أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - من هم قادة تجمع المهنيين؟














المزيد.....

من هم قادة تجمع المهنيين؟


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الثورة السودانية التى استمرت لثلاثة اشهر لهى ثورة ناجحة بكل المقاييس ومن ينكر هذه الحقيقة هو اما جاهل او مكابر. ولان النجاح يجلب الثناء والاعجاب والتقدير من جانب وكذلك العداء والحسد من جانب اخر, فقد طفت الى السطح اصوات تتسائل عن ماهية قادة تجمع المهنيين, ولماذا لا تخرج قيادة الداخل الى العلن؟

فى البدء نتساءل عن الفاشل: هل هو البشير ام الثوار؟ الفشل يعنى فيما يعنى التراجع والانحدار. ان تراجع البشير من الحكم المدنى الى العسكرى وفرض الاحكام العرفية وقانون الطوارئ لهو قمة الفشل. هذا يقودنا الى طرح مفهوم القيادة الناجحة على طاولة النقاش. ان القيادة التقليدية تعتمد على استخدام اسلوب اللين والشدة بالتناوب. وقد اجاب الخليفة الاموى معاوية بن ابى سفيان عن السبب فى تمكنه من حكم الناس لاكثر من اربعة عقود فقال:” انى لا اضع سيفى حيث يكفينى سوطى ولا اضع سوطى حيث يكفينى لسانى, ولو ان بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت, كانوا اذا مدوها ارخيتها واذا ارخوها مددتها”. وعلى الرغم من ان الرجل قد بنى امبراطورية حققت نجاحات كبيرة فى مجال العلوم والعمران وغيره, الا انه لا ريب قد ازهق ارواحا كثيرة وارتكب انتهاكات بشعة بحق المسلمين وغيرهم

ان اسلوب ومعاوية ونظائره ليعد من الاساليب البالية فى القيادة ومن يستخدمه لهو فاشل بلا ريب. نعم كان معاوية انسانا ذكيا ومثقفا ويمتلك كارزما مميزة و طلاقة لسان ومقدرة على الاقناع, ومع ذلك كان يلجأ احيانا كثيرة الى الاساليب القاسية مثل الارهاب والتعذيب وشراء الذمم وشق صفوف المعارضين ورشوة بعضهم. ان المتأسلمين السودانيين لم يصنعوا قائدا مثل معاوية, بحسناته وسيئاته, ولم يستفيدوا من دروس التاريخ لكى يتجنبوا ارث القهر والبطش الذى حدث فى الدول والممالك الاسلامية بل تمادوا فى الاستهانة بالمواطنيين فجلبوا اسوأ اساليب التعذيب والقهر الحديثة املا فى اخضاع الشعب بالقبضة الحديدية ولكن هيهات. وهم فى نفس الوقت يمدون كل حين يدا تلطخت بالدم من اجل المصالحة. انهم نقضوا كل العهود التى ابرموها, فلا امان لهم ولا امل كما قال الشاعر امل دنقل فى هذا السياق

سيقولون: جئناك كي تحقن الدم
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون: ها نحن أبناء عم
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

على الرغم من اهمية الموهبة والكاريزما والعلم فان القيادة فى العصر الحديث تعتمد على تكامل مجهودات الجماعة ليكون الناتج هو المحصلة النهائية لمساهمات كل الافراد. لذلك فان القائد الحق هو من يستطيع فهم البيئة التى يعمل فيها والناس ومواهبهم وتوجهاتهم واحتياجاتهم وتوظيف هذه المعرفة فى ابتداع برامج عمل ونظم واساليب وقواعد تساعد الناس عى انجاز مهامهم وبرامجهم. ان توزيع الادوار وايكال مهام قيادية لافراد عاديين تعد من التحديات التى تواجه القائد باستمرار. ان هذا الامر يعتمد على معرفة الناس معرفة لصيقة ومن ثم الثقة بهم, وكذلك يتطلب ان يتآلف الناس عبر الاحتكاك اليومى ويثقون فى القادة. ان الناس لا ينتظرون القائد الذى يقوم بالقاء الدروس والمواعظ والاوامر فى هذا الزمن الذى يشهد تدفقا هائلا من المعلومات, لكنهم يريدون القائد الاليف المهذب المثقف فى مجاله, فلا احد يمكنه ادعاء المعرفة بكل شئ. فهل تجمع المهنيين محتك بشكل يومى مع الثوار؟

ان المهنيين هم الاطباء الذين يعالجون المرضى والمهندسون الذين يشيدون المبانى والمعلمون التى يساعدون النشء على اكتساب المعرفة والمحامون الذين يدافعون عن المظلومين والصحفيون والمبدعون والصيادلة والحرفيون وغيرهم. فهل هؤلاء الناس هم على وصال دائم مع الناس؟ نعم, لذلك فان لهم مقدرة كبيرة على فهم الناس وبينهم وبين الجماهير الفة مميزة. انهم يعاملون الناس باحترام وتقدير وان اصدر تجمعم بيانا يحتوى على خطأ غير مقصود فانهم يعتذرون بلا تردد. هكذا تكون القيادة: حزم بلا عجرفة ولطف بلا تفريط

ان تنفيذ الثوار لتوجيهات تجمع المهنيين انما جاء نتيجة لاستيعابهم لها ورضاهم عنها لان يشعرون انها نابعة من زملاء ينتمون الى الثورة والثوار جسما وروحا. نعم لم يسألوا عن اسماء او القاب او اماكن لانهم يدركون ضرورات التأمين والتنظيم وتوزيع الادوار والمهام وتكاملها. وغدا ستنتصر الثورة وسنحتفل كلنا ونغنى للنصر وللغد المشرق الجديد



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية
- بشريات
- التزمت الدينى فى السودان
- بعض صعوبات العمل الجماعى
- ليس للانسان الا ما سعى
- هل يمكن ان يسلب الانسان كرامته؟
- تساؤلات حول الهوية
- القناع
- الثريات الثلاثة
- سر الاسفندان ........ قصيدة جديدة
- حول الصراع المسلح فى السودان وافاق التسوية
- سالتنى ..... شعر
- السمندل …...... قصة قصيرة
- كلكلة ...... قصة قصيرة
- فتاة من عشيرة الطل ….. قصة قصيرة
- فيم يستخدم البشير ذهب السودان
- امر بالقبض ..... شعر


المزيد.....




- -لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال ...
- على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال ...
- الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي ...
- -الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس ...
- الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
- Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
- الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال ...
- ??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا ...
- عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا ...
- أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - من هم قادة تجمع المهنيين؟