أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - رأي بشر بن المعتمر المعتزلي في أوقات الكتابة ومواتاتها














المزيد.....

رأي بشر بن المعتمر المعتزلي في أوقات الكتابة ومواتاتها


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6150 - 2019 / 2 / 19 - 01:10
المحور: الادب والفن
    


اقرأ في بعض المقابلات المجراة مع الأدباء والكتاب والشعراء، أو في كتب مذكراتهم، عندما يسألون عن أوقات الكتابة، أو كيف يكتبون ومتى؟ جواباً كنت أنظر إليه بعين عدم الرضا، أو عدم التصديق، فغالباً ما يأتي الجواب: أنه يجلس إلى مكتبه، أو آلته الكاتبة في الساعة كذا صباحاً، ويظل يكتب حتى قبيل الظهر، ثم يتغدى ويأخذ قسطا من الراحة، أو قيلولة قصيرة، ثم يواصل نشاطه الكتابي من الساعة كذا إلى الساعة كذا مساء.
كنت أحاور نفسي هل هذا الكاتب جندي حراسة عليه واجب ينبغي أن يؤديه في الوقت المحدد؟ وكيف تواتيه الكتابة وتأتيه، وكيف يتدفق حبر قلمه؟!وكنت أميل إلى عدم تصديقها، وأنها من تنفجات الكتاب وأخيلتهم، لأني أرى أن للكتابة طقوسها الخاصة جداً، وما كل وقت ملائم للكتابة، وقد يمر على المبدع حين من الدهر ولا يستطيع أن يخط حرفا واحدا، وقد تواتيه الأفكار وتنثال عليه إنثيالاً في أوقات أخر، أو مكان غير ملائم، وهو بعيد عن أطراسه وأحباره، ويحضرني هنا ما دونه المبدع الراحل مهدي عيسى الصقر (‎١٩٢٧٢٠٠٦) في كتابه (وجع الكتابة. مذكرات ويوميات) "بالأمس وأنا أجلس على كرسي طبيب الأسنان...ووجه الطبيب المنشغل يتحرك على مقربة من وجهي، أصابعه تقود المبرد الكهربائي ليحفر في أسناني، خطرت في بالي عبارة وردت في مسودة روايتي...لتكون أعمق دلالة، وجاءتني الكلمات البديلة وسط أزيز المبرد المزعج.. ويدوي داخل رأسي بالحاج مؤلم" "تراجع ص٩٧ من الكتاب.
وإذ ظللت على رأيي هذا، حتى وجدت صداه، وانا اقرأ رأيا رائعا لأحد كبار المعتزلة وأوائلهم، أبي سهل بشر بن المعتمر ( -٢٢٠) وكان من بلغاء المعتزلة والفصحاء، مما دونه بما عرفت في الأدبيات التراثية المعتزلية بـ(صحيفة بشر بن المعتمر البلاغية) فتحدد الصحيفة كما ينقل لنا الأستاذ الجامعي والباحث السوري الدكتور وليد قصاب (١٩٤٨) في كتابه ( التراث النقدي والبلاغي المعتزلة حتى نهاية القرن السادس الهجري)والمطبوع في الدوحة ‎١٤٠٥١٩٨٥، والكتاب في الأصل بحث مقدم إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة، ونال عنه الباحث وليد قصاب درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى سنة ١٩٧٦،تحدد الصحيفة للأديب أوقاتا يسمح فيها القول وتجود القريحة، فليس الأديب أو الفنان بقادر على الإبداع في كل لحظة، ولا يواتيه القول في كل زمن، وذلك القول الذي تأتيك به نفسك (ساعة نشاطك وفراغ بالك هو القول الجيد، وهو أكرم جوهرا وأشرف حسبا وأحسن في الأسماع والصدور، من ذلك القول الذي يعطيك يومك الأطول بالكد والمطاولة والمجاهدة).
هذا هو رأي بشر بن المعتمر، المفكر المعتزلي المؤثر في الموجة المعتزلية التي سادت الحياة العربية الإسلامية منذ بداية القرن الثاني الهجري، وتألقت يوم تبناها الخليفة المأمون.
وهذا الشاعر الفرزدق يؤكد ما رسخ في ذهني، من أن الأديب قد لا تواتيه الكتابة في كل الأوقات، كما يذكر أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (١٥٠٢٥٥) في الجزء الأول من كتابه (البيان والتبيين) يقول الفرزدق (أنا عند الناس أشعر الشعراء، وربما مرت علي ساعة ونزع ضرس أهون علي من أن أقول بيتا من الشعر؟ وقال العجاج: لقد قلت أرجوزتي التي أولها (بكيت والمختزن البكي) وأنا بالرمل في ليلة واحدة، فانثالت علي قوافيها انثيالا، واني لا ريد اليوم دونها في الأيام الكثيرة فما أقدر عليه) تراجع ص٢٠٩ من طبعة مكتبة الخانجي الطبعة الثالثة ‎١٣٨٨١٩٦٨.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صور الماضي الجميل رصانة المترجم الفلسطيني عادل زعيتر ودقت ...
- ورحل علي الشوك الأرستقراطي اليساري في مغتربه اللندني.
- إضمامة من قصص حنون مجيد القصيرة جداً (بصيرة البلبل).. كتب في ...
- مهدي عيسى الصقر يستوحي اجواء الحروب المفترسة في (بيت على نهر ...
- يوسف عبد المسيح ثروة...المعلم الذي أثرى الحياة الثقافية في ا ...
- عبد الأمير الورد آخر الاخافش، شغف بالأخفش الأوسط وحقق كتاب ( ...
- القاصة العراقية ديزي الأمير. أغفلها النقد وجفتها الحياة.
- الأدب واستقلاله النسبي عن الأدلجة:
- على العرب معاقبة من ينقل سفارته للقدس العربية
- محمود أحمد السيد يحرث في ارض بكر (جلال خالد) رواية أفكار ومب ...
- هل كان الشاعر يغار من ابنه؟ (أبي شوقي) كتاب الذكريات والمسكو ...
- الناقد الساخر مارون عبود شذرات من سيرته والتماعات من آرائه ا ...
- كان تلميذاً لأستاذنا الطاهر مكتشف المواهب.
- ياسمينة خضرا.... صورة الروائي العربي الجزائري
- اختلفت الروايات بشأنه الباحث الجامعي الرصين عبد اللطيف الراو ...
- فؤاد التكرلي رائد الرواية النفسية في العراق
- نازك الملائك عاشقة الليل تحولت لشظايا ورماد في قرارة موجة
- هل كانت سوزان الفرنسية سعيدة في حياتها الزوجية مع طه حسين؟
- يؤرخ للبدايات النقدية (الديوان في الادب والنقد) للعقاد والما ...
- عبد الوهاب البياتي حين ينشغل الشاعر باليومي والعابر ويترك ال ...


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - رأي بشر بن المعتمر المعتزلي في أوقات الكتابة ومواتاتها