أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد النجار - صاحبة العزاء والحدث..جاسيندا أرديرن














المزيد.....

صاحبة العزاء والحدث..جاسيندا أرديرن


أحمد النجار

الحوار المتمدن-العدد: 6182 - 2019 / 3 / 24 - 20:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صاحبة العزاء والحدث..جاسيندا أرديرن
ربما لم يكن احد خارج حدود نيوزيلندا، يعرف اسم رئيسة وزراء ذلك البلد، قبل الجمعة الدامية، التي ازهق فيها المتطرف اليميني الاسترالي ارواح مصلين مسلمين كانوا يؤدون صلاة الجمعة داخل مسجدين في كريستشيرش.
منذ تلك اللحظات السوداء في ظهيرة الجمعة ما قبل الماضية، ورئيسة وزراء تلك الجزر النائية، مشمّرة عن سواعد العمل الجاد في ما تقتضيه المناسبة الاليمة، من استيعاب للصدمة وتضميد لجراحها، وطمأنة للشريحة المستهدفة ومواساتها، وسعياً لاستصدار قرارات جديدة في محاولة لمنع تكرار ما حدث، وحتى مراسم دفن الضحايا حرصت ان تتواجد فيها في سابقة تعد تاريخية. كل هذا وغيره تقوم به بصفتها سيدة البيت النيوزيلندي المفجوع بالعدوان على ابنائه، من قبل شخص تافه، طائش، راسه معبئة باوهام التفوق الوهمي للبيض على سائر ابناء آدم، واوهام اخرى، رسخها في تفكيره، خطاب اعلامي ينضح كراهية، شاع في السنوات الاخيرة.
جاسيندا ارديرن، اسم عبر الحدود، فارضاً احترامه على كل من تابع اصداء ما حدث. تتحرك، فتحرك معها المشاعر، وتطل من الشاشة، فتمنحها وهجاً مختلف. تنظر اليها وهي متلفعة بالحجاب حاضرة بين ذوي الضحايا تحتضن هذه مواسية، وتربت على اكتاف ذاك معبرة عن حزنها وعزائها، وكانها تشعر بالخجل امام قوم جاؤوهم فارين من جحيم اوطانهم، فساقت لهم الاقدار جحيماً لم يكن بحسبانهم. وبعد قليل تراها في مؤتمر صحفي تجيب على الاسئلة الموجهة اليها بنفس النبرة المشوبة بالخجل والحزن والغضب. وفي ملاحظة ذكية منها، تتعمد عدم ذكر القاتل في جميع لقاءاتها الصحفية واحاديثها، وتشير على الاخرين بان لا يذكروا اسمه بل الذي يجب ان يذكر هي اسماء الضحايا. ولم تنقصها الشجاعة، بل تفردت بها، من بين جميع الاصوات الغربية، حين اعلنت فور وقوع الحادث ومعرفة منفذه وضحاياه، بأن الهجوم ارهابي ولا توصيف له غير ذلك. وهذا ما لم يعرف من قبل من وسائل الاعلام الغربية والشخصيات السياسية في مثل هكذا حوادث، حيث يتعمدون تبسيط اي عمل اجرامي يقوم به ابيض ضد المهاجرين عموماً او المسلمين خصوصاً، واللجوء الى توصيفه باوصاف اخرى تجنبه سمة الارهاب.
امام هكذا نموذج انساني باذخ الانسانية تشعر بانك تريد ان تحتضن الشاشة التي يطل منها. وامام هكذا نوع من الشعور بالمسؤولية لمسؤول في اعلى هرم للسلطة، تجد نفسك تلقي بحسرة بحجم الفجيعة باوطاننا التي يفتقر "المسؤولون" فيها لادنا درجات المسؤولية تجاه من يشاركونهم الاوطان والاديان والمصائر.
جاسيندا امراة لا تدين بدين ولا تؤمن بإله، لكن ضميرها حي، وانسانيتها نقية، وتدرك معنى ان يكون المرء مسؤولاً. متنبهة لوقع ما تقوم به في نفوس رعاياها ومن يتابعها من بعيد، منطلقة من نقاء انسانيتها، وادراكها العالي لمعنى وجودها بهذا الموقع والمواقف الصادرة عنها. هكذا يجب ان يكون من يتصدى للزعامات، وهذه الروح التي يجب ان يلمسها المواطن مِن مَن يحكمون الاوطان.
الف تحية لك سيدة جاسيندا، فما دام في الواجهة اشخاص بنقائك وانسانيتك، يستطيع المرء الجزم بان الكراهية التي اتسعت رقعتها على خريطة العالم في الاونة الاخيرة، ستنتكس وتتراجع امام نبل المواقف الانسانية، ورسوخ الايمان بان الانسان اخو الانسان برغم اختلاف الاديان والاعراق والالوان. عالمنا اليوم بامس الحاجة لامثال وقفتك وموقفك، وتضامن شعبك مع اهالي ضحايا الارهاب الذي كما قيل لا دين له، وهو كذلك.

أحمد النجار



#أحمد_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمجاد زائفة قصة قصيرة
- امة
- امريكا والسيسي ...
- رمال الطائفية.. من الذي يريد تحريكها تحت اقدام العراقيين؟؟
- الاعلام السعودي والعراق.. (رمتني بدائها وانسلت)
- مخاوف العراق من سوريا ما بعد الاسد..!
- اللعب مع الغبار
- علمانيون في بيئة مسلمة
- إضافة صورة لموضوع - موجودا كالريح متوفرا كالانفاس
- موجوداً كالريح .. متوفراً كالأنفاس
- خليجي 21 الى البحرين.. هل البحرين اكثر امناً من البصرة؟
- الارهاب في العراق.. ومحاولة جديدة لاقلاق العراقيين
- لماذا العراق لا نصير له
- بين النصارى والمسيحيّين


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد النجار - صاحبة العزاء والحدث..جاسيندا أرديرن