية الطرق الصوفية ... لتتفق مع فكرة عودة الروح للإله حسب نظرية وحدة الوجود".
9. ((يوم تتحرر الروح من سجن الجسد، تسكن جوار الخالق))... // " نص ينافي الغرض الشرعي من خلق لله للبشر، وهو العبادة ثم الحساب وليس العرفان ثم الانتقال والسكن مع الإله".
10. ((حكمة وعظمة الله ظلت خفية حتي خلق الرب الإنسان لكي يعرفها بمعرفة الله))... // "فكرة غنوصية صوفية يعبر عنها الحديث المكذوب المنسوب للرسول – صلى الله عليه وسلم – علي لسان المدعو "العجلوني" في كتابه "كشف الخفاء" برقم 2016 ويزعم الحديث: ((كنت كنزاً لا أعرف، فأحببت أن أعرف فخلقت خلقاً فعرفتهم بي فعرفوني)) ... وهو ليس من الوحي الشريف، وليس له سند صحيح ولا ضعيف، بحسب أئمة الحديث جميعا ومنهم الزركشي والحافظ ابن حجر والسيوطي وغيرهم) #انتهى... أما النص القرآني والحقيقة الثابثة بالكتاب والسنة هي؛ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.

• الباطنية الهرمسية أصل الإشراق الماسوني ووحدة الوجود
= كان الفكر الهرمسي الوثني الذي صنعه صهاينة التلمود بالتأويل الباطني لعقيدة التوحيد المصرية (التحوتية / الإدريسية)، في مراحل انهيارها، هو جذر الشجرة المقلوبة التي تمددت فروعها "الخبيثة" في كل الرسالات السماوية، وهو امتداد لما فعله بنو موسي بتحريف توراته وكتابة تلمود بأيديهم ثم نسبته للوحي الإلهي زورا، (إشراق – كشف – علم لدني – تلقي قلبا عن ربا / قبالة - كابالا) !
= بعد سقوط الحضارة المصرية ونهاية عصر الأسرات وبداية مرحلة الاستعمار الفارسي ثم الروماني والبلطمي، نقل "فيلون" ورفاقه الهرمسية إلي اليونان القديمة، فامتزجت بالفلسفة الإغريقية، وانتقلت " الخلطة السرية " لاحقا إلي الشرق فظهرت الباطنية (الصوفية والشيعية) علي أيدي " الجنيد والجيلاني والسهروردي والتستري والحلاج والرومي والتبريزي وابن سينا والفارابي وابن عربي ..."
... يلاحظ أن جيل الرواد في فكر الباطنية الإسلامية كله من فارس الآرية، وبدأ ظهورهم في عصر الدولة العباسية التي قامت علي أكتاف الفرس "البرامكة" وعلي أيديهم تم اختراق الأمة سياسيا وثقافيا، بهدف تفتيتها – أيضا سياسيا وثقافيا – لنتهي بها الأمر ممزعة الأوصال، فاقدة العقل في غياهب الدروشة الصوفية (التركية العثمانية) والدروشة الشيعية (الإيرانية الفاطمية الإسماعيلية).
= ظهرت الباطنية المصرية القديمة علي يد الملك الخائن "إخناتون" بفكرة تجسيد الله في صورة الشمس، أساس العبادات الوثنية.
= هرمس (إدريس في نسخته المزيفة التلمودية) أول من ذكر مصطلح "النور الإلهي" بزعم أن (نشأة الكون) بدأت بانبثاق نور الله وأن الكون هو و جزء من النور والروح الالهية.
= بحسب الباحثين والمؤرخين ظهرت تعاليم هرمس بعد آلاف السنين من رفع النبي إدريس – عليه السلام – وذلك في العصر الهلنستي, بالاسكندرية سنة 300 ق.م... أما النصوص الاصلية فهي مفقودة من زمن الطوفان.
= أصبحت المدونات الهرمسية المرجع اساس لمدونات اخرى يونانية و لاتينية و سريانية و عبرية و أخيرا؛ عربية ... كما انقل رمز "هيرمس" الباطني إلي شعوب الشرق جميعا، فظهر عند السومريين باسم (الإله أنميدار أنا ) وعند الفرس (الإله أهورامازدا أو هرمز) وعند الاغريق (الإله هرمس).
= الهرمسية أساس الغنوصية الصوفية، لكن الفرق أن الهرمسية (خلطة فلسفية – باطنية – علمية), بينما الغنوصية قاصرة على الفلسفة الدينية, ذات الطقوس والفرق والطرق الخاصة بها، والإثنان هدفهم الوصول الى الاله (الموجود) في الانسان بزعم هرمس بأن "ملكوت الله في داخلكم".
= التصوف الهرمسي أساس فلسفة أفلوطين اليوناني ... الذي وصفه باطنية المسلمين بـ" الشيخ أفلوطين "، يندمج فيه الخالق والمخلوق ككيان واحد لا ينفصل ولا يتجزأ, بل وجود يخرج فيه الجزء من الكل ليعود اليه.

