أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - لتكن خبرات عام 1971 و1985/1986 دروساً بليغةً للشعب والأحزاب السودانية














المزيد.....

لتكن خبرات عام 1971 و1985/1986 دروساً بليغةً للشعب والأحزاب السودانية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 1985 انطلقت انتفاضة شعبية عارمة استطاعت إسقاط نظام النميري العسكري رغم تلفعه بعباءة الإسلام المهلهلة، وبعد أن عجزت القوى العسكرية في محاولاتها الانقلابية على إسقاطه. وفي انتخابات عام 1986 فاز حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وشكل مع حزب الاتحاد الديمقراطي حكومة سودانية لم تمارس سياسة ديمقراطية تستجيب لمطالب الشعب السوداني، كما لم تتمكن من إيجاد حل عملي لمشكلة جنوب السودان. بل كانت أحزاباً تقليدية لم تخرج عن عباءة الدين والطائفة الدينية والقبلية. وفي حينها بدأ صراع مرير بين الأحزاب السياسية السودانية انتهى باستيلاء حزب المؤتمر الوطني الإسلامي، الذي تأسس في عام 1985، بقيادة حسن الترابي، بما أطلق عليه بـ "ثورة الإنقاذ الوطني" التي قادها العميد حينذاك عمر حسن البشير. وتمكن من البقاء في السلطة ثلاثة عقود عجاف ودموية. وأطيح به أخيراً في انتفاضة شعبية رائعة. والسؤال الذي يدور في بال الكثير من السودانيات والسودانيين وغيرهم من مواطني الدول العربية ممن يتابعون مجرى الأوضاع في السودان وأيديهم على قلوبهم مما يمكن أن يحصل في السودان بسبب تزايد الشعور بوجود مؤامرة خبيثة تحاك علناً من جانب السعودية- دولة الإمارات – مصر، ومن وراءهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على نحو خاص.
تؤكد خبرات الشعوب مع انتفاضاتها وثوراتها الوطنية إنها لم تفشل يوماً بسبب التآمر الخارجي على تلك الانتفاضة أو الثورة فحسب، بل وبالأساس لأسباب داخلية معروفة للجميع نشير إلى بعضها فيما يلي:
1. الصراعات التي يمكن أن تخوضها الأحزاب السياسية فيما بينها إما للانفراد بالسلطة أو لتوزيع الحقائب الوزارية فيما بينها، وبالتالي تفتت وحدة الشعب وتمزق إرادته التي هي وراء الانتفاضة.
2. وجود علاقات عمل مشترك بين القوى الخارجية وأيديها الممتدة إلى الداخل، إلى الأحزاب السياسية العاملة في الداخل، بحيث تتمكن من تمرير مؤامراتها عبرها ومن خلال تشديد الصراعات الحزبية وتفاقمها بما يقود إلى استيلاء بعض القوى العسكرية على السلطة والعودة إلى المربع الأول، كما حصل في العام 1971 أو العام 1989، بل حتى قبل ذاك.
3. وهذا الواقع كان في واقع الحال تجسيداً حياً لضعف الوعي الديمقراطي والممارسة الديمقراطية ووعي الحرية كضرورة في صفوف قيادات الأحزاب السياسية السودانية التي لم ترتق إلى مستوى الانتفاضات السابقة وسقطت في صراعاتها وعجزت عن رؤية ما يحاك لها وضد إرادة ومصالح الشعب السوداني.
إن الحركة الشبابية الشعبية الجارية في السودان وانتفاضتها من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، من أجل العمل والخبز وضد الفقر وفي سبيل الدفاع عن الكرامة وضد الحرب الداخلية، لم تساهم كل الأحزاب السودانية، بل بعضها، في بداية انطلاقتها بقيادتها، بل كانت بمبادرة وقيادة الحركات الشبابية والمنظمات المهنية، منظمات المجتمع المدني، ولكن كان للأحزاب السياسية المعارضة لنظام البشير الدموي دورها المعروف والمحفز على الانتفاضة الجارية. والسؤال الذي لا بد منه هو: هل ستجد هذه الأحزاب السياسية التي تريد المشاركة في السلطة مع تجمع المهنيين السودانيين لغة مشتركة وأهدافاً تجمعها بحيث لا تخوض الصراعات المدمرة فيما بينها على السلطة أو على حقائب وزارية ومواقع ليها فيها، وبالتالي تقود إلى استفادة بعض القوى العسكرية لتنظيم انقلاب يجري الاستعداد له منذ الآن ضد الانتفاضة الشعبية ومكاسبها المهمة التي تحققت حتى الآن بإسقاط البشير ثم إسقاط نائبه ومجموعة من الطغمة الحاكمة، وليس كل نظامه وقواه الفاعلة التي لا تزال تملك الكثير من الإمكانيات والمليشيات التي يمكن أن تتحرك في كل لحظة ضد الانتفاضة الشعبية. لتكن تجارب الماضي القريب شاخصة أمام أنظار وبصائر القوى والأحزاب السياسية والتنظيمات المنهية المدنية في السودان لكي تستطيع تحقيق النصر والسير على طريق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام والعدالة الاجتماعية.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- الشعب السوداني على طريق النصر رغم المناورات
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- رؤية حوارية حول وعي المجتمع ودور الدولة العراقية
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- صفعة الشعب التركي لسلطانها المستبد الجديد
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- هل من علاقة بين ضحايا العبارة وطبيعة النظام السياسي العراقي؟
- هل أخفق تكتل سائرون باختيار عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء؟
- فنزويلا شوكة ناخزة في عين ترامب وعيون اللبراليين الجدد
- دكتاتور تركيا يعيد ممارسة سياسات السلطنة العثمانية البائدة
- عرش الدكتاتور السوداني في مهب الريح!
- أسئلة مباشرة إلى رئيس وزراء العراق
- السيسي ينصَّب نفسه دكتاتورا مطلقاً على شعب مصر


المزيد.....




- رجل اصطاد سمكة ليتفاجأ بسيارة في قاع البحر.. والصدمة مما وجد ...
- ماذا نعرف عن خليل الحية رئيس وفد حماس المشارك في مباحثات ال ...
- ألمانيا ترفض خطة -أي 1- الاستيطانية تنسف حلّ الدوليتين
- الوحدة الشعبية: تصريحات نتنياهو حول رؤيته بتحقيق “اسرائيل ال ...
- لماذا يستعر القتال بأوكرانيا قبل قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين ...
- موجات الحر تخفض أعداد الطيور الاستوائية بحدة
- صحيفة روسية: 4 أسئلة عن قمة ألاسكا المرتقبة
- انضمامات لافتة وجدل قضائي يشعلان ذكرى تأسيس -العدالة والتنمي ...
- رئيس الكنيست: أقيموا الدولة الفلسطينية في لندن أو باريس
- مفاوض الكرملين يوضح لمراسل CNN -ما يتفهمونه- بالعلاقات الأمر ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - لتكن خبرات عام 1971 و1985/1986 دروساً بليغةً للشعب والأحزاب السودانية