أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - شَبَاْبُ اَلْسُّوْدَاْنِ بَيْنَ اَلْتَضْحِيَاْتِ وَاَلْاِسْتِحْقَاْقَاْت ..!















المزيد.....

شَبَاْبُ اَلْسُّوْدَاْنِ بَيْنَ اَلْتَضْحِيَاْتِ وَاَلْاِسْتِحْقَاْقَاْت ..!


فيصل عوض حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مقالاتٌ عديدةٌ كتبتها للشَّباب السُّوداني، لقناعتي بأنَّهم الأمل الوحيد/المُرتجى لإحداث/إنجاح التغيير المأمول في السُّودان، ومن ذلك مقالتي (اَلْصَحْوَةُ اَلْسُّوْدَاْنِيَّة: مَحَاْذِيْرٌ وَمُتَطَلَّبَاْت)، في 22 ديسمبر 2018، التي تَعَمَّدْتُ أن أُثَبِّت/أُوثِّق فيها لانطلاقة الحِرَاك، دون أيِّ رعايةٍ (فاعلةٍ) من الكيانات السُّودانيَّة، عدا بعض المُشاركات (الشخصيَّة/الفردِيَّة) وفي حدودٍ ضيِّقة من واقع مُشاهداتنا في مُختلف المُدُن، بدءاً بالدمازين والفاشر وعطبرة وبورتسودان وبربر، مروراً بدنقلا وكريمة وكسلا والأُبَيِّضْ والقضارف والجزيرة أَبَا وكوستي ورَبَكْ وسِنَّاْرْ ومدني/الهِلاليَّة والنُّهُود، وانتهاءً بأمدرمان والخرطوم وبحري بأحيائها المُختلفة.
خرج السُّودانيُّون للشوارع بفئاتٍ عُمريَّةٍ مُتفاوتة، ومِهَنٍ وقطاعاتٍ مُتنوِّعة، وبعَفَوِيَّةٍ واضحة دون قيادةٍ مُوحَّدة، يقودون أنفسهم ويحمون بعضهم بعضاً. وأثبت الشباب السُّوداني قُدرتهم على تحمُّل المسئوليَّة، بعيداً عن (الأوصياء/الانتهازيين)، وَوَاجهوا الصَلَف/البطش الإسْلَامَوِي بشجاعةٍ فريدة، وقَدَّموا تضحياتٍ كبيرة تُضاف لرصيدهم النِّضالي والإنساني السابق، كمواقفهم النَّبيلة إبَّان الفيضانات، وبطولاتهم المشهودة في سبتمبر وما تلاها، في الجامعات والمنابر الحُرَّة الأخرى، وهي عديدةٌ ولا يسع المجال لذكرها. وهذه النضالات/التضحيات المُمتدَّة، تمنحهم (أحَقِّيَّة) قيادة أنفسهم وإدارة/تسيير السُّودان، إذا أجمعوا على مرجعيَّة تحتويهم وتُنسِّق أعمالهم وتُديرُ شؤونهم وتدعم تحقيق أهدافهم. وفي هذا الإطار، أُجَدِّد دعوتي التي طرحتها منذ 2014، وكَرَّرتُها كثيراً آخرها في مقالتي أعلاه (22 ديسمبر 2018)، والمُتعلِّقة بتشكيل مجلس شبابي/سِيادي من كل أقاليم السُّودان، وفق التقسيم الإداري: دارفور، كردفان، الشرقي، الأوسط، النيل الأبيض، النيل الأزرق، الشماليَّة والخرطوم، وبمُعدَّل شابَّينِ اثنين/للإقليم (16 عُضواً)، يختارهم أبناءُ الإقليم المعني بأعمارٍ تتراوح بين 20-50، بغض النظر عن دياناتهم أو أعراقهم أو أنواعهم (ذكور/أُناث)، وبما يضمن تمثيل كل السُّودانيين في الحكم، على أن يختار أعضاء المجلس (في ما بينهم) رئيساً ونائباً، ويكون جميل جداً لو أُخْتِيرَت امرأة لرئاسة المجلس، تقديراً لمُساهمة المرأة السُّودانِيَّة القوِيَّة في جهود اقتلاع المُتأسلمين، ويُمكن الاستفادة من تَوَاجُد جميع أطياف الشعب بميدان الاعتصام، لإنضاج الفكرة واختيار المجلس الشبابي.
ولتكوين الحكومة، يُشكِّل مجلس الشباب لِجَاناً أكاديميَّة/مُسْتقِلَّة بمُختلف المجالات (3 خُبراء/للجنة)، ليضعوا/يُحدِّدوا شروط ومُوهِّلات المناصب الوزاريَّة المعنيَّة، وفقاً للكفاءة والتخصُّص (المُؤهِّلات العلميَّة والخبرات العمليَّة)، بعيداً عن الميول الحِزبيَّة أو الديانة أو النوع أو الإقليم، ثُمَّ ترشيح ثلاثة أسماء (بالتَسَلْسُلْ) لكل وزارة، وتبريرات اختيارهم ليختار المجلس أحدهم، مع دمج/ضغط الوزارات. وكذلك الحال بالنسبة للأقاليم، نكتفي بحاكم الإقليم واستبدال الوزارات بإداراتٍ عامَّة، كالإدارة العامَّة للشئون الماليَّة (بدلاً عن وزير الماليَّة) وهكذا، لتعمل هذه الإدارات تحت إشراف حاكم