أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق على خارطة التيه والضياع. رسالة الى العراق والعراقيين















المزيد.....

العراق على خارطة التيه والضياع. رسالة الى العراق والعراقيين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6189 - 2019 / 4 / 2 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق على خارطة التيه والضياع.


كنت أخشى أن أكتب شيئا خلال الأيام الماضية حول وضع البلد ونحن نواجه السيول والأمطار وما رافق ذلك من ظهور تقصير حكومي واجتماعي في مواجهة الأمر لنجدة الضحايا وتخفيف المعاناة عنهم، رافق ذلك ما شهدته بغداد من عادة لم تألفها من قبل ولم تجد لها تفسير حول المسير على الأقدام طلبا للزيارة ما يرافق ذلك من مظاهر وتعطيل بالرغم من أننا ضد تقييد حركة الناس وما يؤمنون به، لكن لكل مقام مقال ولكل زمان أحكام.
السبب الذي منعني ليس خوفا من أحد ولا تملقا لجهة ما بقدر ما كان ذلك سيفسر من البعض العقول المسطحة التي ستفسر ما نكتب على هواها، الإسلام دين الكرامة والعمل الصالح والتعاون على البر والتقوى والنهوض بالمجتمع لما فيه خير البلاد والعباد، وأهل البيت عليهم السلام كانوا أحرارا في دنياهم لا يخافون ظالما أو متجبرا ويعملون بما أمر الله به لا طمعا ولا زلفة لأحد، ومن هذا المنطلق كان على رجال الدين والذين لهم كلمة على أتباعهم أن لا يقفوا متفرجين على بدع لم ينزل الله بها من سلطان ويمارسوا دورهم الهادي المهدوي دون أن يخشوا إلا الله تعالى.
كلنا يعرف أن البلد اليوم في أتون محرقة الفساد وتحت عبث الفاسدين والسراق والطفيليين من كل جهة وحدب وصوب، والوضع الإنساني والاقتصادي كارثي في العراق في كل المستويات، فهل من دعوة حقيقية للتعقل وبناء البلد وتمتين العلاقة بين أبناءه بالتراحم ونسيان مأسي ما حدث، كنت أتمنى أن أرى تلك الحشود تتوجه للناس وتساعد على إنقاذ البلد من الخراب والتخريب لا سيما وأن ما يجري لا يسر عدو ولا صديق، فكيف نرضي الله عنا ونحن لم نتراضى ولم نتوحد تحت راية (خير الناس من نفع الناس) و (المسلمون أخوة كالبنيان المرصوص)، أعرف أن بنياننا اليوم مفكك ومتهالك بفعل المنحرفين وأياديهم الملوثة بدم الله قبل دم الإنسان.
وأعرف أن البلد كسفينة تائهة في وسط البلد والملاحون الفسقة والجهلة هم من يتولون إدارة دفة السفينة وكل منهم يغني على ليلاه، أليس من حقي كمواطن اسأل وأتساءل ما معنى لكل ما يجري فيه وأنا وغيري مصيرهم مربوط على قول هذا وذاك، ولكن العجب كل العجب أن نرى حكومتنا ومن ورائها أحزاب وحركات سياسية تعمل بالضد تماما مما كان يجب أو يستوجبه عاقل يريد مصلحة الوطن وشعبه وهم يفرطون بأخر قطرات الحياة التي يمكن أن تنقذنا وتساعد على ذلك، منغمسة في تشرذمها والبحث عن مكاسب لهذا الرمز أو ذاك.
هل من العقلانية والحكمة من شيء أن تسخر طاقات البلد لأجل مصالح فرعية وإن كانت دينية أو يظنون كذلك والبلد في حال كهذا لو حدث في بقعة أخرى من العالم لأعلن حالة الطوارئ وشدت كل الأجهزة الحكومية والشعبية أزرها لتقوم بدورها في ما يجب أن يكون لإنقاذ عشرات الألاف من المحاصرين بالسيول والأمطار وتهديم الطرق والجسور، وكأن الأمر لا يعنيها ولا من حق هؤلاء الناس من أن تمد لهم يد العون والمساعدة والأنقاذ، أين مسئولية الدولة وأين مسئولية رجال الدين وقادة المجتمع من كل ذلك، أعرف أنها صرخة في واد لا يسمعها إلا من أطلقها ولكن كلمة الحق يجب أن تقال.
كل يوم يخرج لنا حثالة من السياسيين ممن لا غيره له على وطن ولا على إنسان ولا يخافون الله بموقف أو تصريح أو تصرف يشعل تلك النار التي كلما خبت أوقدها شياطين السياسة العراقية عن جهل وتعمد وغايات مريضة، القانون نائم والقضاء يدرك أنه بين كفتي عفريت أما المسير جنب الحائط أو مواجهة الموت الوحشي بدنيا أو معنويا، لذا لم نجد موقفا حاسما ولا هيبة تمنع الفاسدين والمنحرفين من المضي بطريق تهديم أركان الدولة والمجتمع، قد يقول البعض ما علاقة كل ذلك بما يجري فيما عرف أخيرا بالزيارة الرجبية؟ أقول حينما لا نحترم مبادي الدين ولا نعمل بما يرضي الله ولا نفعل ما فعلوه أهل الذكر والقيم النبيلة فإننا نساهم مرة أخرى بقتلهم وتشويه الصورة الجميلة الإنسانية التي كانوا عليها وضحوا من أجلها، لو كان أهل البيت حاضرين بيننا اليوم لشرع كل واحد منهم أن يعمل لإصلاح أمة رسول الله والإصلاح ليس بالتهادن والتهاون ولكن بحمل الحق والعمل من أجله.
