أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - قراءة في (دقيقتان .. ودقيقة واحدة) للشاعرة بلقيس خالد ..بقلم رياض العلي














المزيد.....

قراءة في (دقيقتان .. ودقيقة واحدة) للشاعرة بلقيس خالد ..بقلم رياض العلي


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


دقيقتان.. ودقيقة واحدة/ هايكو عراقي
رياض العلي

الهايكو نوع من الشعر الياباني، يحاول الشاعر من خلال ألفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة أوأحاسيس عميقة. تتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط، مكون من سبعة عشر مقطعا صوتيا (باليابانية)، وتكتب عادة في ثلاثة أسطر (خمسة، سبعة ثم خمسة).
قبل أيام حصلت على نسخة من ديوان الاديبة البصرية بلقيس خالد المعنون ( دقيقتان...ودقيقة واحدة) وبعنوان فرعي ( هايكو عراقي ) صادر عن دار المكتبة الاهلية في البصرة سنة ٢٠١٩..
الديوان مقسم الى ٢٣ باباً وفي ١١٧ صفحة وبطباعة انيقة جداً..
لكن لماذا هايكو عراقي...هل يوجد هايكو حسب التقسيم الجغرافي؟
عند قراءة النصوص نجد الاجابة.
في الديوان نجد أشتغالات مهمة جداُ.
ففي الباب الاول المعنون حكايات تقول بلقيس :
(أستكانات الشاي
لاحكايات لها
حين تروي عطش الاحبة)
ونقرأ:
(لم يحتفظ الكنتور بشئ..
الكثير من الحكايات تسربت
عبر شقوق الثياب)
حيث تستعير الشاعرة من اللغة المحكية كلمات ربما لا نجد لها مثيل في اللغة الفصحى يحمل نفس الحميمية والالفة والروح العراقية..استكان الشاي له مكانة مهمة في الحياة العراقية وصيغت له الكثير من الحكايا والاساطير والطقوس .
أما الكنتور فهو دولاب الملابس الخشبي ..الفقر هنا هو قرين تلك الشقوق التي تسربت منها حكايات الشقاء والالم .
انها حكايات الاشياء وتذكرنا بسرديات الان روب غرييه عندما يجعل من الاشياء أبطال لقصصه..كذلك فعلت الشاعرة عندما جعلت للاشياء (البساتين -الصحراء- النهر الصغير- الواحات- السراب- الحجر-الزمن-فنجان-الشجر) وغيرها حالات شعرية باذخة.
وفي الباب المعنون منحدرات متصدعة نقرأ حالات نسائية لها الام غير محسوسة لغيرهن:
(في الارض الخصبة
والصحراء
وصخور الجبال
المرأة
: عشبة زرقاء)
و :
(في المساء تترك الستارة
قليلاً
:الارملة الجميلة)
تحاول الشاعرة الكشف عن الالم والمعاناة التي تعانيه المرأة بين سخط الحروب (لاتقل / لأمرأة /فقدت اولادها/:الحرب ...انتهت) والامومة التي لا يهتم اليها احد بقدر ما يهتمون بصراخ الرضيع (في آخر الليل لا أحد يفكر عند سماع/بكاء الطفل/: بمعاناة الام)
في الفصل المعنون ( مليئة بالنشيج ترتفع أسئلتي) نصوص عن حيرة عاشقة حالمة تخشى الرحيل والانتظار :
( إحلمُ
وتحلم...
والمسافة :يقضة واخزة)
في الفصل المعنون ( وحده..الذي هجرته الاسئلة ينتظر مفتاحاُ) ثمة نصوص تأخذ من الغيم والكهف والظل والسماء والنجوم مواضيعاً تصوغها الشاعرة باحتراف بالغ(كهفٌ شفافٌ: الظل)
في الباب المعنون ( ضيقٌ جلد ايامنا ) نصوص عن العلاقة بين الجسد والثياب ( حين تدس في الثياب الانيقة جسدك/يتوهمونك مبتهجا) و ( نغطي قديمها/ بجديد الثياب / :أجسادٌ نقيم فيها)
في فصل ( وقفة ) تضرع الى اله يعرف كل شئ وحين لا يملك الانسان الا وزره فأنه يطرق باب هذا الاله مطمأناُ.
ونقرأ في فصل ( دفقة زهر ) نصوص تنتمي الى الورود والنحل وحديقة البيت ( ضرع النحلات / هذه الازهار).
الشاعرة كانت أمينة جداً على تطبيق شروط الهايكو في هذه النصوص ولا نستطيع في هذه العجالة أن ندرس تجربتها بشكل عميق لأننا مازلنا في طور القراءة والتأمل ..ربما بعد عدة قراءات للديوان نستطيع ان نفهم ونستوعب التجربة بشكل أعمق..لأن القراءات الاولى تظلم الكاتب دائما.
الديوان يمثل نقلة نوعية في الشعر العربي ويثبت بما لا يقبل الشك ريادة العراق وبالتحديد البصرة في تجديد الشعر العربي وكيف يستطيع الشاعر العراقي أن يطوع المدارس والاشكال الشعرية الاجنبية بما يتوافق مع الشعرية العربية ، لكن هل تعد قصيدة الومضة العربية هي هايكو ؟
هذا الديوان يستحق أن يوضع تحت مجهر النقد الحقيقي



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقيقتان ... ودقيقة واحدة للشاعرة بلقيس خالد / بقلم زهير إسما ...
- مهرجان المربد وخرس الأمكنة السياحية
- حسين عبد اللطيف ..في مراياهم / حاورتهم بلقيس خالد
- مهرجان المربد الثالث والثلاثين يبارك ويساند المرأة العراقية ...
- ف في مديح الخزف
- لا أحد يستيقظ
- السلام والأمان : أمسية شعرية في منتدى أديبات البصرة
- مسافة من ضباب لندن إلى نخيل البصرة : الشاعرة تاجية جواد البغ ...
- أكرم الأمير : موت في الربيع
- مفخرة
- قراءة خاطفة/ عريان السيد خلف : شاعر قصائده من الموسلين
- بالقصائد منتد
- الصيرفة والرواية
- دكة مكة : صراخ في دفتر ماكينزي
- مفتاح الموصل
- أصابعها مفاتيح المعارف : السيدة عالية محمد باقر
- هايكو العشب
- ديزي : صوت فيروز
- رسم بإيقاع الهايكو
- هايكو مفتاح أمسيتنا


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - قراءة في (دقيقتان .. ودقيقة واحدة) للشاعرة بلقيس خالد ..بقلم رياض العلي