الإقليم، ولكن وفقاً لمُوجِّهات الوزارة الاتحاديَّة المعنيَّة. وبالنسبة لنظام/شكل الحكم (فيدرالي/مركزي/لامركزي وغيره)، يتم الاحتكام لمبادئ الإدارة العلميَّة الرَّصينة، باختيار النظام الإداري للسُّودان، وفقاً لتوفُّر مُقوِّمات/عوامل نجاحه (إداريَّة، اقتصاديَّة/ماليَّة، ثقافيَّة/معرفيَّة، اجتماعيَّة وسياسيَّة)، بعيداً عن الارتجال و(دَغْدَغَة) المشاعر، لفترةٍ انتقاليةٍ لا تقل عن خمس سنوات، يُمكن بعدها إعادة انتخاب أعضاء المجلس، أو اختيار آخرين بحسب رغبة أبناء الإقليم المعني.
هذه الآلية كإطارٍ عام قابلة للإثراء، وربَّما تكون (واقعيَّة) للخروج من أزمة إدارة الدولة، ثم البناء عليها وتطويرها باستمرار بما يدعم نهضة السُّودان، ويُمكن البدء فيها بمُجرَّد تشكيل مجلس الشباب. ومن مزاياها تقليل الإنفاق العام، ونَزَاهة وعَدَالة وحُرِّيَّة اختيار أبناء السُّودان لمُمثِّليهم، وحَسْم إشكاليَّة التهميش نهائياً، عبر وجود تمثيل دائم لكل إقليم في المجلس، ويُمكن إشراك الشيوخ والقيادات الأهليَّة في اختيار مُمثِّلي المجلس القومي، إذا رأى أهل الإقليم المعني ذلك. ومن جهةٍ ثالثة، سيُشرف المجلس الشبابي، على كافة مراحل إعداد الدستور الدائم للسُّودان، وإجراء أي انتخابات تجري بعد ذلك وفقاً لهذه المُعطيات، وذلك بالتنسيق مع الحكومة المُقترحة ومن يرونه من الوطنيين المُستقلِّين. وبصفةٍ عامة، تعتمد فكرة مجلس الشباب، على اختيار قيادات (شبابيَّة) من كل أقاليم السُّودان، تتمتَّع بالوعي والقبول والاحترام، ليُشرفوا على إحداث التغيير وتشكيل حكومة انتقاليَّة، مُؤهَّلة وقادرة على تسيير الدولة والنهوض بها، استناداً للإرادة الشعبيَّة الحقيقيَّة والرُّوح الوطنيَّة الصادقة والتأهيل العلمي اللازم.
لقد آن الأوان ليأخذ الشباب فرصته كاملةً لإدارة وتسيير السُّودان، أخذاً في الاعتبار حقيقتين هَامَّتين، أُولاهما أنَّ العصبيَّة والجَهَوِيَّة/القَبَلِيَّة الماثلة الآن، صنعها المُتأسلمون وتَاجَرَ بها المُغامرون تحقيقاً لأهدافهم ومطامعهم الماليَّة والسُلطَوِيَّة! والحقيقة الثانية، تتمثَّل في خطورة تقسيم السُّودان تحت أي مُسمَّى، تلافياً لتلاشي/تذويب ما تبقَّى من البلاد وأهلها، لأنَّ انفصال أي جُزءٍ من البلاد سيكون مصيره فشل ذلك الجُزء وبقيَّة الأجزاء، وزوال السُّودان بكامله كنتيجةٍ نهائية، مما يُحتِّم توحُّد جميع السُّودانيين وتهيئة عوامل النهضة والاستقرار لأجيالنا القادمة. وليحذر الشباب من التعويل على أي دعم خارجي (دولي/إقليمي)، لأنَّ العالم بكامله (تآمر) مع المُتأسلمين ضد السُّودان، ونحن بالأساس لا نحتاج لدعم وإنَّما (أخلاق/وطنيَّة/تَجَرُّد)، ثُمَّ إدارة علميَّة رصينة لننهض بأنفسنا وبلادنا، وحينها سيأتينا العالم أجمع طالباً القرُب والتعاوُن.
لا تترددوا يا شبابنا في أحلامكم لأنَّكم أصحاب الوَجْعَة و(صُنَّاع) التغيير الحقيقيُّون، فكونوا أنتم الوطَن وقودوه لبَرِّ الأمان دون وِصَايةٍ أو إقصاء، وامسكوا بزمام المُبادرة ورحِّبوا بأي مُساهمةً وطنيَّةٍ لو كانت (صادقة/مُتجرَّدة)، واقطعوا الطريق أمام سيادة أجيال جديدة (مُدمِّرة) من المُتأسلمين والانتهازيين، ولتُواصلوا نضالكم ولا تُبارحوا ساحة الاعتصام حتَّى تقتلعوا مجلس البرهان الإجرامي بالكامل، وأفرضوا طلباتكم كاملةً غير منقوصة، وثِقوا بأنَّ هناك نُخبةً من الوطنيين سيُساعدونكم بإعداد الاستراتيجيَّات وخِطَطْ العمل الموضوعيَّة، وفقاً لمبادئ الإدارة العلميَّة الرَّصينة التي نفتقدها في السُّودان منذ الاستقلال، ولن يبخلوا عليكم بالمشورة متى طلبتموها لإنضاج مسيرتكم الميمونة.



