أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - المناضل-ة - 25 ابريل 1974: «ثورة القرنفل» بالبرتغال















المزيد.....

25 ابريل 1974: «ثورة القرنفل» بالبرتغال


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فجر يوم 25 ابريل 1974 قام رتل من عشر مدرعات خفيفة و12 شاحنة باحتلال ساحة الوزارات في لشبونة. وفي ساعات قليلة، ودون إطلاق نار، حصل هؤلاء الرجال، وهم بضع مئات، على انضمام القوات التي أُرسلت ضدهم. واستقبلهم السكان بالمواكب رغم النداءات الداعية الى المكوث في المنازل.

واستسلم رئيس الحكومة، مارسيلو كايتانو، المحاصر في هيئة أركان الدرك، ونقل سلطاته الى الجنرال سبينولا « كي لا تؤول السلطة الى الشارع».على هذا النحو سقط النظام. وفي الليل قامت الحشود بالافراج عن مئات السجناء السياسيين. هكذا انهارت ديكتاتورية عمرت اكثر من نصف قرن.




48 سنة من الديكتاتورية

عام 1926 منح انقلاب عسكري كل السلطات لسالازار، وهو كاثوليكي ورع ومحافظ متزمت، وأقام ديكتاتورية وفق نموذج موسوليني. بعيد الحرب العالمية الثانية أراد نظام سالازار إن يظهر للخارج واجهة لائقة اكثر. وكانت المعارضة البورجوازية مسموحا بها بالكاد. وكانت تجري انتخابات مع مرشحين معارضين أحيانا، وغالبا ما كانوا عسكرا من أعلى الرتب.

وعلى العكس لم يكن مسموحا بأي تنظيم مستقل في الأوساط الشعبية، وكان الدرك يقمع مطالب الفلاحين ، بينما كانت الشرطة مكلفة بإضرابات العمال. وكان الحزب الشيوعي حزب المعارضة الوحيد الذي استطاع الحفاظ على حضور نضالي. وأدى ثمن ذلك باعتقالات واغتيالات لمناضليه.

وما كان يميز البرتغال هو التأخر الاقتصادي والاجتماعي. فلأمد طويل ظلت الصناعة ضعيفة قبل ان تتطور ببطء خلال سنوات 1960. وكانت الزراعة راكدة سواء في الملكيات الكبيرة بالجنوب او الاستغلالات العائلية بالشمال.

وكانت نسبة مهمة من موارد الميزانية تأتي من المستعمرات الأفريقية، انغولا وموزمبيق وغينيا بيساو . وكانت الشركات البرتغالية تنهب بها المواد الأولية وتصدرها الى البلدان الصناعية. ونمت بتلك المستعمرات منظمات حرب غوار استقلالية في بداية سنوات 1960. وأدت هذه الحروب الى خفض الأرباح الاستعمارية، وقلصت الميزانية، وفرضت على الشبيبة أربع سنوات من خدمة عسكرية محفوفة بالمخاطر. وكان قسم من القابلين للتجنيد يهاجر الى فرنسا هربا من البؤس الاقتصادي ومن الحرب الاستعمارية القذرة على السواء.

مات سالازار عام 1971، وخلفه كايتانو. وفقد النظام الاعتبار من جراء هزيمته في أفريقيا. وأصبح صوت المعارضة الطلابية مدويا رغم القمع. وحدثت إضرابات وبدأت حركة نقابية مستقلة بالظهور.

في هذا السياق، ومن أجل إخراج البلد من ورطة الحروب الاستعمارية، تقدم الجنرال سبينولا، من أرقى عناصر هيئة الأركان رتبة، وقائد سابق بغينيا ورجل يميني، باقتراح منح نوع من الحكم الذاتي للمستعمرات الأفريقية، فتمت إقالته.

وفي نفس الوقت قام ضباط صغار بخلق هيئة سرية سموها «حركة القوات المسلحة»(MFA).وفي مارس 1974، بعد ثلاثة أيام من إقالة سبينولا، قررت حركة القوات المسلحة السير الى لشبونة في فيلق من الدبابات وفشلت. وتكرر نفس السيناريو يوم 25 ابريل ونجح .

