أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - السياسة أم النضال؟














المزيد.....

السياسة أم النضال؟


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6191 - 2019 / 4 / 4 - 06:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نرى الكثير من السياسية (جعجعة)
ولا نرى إلا القليل من النضال (الطحين)...

النضال سياسة بالضرورة، والسياسة ليست بالضرورة نضالا. إن النضال ممارسة سياسية مبدئية تروم خدمة قضية عادلة. وليست كل ممارسة سياسية نضالا مبدئيا... النضال ليس اللهاث وراء "السراب"، بمعنى اللهاث وراء الفتات المذل والقبول بالأمر الواقع بدعوى موازين القوى والتكتيك". النضال تقييم واجتهاد/إبداع والتزام لتجاوز الإخفاق أو الفشل عبر طرح البدائل النضالية الممكنة وليس المستحيلة (طبعا).
أما السائد أو الغالب الآن، فهو السياسة كممارسة مشبوهة وغير نضالية، أي السياسة بمعناها الانتهازي. لقد صارت السياسة تعني الابتذال والمساومة والمتاجرة (البيع والشراء) والارتزاق... لقد صارت السياسة مثل التجارة، والرابح هو "مول الشكارة". فهذا الأخير يمكن أن يسود ويحكم من خلال شراء جل الأسهم الرائجة في السوق. والصراع بات ضاريا فيما بين "أصحاب الشكارة" أنفسهم، أكثر مما هو قائم بين أعدائهم الطبقيين.
إننا نعيش يوميا الكثير من المعارك والاحتجاجات، بل والتضحيات على كافة المستويات، إلا أننا نعيش يوميا البؤس والتردي وعلى كافة المستويات. إننا نعيش استمرار المعاناة الطبقية، آخرها وليس أخيرها مأساة العاملات بمنطقة الغرب (03 أبريل 2019)...
لماذا؟
أولا، يجب أن نقتنع/نعترف بأهمية وملحاحية طرح هذا السؤال.
ثانيا، يجب أن نعمل على الإجابة عنه.
وبداية البدايات هي استيعاب واقع الصراع الطبقي ببلادنا. ومؤشر ذلك هو الاعتراف بنقطتين جوهريتين:
- النقطة الأولى هي أن جل هذه المعارك والاحتجاجات تقودها البورجوازية الصغيرة أو المتوسطة، سواء كان الأمر يتعلق بالعمال أو الفلاحين الفقراء أو بقواعد البورجوازيتين. ومادام الأمر كذلك، فالقيادات المعنية، حزبية أو نقابية أو جمعوية، لا يهمها غير مصالحها الضيقة (وضعية مريحة). وكثير من هذه القيادات الانتهازية صار من رموز البورجوازية الكبيرة (طبقتي الكمبرادور والملاكين العقاريين). وهذا المعطى يكرس استفادة البعض دون الكل ويجزئ النضالات ويغيب القضايا الكبرى الموحدة، وبالتالي يحدث الشرخ الذي يوفر شروط إفشال كل المعارك والنضالات ويوطن مخرجات المخططات الطبقية المؤطرة بتوصيات المؤسسات المالية الامبريالية (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي...)، والقائمة على الخضوع وتقبل الأمر الواقع والتعايش معه (التطبيع) بقوة القمع والاختراق وشق الصفوف (الترهيب والترغيب)... حصل ذلك ببشاعة مع كل الانتفاضات الشعبية منذ الخمسينات من القرن الماضي، وحصل البارحة مع نضالات الجماهير الشعبية المضطهدة بالريف وجرادة وبالعديد من المناطق الجريحة رغم الثمن الباهض (شهداء وأعداد هائلة من المعتقلين السياسيين...)، ويحصل الآن بالعديد من القطاعات (التعليم والصحة...). ونحذر من مقالب القوى الظلامية التي تمتطي النضالات "الجاهزة" لأبناء شعبنا من أجل فرض ذاتها ومساوماتها المكشوفة مع النظام، ولعل أبرزها مؤامرة "الانسحاب" (تحت الطلب) من دينامية 20 فبراير سنة 2011؛
- النقطة الثانية هي غياب الحزب البروليتاري، حزب الطبقة العاملة. فبدون هذا الأخير الذي يهمه مصلحة العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين وباقي الكادحين، سنبقى نكرر "التاريخ"، بإخفاقاته وسلبياته، ببهلوانية تديننا اليوم وغدا.
لقد علمتنا المعاناة أن العاطفة لا تكفي، وكذلك الطيبوبة، وحتى عدالة القضية... وكما قال أحد الرفاق (معتقل سياسي سابق، مجموعة مراكش 1984) مساء يوم 01 أبريل 2019، كفانا من جمل "يجب أن" و"علينا أن"... نحن في حاجة الى الفعل النضالي البديل المنطلق من الواقع الملموس والتحليل الملموس...
فقوة المناضل ألا يستدل بما قاله أو فعله فلان أو علان. ونحبذ التعبير عن مواقفنا وآرائنا وممارساتنا وفق رؤيتنا واقتناعنا الخاصين في ظل واقع موضوعي نعيشه. بدون شك، نستفيد من هذه التجربة/النظرية أو تلك ونتفاعل معها، وهو ما يستشف مما نعبر عنه ونمارسه. فكثيرا ما يلجأ البعض الى (يستنجد ب) فلان أو علان لتأكيد ودعم موقفه وممارسته، وهنا مكمن الضعف (أحيانا). لنكن مقنعين بدون سند ضرورة؛ وقبل ذلك، لنكن مقتنعين... ومكمن القوة أن نعترف عندما نخطئ (النقد الذاتي)...
والموضة المرضية الآن، الموضة المرفوضة، الموضة البئيسة، أن نرفع شعارات قوية، من مثل "إسقاط النظام" بالسودان والجزائر، وأن نتعايش مع الواقع المذل ببلادنا من خلال شعارات مهادنة ومواقف/ممارسات متخاذلة!!!