#فيصل_عوض_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْمَشَاْهِدُ اَلْأَخِيْرَةُ لِمَخَطَّطِ تَمْزِيْقِ اَلْسُّ ...
- تَحْجِيْم حِمِيْدْتِي: مَطْلَبٌ حَتْمِيٌ لِإِنْقَاْذِ اَلْسّ ...
- قِرَاْءَةٌ مُتَأَنِّيَةٌ لِأَحْدَاْثِ اَلْسُّوْدَاْنْ ..!
- إِيْجَارُ اَلْمِيْنَاْءِ خَطَرٌ يُهَدِّدُ سِيَاْدَة اَلسُّوْ ...
- مَلَاْمِحُ اَلْاِسْتِرَاْتِيِجِيَّةِ اَلْعَاْمَّةِ لِلْسُّوْ ...
- مَتَى يَنْتَبِهْ اَلْسُّوْدَاْنِيُّوْنَ لِتَكَاْلُبِ اَلْطَّ ...
- اَلْتَغْيِيْرُ وَاَلْمَطَاْمِعُ اَلْخَاْرِجِيَّةُ فِيْ اَلْس ...
- لِأَجْلِ هَذَاْ يُرِيْدُوْنَ اَلْبَشِيْرَ وَعِصَاْبَتِه ..!
- اَلْحِرَاْكُ اَلْشَّعْبِيُّ وَاَلْدَوْرُ اَلْمَفْقُوْدُ لِلْ ...
- فُرَصُ اَلْسُّوْدَاْنِ لِلْنَّجَاْة ..!
- اَلْتَحَاْلُفُ اَلْإِسْلَاْمَوِيُّ اَلْصَهْيُوْنِيّ: مِنَ اَ ...
- رَّاْفِدُ اَلْشُذُوْذِ اَلْجِنْسِيِّ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ .. ...
- اَلْصَّدْمَةُ وَتَجَلِّيَاْت اَلْخُبْثْ اَلْإِسْلَاْمَوِي .. ...
- اَلْفَخُّ اَلْإِسْلَاْمَوِيُّ اَلْصِّيْنِي ..!
- نَكْبَةُ اَلْمَنَاْصِيْرِ نَاْقُوْسٌ لِخَطَرٍ أَعْظَمْ ..!
- اَلْسُّوْدَاْنُ مَسْرَحُ اَلْدُّمِي ..!
- اَلْاِلْتِقَاْءُ اَلْإِثْيُوْبْيُّ اَلْإِرِيْتْرِيْ: قِرَاْء ...
- غَدْرُ اَلْأَشِقَّاْءْ..!
- اَلْتَحَدِّي اَلْتَّاْرِيْخِي لِلْنُّخْبَةِ اَلْسُّوْدَاْنِي ...
- اَلْسُّوْدَاْنِيُّوْنَ وَأَزْمَةُ اَلْثِقَة ..!


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - شَبَاْبُ اَلْسُّوْدَاْنِ بَيْنَ اَلْتَضْحِيَاْتِ وَاَلْاِسْتِحْقَاْقَاْت ..!