أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد عبد الرحمن الحجي - التغيير سنة الحياة














المزيد.....

التغيير سنة الحياة


أحمد عبد الرحمن الحجي

الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


كثيراً ما نرى و نسمع و نقرأ عن مطالبات جماهيرية في العديد من البلدان العربية بالتغيير و بالديمقراطية و بحقوق الإنسان و بإشراك المرأة في الحق السياسي و في صنع القرار و ما إلى ذلك من قيم المدنية الحديثة. و لكنها كثيراً أيضاً ما تُصد و تُرد، بأي حجة أو ذريعة. فتتهم هذه الجماهير بأنها جاهلة أحياناً و أن عليها أن تدخل دورة تثقيفية شاملة، تصقل فيها ما لديها ثم تعود و تطالب بما تراه من المناسب، "و حينها لا مانع من التغيير". أو أن يقال بأن التغيير قادم لا محالة، و أن الدول العربية تسعى له جاهدة، و لكنها لا ترغب بأن تأخذ هذا التغيير مقتبساً من الخارج، فمن شأن ذلك تعكير "المصلحة الوطنية"، حيث هي إصلاحات خارجية لا تراعي حقيقة الاحتياج.

فإذا ما سقطت هاتين الحجتين، رفع أحدهم ثالثة: الوقت غير مناسب للتغيير و الإصلاح. فالأراضي الفلسطينية تمر بمرحلة حرجة و قد غاب عنها قائدها التاريخي ياسر عرفات. و سوريا في مأزق و في محاصرة دولية متزايدة، و لبنان يعيش أزمة حقيقة و لم يمض الكثير على اغتيال رئيس وزرائها السابق رفيق الحريري، و العراق على شفى حرب أهلية، و لا يزال تحت الاحتلال، و قبلها حرب الخليج الثانية و الأولى و الثورة الإسلامية في إيران و مسألة تصدير الثورة.

و لهم في ذلك من الحق شيئاً! إذ لم يمض الكثير على حرب 1973، و هزيمة 1967 و من قبلها الاستعمار، و قبلها و قبلها................ فقد قتل قابيل هابيل. الأزمنة العربية ليست على ما يرام، و كأن هذا الزمن الرديء حكر على العرب.

ما يجب أن يُقال هو أن التغيير سنة الحياة، الحياة متغيرة شئنا أم أبينا، و لكن ما نريده و ما تطالب به هذه الجماهير هو أن نغير وسائل الحياة لتتوافق مع تغير الحياة. فالقانون و النسق و النظم و العادات الاجتماعية هي بحاجة إلى التغيير الذي من خلاله نحدد التقدم المتوافق مع سنة الحياة، و بذلك ننأى بأنفسنا عن التخلف و التأخر. ما يجب أن يُعرف هو أننا حينما لا نطور أدوات الحياة هذه لا نستطيع أن ننأى بأنفسنا عن التغيير الذي يحدث كما قد يبرر البعض، إذ نتيجة هذا التقاعس هو أن نجد أنفسنا غير مهيئين في ظل الجديد دون وسائل.
فالتغير هو العملية الجوهرية الوحيدة التي تتيح للمجتمع البقاء و الاستمرار في الوجود. إذ أصبح من المعروف أن المجتمعات المختلفة تتخلص من القديم الذي أصبح غير ملائم و غير مناسب، و تخلق الجديد الذي يساير العصر و الذي يواجه مطالبها و احتياجاتها*.

و المفارقة في الأمر أن العديد من البلدان العربية خرقت ما كان يُعرف بنظام مقاومة التغيير Reluctance to change، حيث بدل أن تعارض التغيير، بدأت هي تطالب به، و هو ما يعطي مؤشراً واضحاً على تأخر الإصلاح و التعديل. و لا يسعني في نهاية المقام إلا أن أُكبر ما تشهده العديد من دول الخليج من الانفتاح و مشاركة المرأة في الحياة السياسية استجابة لرغبات شعوبها، حتى وصلت أكثر من حقيبة وزارية إلى أياديها في أكثر من دولة خليجية.

* د. محمد أبو العينين: الفرد و المجتمع، التغير الاجتماعي، مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة، العين، 2005.



#أحمد_عبد_الرحمن_الحجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة الأدب الرديء
- أحبابنا الأمريكان


المزيد.....




- ترامب يُعين والتز سفيرا لدى الأمم المتحدة ويختار خليفته لمنص ...
- لقطة جوية لرمز الاستغاثة “SOS” شكلها معتقلون بأجسادهم من داخ ...
- برنامج الأغذية العالمي يعلن خواء مخازنه في غزة
- حماس تدين الموقف الأمريكي الداعم لحظر عمل -الأونروا-
- صحة غزة تطالب بتحرك دولي عاجل لإنقاذ القطاع من المجاعة والأم ...
- الأونروا: قطاع غزة لم يتلقَ أي إمدادات إنسانية أو تجارية منذ ...
- ترامب يرشح مستشاره للأمن القومي مايك والتز لمنصب سفير الولاي ...
- الأونروا: الحصار الإسرائيلي يمنع 3 آلاف شاحنة مساعدات من دخو ...
- -حماس- تدين الموقف الأمريكي الداعم لقرار إسرائيل حظر عمل وكا ...
- ترامب يعد بتحرير الأسرى في القريب العاجل ويتهم -حماس- باستخد ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد عبد الرحمن الحجي - التغيير سنة الحياة