- الفرق بين الهرمسية والباطنية عموما - وبين الرسالات السماوية أن الله عز وجل منفصل عن خلقه متعال علي كونه جميعا...
- "الموجود" ليس اسما من أسماء الله الحسني، ولكنه من منتجات وحدة الوجود الباطنية بزعم أن الله "موجود" في كل الموجودات بما فيها من بشر وحجر وحيوان... عكس الحقيقة المثبتة بالنصوص الشرعية أن الله هو "الواجـــد" لكل الخلق، وليس (الموجود) في خلقه.

• "عودة الروح" الهرمسية من مثلث العظمة "الإغريقية" إلي ثالوث الرحمات "الصوفية"
= صورت الهرمسية علاقة النفس بأصلها الالهي بطريقتين:
1- اتصال خارجي : حيث يذوب الانسان في الله ويسميها المتصوفة الاسلاميون ( الفناء ) أو (وحدة الشهود ).
2- اتصال داخلي : اتصال النفس بطبيعتها الالهية كجزء من الخالق , الذي يحل فيها بزعم أن الانسان هو محراب الله، حين يصل الانسان لمرحلة الكشف والاشراق.
فيقول القديس بولس؛ (نتم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم) ... ويقول الحلاج ؛ (أنا الحق) !
= يستطيع الانسان أن يصبح إلها متصرفا في الكون بأن يتحرر من جسده المادي ويعود لأصله الإلهي حسب الباطنية الهرمسية أو يصبح (ابن الله) حسب فكر الرسول بولس في رسائله، بحسب مراجع باطنية مثل "بحار الأنوار" للمؤلف الإيراني محمد باقر المجلسي.
= من اشهر المدونات الاغريقية (نص بوامندريس بعنوان رؤية هيرمس) وهي الاساس النظري للهرمسية الهلنستية كأساس التصوف المسيحي والاسلامي.
= الهرمسية أساس فلسفة أفلوطين وأرسطو والافلاطونية الجديدة والفيثاغورية الجديدة، في خليط فلسفي لأسطورة هبوط إله ليخلق العالم والانسان والروح، ثم صعوده لينتهي العالم وتعود الروح الى هذا الاله.
= انتقلت الهرمسية من العصر الهلنستي اليوناني إلي عصر النهضة الأوروبية (باسم "مثلث العظمة") ثم وصلت الشرق الصوفي (باسم "مثلث الرحمات") !
= اخترقت الباطنية الهرمسية أوروبا من بوابة الثورة البروتستانتية الصهيونية الملونة، واحتضنتها الملكة إليزابيث الأولي – أول ملكة ألمانية صهيوبروتسانتية لانجلترا بعد استعمارها تحت اسم " بريطانيا "، كما روج لها نخبة الماسون مثل ليونارد دافيشني، بُوتِيتْشِيلِّي ، جون دون، توماس مور، إسحق نيوتن وبلزاك وهيجل والثيوصوفيين إيكهارت وهيلينا بلافاتسكي الأم الروحية للنازي أدولف هتلر.
= أثرت الباطنية الهرمسية علي الرسالة المسيحية من خلال آباء كنيسة الاسكندرية الاوائل مثل "كليمينت" و"أوريجن"، كما تأثر بها اللاهوتي "أوغسطين" بالقرن الرابع... قبل أن تتدخل الإمبراطورية الرومانية المسيحية وترفض استمرار هذا الفكر، فأصدرت مرسوم "ثيوديسيوس" وتم إحراق مكتبة الإسكندرية ليبدأ ما يسمي بعصور أوروبا المظلمة، وعندما وصلت الدولة العباسية إلي الحكم في الشرق العربي وفتحت أبواب الترجمات الفارسية واليونانية والهندوسية، هرب إليها فلاسفة الهرمسية حيث استقبلتهم انشأت جامعة دار الحكمة التي أنشأها "المأمون"، في القرن التاسع ميلادية، وتحول الشرق العربي لقاعدة للباطنية بجميع نسخها (هندوسية – فارسية – يونانية) !
= تصاعدت تيارات الباطنية (الشيعية والمتصوفة) الإسلامية التي تبنت فكر الهرمسية لدرجة أطلق الفلاسفة العرب علي "هيرمس مثلث العظمة" :- مثلث الرحمات ! ... بحسب وصف أمثال "الحلاج" و"السهروردي"، وغيرهم من الفرس الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الانتقام من العرب سياسيا وثقافيا وعسكريا ردا علي إسقاط امبراطوريتهم الفارسية الآرية، وهو ما بدأ في عهد العباسيين الذين صعدوا للحكم علي أكتاف الفرس المتأسلمين – أمثال حفيد يزدجرد ، قائد جيش الفرس المهزوم الذي سمي نفسه " أبو مسلم الخراساني "، وفي النهاية أسقطوا الدولة العباسية العربية التي قامت علي أنقاضها عدة دول فارسية باطنية متأسلمة مثل ( الحشاشين – القرامطة – الفاطميين – البويهيين ) !!!
= فتح سقوط الحكم العباسي أبواب الشرق العربي أمام الاستعمار الصليبي ثم الاستعمار التركي العثماني – حليف الاستعمار الفرنسي والبريطاني.
= استمر امتزاج تيارات الباطنية الهرمسية بالطرق الصوفية حتي اليوم ، كما نقرأ من سطور ذكرها "علي جمعة" - شيخ الطريقة "الصديقية الشاذلية" - خلال برنامج "والله أعلم"، عبر فضائية cbc، زاعما أن سيدنا إدريس: هو هرمس الهرامسة ! وأنه مثال للحكمة والعلوم الرياضية والفلكية... ((وهو بذلك يردد نفس الأكاذيب التي اختلقها صهاينة التلمود ونقلوها لفلاسفة اليونان ومنهم إلي فلاسفة العرب الياطنية لاحقا، رغم أن سيدنا إدريس رفعه الله مكاناً علياً قبل وجود اليهود وأنبيائهم بعشرين ألف عام علي الأقل)) !

