جورج كتن
الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 11:26
المحور:
الصحافة والاعلام
تجول الصحوة الظلامية في ربوعنا, مترصدة كل إنارة واستنارة وتنوير... وكافة مشتقات الكلمة واستعمالاتها المتعددة المقروءة والمسموعة, في مجال الرأي الحر والرأي الآخر والنقد والتعددية والاختلاف والإبداع الثقافي والفني والمعلوماتي... وغيرها من مفردات مأخوذة من المعجم التغريبي الشرير, وكما وردت لأكثر من مرة في مشروع الشرق الأوسط, لتبين مدى الحقد على أمتنا العربية – الإسلامية أو الإسلامية – العربية الخالدة كما يفضل البعض.
وبما أن "المرآة" تعكس النور وأطيافه المتعددة بين الأبيض والأسود, وهي بعملها هذا تساند أعداء الظلام, فالحل بحجبها كما جرى لزميلتها التنويرية: "الرأي", والأفضل أن "تتحجب" بإرادتها فتطفئ أنوارها المتآمرة على الظلاميين, خاصة إذا كانت "مرآة سوريا" كموقع الكتروني "أوهنت عزيمة الأمة" خلال الثلاث أعوام المنقضية, بإظهار أن في سوريا آراء أخرى غير الآراء الرسمية الصادرة من الجهات العليا.
ما فعلته هو محاولة تقويض جهود أرتال من الجنود المجهولين والمعروفين عملوا خلال ما يزيد عن أربعة عقود لجمع السوريين خلف رأي واحد ووحدة وطنية, أدهشت العالم بصمودها وتصديها في وجه الرياح العاتية، ووضعت البلد في مصاف الدول الطليعية خلف الدول الشرقية السابقة التي انهارت بعد أن أوهنت نفسية شعوبها الآراء المتغربة المختلفة والمتواجهة.
من حسن حظ "مرآة سوريا" أنها استسلمت أخيراً لمصيرها, نادمة على سفورها وترويجها لآراء فوضوية غير مرخصة, منذ انطلاقها في العام 2003 إلى أن تحجبت منذ أيام, ناشرة مقالها الأخير الذي فضلت أن تختصره في صورة "إنسان" أحنى رأسه للعاصفة في خضوع وامتثال مستعداً لتلقي تعليمات أخ أكبر وطني, حاملاً رغيفه بيده متكئاً على عصا الحكمة التي تكاد تنطق بحصيلة تجارب مريرة حول أن الثقافة والسياسة "لا تطعمي خبز", بل إطاعة أولي الأمر وتقبيل أياديهم, والسير في طريق السلامة وليس طريق الندامة ذو المطبات.
لا نعلم إن كان التحجب أو الحجب هو نهاية "مرآة سوريا" التي كانت حتى البارحة متألقة بأنوارها, لنقدم التعازي ونقول عظم أمركم وكثر سعيكم والبقية في حياتكم, أم أن هناك عودة ما لنزع الحجاب وتبديد الظلمة والخروج للضوء والشفافية, فما أضيق العيش لولا فسحة أمل وشعاع نور.
#جورج_كتن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