أحمد عبد الرحمن الحجي
الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 11:35
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ها هو أبو مصعب الزرقاوي يطل برأسه مرة أخرى، و لكن هذه المرة صوتاً و صورة، بما لا يدع مجالاً للشك لمن كان يتردد في هذا الأمر، فلا مجال بعد هذا اليوم لمن يتحدث عن "هوليودية الزرقاوي".
و لكن و على الرغم من أن الكوارث و المصائب السوداء و الدماء قد ارتبطت باسم هذا "الإنسان"، فإني هذه المرة -و على غير العادة- أشكره على إصدار هذا الشريط! لقد كان لهذا الشريط هذه المرة أثر إيجابي لكافة العراقيين طالما كانوا بحاجة إليه.
أول ما نراه من وراء ذلك، هو أن الزرقاوي أصبح يشعر بشيء من الإفلاس بعد أن أدار أهل العراق ظهورهم له، و لم يعد هذا هو موقف العامة من الناس فحسب، بل إن حتى المترددين منهم الذين كانوا يشككون بالنوايا السيئة التي يحملها هذا الشرير، حتى هؤلاء لم يجد منهم استجابة. إذن ما هذا إلا إشهارٌ للإفلاس و هو بشرى خير.
الخير الثاني الذي حمله الزرقاوي في شريطه، هو أنه وضع العراقيين جميعاً في خندق واحد، و هو عين ما يريده العراق. ففي الوقت الذي تتجاذب الأطراف السياسية العراقية رغبات شتى، ها هو الزرقاوي أعلن الحرب عليهم جميعاً بملايينهم التي قاربت الثلاثين. شيعة العراق روافض و صفويين و كفرة، و كرد العراق صهاينة، أما سنة العراق الذين كان يعوّل عليهم فيما مضى، ها هو يضعهم في خانة العملاء المتعاونين مع الاحتلال. و من مناقضاته التي طالما كانت سمة هؤلاء الإرهابيين الأشرار الذين تناقضوا أول ما تناقضوا مع مركبهم الإنساني، منها أنه ادعى أنه يدافع عن السنة في العراق، و كأن بهذا الدعي يضع نفسه ممثلاً عنهم بدل أصوات الملايين العراقية، و هو الأردني الجنسية و الفلسطيني الأصل، حري به أن يذهب لمكان آخر، لعله يلقى ترحيباً أكبر.
لقد كشفت عورتك أيها القبيح، فلا داعي للمراوغة، نهايتك بإذن الله ستكون على أيدي السنة –الذين تدعي الدفاع عنهم- قبل الشيعة و الأكراد. العراقيون في خندق واحد مهما راهن الأعداء الأشرار.
#أحمد_عبد_الرحمن_الحجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