• الهرمسية الباطنية أصل الإشراق الماسوني illuminationism
= هناك علاقة وثيقة بين الهرمسية الباطنية وعقيدة (الإشراق illuminationism) - (إيلوميناتي مرادف خاص بالمستنيرين (الماسون)... انطلاقا من تعريف مشترك بأنه: ((ظهور الأنوار الإلهية في قلب الصوفي (العارف)»، عبر الزهد والذكر ومحاربة الشهوات، مرورا بالكشف أو المشاهدة أو الفتح = شروق الأنوار، وصولا إلي العشق والفناء أي فقدان هوية العارف في الذات الإلهية)).
= الدليل من التجربة الإشراقية المزعومة لـ(هرمس Hermès) حيث يقول في حوار بينه وبين «راعي البشر» poimandrès أو العقل الكامل (نَوْس) :-
«انكشف كل شيء أمامي في لحظة، ورأيت رؤيا بلا حدود، الكل صار نوراً مشرقاً، وما إن وقع عليه بصري حتى عشقته».
= هناك نصوص مطابقة علي لسان الفيلسوف اليوناني الشهير بالشيخ الصوفي / بنفس اللغة الهرمسية.
= نصوص مطابقة من الباطنية الإسلامية تربط بين الكشف والنور، منها ما زعمه الصوفي "عبد العزيز الدباغ" عن تجربة مرت به في مدينة فاس سنة 1125هـ، قائلا: «تكشفت الأشياء لي، وظهرت كأنها بين يدي، فرأيت جميع القرى والمدن، وإذا بنور عظيم كالبرق الخاطف يجيء من كل جهة، وأصابني فيه برد عظيم، حتى ظننت أني مت».
= أثرت الهرمسية التلمودية واليونانية والشرقية والأورفية في تطور الحركة الإشراقية الأوروبية الحديثة، كما ظهر في طريقة عالم النفس الباطني "كارل يونج" بهدف الوصول إلى العرفان ... علي أساس فكرة "العشق الإلهي" التي ترجع أصولها إلى ما قبل أفلاطون والأفلوطينية والأورفية، بزعم قدرة الإنسان على التخلص من أسر المادة، والمعراج نحو الأنوار ليتحد بأصله الإلهي.
= تتجلى الإشراقية المسيحية على نحو خاص مفي مذهب اللاهوتي أوغسطين ويوحنا الصليبي في الصلوات والأدعية، ضمن حالة تأمل روحي واتصال عقلاني بالإرادة الإلهية.
= يعقوب الإسكافي ( يعقوب بوهيم Jakob Böhme ) فيلسوف لاهوتي ومتصوف ألماني ( خزري متهود ) كان له تأثير كبير على الفيلسوف الصوفي "فريدريش هيجل".
= اشتهر بعمله في ورشته لإصلاح الأحذية، أصدر كتابا به معتقداته الصوفية، مثل فكرة الفناء في الله وهو ما كشف تأثره بالأفلاطونية المحدثة (الصوفية الفلسفية اليونانية)... كان عنوانه «الفجر الطالع» وهو تقريبا نفس العنوان الذي اتخذته الجمعيات الماسونية لاحقا مثل "الفجر الذهبي" !
= ظن الصوفي "يعقوب الإسكافي" أن الإنسان تنزل من عالم الخير العلوي إلى العالم السفلي المليء بالمعاناة، وأن الله يريد منه أن يتطهر ليعود إلى أصله في العالم العلوي، وفقا لنظرية "دائرة الإمكان" الصوفية، وملخصها أن المخلوقات تأتي من الله وتعود إلى الله.
= هناك صوفية كثيرين من فلاسفة أوروبا اعتنقوا نفس الفكر الباطني، مثل "أونوريه دي بلزاك"، و"إيمانويل سويدنبرج، وجوردانو برونو.

