أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - انتخابات الكنيست هل من مفاجأة؟















المزيد.....

انتخابات الكنيست هل من مفاجأة؟


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 6199 - 2019 / 4 / 12 - 06:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتخابات الكنيست هل من مفاجئة؟
جواد بولس
لم تحمل نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلية أية مفاجآت غير متوقعة أو شاذة في جوهرها؛ وهي بهذا المعنى قد شكّلت محطة جديدة، لن يتوقف عندها قطار الفاشية الإسرائيلية المندفع بجنون واضح نحو الهاوية؛ كما وأنها عكست حجم الضياع المستفحل بين المواطنين العرب وهم يواجهون مرحلة سياسية واجتماعية واقتصادية انتقالية جديدة نحو مستقبل مبهم. ومن جهة أخرى عرّت حقيقة وجود التنافر العميق، أو حتى التنابذ، بين هويّات معظم الأحزاب والحركات السياسية العربية التي طلبت ودّ تلك الجماهير ودعمها في الانتخابات، وبين مجمل التغييرات الفكرية والنفسية والهويّاتية التي باتت تحرّك فعليًا ولاءات الناس وتتحكم في سلوكهم الاجتماعي وفي خياراتهم السياسية.
من غير المجدي أن نفعل ما يفعل البعض حين يؤكدون للقراء أنهم أصابوا عندما تنبأوا بالذي سوف يحصل ؛ ولن أتعاطى، في هذه المقالة، مع المخاطر الجسيمة التي تنذر بها تشكيلة الحكومة المتوقعة وما سيتبعها، بدون شك، من تداعيات كارثية علينا كأقلية قومية، ستواجه، من غير سواتر ، أنياب الفاشيين الذين سيخيّرونا بين الاذعان الكامل لدولتهم اليهودية، ونحن صاغرون، أو المقاومة على ما يعنيه هذا الخيار من احتمالات، قد تكون خرقاء ورهانات على وفاء الريح وجنون القدر.
لن أناقش مَن حسم بصرامة بأنّ تفكيك القائمة المشتركة كان أهم سبب وراء عزوف نصف المواطنين العرب وقرارهم مقاطعة الانتخابات ؛ ولن أوافق من اتهم النائب الطيبي بحصول تلك الكارثة ، أو من أدّعى بأن د. منصور عباس كان مسببها ومسؤولًا عن وقوعها؛ وذلك، ببساطة، لأنني لم أر بالقائمة المشتركة، بخلاف فكرة الوحدة السياسية والعمل المشترك السليم ، منقذًا للجماهير من الغرق الوشيك ولا بوصلة آمنة وكفيلة بتوجيهنا نحو مرفأ السلامة وبر الأحلام.
ومن ذات المنطلق لن أعاتب من دعوا إلى مقاطعة الانتخابات، سواء فعلوا ذلك عن قناعة فكرية أو عن ايمان ديني، أو نتيجة احتجاج وغضب، أو حتى اذا كانت نواياهم مريضة أو مغرضة ؛ فالمشكلة، برأيي، ليست بمن دعا وحرّض واستشاط وانفعل، بل لماذا نجح هؤلاء وفشلت الأحزاب، قيادات وهيئات، باقناع من قاطعوا، وحضّهم على التصويت والتأثير والمشاركة في ترسيم الحاضر وصنع المستقبل.
عشرون عامًا يقود "بنيامين" شعبه ويعيده إلى أحضان "إيله". يعلمهم فقه الذبائح ومعنى تقديم القرابين ويعدهم بالمجد وبالخلاص ؛ يسير كالفاتحين ووراءه يهرول أبناء "يوشع" ويتنشقون روائح الفاشية وغبار المعارك ويحلقون على أجنحة شهواتهم صوب حدود سرمدية تغور في صحاري شرق عاقر.
عشرون عامًا كان فيها اليأس ينخر مضاجعنا. لم نسمع سوى طنين الشعارات التقليدية الخاوية وحفيف أوراقنا البالية. أجيال تولد في عوالم طينية لا تعرف من القيم سوى الرياء والخديعة والجحود والسعي وراء المصلحة والسطوة، ومن أجلها كل الوسائل حاضرة.
فنحن وإسرائيل وحدنا في مهاجع الجوع وفي بساتين السهر؛ نحن وخياراتنا على دروب الحكمة أو في مهالك العدم .لم يقم بيننا "ناطور" أمين ولم يسعفنا "معلم" صادق، فعشنا على هدى "زند أجرب" وصلينا كي لا نقع فريسة للعصا أو ضحايا لعربدة رصاصة تائهة منا وبيننا !
كل عناوين الخسارة كانت مكتوبة أمامنا على جدران قرانا والمدن. الحمقى أغفلوها وغطاها المنتفعون بمناديل من زبد ومضوا إلى ساحات عجزهم، أما المقامرون فقد أغفلوها في طريقهم إلى "مجالس الندماء" التي تكرر أحلامهم نشواتٍ وتخفق من أجلهم الزمن.
