أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة بوشيخة - كافيين ذكوري














المزيد.....

كافيين ذكوري


فاطمة بوشيخة

الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 17:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المأساة تزداد حينما تكون مضاعفة و تشتغل بميكانزمات متعددة ،هنا الحديث عن معاناة المرأة في أعالي الجبال المغربية ،الجبال التي لم يصلها الاسقلال بعد ، وماتزال ساكنتها تعيش على هامش الزمن و الجغرافيا او بالأحرى على هامش الحياة ...البؤس الانطولوجي يصبح مضاعفا على المرأة ، فهي من جهة تكتوي بنار الفقر و الهشاشة و التسلط السياسي ، ومن جهة أخرى تكتوي بنار الهيمنة الذكورية ؛التي تختزلها في أبعاد ترفع عنها صفة الإنسانة وتغذو مجرد كتلة أعضاء جسدية ،أو وعاء من لحم يفرغ فيه ما يتم تفريغه .
هنا نجد أولوز كبلدة تقع في الجزء الشمالي من شرق مدينة تارودانت ،مجالا تنكشف فيه هاته الوضعية بجلاء ، هنا حيث تعيش المرأة البؤس بفداحته المطلقة ،الفقر ينخر فيها من كل جانب وتجد نفسها ك"أنا "في مقدمة الدفاع و الهجوم معا ،تستيقظ قبل الكل لتحضر الأكل لكل الكائنات التي ترعاها ،قبل أن تجر حمارتها و تسوقها نحو الحقول وأراضي الزيتون ،سحنتها السمراء شاهدة على حجم خيباتها الحياتية الكبرى وصراعها الوجودي المرير ...هي كائن لا يفرق شيء في نضر المجتمع عن الحمار الذي تسوقه ،هي أيضا تحرث مثله صباح مساء ، والحرث هنا يتخذ صيغا متعددة ويشتغل وفق مجالات تحقُق زمني متعددة أيضا ...هنا في الأولوز تتساوى جميع النساء لا فرق بين امرأة لا تعرف أبجدية الكتابة و القراءة و امرأة موظفة و حاصلة على شواهد عليا ،النساء وفق العقل الاجتماعي" الأولوزي كلهن واحد" ،حقيقة سأواجهها عندما عينت كأستاذة لمادة الفلسفة بالمنطقة وباعتباري أمتلك خلفية معرفية أكاديمية سوسيولوجية فقد التقطت ثلة من المؤشرات الكاشفة لخبايا هذا المجتمع الصغير منذ اليوم الأول وأخرى مع مرور الأيام...هنا الحديث عن المجال العام واستعمالاته الأولوزية وكيف يخضع لاحتكار ذكوري خالص وحتى وان تواجدت فيه المرأة ، فهي تحضر وفق القوانين الاجتماعية السائدة –المقدسة-و الموضوعة حصرا لخذمة المنظور الذكوري. فهي تحضر في هذا المجال في أوقات بعينها و تختفي في أخرى ، و القوانين المؤطر هنا للمجال الأولوزي لا ترتبط بالزمان فقط بل تتعدى ذلك إلى حظر التواجد في أماكن محددة ..على رأسها المقاهي التي تنضاف إلى قائمة المحرمات الثابتة على المرأة الأولوزية او القاطنة بأولوز عموما ،ليكون الكافين المحضر داخلها موجها للرجل فقط مع سبق التخطيط ، ولو حدث أن وطأت قدما امرة هاته المقاهي تصبح قطعا أجيرة جنس وفق التمثل الاجتماعي ،ويتم التشهير بها بمختلف الطرق حتى لو كانت موظفة عابرة تعمل بالمنطقة وتحمل تصورا فكريا مغايرا للسائد ..فالقهوة هنا ليست مجرد مشروب يطرد كسلا موروثا و متجذرا او مشروبا يضفي على النقاشات حول مستجدات البلدة إثارة خاصة ، وإنما هو كاشف سوسيولوجي repérage sociale عن طبيعة الوجود الاجتماعي للمرأة في هذا المجال وكيفية اعتمال مجموعة من العناصر الثقافية داخله ، والتي تضع المرأة عموما في موقع دوني تتجرد عبره من مختلف الحقوق التي تضعها في موقع مساو للرجل ، وتجعل منها كائنا إنسانيا أولا ثم امرأة ثانيا .



#فاطمة_بوشيخة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كافيين ذكوري


المزيد.....




- وضعت فطرًا قاتلًا في الطعام.. إدانة امرأة أسترالية بتسميم عا ...
- في أول ظهور بالحجاب منذ عامين.. حلا شيحة تكشف تفاصيل -الانتك ...
- ألمانيا ـ ارتفاع جرائم الكراهية ضد النساء خلال عام 2023
- -المانوسفير-.. العالم الرقمي المظلم لكراهية النساء
- الفرنسيات المحجبات يواجهن ببلدهن العنف اللفظي والجسدي المعاد ...
- الآن سجلي 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بال ...
- بعد توجيه 5 تهم له بالاغتصاب.. بارتي -متأكد من براءته-
- واقعة تهز أستراليا.. بتر ذراع امرأة بعد هجوم أسد
- مبادرة لمحو الأمية للنساء في شرق السودان
- “رابط شغال” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة بوشيخة - كافيين ذكوري