أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بصري محمد - الفلاسفة وصراع الهويات جاك دريدا وحنا ارندت نموذجين.















المزيد.....

الفلاسفة وصراع الهويات جاك دريدا وحنا ارندت نموذجين.


بصري محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6156 - 2019 / 2 / 25 - 02:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلاسفة وصراع الهويات "جاك دريدا وحنا ارندت نموذجين". الكاتب محمد بصري
دريدا ضد التنميط ومأزق الانتماء.
التفكيرالهووي يعني استحالة التموقع في الفضاء الانساني، هو شكل تقليدي في خصومة الفكر والثقافة والإنسانية.ان تصبح هوويا في افقك المعرفي والسياسي هو ان تضع كل ثقلك الانطولوجي في مهب الكراهية والرفض اللامبرر، المنضوي تحت اطاريح الانتماء الديني الرصين او العشائري او الاجتماعي او التاريخي .جاك دريدا (1930 او جاكي كما كان يحلو للنخبة الاكاديمية الفرنسية تسميته لا يخفي ميوله الصوفية وحبه للحي العتيق بالجزائر العاصمة " الابيار" دريدا Jacques Derrida المفكر الحر والمثقف الفرنسي ذو الاصول اليهودية لم يتنكر لانتمائه اواصوله ومحنة عائلته الكبرى في معسكرات "اوشفيتز" المعتقل الملعون الكئيب ،ارتبطت حياته المهنية بأسماء مفكرين من العيار الثقيل منهم فوكو وهسرل لم يتوقف نهمه المعرفي في قراءة اثار الوجودية و الهايدغرية بل تجاوزها الى التعمق في كتابات البنيويين الاوائل..جاكي الذي عاش متمردا يشكو الهامش والتهميش في كتاباته التفكيكية .دراساته انبجست بعد كتابه الشهير "الصوت والظاهرة" حيث تمزج تجربته الفلسفية بين البنيوية الشتراوسية التي تتقن فن التأويل اللغوي كنسق مشترك بين جميع الشعوب في لاوعيها البدائي والتجريد الكانطي كإجراء عملي لاستعادة العقل لمهامه الترونستوندالية والقيمية والنظرية.المقاربة التفكيكية هي جيل فلسفي جديد للبنائية وهي تتوسل فهم النصوص في تناسلها وتكثرها وتلاقحها.هي بمثابة اختراق جديد لعالم النصوص حيث التفوق الغراماطولوجي، و المفتاح البنيوي والفيلولوجي لمعضلة التناص .اي اختراق اللغة بواسطة اللغة.التحري الفكري للغة من خلال القناعات الميتافيزيقية يعني عند دريدا اعادة ترتيب فلسفة الحضور ونقدها من الداخل دون الاجهاز على المقولات الافلاطونية. يرى ليونارد جاكسون إن فكر الاختلاف احتاج الى الميتافيزيقا حتى يحقق الغياب الفلسفي .فكل فلسفة كيف ما كان ثقلها الاستدلالي والقيمي والنقدي لا يمكنها ان تتخلص من الميتافيزيقا ولو كلف الامر ابتداع مركزيات واستراتيجيات مفارقة في الكتابة. يستدل جاكسون ليونارد على الموقف المتدبدب لدريدا من الميتافيزيقا من دفاعه المستميت عن المقولات الارسطية للوجود والكينونة وهو يرد على "بينيفست" 1.حين يعطي الاولويات للفكر الميتافيزيقي في مشروعيته التاريخية الفكرية في حق السبق الفلسفي.التفكيك كمدرسة انقلابية في البنيوية هو نبش في النصوص .النصوص ليست قبورا يتم تحنيط المفاهيم فيها، بل هي فضاءات تضج بالمعنى. البحث عن المعاني يشبه عمليات النظر من خلال التشققات والتصدعات التي تحتويها أنساق النصوص وهي تجمع كتلة من المفاهيم التي تحتاج الى فك شفرتها الدلالية من خلال تفجيرها الى دلالات تشبه إنبجاسات الفيض الصوفي عندما يتحول من المركز الى الحواشي والهوامش.هذه النزعة القاسية في البنيوية كما يسميها الان ايدموند بالبنيوية المتطرفة " او "الفيتيشية" هي كشف مبكر عن لعبة ميتافيزيقية قديمة جدا تتوسم الغيب في الحضور."النص ليس حاضرا. ولا أهمية للكيفية التي نبتكر بها بنية متماسكة ودقيقة نشرح بها النص فما يجعل النص ناقصا هو " استحالة حضوره،واستحالة اجماله..." كان جاكي يحاول جاهدا تحرير اللغة والكتابة وتمثلاتها من الميتافيزيقا لكن بالسقوط في مثالية جديدة هي أشبه بالثورة على النمطية المنهجية الصارمة. لم يكن يؤمن بسطوة الايدولوجيا على الفلسفة .حيث كل فكر حر نقدي لا يقايس بتخندقه في جبهة ثابتة تعطي ذاتها حق المفهمة وحق السلطة و الطهارة المعرفية.التفكيك هو حالة من لوغوس جديد.