أرادونا أن نقتنع بأن الجماهير مجرد قطعان من أغبياء، تنسى وتلهث، تنام وتهمل.
لكننا قلنا، هي الجماهير حية تنذر مرة وتحذر مرارًا واذا ما جهلت فيجيئكم غضبها طوفانا؛ إنهم أحفاد من حوّلوا أيار البلاد إلى وهج الصدى وخطّوه أحمر الآفاق وجعلوه لون الشهوة وسجّلوه في المآقي كشهر الورد والردى؛ وهي الجماهير التي لبّت، في آذار، نداء أمنا الارض فغارت بعده "عشتار" من عذراوات الجليل وبكت من تناهيد قانا ومن دموع سخنين فصار زهر لوز الكرمل جواز سفر الصالحين وتميمة المقاتلين.
لا تفتشوا عن أسباب هزائمكم في حقول الغير ، فسوس الخشب منه وفيه. كم قلنا أنه لن تقوم لنا، نحن المواطنين العرب في إسرائيل، قائمة، إلا اذا واجهنا واقعنا بجرأة وباستقامة وبمسؤولية، وتخلينا عن مداهنة بعضنا وفقأنا عيون الكذب وتوقفنا عن البكاء على الاطلال وعن التسامح مع من يغتصب أعراض بكارات أفكارنا ومواقفنا ويخيفنا قبل كل هزيمة صائحًا : " انتظرني يا بيبي نتياهو عند المنحنى، فسأعود مع اخوتي، بعد أن يستعيدوا أوصال أوردتهم المقطعة، كي نطيح برأسك ونرميه في مزابل القدر".
للتيه قواعد وأصول، وللبقاء قوة وغرائز وفصول. جموع الناس لن تكون قطعانًا الا اذا كان راعيها من وهم وسراب وزبد، فلقد آن الأوان أن يقوم بيننا راع وحكيم وصادق لينفض عن شرايين هويتنا غبار الندم وليقول للغفاة هيّا وللمزايدين كفى ويمضي نحو قمة الجبل.
لقد كشفت انتخابات الكنيست ما أظهرته انتخابات الأمس البلدية والمحلية، واذا لم يقم من يستخلص العبر بشكل صحيح ستكون خاتمتنا، في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، سيئة ومصيرنا صعبا.
لقد استرجع مجتمعنا عناصر تكوينه البدائية السلبية، فأخذ أبناؤه يستكينون لرحمة السماء فقط، ويحتمون بحضن القبيلة وينتعشون في ظل العائلة ويرجون رحمة المصلحة ومن يؤمّنها.
اننا نعيش أزمة هوية خطيرة ونفقد عمليًا ما نجح آباء شعبنا المؤسسون ببنائه بعد أن ردموا في بدايات خمسينيات القرن الماضي مخلفات هويات قدّست الخاص عن العام.
نحن نرى مجددًا انكسارًا في الهوية الوطنية، ونرى تفكك أواصر المؤسسات القطرية القيادية وفقدانها لدورها المؤسس، فلقد غاب عمليًا دور لجنة المتابعة العليا بشكل بارز ومقلق، وغاب كذلك دور اللجنة القطرية للرؤساء وغيرها من الهيئات.
لقد كشفت نتائج الانتخابات كذبة حجم الأحزاب حين ظهرت قواها الحقيقية، ورغم ذلك ما زال بعضها يتشدّق ويقدّم قادتُه للجماهير نصائح ويسدي كتّابهم لنا المواعظ المستوردة من أفواه مفكرين يستقزمون وجودنا في بلادنا ويتهكمون على نضالنا ونضالات من سبقونا.
لقد كان تصرف الأحزاب ناتجًا عن ضعفها ولم يكن ضعفها ناتجًا عن تصرفاتها؛ فنتائج الانتخابات تعيدنا حتمًا الى مواجهة أسئلتنا الكبرى وأهمها ما يتعلق بضرورة وجود هذه الأحزاب بهياكلها الحالية وهيئاتها القاصرة.
يتبع ...



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصوت،لن أقاطع
- كان في القدس سوق للخواجات
- الحركة الكسيرة الفلسطينية
- خاطرتان والطريق الى النجاة
- لا تتركوا الصناديق وخيدة
- الانتخابات، هواجس من اجازة مرضية
- القائمة المشتركة، بقايا نيزك
- أوقاف القدس في رعاية ملكية وحماية رئاسية
- القائمة المشتركة، نهاية مغامرة
- القائمة المشتركة: الحزب في مواجهة - النجم-
- ويكفي الناخب شر تجربة واحدة
- بين مسيح حيفا وعذراء فاطمة
- هل تطلّق القائمة المشتركة النائب أحمد الطيبي
- هل ينجح الوزير اردان بتوحيد اسرى فلسطين؟
- رسالة الى محمد صلاح
- خواطر جليلية من - الراين-
- قتل النساء وأزمة الهوية
- شرف العربي معلق على خاصرة وردة
- فتشوا عن - المشترك- وليس عن -المشتركة-
- اتركونا نحن العرب في اسرائيل لنحيا


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - انتخابات الكنيست هل من مفاجأة؟