1974-1975 : غليان الجيش

نصب سبينولا حكومة مؤقتة ضمت اشتراكيين ... وشيوعيين. وكان ذلك سابقة ببلد اوربي منذ 1947 .هذا مع ان سبينولا كان معاديا عن اقتناع للشيوعية. لكنه كان يدرك ان مناضلي الحزب الشيوعي يشكلون القوة المنظمة الوحيدة داخل الطبقة العاملة وبين الفلاحين، وبالتالي القادرة، دون غيرها، على التحكم بالتعبئة الشعبية. وفعلا أدى سقوط الديكتاتورية الى تعبئة المجتمع برمته. ويوم 1 ماي 1974 تظاهر بشوارع لشبونة نصف مليون رجل وامرأة.

وكان الحزب الاشتراكي، المؤسس منذ مدة قصيرة بالمهجر، ضعيف الانغراس. وكانت أحزاب اليمين في طور التأسيس، وكانت بالخصوص محاطة بشبهة التواطؤ مع النظام المخلوع. ومن أجل مجابهة مخاطر إفلات الوضع، لجأت قمم الجيش الى الحزب الشيوعي بموافقة ضمنية من القادة الإمبرياليين، سيما الأمريكان.وقام الحزب الشيوعي بدوره. واجتهد لاقناع السكان بالثقة في الحكومة.

لكن سرعان ما تواجهت سياستان في تلك الحكومة وفي البلد. أولاهما دافع عنها الحزب الاشتراكي وترمي الى إرساء نظام برلماني كلاسيكي، من المرجح ان يعجز عن تحقيق سريع للإصلاحات التي كان العسكر الجذريون يرون ان لا غنى لتطور للبلد عنها.

كان هؤلاء يأملون قيام نظام مستقر قادر على تحديث البلد بما فيه الصالح العام للبورجوازية، مع دوس بعض المصالح الخاصة عند الاقتضاء. لكن سياسة من هذا القبيل تستلزم القدرة على الاستناد على دعم شعبي. و إدراكا من الحزب الشيوعي ان الخيار الأول لن يعطيه الا دورا ثانويا، راهن على هذه الورقة وتقدم مصطفا الى جانب العسكر الجذريين بشعار «تحالف الجيش والشعب».

وقامت حركة القوات المسلحة بدور متنام في حياة البلد السياسية. وفي يوليوز 1974 دخل أربعة من عناصرها الحكومة معارضين سبينولا الذي استقال في سبتمبر وقام مقامه على رأس الدولة جنرال آخر، كوستا غوميز.

وتزايد تسيس الجيش. واتسعت حركة القوات المسلحة لتشمل ضباط الصف ثم الجنود.وشكلت حركة القوات المسلحة مجلس ثورة مكلف رسميا بالإشراف العام على الحكومة.

كان ذلك بداية موجة تأميمات وتسارع الإصلاح الزراعي في الملكيات الكبيرة في الينتيخو l’Alentejo .وفي بضعة أسابيع تم نزع ملكية مئات من المنشآت. وهرب العديد من البورجوازيين الى إسبانيا او فرنسا او البرازيل. وقام المحرومون من سكن لائق باحتلال منازلهم. وكانت اكثر فيالق الجيش تسيسا تقدم المساعدة لكسر مقاومة المالكين. وكان تسيس الجنود المتنامي هذا يطرح على البورجوازية مشكلا خطيرا، لأنها تخشى الا يطيعها جيشها عند الحاجة الى استعماله ضد الجماهير الشعبية.

انتقلت المعارضة المكونة من الحزبين الشيوعي والاشتراكي الى داخل حركة القوات المسلحة، حيث تميز جناح «معتدل» عن الجذريين. وفي شمال البلد قام الحزب الاشتراكي والكنيسة واليمين بحملة عنيفة ضد الشيوعية. واستعملوا كذلك ضغينة العائدين من المستعمرات المستقلة.

واجهت الحكومة في نوفمبر 1975 عدة إضرابات، سيما في قطاع البناء والموظفين. وحصل عمال البناء على زيادة 40% في الأجور بعد ان حاصروا البرلمان والحكومة طيلة يومين. لكن هذا النصر سبق بفترة وجيزة استعادة الجيش زمام الأمور.

ويوم 25 نوفمبر، بعد استفزازات من هيئة الأركان العامة، تم احتلال تكنة المظليين في تانكوس، التي كانت خارج تحكم هيئة الأركان، و أعلنت نفسها « في خدمة الشعب والثورة الاشتراكية». تم عزل العسكر الجذريين وحتى اعتقالهم. كان الميزان المائل منذ سنة ونصف نحو التجذر قد بدا يميل الى الاتجاه الآخر.