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من التاريخ والى التاريخ...
- -شرعنة- الولاية الثالثة للميلودي -بوتفليقة!!
- النقابات التعليمية الخمس -الأكثر تمثيلية- (المغرب)
- احتفاء في زمن النسيان
- اختباء السياسي في جبة النقابي
- حتى أنت أيها الموت!!
- النظام أمامنا والموت وراءنا
- مرض الزعامة
- فنزويلا اليوم، كما الشيلي الأمس...
- الجبناء
- نقاباتنا: قواعد مناضلة وقيادات متواطئة..
- -بعيدا- عن السياسية، -قريبا- من السياسة...
- من لا يحب الحياة ليس مناضلا..
- أنا بريء منكم..
- الصبار وبوعياش وبنيوب: أوراق محروقة
- بعد انسحاب النقابات من الميدان...
- أسئلة المؤتمر السادس للكنفدرالية الديمقراطية للشغل
- 02 مارس، 18 نونبر، أو طمس التاريخ!!
- جرادة مرآتنا..
- جرادة الشهيدة...


المزيد.....




- تونس ـ السجن لرئيس الحكومة الأسبق ومسؤولين سابقين في قضية -ا ...
- مصر.. البلشي يحسم مسألة سباق نقيب الصحفيين
- لبنان يعرب عن تضامنه مع سوريا في وجه -الاعتداءات الإسرائيلية ...
- الولايات المتحدة تلغي نظام الإعفاء من التأشيرة مع رومانيا
- توصيات الجامعة الربيعية لأطاك المغرب المنظمة بالرباط أيام 25 ...
- ناشطة بأسطول كسر الحصار: قلقون من احتمال حدوث هجوم إسرائيلي ...
- كيف استخدمت الدعم السريع المسيّرات لتغيير مسار الحرب؟
- غارات إسرائيلية جديدة على سوريا ودوي انفجارات في دمشق
- محللون: إسرائيل تستثمر هشاشة الوضع بسوريا لفرض وقائع ميدانية ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مناطق متفرقة في سوريا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - السياسة أم النضال؟