هل المطلوب من العراق وشعبه اليوم أن يكون كبني إسرائيل في التيه لا يستدلون على هدى ولا يرون في الأفق ما يجعلهم متفتحين على أمل العودة للحياة؟ هل المطلوب منا أن نضيع كما ضاع وضاح بلا ثمن لنرضي نفوس مريضة وأفكار هدامة لا تزيد الإسلام فخرا ولا تعيد للدين قيمته وبريقه؟ هل هي حرب إبليس على آدم من جديد بفصول ورموز وحكايات لا شرعية لها ولا مشروعية فيها باسم الولاء وحب أل البيت مثلا؟ دعوني أقولها بصراحة أنها جريمة كبرى وعظيمة أن يتمزق العراق ويتشتت وتذهب ريحه نحو جهة الفشل والضياع لأن هناك من يريد ذلك حقدا وتشفيا للماضي الذي كانوا هم فاعلا به ومؤسسا له، لا نريد العودة للعصور الجاهلية وأن تتحول مدننا وحياتنا وكياننا إلى عصور ما قبل التاريخ.
نريد دولة تحترم مواطنيها وتنظم أمورهم بالعدل والإحسان والخدمات وتأسيس مستقبل مشرق وهذا واجبها ومسئوليتها وليس الرضوخ إلى زعم هذا ورأي ذاك، وكأننا أسارى لمن نصب نفسه وليا وواليا وسلطان على رقاب الناس دونما كتاب أو حق، نريد دولة وقانون ونظام وحقوق وواجبات وعمل دؤوب وليس أن يشارك رئيس وزراء دولتنا في المشي مع الناس لتشجيعهم على بدعة لم تكن ولم نشهدها في تاريخنا حتى صارت مودة وموضة لكل من يريد التهرب من واجبه ومسئولياته بحجة الزيارة، وأداء فريضة لم تشرع ولم نجد لها معنى حقيقي يزيد من قيمة الدين أو الإنسان، نريد دولة يشعر المواطن بها أنها أقرب إليه من حبل الوريد تؤدي واجبها بإخلاص وورع وتقى دون أن يطلب منها أحد، نريد دولة تحافظ على أقتصادنا وأموالنا وتفتح المشاريع وتساهم في بناء ما خربه الأشرار وعبث العابثين وهل من متعظ.
هل هذه الطلبات والحقوق والواجبات تتعارض مع الدين ومع الحق ومع الإنسانية؟ وهل كلمة الحق التي تقال في وجه الفاسدين والمفسدين جريمة يعاقب عليها الكهنوت وأتباعه مهما كانوا وتحت أي مبرر، شخصيا أنا رجل أحب الله وأدافع عن ديني وعن الوجوه المشرقة التي نافحت دفاعا عن الدين والإنسان ولكن أدرك أن ما نحن عليه لا علاقة له بكل أولئك العظام المخلدون الذين قدموا للإنسانية أزكى وأعظم ما يملكون دون منة ولا ادعاء ولا حتى طلب منهم أن نتباكى عليهم أو لهم، اللهم إني بلغت وما معي غير إيماني بالله وكتبه ورسله وملائكته والله الموفق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. خزعل الماجدي ووهم الأديان... حالة توهم أم قطع يقيني
- يا مدنييّ العراق أتحدوا.....
- كلنا عبيد قريش وليس فينا من يعبد الله
- رسالة إلى امرأة فاتنة
- عندما تكون الدولة لعبة.... ح1
- المنقذ التاريخي وإشكالية البيئة الحاضنة له وأسئلة أخرى. ح2
- المنقذ التاريخي وإشكالية البيئة الحاضنة له وأسئلة أخرى. ح1
- تفكيكية دريدا بين الفرادة في الإبداع وطبيعية المعرفة الإنسان ...
- تفكيكية دريدا بين الفرادة في الإبداع وطبيعية المعرفة الإنسان ...
- نقابة المحامين العراقيين بين قانون السلطة وخيار التنظيم
- الفكرة الخفية....
- قصصي لا تنتهي....
- الى صديقي ...أخي علاء المشذوب
- تخلية المأجور في القانون العراقي.. إرادة القانون أم إرادة من ...
- أمنيات مجنون عاقل
- يوما ما ..... كنت مع الرب
- الممكن والضروري
- قتلى وصرعى على أرض البرتقال
- في الهم المدني عراقيا
- أنت إنسان


المزيد.....




- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لخيام تؤوي نازحين غرب مدينة غزة ...
- شاهد.. أفضل ضربة قاضية هذا العام
- هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائ ...
- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق على خارطة التيه والضياع. رسالة الى العراق والعراقيين