?و منذ 1975

لم تكن ضربة 25 نوفمبر 1975 سوى بداية مرحلة مديدة من التطبيع. ورث البرتغال عن اشهر 1974-1975 المضطربة القوانين الاجتماعية التي غالبا ما كانت متقدمة عن باقي أوربا، وقطاعا مؤمما واسعا، وملكيات زراعية كبرى بيد تعاونيات فلاحية، ونقابات قوية. تمثلت مهام الحكومات المتتالية مذاك في تقليص وزن المنظمات العمالية وقضم مكاسب العمال، وتقليص مساحة التعاونيات الزراعية والمنشآت المؤممة، بوسائل تشريعية او قضائية او بالقمع على السواء.

خلال ثلاثة عقود جرى تطبيق كل التركيبات الممكنة: حكومات اشتراكية منسجمة، اقليات، اغلبيات، حكومات اشتراكية بتحالف مع اليمين، حكومات يمينية. لكنها خاضت كلها نفس الصراع المتواصل ضد الطبقة العاملة والقوانين الاجتماعية والتأميمات والتعاونيات الزراعية والضمان الاجتماعي والأجور والتقاعد وحماية العاطلين. ولم تمس أي منها ارث النظام القديم، كالفساد الذي يعفن الإدارة والشرطة و الدرك والقضاء والجيش.

ومع ذلك جرى تحديث البلد تدريجيا بخفض وزن الكنيسة الاجتماعي، رغم انها نجحت لحد الآن من منع حق النساء في الإجهاض، وارتفع مستوى المعيشة رغم انه مازال اقل من مستوى إسبانيا او فرنسا.

اذن تحقق جزء من هدف القادة العسكريين الذين اسقطوا الديكتاتورية في ابريل 1975. لكن المستفيد الأكبر من ذلك التقدم هو البورجوازية. وهذا منطقي لان ايا من الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي، المستظل بعساكر من اختياره، لم يدافع قط عن سياسة عمالية مستقلة .

فانسان جيلاس

جريدة «النضال العمالي» عدد 23 ابريل 2004

تعريب المناضل-ة الاربعاء 26 أبريل 2006

مواضيع أخرى حول ثورة القرنفل يمكن الوصول غليها عبر رابط جريدة المناضل-ة
www.al-mounadhil-a.info



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الاشتراكي الديمقراطي و الاتحاد الاشتراكي: دلالة الاندم ...
- حصيلة 6 سنوات من ميثاق التربية و التكوين: التلاميذ بكلميم يق ...
- التعليم ليس بضاعة...دفاعا عن التعليم كخدمة عمومية
- وفاة ثاني قادة الاتحاد المغربي للشغل التاريخيين:محمد عبد الر ...
- مركب النسيج بفاس (كوطيف) : دروس هزيمة عمالية
- الى أين يهوي -البرنامج المرحلي-؟ماذا بعد الإفراج عن المجرمين ...
- حدث قبل 30 سنة انقلاب فيديلا العسكري: إرهاب دولة ضد الأرجنتي ...
- بمناسبة الذكرى الخمسين لاغتيال المناضل الشيوعي المغربي عبد ا ...
- ماذا تبقى من تيار القاعديين(البرنامج المرحلي) بجامعة مراكش؟
- فرنسا :الحركة ضد عقد التشغيل الأول تدخل منعطفا
- حزب المؤتمر الوطني الاتحادي: من أين؟ والى أين ؟
- أضاليل هيئة بنزكري حول قتلانا في فاس
- مؤتمر الرابطة الشيوعية الثورية (فرع الأممية الرابعة بفرنسا) ...
- فرنسا : حركة احتجاجية ضخمة ضد عقدة العمل الأول
- قبل 50 سنة فبراير 1956: تقرير خروتشوف السري
- مقابلة مع ستالين بيريز بورخيس-نقابي فنزويلي
- نصر الكادحين الاكيد
- أين تسير جمعية المعطلين؟....عناصر أولية لفهم أزمة الجمعية ال ...
- واجب التضامن مع الثورة الفنزويلية
- ألكسندرا كولونتاي أول وزيرة في العالم ...من تكون؟


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - المناضل-ة - 25 ابريل 1974: «ثورة القرنفل» بالبرتغال