يعتقد المفكر المغربي خاليد القاسمي بأن التفكييك نبع من الهرطقة اللغوية فهو نظريا يقوم بوظيفة تشتيت متعمدة للدلالات وتعتيم كلي على النصانية .لأنه محكوم بخلفية اديولوجية كبالية .التناص التفكيكي يتماهى مع وظيفة الاله الكبالي وفق النموذج الصوفي العرفاني اليهودي الذي يعتقد بعدم اكتمالية الوجود الإلهي إلا بحضور صورة البشري.هذا التعدد الالهي او التكثر الالوهي داخل اله واحد هو وثنية متوارية متسترة وراء منهج، وهي تمتد الى وثنية النص.وهو اتهام للثروة التفكيكية لدر يدا بالادلجة والصنمية والتمدد المذهبي التقليدي.السؤال الذي يتجدد هل كان دريدا كاباليا ؟ تتستر فلسفته التقويضية خلف مقولات الحلول التلمودي ؟ هل تنكرت الاستراتيجية التفكيكية لمذاهب الحضور الفلسفي ؟ هل تحمل التفكيكية نزعة تدمير تقني للبنيوية؟
على الرغم من كون العلاقة بين الدين والفلسفة كانت دائما مشوشة ضبابية متضاغطة و سلبية رغم جهود هيغل وسبينوزا، في الربط الميتافيزيقي بين الندين التاريخيين او كما كا يقول هابرماس أن الميتافيزيقا كمعرفة حاولت الربط بين الفكر الديني الفكر الفلسفي وفق نموذجي التضاد والتجاور.قد يبدو للوهلة الاولى ان ربط المنتوج التفكيكي لدريدا وإسهامه الذي افرزته تجربة ومراس فلسفي بالسامية والأدلجة والصوفية من قبيل الشطط والقراءة العقيمة المتربصة لمسارات الافكار وتاريخا نيتها العقلانية.حيث الافكار لا تصنف حسب الطبقات الاثنية للشعوب .لا توجد شعوب كتابية مبدعة وأخرى غير مبدعة تبعا لتطورها الطبقيي او الجيني .يبدو أمرا مقززا وغير إ نساني بالمرة .كان المفكر ارنست يونغرErnest junger يقول " بما يتعلق بالحياة في المانيا، لن يقدّر لليهودي أن يلعب اي دور مبدع اكان حسنا ام قبيحا" 2. فالاعتراض غير المبرر على الثقافات ولأفكار الكبرى بتقويض اسسها وميكانيزماتها وحقولها المعرفية بما يشبه الهدم الفوقي من خلال ترصد مرجعياتها وأصولها المذهبية او تجييرها لحساب افكار عقدية ايمانية لهو عبث معرفي غير منضبط بل هو انطباق ايديولوجي تنكيلي بالفلسفة التي ظلت تراهن على نزعة الشك والنقد الضروريين.
المحاكمة الايديولوجية التي وضعت فكر دريدا في ميزان الايدولوجيا والتدين المتعصب المتستر وراء الفلسفة كما كما لو كان سادنا وحاخاما ينتمي للعهد الهاسيدي القابالي حيث المزج بين التعاليم المسيحية والبروتستانتية وفكر الخلاص اليهودي.يرى ليونارد جاكسون ان مجهود التفكيكية كمدرسة كان متجها نحو تفنيد مزاعم الطروحات الميتافيزيقة الحضورية، خاصة عندما تم التركيز على المرجعيات الاصلية للمركزية الصوتية والتي قامت عليها كتابات فرديناند ذي سوسير الذي كانت كتاباته المتأخرة هي اصل تدشين العهود الاولى للبنيوية ،بل اعادة للفكر المركزي الغربي الذي يجمع بين المورائي الغيبي والعقلي .التفكيك الدريدي هو خطوة هامة نحو الفصل المعرفي والفلسفي المجرد بين الاصولية الميتافيزيقية وبين اليتوبيا اليونانية فصلا لغويا غرامطولوجيا.
دريدا الذي وضع اللغة في امتدادها الميتافيزيقي واللاهوتي محل الشك والنقد والخلخلة كيف يمكن وصفه بلاهوتي يتستر خلف فلسفة تدميرية للنصوص بخلق فوضى للنصوص.هذا المفكر الرحالة هو كنجم سيار في خلوده لم تكن الفلسفة بالنسبة اليه إلا تجوال في النصوص ووضع اسس لمفهمة جديدة واسيقة جديدة.الاسطول المفاهيمي لدريدا قوض كثير من الكتابات التي تعطي ذاتها صلاحية الطهارة والعقدية المطلقة.كما اعطى للفلسفة تجددا واليات جديدة للقراءة والتناص.