• الهرمسية الباطنية أصل الخميرة المقدسة لـ"السهروردي"
= الصوفي الإيراني شهاب الدين السهروردي (1155-1191م) من مؤسسي مذهب الإشراق الإسلامي، وحد بين فلسفة الشرق والغرب الهرمسية، ومزج بين (طريق غربي يوناني، وآخر شرقي فارسي)، وبين (النبي والفيلسوف) تحت شعار إحياء «الخميرة المقدسة» للباطنية القديمة، كما كتب في مقدمة رسالته «كلمات الصوفية».
= الطريق نفسه – بحسب المستشرق "هنري كوربان"، والمفكر "عبد الرحمن بدوي" في كتابه «شخصيات قلقة في الإسلام» - سلكه " الحـــلاج "، كما جمع " الفارابي " بين أرسطو وأفلاطون من جهة "التوحيد".
= أكمل "ابن سينا" مسيرة الفارابي، وطور نظرية الفيض الإلهي، وأرسى دعائم الفكر الإشراقي، وواصل "ابن طفيل" مسيرة "ابن سينا" في «فلسفة الإشراق» بحسب المؤرخ جميل صليبا في «مقدمة حي بن يقظان».
= لخص "ابن طفيل" فلسفة الإشراق بأنها طريقة أهل النظر الذين يدركون حقائق ما بعد الطبيعة بطريق البحث والنظر، ثم الذوق بالمشاهدة، وهي نفس مذهب "الأفلاطونية المحدثة".
= "السهروردي" بقوله:-
«الحقيقة شمس واحدة لا تتعدد بتعدد مظاهرها في البروج» عبر عن إيمانه بتوحيد الأديان وتوحيد الحقيقة وصهرها في بوتقة "متأسلمة"، بزعم الارتفاع فوق الأعراق والأجناس، بحسب كتابه الأساسي «حكمة الإشراق».
= اتبع السهروردي عقيدة التقية الشيعية التي تناقض الرسالات السماوية جميعا وأساسها الوضوح ونشر الدين والعلم، بإخفاء ما لديه من علم لدني مزعوم عن عامة الناس، في سطوره نصح أتباعه بعدم كشف علومهم "السرية".
= وحَّد السهروردي بين الوجود والنور، وفق نظرية الوجود (الانطولوجية) اليونانية حسب أرسطو أو الذات المطلقة التي هي «نور الأنوار» الذي تفيض عنه بقية الأنوار، كما تفيض العقول عن الواحد وفق نظرية الفيض عند ابن سينا.

• إبليس وفرعون أساتذة الحلاج !
= لـ"الحلاج" أيضا علاقاته الوثيقة بالأوساط الهرمسية نتيجة سفرياته إلى (الهند والصين)... وهو ما يظهر في سطور أشعاره عن إلهه - المثيرة للجدل - مثل؛
- جحودي فيك تقديس وعقلي فيك تهويس * وما ادم ألاك ومن في البين إبليس !
= تتضح عقيدته في "وحدة الوجود" حيث الوجود وحدة كلية شاملة بين كل الكائنات وكل شيء في النهاية يرتد إلى الله باعتباره الموجود الحقيقي والكلي البداهة الأولى / العقل الأول) فلا شيء خارج عنه ، وهو ما عبره عنه بقوله:
- مزجت روحك في روحي * كما تمزج الخمرة في الماء الزلال * فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حال !
= يقول الحلاج عن التشابه بين النبي محمد وإبليس ! - في كتابه "طاسين - الأزل والالتباس"؛
- "ما صحت الدعاوى لأحد الا ابليس واحمد (ص) عدا أن إبليس سقط عن العين وأحمد (ص) كشف له عن عين العين".
= بزعم بحثه عن الحقيقة الأزلية يدعي أن إبليس (إمام الملائكة) ومحمد (إمام البشر) غير أن إبليس ثبت على موقفه وتحدي خالقه ! بزعم علمه أنه (موحد) وبالتالي لا يسجد إلا لله ! وحين توعده الله بالعقاب الأبدي - قال له : أولست تراني في تعذيبك إياي؟؟ قال بلى... قال فرؤيتك إياي تحملني على عدم رؤية العذاب ، ومضى إبليس في طريقه حتي النهاية تحقيقا لتوحيده الشخصي وإثباتا لذاته في مواجهة خالقه !
= بنفس التأويل الباطني يتخذ "الحلاج" موقفا إيجابيا من "فرعون" مدعي الالوهية ، فيقول عنه؛
- ((تناظرت مع ابليس وفرعون، فقال إبليس ان سجدت سقط عني اسم الفتوة ، وقال فرعون ان آمنت برسوله سقطت من بساط الفتوة ، قال إبليس إنا خير منه حين لم يري غيره غيرا ، وقال فرعون (ما علمت لكم من اله غيري) لأنه لم يعرف في قومه من يميز بين الحق والباطل ، وقلت أنا ان لم تعرفوه فاعرفوا أثاره وانا ذلك الأثر (وأنا الحق) لأني ما زلت أبدا بالحق حقا !
= هكذا قرر الحلاج أن (إبليس وفرعون) هما القدوة بالنسبة له وأنه سائر نحو هدفه مهما كانت النهاية !
= هكذا اعترف الحلاج بعلاقته الفكرية الواضحة بالباطنية الماسونية (الإشراق النوراني الإيلوميناتي illuminationism) القائم علي تعظيم "إبليس" ووصفه بحامل الضوء (لوسيفر Lucifer) !!!


يُتْبَعْ بمشيئة الله

حفظ الله مصر.



#عمرو_عبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! الكابالا ولوريا ا ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! العنصرية الآرية و ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! الأولياء الآريين ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! – العشق الدامي عل ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب - ج. 3 - إسلام يناس ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب – (الجزء الثاني) !
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب – (الجزء الأول) !
- وبدأ موسم أحزاب صيد الناخبين بحجة دعم مصر والرئيس !
- الحضارة المصرية القديمة تعود للحياة لتقود معارك المستقبل
- النظرية الترك آرية / الهندوأوروبية ؛ جذور النظام العالمي الج ...
- الديمقراطية علي الطريقة الفرنسية !
- كيف كان الفرس الآريين سببا في نهاية الخلافة الراشدة قبل 1400 ...
- حادثة الإفك الثانية ؛ ضحيتها هارون الرشيد و العباسة
- علي خطي جمال حمدان : الخريطة الجينية ل- شخصية مصر-
- علي خطى جمال حمدان ؛ في مواجهة امبراطورية الشر - EMPIRE Z
- مستقبل مصر الكبري مكتوب علي جدران تاريخها الملكى
- امبراطورية زد Z التي تحكم الأرض من ألف سنة
- جرائم الأمم المتحدة : السجل الأسود ( فلسطين – العراق – مشروع ...
- قرار ترامب وصفقة القرن سياق واحد والهدف ضرب استقرار مصر
- معركة مصر لاستعادة الماعت


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو عبدالرحمن - عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! - الإشراق الماسوني والهرمسية اللدنية - ج9