حنا ارندت تدافع عن النازية.
ان تقول الحقيقة رغم نسبيتها ،هو ان تتفوه بمواقف تضعك في مواجهة التصعيد وترفعك الى مقام المحاكمات بينما تنزل خصمك الى حضيض الحسم المبتذل .لان الايمان بالأفكار يتحول الى كمين للتصديق والايقانية المغلفة بامتلاك الحق.الحقائق النسبية ليست حقا.لان لا احد يملك شفعة وطهارة الحق.عندما تابعت "حنا ارندت" Hannah Arendt محاكمات "ايخمان Adolf Eichmann)"الجنرال النازي المسؤول عن "المحرقة " ومهندس القيتوهات اليهودية وفنان العزل السامي .والذي اباد كل معتقلي معسكر أوشفيتز Auschwitz بأوامر من الفوهرر. تابعت"حنا" المحاكمات في اسرائيل."ايخمان" اختطف من طرف الموساد بالأرجنتين ورُحل الى القدس وحوكم وأعدم شنقا.دافعت عنه "حنا ارندت" وهي اليهودية الالمانية التي قتل جل افراد اسرتها بالغاز وأحرقوا في أفران Auschwitz السجن الملعون.دفاعها كان منسجما مع قناعاتها الانطولوجية وهي صاحبة فكرة "تفاهة الشر" الشر المحض يهدم كل أواصر الاحكام القيمية. "ايخمان" السفاح والقاتل بدا لها في المحاكمات مسكين ومقهور ومرتبك يصارع من اجل اثبات البراءة وينفي تهم العار التي لاحقت النازية.هو بالنسبة لها مجرد بيروقراطي اداري كان منفذا لأوامر هتلرية إمتازت بالسطحية والعنف وقدر كبير من الشر.لم يطلق رصاصة واحدة على يهودي في حياته.اعتبرت اصدار حكم الاعدام عربدة وظلم انساني راهن على انبجاس الشر ومأسسته في دهاليز الايدولوجيا.الحكم كان بيروقراطي وانتقامي..ثارت الدوائر اليهودية والصهيونية ضدها واتهمت بحبها للنازية ووقعها ضحية افكار عشيقها الفيلسوف الوجودي المتهم بالنازية "هيدغر ".احرق كتابها حول محاكمات "القدس" ومنعت من زيارة اسرائيل رغم انتمائها لأكثر الاسر نبلا ومحافظة في اليهود.البشر لا يريدون الحقيقة بل شخوصهم .الحقيقة اذا لم تمتزج بالسردية والتثاقف العابر للأجيال تتحول الى جحيم هو ليس من الحقيقة بل من اعترافات واهية لانتصار الذات فقط.
المراجـــــــــــــــــــــــــــع
1- ليوناردو جاكسون "الميتافيزيقا النصية والاساطير المناهضة للأسس" ص 11
2- 2يورغن هابرماس الفلسفة الالمانية والتصوف اليهودي ترجمة نظير جاهل المركز الثقافي العربي ص51 دراسة
3- ادموند ايان التفكيك والتصوف درس مقارن بين ابنعربي ودريدا ت حسام نايل المركز القومي للترجمة ص64

خاليد القاسيمي "الخلفية اليهودية لاستراتيجية التفكيك" الحوار المتمدن04/09/2012.



#بصري_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلاسفة وصراع الهويات جاك دريدا وحنا ارندت نموذجين.


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بصري محمد - الفلاسفة وصراع الهويات جاك دريدا وحنا ارندت نموذجين.